سلوى فاضل: هل يتجرّع السيد حسن السمّ الذي تجرعه الإمام الخمينيّ؟//مقتل عناصر من حزب الله في القلمون//من هم اللبنانيّون الذين عاقبتهم واشنطن

367

مقتل عناصر من «حزب الله» في القلمون
المستقبل/13 حزيران/15/ تمكّنت قوات المعارضة السورية في منطقة القلمون الغربي بريف دمشق من صدّ هجوّم لعناصر من «حزب الله» أدّى إلى سقوط قتيلين من الحزب، في وقت حقّقت فيه المعارضة تقدّماً لافتاً وانتزعت مواقع كانت تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية«. وقال الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في القلمون أحمد القصير: «إن عناصر من حزب الله حاولوا التقدم للسيطرة على نقاط جديدة في القلمون، من محوري جرود بلدة فليطة، وجرود بلدة جراجير، قرب مدينة رأس المعرة على الحدود اللبنانية«. وأشار الى أن الفصائل المنضوية في غرفة عمليات «جيش فتح القلمون» قتلت اثنين على الأقل من «حزب الله»، كما استولت على أسلحة خفيفة وذخائر، موضحاً أن «مدفعية حزب الله المتمركزة على الحدود اللبنانية غطت انسحاب عناصره«. ويأتي هذا التطوّر فيما تتواصل المواجهات بين «حزب الله» و»تنظيم الدولة الإسلامية« في جبال منطقتي الجوسية والقاع في السلسلة الشرقية لجبال لبنان بالقرب مدينة القصير التي يسيطر عليها الحزب، فيما من المتوقع أن تتسع رقعة المواجهات بين الطرفين وسط تحضيرات كبيرة يجري الحديث عنها.

ولفت القصير إلى أن قوات المعارضة تواصل معاركها ضد «تنظيم الدولة الإسلامية« في القلمون الشرقي، حيث بدأت معركة تحرير محسا القريتين ومناطق أخرى في البادية السورية التي يخضع قسم كبير منها لسيطرة التنظيم، مشيراً إلى أن الهدف من المعركة «وقف تقدم التنظيم بالقلمون الشرقي، وقطع الطريق أمامه لفرض حصار على المعارضة في ريف دمشق لا سيما مع تقدمه في البادية عقب سيطرته على مدينة تدمر وسط سوريا«. الى ذلك، ذكرت مصادر أمنية لـ»المستقبل» أن «حزب الله فقد في ساعة مبكرة من صباح أمس في سوريا ثلاثة من مقاتليه على الأقل كانوا قد لقوا مصرعهم في اشتباكات مع المعارضة السورية وهم محمد علي جابر وعلي محمد متيرك وعباس عاطف قميحة وهو من بلدة كفرصير

