خالد موسى: هل تفجر معركة جرود عرسال حوار المستقبل- حزب الله//عبد السلام موسى: كتلة «السيد» تُكذّب خطابه

245

هل تفجر معركة جرود عرسال حوار “المستقبل” – “حزب الله”؟
٢٩ ايار ٢٠١٥/خالد موسى/موقع 14 آذار/15

يبدو أن “حزب الله” بدأ يتسلل إلى معركة جرود عرسال، غير آبه لتداعيات هذه المعركة على الداخل اللبناني وتحديداً على العيش المشترك في منطقة البقاع الشمالي. فوزراء “حزب الله” يسعون بكل الوسائل طرح هذا الموضوع على مجلس الوزراء من اجل نيل الشرعية له ومن أجل دعوة الجيش للإنضام الى هذه المعركة والقتال أمامه، في وقت لم يوفر فيه ووزراء الحزب ونوابه اي مناسبة منذ بدء معركة القلمون إلا وتهجموا فيها على الجيش والحكومة بشكل غير مباشر، زاعمين أن الدولة عاجزة عن حماية لبنان.

وعلى وقع هذه التطورات، يتحضر “تيار المستقبل” و”حزب الله” الى إستئناف الحوار بينهما في جلسة منتصف الشهر المقبل، بحسب مصادر مطلعة على الملف. ومن المعروف أن بند عرسال سيكون البند الأول على جلسة الحوار إضافة الى الملفات الأخرى، طالما أن عرسال هي بلدة سنية وسط مجموعة من البلدات الشيعية هناك، وهي توالي بأغلبيتها “تيار المستقبل” كما أنها تعتبر تجمعاً للنازحين السوريين الهاربين من آلة القتل والإجرام السورية.

الجسر: مشروع فتنة
في هذا السياق، يقول عضو كتلة “المستقبل” النائب سمير الجسر، أحد المتحاورين عن “المستقبل” في الحوار، لموقع “14 آذار”: “سيكون هناك تداعيات كبيرة لمعركة عرسال على الوضع الداخلي اللبناني”، مشيراً الى أنه “في جلسات سابقة طرحنا موضوع معركة القلمون وقمنا بسؤال لجنة حزب الله حول ما إذ كان الحزب يفكر بتداعيات معارك القلمون على الوضع الأمني والسياسي الداخلي”.

ويشدد الجسر على انه “من غير المقبول أن تقوم أي جهة بفرض الأمن في الداخل اللبناني سوى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، واليوم هذا الجيش مكلف بحماية عرسال ومحيطها وجرودها، تماماً كما هو مكلف بفرض الأمن على كامل الأراضي اللبنانية”، معتبراً ان “اي تدخل في هذا الشأن هو محاولة لتخريب الوضع القائم في البلد ومحاولة إدخاله في آتون هذه الحرب”.

الجيش يراقب الحدود بدقة
ولفت الى أنه “خلال لقائنا الأخير بقائد الجيش العماد جان قهوجي، أكد لنا أن الجيش يراقب بدقة الوضع على الحدود، وهو مزود بطائرات من دون طيار وبأجهزة رصد دقيقة للغاية وهم يراقبون التحركات، وهم يقولون عملياً أنه لا يوجد أي تحركات جدية أو حقيقية، وعندما يرون اي تحرك يعالجونه فوراً”، داعياً حزب الله الى “ترك هذا الأمر والإبتعاد عن عرسال، لأن في الحقيقة هذا مشروع فتنة لا نهاية له”.

علوش: الحوار سيكون مسألة تافهة
من جهته، يعتبر عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش، في حديث خاص لموقعنا، أن “معركة عرسال في حال اقتصرت على الحديث السياسي والتصعيد الكلامي، فإن هذا الامر لن يغير أي شيء في المعادلة لأنه اصبح شيئاً من الخبز اليومي في لبنان”، مشدداً على انه “في حال لجأ حزب الله الى إجراءات عدائية اتجاه منطقة عرسال، فالمشكلة لن تكون مع تيار المستقبل فحسب، بل مع شريحة كبيرة من الشعب اللبناني، وسيكون لهذا الأمر تداعيات كبيرة وهائلة على البلد بأكمله”.

