عماد قميحة: هل صار السيد حسن نصرالله عبئا على حزب الله؟// حركة قرار بعلبك الهرمل: … عرسال ليست بلدة تكفيرية

323

 هل صار السيد حسن نصرالله عبئا على حزب الله؟
 عماد قميحة/جنوبية/الإثنين، 1 يونيو 2015  

تغيرت صورة حزب الله في عيون العرب بسبب وقوفه الى جانب بشار الاسد في حربه ضد الشعب السوري. السيد نصرالله قال انه مستعد للتضحية بثلاثة ارباع الحزب للانتصار على ارادة الشعب السوري، لكن حتى الان لم ينتصر. فهل هو على استعداد للتضحية بمنصبه، خصوصاً وان ذلك ما يفكر فيه صاحب القرار في طهران؟

 بجردة حساب بسيطة يبدو واضحا الخط البياني الانحداري الذي يسلكه مسار حزب الله. هذه الحقيقة الموضوعية التي وان حاولت قيادة الحزب ان يكفروا بها الا ان قلوبهم تستيقنها تماما وتتعايش يوميا مع مراراتها ومع ما وصلوا اليه.

فصورة حزب الله ومنذ الإعلان عن خوضه للحرب الى جانب بشار الأسد قد بهتت بشكل درامي وانتزعت منها كل الألوان الزاهية، التي رسمت على مر السنين بريشة المقاومة، وذهبت معها الكثير من المدلولات التي كانت توحيه هذه اللوحة الرائعة من افتخار وعنفوان. ولا ننسى أيضاً حالة التشظي الكبير الذي أصاب المنظومة الفكرية التي شكلت المحمول الثقافي للحزب.

وكان اخر مظاهر هذا الانحدار خروج الفار من وجه القانون والمطلوب بعشرات مذكرات التوقيف المدعو نوح زعيتر مع مجموعة من المسلحين لاعلان ” البيعة ” للحزب ولامينه العام. صحيح ان هذا الحدث الفاجعة حتما ليس بتوجيه مباشر من الحزب حتى يمكن القول انه بدون علمه، الا انه وبنفس الوقت ما كانت لتحصل هذه الخطوة لولا وجود إحساس عميق عند زعيتر وامثاله من المطلوبين بان هذه البيعة تنسجم تماما مع توجهات الحزب او انها قد تلقى ردود فعل مستنكرة منه ( وهذا ما كان ليحصل قبل سنوات). خطوة نوح هذه ليست بعيدة، عن البدعة الخطيرة جدا التي لجأ إليها الحزب في منطقة بعلبك الهرمل وعودته الى منطق العشيرة والقبيلة والرجوع بالمنطقة الى عهود التخلف وتحديداً الى جاهلية ما قبل الإسلام مما يدل مرة جديدة عن مستوى الإفلاس السياسي الذي وصل اليه خطاب التحريض المذهبي المقيت.

صورة حزب الله ومنذ الإعلان عن خوضه للحرب الى جانب بشار الأسد قد بهتت بشكل درامي

فاذا كان كل ما تقدم هو في كفة، ففي الكفة الأخرى يقع الكلام الذي قاله سماحة الأمين العام في اللقاء السنوي للجرحى والطلب بالاستعداد للتضحية بثلاثة ارباع الحزب في معركته التي قال عنها مرارا وتكرارا انه لا يمكن حسمها عسكريا!

قد يقول قائل هنا، بان المسؤولية وسوء التقدير انما تقع على عاتق أصحاب القرار الحقيقين في طهران، وليس على كاهل السيد، الا ان المعطيات والمعلومات في هذا المجال تؤكدان بأن قرار الحرب في سوريا انما هو قرار اخذ وابرم وفرض من السيد حسن شخصيا، وهذا ما المح اليه هو في خطابه الأخير بعيد المقاومة والتحرير في النبطية.

