داود البصري/حول سليماني والتخادم الأميركي – الإيراني في العراق

274

حول سليماني والتخادم الأميركي – الإيراني في العراق
داود البصري/السياسة/12 كانون الثاني/15

لم تكن مفاجئة ولا غريبة تصريحات رئيس الأركان الاميركي الجنرال مارتن ديمبسي عن رضاه وإدارته الديمقراطية جدا جدا! حول الدور الإيراني في العراق, وهو دور بات متعاظما ومتورطا, وتجاوز كل الخطوط, الصفراء والحمراء وما فوق الحمراء أيضا ? فاحتلال الحرس الثوري للعراق بات حقيقة ميدانية تعبر عن عزم الأمور, كما أن تحول جنرال »فيلق القدس« الحرسي الإرهابي »السردار« قاسم سليماني لوزير دفاع عراقي تنفيذي لم يعد يثير الإدارة الأميركية, ولا قيادة قوات التحالف الدولي رغم تصنيف ذلك »السردار« دوليا انه ارهابي, ومنعه من السفر خارج إيران نظريا ولكنه يتجول علنيا في العراق والشام أو في أي منطقة نفوذ إيرانية, وليس بعيدا أن نراه في جبال صعدة اليمنية أوعلى الحدود السعودية ¯ اليمنية, ولربما في البحرين أيضا! لم لا إذا كانت البنتاغون باتت تعتمد على قوات الحرس الثوري الإيراني لإدارة معاركها وتصفية حساباتها في الشرق التعيس.

وأعتقد أن الكلمة الفضائحية التي ألقاها قائد »فيلق بدر« الحرسي العراقي هادي العامري في طهران والتي تشيد بالدور الإيراني المباشر في حماية وترسيخ حكومة بغداد, هي دليل مضاف على طبيعة وآلية عمليات التخادم الاميركي ¯ الإيراني في العراق, والتي توجت وتعززت اخيرا بتنصيب الإرهابي الدولي والمحكوم بالإعدام في الكويت والمطلوب للسلطات الكويتية والأميركية أبومهدي المهندس أو جمال جعفر إبراهيمي قائدا ميدانيا مباشرا لقوات الحشد الشعبي الطائفية التي تدير عمليات القتل والنهب والمصادرة لأرواح وممتلكات وبيوت أهل السنة في محافظات ديالى وسامراء والأنبار وصلاح الدين وغيرها! وهي عمليات لصوصية إستفزت حتى آية الله السيستاني الذي دان تلك العمليات, كما اعترف بها وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان نفسه, رغم كونه من قيادات عصابة هادي العامري المنفذة لتلك الانتهاكات المعروفة للجميع لربما إلا لوزير الدفاع العراقي خالد العبيدي الذي نفى تطوعا ووجوبا! وجود الجنرال الإيراني قاسم سليماني وإدارته للعمليات في العراق, وهو نفي مضحك ومثير للسخرية! لكون ذلك الوجود أضحى معروفا وموثقا بالصوت والصورة عبر العالم رغم أن السيد الوزير العراقي يدعي عدم رؤيته المباشرة للجنرال سليماني في ساحات المعارك, فهل تواجد السيد الوزير أصلا في تلك الساحات? وماذا يمكن أن نسمي الاتفاقيات العسكرية التي وقعها مع نظيره وزير الدفاع الإيراني التي أضفت الشرعية القانونية على تدخل الجيش الإيراني في العراق?

لقد بات الوجود والنفوذ الإيراني في العراق بمثابة تحصيل حاصل لعملية تخادم دولية, ونجاح واضح لكل الجهود الاستخبارية الإيرانية التي تعززت مع احتلال وتدمير العراق أميركيا, وتسليم البلد بكل مقدراته وعن طريق الأحزاب الطائفية العراقية التعبانة لقمة سائغة لإيران وعصاباتها.

تصريح رئيس الأركان الاميركي حول استفادة إدارته من الجهد العسكري والاستخباري الإيراني يحمل علامات خطيرة حول أهداف السياسة الاميركية في المنطقة التي تدعي محاربة الإرهاب, بينما تساند وتدعم إرهابيي النظام الإيراني المعروفين على المستوى الدولي مثل أبومهدي المهندس وأمثاله من القتلة والإرهابيين, وفي ضوء التآمر الإيراني الفظ الواضح على مملكة البحرين وأمن الخليج العربي, تبدو صورة المواقف الاميركية محيرة ومثيرة للتساؤل, أما جهل وزير الدفاع العراقي بأماكن تواجد السردار قاسم سليماني, فهو جهل ديبلوماسي محض لكون السيد الوزير يعلم تفصيليا بكل الملفات التخادمية, والمسألة أكبر منه بكثير لكونها عملية تخادم دولية قديمة توضحت مفرداتها للعيان تطبيقيا وواقعيا, فكل الشعارات الإيرانية حول »الموت لأميركا وإسرائيل وللاستكبار العالمي« مجرد يافطات نيون خداعية تجعل العطشان يحسب السراب ماء! وقد رفعت الأوراق وجفت الصحف, وتبينت حقائق ومفردات التخادم الإرهابي الاميركي ¯ الإيراني على جثة العراق المحتضر!