من هم اللبنانيّون الذين عاقبتهم واشنطن؟
“النهار” – 12\6\2015/فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على 3 لبنانيين وشركاتهم لاتهامهم بالانتماء لشبكة تدعم حزب الله اللبناني. ووضعت الوزارة على لائحتها السوداء، رجل الأعمال أدهم طباجة وشركة الإنماء للأعمال السياحية التي يملكها مع توابعها وتعمل في لبنان والعراق، وكذلك رجل الأعمال اللبناني قاسم حجيج، الذي يدعم أنشطة الحزب المالية في لبنان والعراق ويقوم بالتنسيق المالي وفتح حسابات مصرفية لعملاء الحزب، وحسين علي فاعور وشركته. والعقوبات المعلنة تظهر بحسب بيان منشور أن “الروابط المباشرة القائمة بين أنشطة حزب الله الإرهابية والاقتصادية، وكذلك الطريقة التي تواصل فيها المجموعة استغلال القطاع الاقتصادي القانوني لدعم ماليتها وتنظيمها”. وبحسب البيان المنشور على موقع وزارة الخزانة الاميركية ، تؤكد الاجراءات التي تم اتّخذاها استمرار العلاقات المباشرة بين الانشطة الارهابية والتجارية التي يقوم بها حزب الله، إضافة الى استمرار استغلال الحزب للقطاعات التجارية والاستثمارية والخدماتية والعقارية للحصول على مزيد من الاموال لتمويل عملياته وأنشطته. وتضمن البيان، تصريحًا للمسؤول في وزارة الخزانة الأميركية عن شؤون الإرهاب والاستخبارات المالية آدم سزوبين اعتبر فيه ان الحزب مسؤول عن عمليات إرهابية بالضافة الى التحريض على بث الفوضى وعدم الاستقرار في العالم. وهذه العقوبات تتضمن تجميد أرصدة هؤلاء الأشخاص في الولايات المتحدة كما تمنع أي شركة أو مواطن أميركي من التعامل معهم. واستندت الخزانة الاميركية الى الامر التنفيذي 13224 الذي وقعه الرئيس بوش يوم 23 أيلول الخاص بملاحقة أو تجميد أرصدة المنظمات والأفراد الذين تربطهم علاقات بالإرهاب، وقامت بإدراج هؤلاء الافراد وشركاتهم على لائحة العقوبات.
أدهم طباجة
مواليد 24 تشرين الأول 1967 في كفرتبنيت، لبناني، وبحسب الوزارة هو عضو في حزب الله ويملك معظم أسهم شركة مجموعة الإنماء للأعمال السياحية التي تُعنى بقطاع العقارات والبناء في لبنان، ولها فروع كشركة الإنماء للهندسة والمقاولات التي تنشط في لبنان والعراق، وشركة الإنماء للتسلية والترفيه، مؤكدا وجود علاقات مباشرة بينه وبين كبار العناصر التنظيميين في حزب الله، بما في ذلك الذراع التنفيذية للحزب أي الجهاد الإسلامي، وباسمه ممتلكات على الاراضي اللبنانية نيابة عن الحزب. وقد استخدم طباجة علاقته بقيادات الحزب الله من أجل إنشاء مونوبول (شركة مسيطرة) خاص بشركته لأعمال البناء في الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان. كما استخدم طباجة فروع شركة الإنماء للهندسة والمقاولات في العراق للحصول على تلزيمات مشاريع نفطية وتنموية بهدف تقديم المزيد من الدعم المالي والتنظيمي للحزب. وأشار بيان الخزانة الى تعاون بين طباجة والمسؤول السياسي في حزب الله الشيخ محمد كوثراني لإتمام هذه المشاريع والمدرج سابقاً على لائحة العقوبات الأميركية.
قاسم حجيج
قاسم حجيج، مواليد 5 آذار في لاغوس، نيجيريا، لبناني الاصل، وبحسب الخزانة الاميركية، فإن حجيج رجل أعمال تربطه علاقات مباشرة بالكوادر التنظيمية في حزب الله، وقد ساعد على فتح حسابات مصرفية في لبنان وساهم في تقديم قروض ائتمان لشركات المشتريات التابعة للحزب، كما يستثمر حجيج في البنى التحتية التي يستخدمها الحزب في لبنان والعراق.
حسين علي فاعور
حسين علي فاعور، مواليد العام 1966 في الخيام، لبناني الجنسية، وقد أشار بيان الخزانة الى انه عضو في الجهاد الإسلامي لحزب الله، اي الوحدة المسؤولة عن تنفيذ العمليات خارج لبنان. وفاعور يدير مركز العناية بالسيارات Car Care Center في بيروت، الذي يُعتبر واجهة يستغلها الحزب لتوفير صيانة بوسائل النقل الخاصة بعناصره. كما أشار البيان الى عمل نشاط مشترك بين فاعور وطباجة في تأمين وإدارة أعمال البناء والنفط ومشاريع أخرى في العراق لحساب شركة الإنماء للهندسة والمقاولات.