مسألة ثانوية
ولفت علوش الى ان “الحوار هو مسألة ثانوية، فنحن نعرف أنه منذ بداية هذا الحوار وحتى اليوم، لا يؤثر سوى على بعض الأمور الهامشية، وفي حال بقيت الامور في سقف المواقف السياسية والتصعيد الكلامي وتقاذف التهم فالحوار سيستمر”، مشيراً الى أنه “في حال تجاوز الحزب هذا الأمر الى إعتداء على كرامة أهالي عرسال، فعندها في حال بقي الحوار أم لم يبق، هو سيكون في هذه الحالة مسألة تافهة في الوضع القائم”.

محطة ونتيجة طبيعية لوجود سلاح غريب
ورأى علوش أن “انعكاس هذه المعركة على الوضع الداخل اللبناني مفتوح في الاساس منذ دخول الحزب الى سوريا، واستعمال سلاحه غير الشرعي في الداخل اللبناني الذي أصبح مشكلة بالنسبة الى المجتمع السني في البلد، ومعركة عرسال هي محطة من محطات وهي نتيجة طبيعية لوجود سلاح غريب يأتمر بأمور دولة تعبث بلبنان والمحيط”، معتبراً أنه “في حال بقيت محطة عرسال محصورة بالداخل السوري، فسيكون هناك جدل واسع والكثير من الحوار العنيف في بعض الأحيان واتهامات متبادلة، ولكن في حال وصلت الى حد الأذية للمناطق اللبنانية أو نوع من الإهانة لمناطق لبنانية فالمسألة ستتوسع الى اكثر من مواقف سياسية وتراشق تهم”.

كتلة «السيد» تُكذّب خطابه!
عبد السلام موسى/المستقبل/29 أيار/15

لم تكن كتلة نواب «حزب الله» موفقة في بيانها الأخير الذي اتهمت فيه تيار «المستقبل» بـ»التورط في احتضان عصابات الارهاب التكفيري». على الأرجح، ارتكبت «خطأ استراتيجياً» في «نقض» خطاب أمينها العام السيد حسن نصر الله الذي حذر تيار «المستقبل» من «خطر عصابات الارهاب التكفيري»، حين قال في خطابه الأخير:» أول ضحايا داعش في لبنان والنصرة سيكون تيار «المستقبل» وقادته ونوابه». أول ما يستنتجه المرء من موقف كتلة نواب «حزب الله» أنه «تكذيب» لكلام أمينها العام. ولو سلمنا جدلاً أن أحدهما «صادق» في ما يقول، فمن هو «الكاذب»، هل هي الكتلة، أم نصر الله، طالما أن أحداً من اللبنانيين لم «يهضم» كيف يمكن لتيار «المستقبل» الذي حذره نصر الله من سيف «عصابات الارهاب التكفيري»، أن يكون «حاضناً» لها؟! لا يختلف اثنان على أن بيان كتلة نواب «حزب الله» أصاب نصر الله وأهانه، ولم يصب تيار «المستقبل» أبداً. وربما، بات لزاماً على نصر الله، من بعده، أن يستمع إلى نصائح أحد «شيعة السفارة» الزميل نديم قطيش، وأن يبادر إلى إصدار «تكليف شرعي» بمحاسبة من يكتب بيانات الحزب التي تتناقض مع خطابه، ولا تتناغم معه، فأن يأتي الحساب متأخراً خيرٌ من يستمر الحزب بتخبطه السياسي والاعلامي، الذي يعكس مدى المأزق الذي يعيشه «حزب الله» في هذه الأيام. كثرة التناقضات في خطاب «حزب الله» تفتح الباب على كثرة التفسيرات لتوصيف ما يصفه البعض بـ»الهذيان»، وأبرزها:

أولاً: إما أن «حزب الله» ما عاد يفهم على «حزب الله»، بحيث يقول الشيء اليوم، ثم يقول نقيضه في اليوم التالي، وكل ذلك، كرمى اتهام تيار «المستقبل» بما يغرق به الحزب من موبقات.

ثانياً: إما أن في «حزب الله» أكثر من حزب، لا ينسقون في ما بينهم، ولكل حزب رأيه وموقفه، وربما أمينه العام حتى!.

ثالثاً: إما أن نصر الله يعيش في «غربة» عن «حزب الله»، كما يعيش «حزب الله» غربته عن لبنان.

قد لا تكون هذه التفسيرات صحيحة، لكن فيها من المنطق، بقدر ما في خطاب «حزب الله» من تناقضات، لا تفسير لها في حسابات اللبنانيين، سوى أن «حزب الله» في مأزق، والمأزق كبير.

() منسق عام الاعلام في تيار «المستقبل»