حميد غريافي/تقرير ألماني: إيران تتجه نحو التوقف عن مساندة الأسد في إطار الصفقة النووية

200

تقرير ألماني: إيران تتجه نحو التوقف عن مساندة الأسد في إطار الصفقة النووية
حميد غريافي/السياسة/07 نيسان/15

بدت إيران بعد التدخل الخليجي – العربي الحازم في اليمن أضعف مما حاولت أن تظهر نفسها فيه كقوة كبرى في المنطقة, إذ منعت بضع مقاتلات “إف 15 و16 و18″ الأميركية و”تورنيدو” البريطانية “ورافال” الفرنسية “قواربها وأساطيلها وصواريخها” من مجرد التفكير بالدنو من أجواء اليمن وشواطئه لإغاثة حلفائها الحوثيين. وانتشرت تداعيات الحرب في اليمن كانتشار النار في الهشيم في سورية بشكل أسرع مما كان متوقعاً, إذ اضطرت قيادة “الحرس الثوري” الإيراني إلى إصدار أوامرها لآلاف من قواتها وقوات “حزب الله” اللبناني ومجموعات من أتباعها يحاربون مع نظام بشار الأسد, بوجوب انتقالهم فوراً الى اليمن لدعم الحوثيين الذين فوجئوا كالإيرانيين بإقدام السعودية على قيادة التحالف العربي – الاسلامي للتصدي للعدوان الحوثي على الشرعية.

وأفادت تقارير استخبارية أوروبية, اطلعت عليها “السياسة”, أمس, أن حسن نصر الله “سحب نحو 800 مقاتل من عصاباته في سورية بأوامر ايرانية ودفع بهم الى اليمن خلال الأيام العشرين الماضية, في محاولة من “الحرس الثوري” الايراني, الذي أرسل هو الآخر نحو 2000 مقاتل, لتطويق العاصمة الموقتة عدن, ومحاصرة الموانئ البحرية أملاً في إبقائها سالكة لإنزال الاسلحة والرجال الإيرانيين فيها, إلا ان طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية, قطعت على هؤلاء الايرانيين وحلفائهم أحلامهم, بفرض حصار بحري على جميع الموانئ على امتداد اليمن و تدمير نحو 90 في المئة من ثكنات قوات علي عبدالله صالح وآلياته الثقيلة وبنفس النسبة لتجمعات الحوثيين وسلاحيهم الجوي والبري من آليات ودبابات غنموها من نهبهم الثكنات العسكرية اليمنية”.

وأكد تقرير ألماني أن تداعيات سحب هؤلاء المقاتلين الشيعة الايرانيين ومن “حزب الله” من سورية, ظهرت فوراً بتقدم مفاجئ للفصائل الثورية السورية في السيطرة على ادلب وعلى معظم المناطق الجنوبية في درعا, وإبعاد قوات النظام البعثي عن حدود الأردن والجولان, ثم سقوط مخيم اليرموك الفلسطيني الواقع على مرمى حجر عن القصر الرئاسي في قلب دمشق بأيدي “داعش” وأعوانه.

وبحسب التقرير, فإن الأسد “شعر للمرة الأولى بالخطر الحقيقي مع فقدان جبهات الدفاع الايرانية عنه, وخسارته نصف مساحة الأرض السورية لصالح التنظيمات الاسلامية المتشددة وربع المساحة المتبقية للجيش السوري الحر والمقاتلين المنضمين من الخارج (خصوصاً من لبنان) تحت لوائه, ما دفعه إلى العودة لاستخدام البراميل والقنابل الكيماوية ضد معظم المدن والمناطق التي أخلاها النظام خلال الايام العشرين الماضية”.

وذكر التقرير الوارد من منطقة درعا السورية, “أن مقاتلي الجيش الحر وجبهة النصرة استولوا بدورهم خلال الفترة الأخيرة ذاتها على معظم مناطق القلمون من درعا وصولا الى ريفي دمشق الجنوبي والغربي, في الوقت الذي لم تشهد فيه الحدود اللبنانية – السورية على طول سلسلة الجبال اللبنانية الشرقية, عبوراً ملحوظاً بأعداد ضخمة لميليشيات “حزب الله” من أجل مساندة النظام والحلول محل الفرق المسلحة التي انسحبت الى اليمن, كما أن “الحرس الثوري” الإيراني لم يرسل بدوره قوات بديلة عن تلك التي نقلها من سورية وبعض أطراف العراق الى اليمن, ما يؤشر على وجود إمكانية قوية في بدء النظام الإيراني التوقف عن مساندة نظام الأسد من ضمن صفقة سرية مع الاميركيين والاوروبيين مقابل الاتفاق النووي, وكأن المرشد الأعلى علي خامنئي اقتنع أخيراً بعدم جدوى الاستمرار في احتضان بشار الأسد الذي فقد شرعيته”.

وذكرت أوساط في حلف شمال الاطلسي في بروكسل, حسب التقرير, أن إيران قد تكون وافقت, من ضمن الصفقة النووية, على الالتحاق بالركب الدولي والتخلي عن إقلاق راحة الدول العربية وخصوصاً الخليجية, بعدما أفهمها الغرب ان السعودية وحلفاءها ومصر والمغرب وتركيا ومن قد يلحق بهم في التحالف القائم بشأن اليمن, باتوا قادرين على بسط سيادتهم على مناطقهم من دون عون خارجي مباشر, وبعدما ظهرت القوة الخليجية – العربية الجوية والبحرية والبرية الجديدة التي بات بإمكانها منع العدوان على اي دولة عربية وإحداث انقلابات فيها من دون الاستعانة بالخارج”.

ونقل التقرير الألماني عن ديبلوماسي فرنسي في بروكسل قوله انه “بإعلان دول الخليج ومصر والمغرب وتركيا وباكستان السنية تشكيل التحالف العربي – الإسلامي الجديد, تكون الحرب السنية – الشيعية اتخذت لنفسها منعطفاً آخر مغايراً, بعكس اتجاه الرياح الايرانية التي لفحت أوجه العراق وسورية ولبنان وليبيا ومناطق أخرى في المنطقة, ومن الآن فصاعداً بات ملالي طهران في عداد زعماء الشرق الأوسط القابعين تحت مظلة الولايات المتحدة وأوروبا”.