فعلى ضوء ما وصلت اليه الأحوال من اخفاق ميداني كبير، والابتعاد اكثر فاكثر عن تحقيق النصر الموعود منذ اربع سنوات، وفي ظل إصرار السيد بالغرق الى ما لا نهاية والوصول الى نقطة اللاعودة باعتبار انه صاحب الوعد الصادق دائما، يعني ان بقاء السيد حسن نصرالله على رأس قيادة الحزب هو بمثابة انتحار جماعي وبلا أي جدوى.

مبايعة المدعو نوح زعيتر المطلوب بعشرات مذكرات التوقيف مع مجموعة من المسلحين للحزب ولامينه العام

وهذه المحصلة صارت من المسلمات عند القيادة الإيرانية ويؤكدها مقربون من أصحاب القرار في ايران حيث صار الحديث شبه العلني بان السيد حسن بات يشكل عبئا ليس على الحزب فقط بل وعلى ايران أيضا، ومن المعروف عند الإيرانيين انهم في مثل هذه الأحوال، يعملون على التضحية بالشخص من اجل الحفاظ على الاستثمار الأكبر. فإن كان السيد لا يمانع بالتضحية بثلاثة ارباع الحزب فان للإيراني حتما حسابات مختلفة، وما المالكي عنا ببعيد.

 

حركة قرار بعلبك الهرمل: … عرسال ليست بلدة تكفيرية
01 حزيران/15

استعرضت “حركة قرار بعلبك – الهرمل” اثر اجتماع مكتبها السياسي، برئاسة المهندس علي صبري حماده، الأوضاع المحلية والاقليمية وتوقفت عند الخطاب الاخير للامين العام لحزب الله الذي “حرض فيه أهالي منطقة بعلبك الهرمل وعشائرها كي يشاركوا في قتال، بدأه هو في سوريا ولم يعد يستطيع انهاءه”.واعربت في بيان عن رفضها “بشدة دعوة أهالي منطقة بعلبك الهرمل الى القتال تحت عناوين تستعدي عرسال والطائفة السنية الكريمة، كما رفضت في السابق قتال حزب الله في سوريا”، معربة عن تمسكها “بمسؤولية الجيش والقوى الأمنية في حماية كافة المناطق والأراضي اللبنانية من أي اعتداء أو احتلال”.واستغربت “كيف لا يتم ذكر منطقة بعلبك الهرمل الا في القتال وتقديم الدم والشهداء، ولكن حين يأتي وقت الانماء أو المشاركة في القرار السياسي ينوبها النسيان”.

وقالت: “ان أهالي بعلبك الهرمل ليسوا ميليشيا وعرسال ليست بلدة تكفيرية، بل هي بلدة تحاول أن تبقى آمنة كالهرمل وبعلبك وغيرهم من البلدات اللبنانية، ولها حرمتها وعلاقات جوار ونسب مع محيطها الذي يعطيها ما يكفي من الحصانة. كما أن الجيش والقوى الأمنية هما الوحيدان المولجان حمايتها ودرء أي خطر عنها، تكفيريا كان أم ارهابيا”.وحذرت الحركة مرة أخرى من “الاحتقان المذهبي وتزكيته لأنه سيؤدي حتما الى ما لا يحمد عقباه”، كما رفضت “تصنيف الناس عامة، والشيعة خاصة، بين شرفاء وعملاء. فليس من الأخلاق أن يكون الاختلاف بالرأي دعوة الى تكفير وتخوين اصحابه. فعهدنا بعلماء الدين أن يتمتعوا بما يكفي من التسامح ورحابة الصدر لقبول الرأي الآخر ومقارعته بالحجة، لا بهدر الدم. ولا يجب أن ننسى أن الطائفة الشيعية تميزت على مر العصور بالانفتاح والاجتهاد وقبول الآخر، بل كانت تتباهى بذلك، فلا تعاملوها كجماعة منغلقة لا أفق الى تطلعاتها”.وتمنت أن “يلهم الله الجميع ليتحلوا بالحكمة والتعقل حتى نتمكن من ايقاف هذا المسلسل التدميري لبلدنا ومنطقتنا، قبل فوات الأوان، وحينها لن ينفع الندم”.