ايلي الحاج/ملخّص أميركي لنتائج زيارة الحريري: دعم لبنان والاعتدال… ودور إيران مسألة أخرى

270

ملخّص أميركي لنتائج زيارة الحريري: دعم لبنان والاعتدال… ودور إيران مسألة أخرى
ايلي الحاج/النهار/30 نيسان 2015

لخص مسؤول أميركي لـ”النهار” أجواء زيارة سعد الحريري لواشنطن التي انتهت أمس ولقاءاته والمسؤولين الأميركيين بالقول إنها كانت جيدة ومفيدة للجانبين.

واستهل بالناحية الشكلية فقال إن مضيفي الحريري تعاملوا معه كما لو أنه رئيس حالي نظراً إلى مكانته، وفي ناحية توقيت الزيارة كان معروفاً بأنه سيزور واشنطن وجرت الترتيبات لذلك قبل انطلاق “عاصفة الحزم” في وجه إيران وحلفائها في اليمن مما يعني أن لا رابط بين الحدثين. لا يمنع ذلك أن حصول الزيارة بعد “العاصفة” أضفت عليها أهمية أكبر.

أما الرسالة التي حملتها الزيارة، فلفت المسؤول إلى أن الأميركيين سبق أن سمعوها لدى زيارة وزير الداخلية نهاد المشنوق، لواشنطن، مفادها دعوة الولايات المتحدة إلى التركيز على قوى الاعتدال ودعمها سياسياً في مواجهة التطرف للتغلب عليه، سواء في لبنان أو في العالم العربي في موازاة الدعم الأميركي التقليدي للجيش والقوى الأمنية.

كذلك تضمنت رسالة الحريري عموماً وجوب عدم غض النظر عن سياسة إيران التوسعية، إن في لبنان أو في دول عربية أخرى مثل سوريا والعراق واليمن والبحرين تحت شعار أن الأولوية الأميركية هي اليوم لضرب “داعش” وإنجاح المفاوضات حول الملف النووي الإيراني. لا يجوز وليس مفيداً للسلام في المنطقة بالنسبة إلى الحريري والفريق الذي يمثل أن تعطى إيران دوراً أكبر في المنطقة أياً تكن الظروف، والاتجاه في هذا المنحى لا يفيد مساعي الاستقرار في الشرق الأوسط.

وكشف المسؤول الأميركي أن الجزء المتعلق بدعم قوى الاعتدال لا خلاف عليه ولا مشكلة، وقد وصلت الرسالة بشأنه بوضوح، وكان الجواب عنه إيجابياً في كل دوائر القرار وبالوضوح نفسه، إن في الإدارة الأميركية أم في الكونغرس.

إلا أن الأمر يختلف بالنسبة إلى الموقف من الجمهورية الإسلامية في إيران وامتداداتها في لبنان وسوريا وأبعد.

ففي حين تؤيد الغالبية في الكونغرس تلقائياً ما يذهب إليه الحريري، ترى الإدارة أن المحور الذي شكلته إيران ليس خطراً داهماً حالياً، وليس من الحكمة أن تفتح الولايات المتحدة جبهات متعددة عليها في منطقة الشرق الأوسط في وقت واحد، بينما تقود العملية العسكرية الدولية للقضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق وسوريا. يعتنق هذا المبدأ في شكل خاص الرئيس باراك أوباما وأعضاء فريقه من زاوية أن دوراً إيجابياً أكثر لإيران يقيم توازناً في المنطقة ينعكس استقراراً وانفتاحاً على حلول لكل شعوبها ودولها، بما فيها سوريا التي شدد الرئيس السابق للحكومة على ضرورة وضع حد لمأساتها المتمادية.

يمكن التأكيد هنا أن الرئيس الحريري سمع من هذا الفريق، ومن ضمنه وزير الخارجية جون كيري كلاماً ملخصه: “لسنا مغرمين بإيران لكنها ليست عدوتنا، أقله الآن”.

أما الموضوع اللبناني فلم يستلزم من الرئيس الحريري جهداً كبيراً للاتفاق في شأنه مع المسؤولين الأميركيين، فهم مقتنعون بأهمية الحؤول دون انتقال حروب المنطقة إليه وحماية العيش المشترك. وسجل هؤلاء حرص الحريري على عدم تناول الأوضاع فئوياً أو من زاوية خاصة، وأبلغوه بأنهم مقتنعون بأهمية الاستمرار في دعم الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية ومدّهما بالمساعدات وزيادتها ورفع مستواها. المسألة هذه محسومة عندهم وكذلك أهمية مساعدة لبنان في تحمل أعباء النزوح السوري الكثيف ودعم البيئة الاجتماعية اللبنانية التي تحتضنهم أيضاً.

وبدا بوضوح مرة أخرى أن المسؤولين الأميركيين لا يمتلكون تصوراً للتوصل إلى مخرج لأزمة الفراغ الرئاسي فاكتفوا بطرح أسئلة عما يمكن فعله. أسئلة لا يملك الحريري ولا غيره بالطبع أجوبة شافية عنها. وفي سياق الأحاديث أبدوا اهتماماً بموضوع القادة الأمنيين، يخشون بالمختصر امتداد الفراغ ليشمل مواقع يرتاحون إلى مستوى التعامل والتنسيق مع من يشغلونها.