إيلـي فــواز/حزب الله v/s جبهة النصرة/النصرة وحزب الله

260

حزب الله v/s جبهة النصرة/النصرة وحزب الله
إيلـي فــواز/لبنان الآن/ 21 أيار/15

كل اسئلة السيد حسن نصرالله حول تصنيف جبهة النصرة وأعمالها (مقاومة أم إرهاب) محقّة، وهي بحاجة الى أجوبة طبعاً. ولكن قبل الإجابة عن تساؤلات أمين عام حزب الله، علينا ربما أن نضيف بضعة أسئلة قد يكون أسقطها أمين عام حزب الله من استجوابه لضيق الوقت، وهي قد تنير دربنا ودربه في التفتيش عن الأجوبة المنشودة. هل تفجير مقر المارينز في بيروت، أو مقر القوات الفرنسية بشاحنتين مفخختين قادهما انتحاريان، و قبلها مقر السفارة الاميركية في عين المريسة بالطريقة نفسها، اعمال تقع في خانة الاٍرهاب او المقاومة؟ وعلى اي اساس فقهي وشرعي استند من ارسل الانتحاريين وباركهما حينها؟ وهل تفجير حافلة بورغاس البلغارية في الأمس القريب يعد إرهاباً او مقاومة؟

هل حرب الأخوة بين أمل وحزب الله من أجل السيطرة على الضاحية والشارع الشيعي إبان حروبنا الاهلية يعد ارهاباً او مقاومة؟

هل خطف الديبلوماسيين الاجانب او الباحثين والكتاب (ميشال سورا مثلاً او وليام باكلي) وتعذيبهم بأبشع الطرق ومن ثم إعدامهم هو عمل مقاوم ام إرهاب؟

هل اغتيال الرفاق الشيوعيين من حسين مروة الى مهدي عامل يعد إرهاباً او مقاومة؟ هل خطف وقتل مسيحيي بيروت الغربية في ثمانينات القرن الماضي من اجل تهجيرهم يعد إرهاباً او مقاومة؟

هل قتل ضباط الجيش اللبناني وآخرهم سامر حنا يعد ارهاباً ام مقاومة؟

هل حماية مطلوبين متهمين في اغتيال الرئيس رفيق الحريري يعد إرهاباً ام مقاومة؟

هل 7 أيار 2008 يعد عملاً إرهابياً ام مقاوماً؟ هل حرق الدور الثقافية والاعلامية يعد إرهاباً ام مقاومة؟

ثم هل إقامة خلايا نائمة في اكثر من بلد صديق وتعريض اللبنانيين من جرائها الى الإبعاد، يعدّ عملاً إرهابياً ام مقاوماً؟

هل مشاركة الجيش السوري في قتل الأبرياء او المشاركة في اقامة المعتقالات الوحشية وحراستها يعد عملاً إرهابياً ام مقاومة؟

هل حماية ورعاية كارتيلات التهريب والمخدرات وتبييض الأموال يعد إرهاباً ام مقاومة؟

فإن كانت تلك الأعمال تصنف في خانة الاٍرهاب فهذا يعني ومن دون شك ان حزب الله فصيلاً ارهابياً بامتياز.

واذا كانت تلك الاعمال تصنّف في خانة المقاومة فجبهة النصرة من دون شك حركة مقاومة.

وهي كذلك. هي حركة مقاومة لم تعتدِ على لبنان واللبنانيين الا كردة فعل على معارك القصير على سبيل المثال لا الحصر، والتي وزّع حزب الله لها الحلوى في الضاحية. أتذكرون؟ كان احتفال ورقص على قبور الموتى.

والنصرة حركة مقاومة ضد نظام واجه تظاهرات سلمية بالقمع الوحشي، وهل من يذكر الطفل حمزه الخطيب؟ هي تصرفت كردة فعل على قتل شعبٍ بالبراميل المتفجرة تارة والأسلحة الكيمائية تارة اخرى.

من عايش الحرب الأهلية في لبنان، يعرف ان الحرب تقوم اساساً على تجاوزات المحرم أخلاقياً وشرعيًا ودينياً، خاصة من الذين يدّعون ألوهيةً ما. ومن شهد لتوحّش الاحزاب في معاملة “الآخر” قد يكون غير مؤهل لإطلاق الأحكام على ما يجري في حرب سوريا الأهلية.

ما يفعله السيد حسن نصرالله هو مجرد تكحيل العمى، او تبرير ما لا يبرر. بمعنى آخر يريد اقناع اللبنانيين ان مشاركته في دعم الأسد هي دفاع عن لبنان بوجه “الإرهابيين”. فيما الصحيح أنها دفاع عن مواقع نفوذ ايرانية في المنطقة.

وقد تجد بعض المقتنعين بهذه النظرية السخيفة يقولون انه لولا حزب الله لكانت النصرة او داعش تصلي في جونيه، فيما المسيحيون او من سيبقى منهم لاجئون في بلاد الاغتراب. والصحيح انه بفضل مشاركة حزب الله في تلك الحرب اصبح لبنان كله بلداً متوتراً طائفياً، حيث ان طائفة برمتها تنتظر “يوم المظلوم على الظالم”. والحقيقة أيضاً ان تلك المشاركة جعلت البلد يقف على حد الانهيار الاقتصادي، بالاضافة الى تأسيسه لعداوات مع جزء كبير من الشعب السوري، سيفتش هو الاخر عن الانتقام من جلاديه اللبنانيين.

ولهؤلاء الخائفين، نسأل كيف استطاع النظام الأردني المحافظة على امن حدوده، وهو الأقرب الى داعش، وعلى امنه الداخلي من دون ان يرسل مقاتلين الى سوريا في حرب استباقية بحجة حماية الداخل؟ وكيف نجح الجيش في ايقاف خلايا الارهابيين وحماية لبنان من اجرامهم؟

يقول وزير خارجية لبنان ان المقاومة وجدت لتقاعس الدولة من القيام بواجباتها في مقاومة “الاحتلال” فيما مضى و”التكفير” اليوم. لكن ما لا يقوله الوزير، او ما لا يجرؤ على قوله لألف سبب وسبب، هو دور “الإرهاب” في منع قيام الدولة…