حميد غريافي/مرجع آشوري للسياسة: لبنان لم يعد قبلة المسيحية في المنطقة بوجود مليوني سوري وفلسطيني ووقوعه تحت سطوة حزب الله

303

مرجع آشوري لـ”السياسة”: لبنان لم يعد قبلة المسيحية في المنطقة بوجود مليوني سوري وفلسطيني ووقوعه تحت سطوة “حزب الله”
باريس – كتب حميد غريافي: السياسة/04 آذار/15

مازال لبنان منذ اندلاع حربه الأهلية قبل 40 عاما وتداعياتها المأساوية المستمرة حتى الآن, “فاقداً أهليته السابقة” في استقبال اللاجئين والهاربين إليه من الدول العربية كما كان في الستينات والسبعينات والثمانينات, وذلك لعدد من الأسباب القاهرة أهمها غرق سكانه الثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة في بحر اللاجئين الفلسطينيين “المتجذرين” فيه إلى ما شاء الله البالغ تعدادهم أكثر من نصف مليون, وبحر اللاجئين السوريين القدامى والجدد الذين قاربوا المليون هارب ولاجئ وعميل استخبارات.

وأكد “عدم الأهلية” تلك أحد رجال الدين الآشوريين العراقيين الذي يزور باريس للبحث مع مسؤوليها في مصير نحو 250 ألف آشوري احتل تنظيم “داعش” بلداتهم أو مازال يزحف لاحتلالها, مشيراً إلى أن “لبنان الذي استقبل في النصف الثاني من القرن نحو نصف مليون مسيحي عراقي فروا من صراعات حزب البعث الحاكم مع الأكراد في الشمال والشيعة في الجنوب إذ كانوا دائماً في قلب تلك الصراعات, لم يعد ذلك اللبنان الذي عرفناه بوجود أكثر من نصف عدد سكانه من اللاجئين السوريين والفلسطينيين, وثلثهم الباقي ممن يحملون في قلوبهم تعاليم الولي الفقيه الفارسي من شيعة لبنانيين, كانوا ذات يوم قبل ظهور “حزب الله” بأئمته القادمين من قم وكربلاء والنجف, من دعائم استقلال البلد وعزته ومكانته في العالم”.

وقال المرجع الروحي الآشوري ل¯”السياسة” في باريس إن “هذا البلد الذي نحب ونتخذ منه شعارنا المسيحي في المنطقة ونقتدي بطوائفه المسيحية المعتدلة, لم يعد يرقى لأن يكون وطناً للجوء لأنه يكتظ بالغرباء الذين يسبحون بحمد الخارج ويفضلونه على ملجأهم الجميل الديمقراطي الحر لبنان, ولم يعد بإمكان المسيحيين الهاربين من ظلم الأنظمة والعصابات الإرهابية وكذب الدول الغربية المسيحية, حتى إيجاد مرقد عنزة فيه, إضافة الى السيف الايراني المصلت على رقاب سكانه الأصليين من مسيحيين وسنة بواسطة “حزب الله” وميليشياته”. وكشف رجل الدين عن أن معظم الآشوريين العراقيين الذين استطاعوا الإفلات من بطش “داعش” الإرهابي “فروا إما الى “القطاع الكردي” أو الى قرى وبلدات مسيحية بعيدة عن سيطرة “داعش”, في حين أن القلة القليلة هي التي نزحت إلى لبنان في هذه المرحلة الحرجة من نزوح عشرات آلاف المسيحيين السوريين الى المناطق المسيحية “الضيقة” فيه, واضطرار الكنائس المسيحية إلى ضخ ملايين الدولارات لإيواء هؤلاء النازحين في الوقت الذي يبدو فيه أهالي البلد المسيحيون بحاجة لهذه الملايين بعدما تمكن الايراني – بعد السوري – من عزل المسيحيين وبعض السنة في مناطقهم والهيمنة على مداخيل الدولة ومؤسساتها الاقتصادية والامنية والعسكرية بحيث اختفت معالم لبنان الحقيقي ولم يعد أحد من سكانه الاصليين يعرف مصيره”.

وقال المرجع الآشوري ل¯”السياسة” إن ربع مليون قبطي مصري “كانوا انتقلوا الى لبنان خلال العقود الأخيرة من الزمن مع تعاقب أنظمة عبدالناصر وانور السادات ثم حسني مبارك, هرباً من تعسفهم, لم يبق منهم في هذا البلد الحر إلا أقل من نصفهم بعدما انتقل الآخرون الى اوروبا واميركا وكندا واستراليا بعدما أضناهم الظلم والهروب واللجوء وانتشار السلفية الاسلامية المتشددة التي لا ترضى بأي دين إلا دينها”.