حميد غريافي/استنفار واسع لـ”حزب الله” تحسباً لهجمات انتحارية في مناطقه

311

استنفار واسع لـ”حزب الله” تحسباً لهجمات انتحارية في مناطقه
“داعش” و”النصرة” على وشك إعلان الحرب عليه وعلى الدولة اللبنانية
لندن – كتب حميد غريافي/السياسة/15 كانون الثاني/15

نجحت قوى الأمن الداخلي اللبنانية “نجاحاً كبيراً”, حسب أوساط وزارة الداخلية في بيروت, في تجنب قتل أي سجين متطرف ممن “شكلوا دولة في قلب الدولة بسجن رومية” تصدر التعليمات إلى عملائها وخلاياها النائمة للقيام بعمليات إرهابية, كان آخرها التفجير الانتحاري المزدوج في جبل محسن بمدينة طرابلس شمال لبنان ليل السبت الماضي. وقال مسؤول في الداخلية اللبنانية لـ”السياسة” إن “الحذر الشديد متناهي الدقة” الذي لجأت إليه القوى الأمنية أثناء اقتحام سجن رومية, الاثنين الماضي, في التعامل مع المساجين المتطرفين مثيري الجدل والفوضى منذ سنوات, “قد يكون جنب الأسرى اللبنانيين العسكريين والامنيين لدى عصابات “داعش” و”النصرة” في جرود عرسال التعرض لمذبحة جماعية رداً على اي قتيل ارهابي في السجن”. من جهته, كشف مرجع أمني حزبي من قوى “14 آذار” عن أن مسؤولي “حزب الله” “باتوا يخشون جدياً من بدء مرحلة جديدة من التفجيرات تستهدف قادة الحزب السياسيين والامنيين وتجمعات وثكنات عناصر ميليشياتهم ومعسكرات تدريباتهم, بعمليات انتحارية بأحزمة ناسفة, بعد القضاء على طرقات السيارات المفخخة المتفجرة التي كانت تصل عرسال وما خلفها بالبقاع صعوداً الى ضاحية بيروت الجنوبية, وهي مرحلة قد تكون أشد خطراً على بيئة “حزب الله” الشيعية الحاضنة له في مختلف انحاء لبنان, وبالأخص في عقر داره بالضاحية الجنوبية لبيروت والساحل الجنوبي من الأوزاعي حتى صور”. وقال المرجع لـ”السياسة” إن الأحداث التي سبقت ورافقت تفجيري جبل محسن من ثبوت ضلوع متطرفين في سجن رومية بإصدار أوامر الى المنفذين وصدور بيانات تهديد من “داعش” و”النصرة” قد تكون “المقدمة الطبيعية لإعلان “النصرة” و”داعش” الحرب على الدولة اللبنانية, وعلى “حزب الله” في مختلف مناطقه ومقاره ومصالحه الاقتصادية والامنية والعسكرية والسياسية”.

وتوقع أن تبدأ المرحلة التالية من هذه الحرب فور انتهاء تداعيات تفجير جبل محسن المزدوج وركون جماعات حسن نصر الله إلى مسار مفاوضاتهم “التي لا طعم لها ولا لون” مع “تيار المستقبل” لامتصاص النقمة السنية اللبنانية – السورية على الحزب وحلفائه العلويين في جبل محسن بطرابلس, لذلك حدث “استنفار لم يسبق له مثيل” في أجهزة الحزب وتضاعفت حمايات مقار قادته ومصالحهم, خصوصاً السفارة الايرانية في بيروت, كما جرت تبديلات في قياداته الميليشياوية وكوادرها الرفيعة بعد اكتشاف شبكة التجسس الاسرائيلية في هرم الحزب. وأعرب المرجع عن قناعته بـ”أن الموقف الأكثر حراجة لأي جانب من جوانب السلطة اللبنانية ليس موقف الاستخبارات العسكرية وإنما موقف وزير الداخلية نهاد المشنوق المضطر الآن الى الدفاع بصدره العاري عن ارتكابات هذا الحزب في سورية ولبنان, ومناطق أخرى عربية, وتشكيله ميليشيات جديدة “متعددة الجنسيات” في سورية قبل اسبوعين, تضم ايرانيين وعلويين ومتطوعين من دول اوروبية شرقية مازالت أنظمتها أو أحزابها متعاطفة مع روسيا”. وحذر المرجع من أن المشنوق, الذي يشارك في تمثيل “تيار المستقبل” بالحوار مع “حزب الله” قد يصل قريباً جداً إلى حائط مسدود, لأن هذا الحوار يتناول كل شيء إلا القضايا الجوهرية, وأهمها سلاح الحزب الموالي لإيران واشتراكه في الحرب السورية لصالح النظام. ولم يستبعد إقدام المشنوق على الاستقالة بعدما اكتفى من لعب دور مع “حزب الله” غير دوره وضد قناعاته.