 

هل يتجرّع السيد حسن السمّ الذي تجرعه الإمام الخمينيّ؟
سلوى فاضل/جنوبية/الجمعة، 12 يونيو 2015 /يعمّ نوع من الحزن والحداد في بيوت الشيعة في الضاحية والجنوب والبقاع، واكثر ما يتمظهر هذا الحزن في بيوت الضاحية الجنوبية لبيروت كونها صورة مختصرة لتلك المناطق. فما الذي يجري؟ وما هو الحل؟ رغم اهتمام شيعة لبنان بذكرى عاشوراء أكثر من اهتمامهم بقدوم شهر رمضان وما يليه من شوال شهر الأعياد، بالإضافة الى شهر ذي الحجة شهر عيد الأضحى العيد الاكبر إسلاميا، الا انه أُضيف الى كربلائهم كربلاء جديدة دخلت كل بيت تقريبا منذ بضع سنين. هذه الكربلاء الجديدة تتلخص بـاستشهاد عدد كبير من الشباب اللبناني الشيعي في سوريا في مواجهة التكفيريين والظلاميين من جبهة النصرة وداعش. فقد طال الحزن كل العوائل، ودخل كل المنازل، وعمّ الحزن تقريبا، وغابت البهجة والفرحة، واختفت الزينة، وخفّ الرواد عن المحال التجارية التي كانت تغصّ غالبا بالزبائن بهدف التموين والاستعداد لقدوم هذا الشهر الفضيل. رمضان الضاحيةففي مثل هذه الفترة من كل عام كانت المؤسسات التجارية، تزين واجهاتها، والاسواق الكبيرة كالتعاونيات تقدم عروضاتها شبه المجانية، اضافة الى «العجقات» التي تمنع السير ولو خطوات بالسيارة فتصير الشوارع كالمظاهرات ليلا نهارا.. الحزن والسواد يلف البيوت، ومجالس العزاء تعم القاعات، وتقبّل التعازي ينمو بشكل لم نشهده حتى خلال عدوان تموز 2006. لماذا؟ لأن الفخر بمواجهة الاسرائيلي لا يوازى بأي فخر آخر. وان كانت نساؤنا تردد وتعرف ان التكفيري عدو ليس بهيّن ابدا. دخل القتال في سوريا وعلى الحدود اللبنانية السورية مخاضا جديدا بعد معركة القلمون وجرود عرسال حيث بات الموت مخيّما على حياتنا، والتشييع سيرتنا اليومية، والسواد يلفنّا، والبوسترات التي تمجد الرحيل والشباب لا تُعد ولا تُحصى. والسؤال عن علاقة: الموت والصيام. الحزن والصيام. المكابرة على الحزن والصيام. العزاء والصيام. الصبر والصيام. انها معركة الامهات بشكل كبير ليس اكثر. امهات شهداء حزب اللهورغم ان شهر رمضان من أقسى العبادات في نظر المؤمن، لكن اليوم يمكن القول ان الحزن بات العبادة الأكثر قساوة. فالامهات هن البطلات هنا. هن اللواتي يجب تكريمهن لأن ما يجري ليس سهلا. نعم انها بطولة ابنائهن، وشبابهن وفلذات اكبادهن، ولكنها قدرة لا تتحملها الا نساء عمالقة، وهي قدرة تفوق عقل المرء العادي على الإستيعاب وهي فقد إبن. فهل ستمضي أمهاتنا الى مزيد من البطولات الجبارة كما الفلسطينيات؟ ام ستعود أدراجهن نحو الإنكسار لكثرة المُصاب؟ أي مجتمع كئيب يُحيط بنا؟ وهل كان لزاما على الشيعة الخوض في حروب تعبوية، رغم القدرات الفائقة للشباب؟ أمهات ينتصبن ما بين نارين: نار الدفاع عن الأرض والعرض، وأمهات ضد الموت مع الحياة. مفارقة صعبة ومؤلمة، ولن نفهم تبعات كل منها الا بعد استراحة المحاربين. والخوف هو من قتال طويل المدى يجرّ هذه البيئة الصغيرة جدا الى الإنقراض والكآبة والتقوقع ودفع الأثمان الباهظة الإستنزافية التي لا ندركها الا بعد فوات الاوان. وما أشبه المرحلة الحالية بمرحلة الحرب العراقية-الايرانية حين أراد الغرب والعرب مواجهة إيران، فاستنزفها صدام بحرب الثماني سنوات، الى ان تجرّع الامام الخميني السمّ كما قال وقبِل بالهدنة وبالقرار الدولي رقم 598 الذي انتهى بوقف إطلاق النار. فهل سيقبل حزب الله بهدنة ما تُوقِف إستنزاف شبابنا وحزن أمهاتنا؟