اللواء أشرف ريفي في الذكرى ال 10 لتفجير المسجدين في طرابلس: سلاح الممانعة بات بالدليل القاطع مرتكب الجرائم الكبرى وصانع الخراب وحارسه الأمين

41

الذكرى ال 10 لتفجير المسجدين في طرابلس
ممثل دريان : لبنان القوي والمتلاحم انفع واقوى من لبنان ينخره الفساد
اللواء أشرف ريفي: المطلوب انتخاب رئيس لا وصاية على قراره
وطنية – طرابلس/25 آب/2023
أقامت لجنة ” ذكرى تفجير مسجدي التقوى والسلام، برعاية مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، مهرجانا خطابيا في الذكرى العاشرة للتفجير، بعنوان “لن تتنازل عن شهدائنا”، في قاعة المؤتمرات في معرض “رشيد كرامي الدولي”.
وحضر ممثل دريان مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، النواب: أشرف ريفي، أديب عبد المسيح، ايلي خوري، جميل عبود، عبد العزيز الصمد، فيصل كرامي ممثلا بالسفير طلال وراني، إيهاب مطر ممثلا بالدكتور موسى العش، ميشال معوض ممثلا بمارن معوض، النواب السابقون: عثمان علم الدين، رامي فنج، أسعد هرموش، ومعين المرعبي، الوزير السابق عمر مسقاوي، ممثل الوزير السابق محمد الصفدي الدكتور مصطفى الحلوة، مطران طرابلس وتوابعها للموارنة المطران يوسف سويف، مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، مطران طرابلس وتوابعها للروم الارثوذكس افرام كرياكوس، مطران طرابلس وتوابعها للروم الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، وكيل مطران الارمن كريكور يغيان ممثلا مطران الارمن شاهي بانوسيان، إمام مسجد السلام الشيخ بلال بارودي، رئيس بلدية طرابلس احمد قمر الدين، رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد الخير، الشيخ أحمد البقار ممثلا الجماعة الإسلامية، رئيس الرابطة الثقافية الزميل رامز فري، رئيس بلدية طرابلس السابق الدكتور رياض يمق، إضافة إلى فاعليات روحية وأهالي الشهداء وحشد شعبي.
بعد آيات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني، كانت كلمة تقديم من رياض عبيد، وتم عرض فيلم وثائقي حول التفجير.
ريفي
وألقى ريفي كلمة أشار فيها إلى أن “الذكرى العاشرة لجريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام تحل، فيما لبنان يكاد ينهار تحت وقع ما ارتكبه محور السلاح الذي يحمى الفساد”، لافتا إلى أن “مسلسل الانهيار هو مسلسل من الممانعة الذي حول المنطقة، ومنها لبنان إلى اشلاء، واضعا اللبنانيين في سجن كبير من الفوضى والعنف وفقدان الأمل والهجرة عبر قوارب الموت القاتلة”، وقال: “نحن نحيي هذه الذكرى، نعيش لحظات صعبة بسبب تحول اللبنانيين إلى شهداء أحياء”. أضاف: “شهداء أحياء على وقع إجرام المنظومة الحاكمة التي سرقت الأخضر واليابس، وهي تنام مطمئنة الى حماية سلاح الممانعة الذي بات بالدليل القاطع مرتكب الجرائم الكبرى وصانع الخراب وحارسه الأمين”. وتابع: “اليوم، نحيي وإياكم الذكرى العاشرة لجريمة إرهابية كبرى ارتكبها النظام السوري، الذي اتهمه القضاء اللبناني وأجهزته الأمنية بالتخطيط للجريمة وتنفيذها”. وحيا “المحقق العدلي القاضي الشجاع ألاء الخطيب، الذي توصل فى القرار الاتهامي، إلى كشف خيوط الجريمة والمجرمين، مما أدى إلى محاكمتهم وتوقيف بعضهم”، وقال: “إن المجرمين المخططين في النظام السوري ما زالوا فارين”.
وسأل: “هل يتجرأ أهل السلطة الحاكمة على تعميم أسمائهم على الإنتربول الدولي والعربي؟”، وقال: “إنهم إرهابيون قتلة، اغتالوا شهداء ثورة الاستقلال، وفي طليعتهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واستمروا بمسلسل الاغتيال فقتلوا لقمان سليم. في كل يوم ترتكب جريمة جديدة، ضمن مسلسل بدأ باغتيال المفتي الشهيد حسن خالد والشيخ الشهيد صبحي الصالح”. أضاف: “يا أهل طرابلس، أيها اللبنانيون الأحرار، لم يعد التعايش مع دويلة الاغتيال ممكنا، فالمطلوب مواجهة هذا المشروع، لأنه يهدف إلى القضاء على لبنان الذي نعرف كي يخترعوا لبنانا آخر يشبههم، لبنانهم هو لبنان الحشد الشعبي والحرس الثوري والحوثي، وقوى الارهاب التي يسمونها زورا القوى الاسلامية، والاسلام منها براء. لبنانهم هو لبنان الباصات الخضراء وسرايا الإرهاب المرتزقة، التي تحاول تعميم الفوضى والعنف. أما لبناننا فهو واعد، هو بناء الاقتصاد ومحاربة الفقر وتأمين التعليم وتعزيز الخدمات، لبناننا هو حرية الرأي، وليس كاتم الصوت، لبناننا هو نور وحضارة وعيش كريم وعنفوان وكرامة، لبناننا قيمة حضارية إنسانية في العالم العربي، وليس بندقية صدئة، وظيفتها الغلبة والاغتيال والاستكبار واستقدام نترات الأمونيوم لتفجير وإبادة لؤلؤة الشرق وسيدة العواصم”. وتابع: “لبناننا مقاومة أهلية لبنانية في شويا وخلدة وعين الرمانة والكحالة برسالة واحدة مختصرة: الكرامة قادرة على كسر إصبع الاستكبار بعد سنوات على هذه الجريمة، لا نزال نناضل لاستعادة الدولة ولإحياء المؤسسات المختطفة. اليوم نخوض مواجهة، لمنع الممانعة من وضع يدها على رئاسة الجمهورية، كما فعلت في عام ۲۰۱٦. وسنخوض المواجهة لتحرير موقع رئاسة الحكومة من الاستتباع لحزب الله ومشروعه”. وأردف: “من طرابلس نقول إن من يجلس على كرسي السرايا الحكومية لا يملك الحق باستتباع قرار الحكومة لمشروع إيران. المطلوب اذا انتخاب رئيس لا وصاية على قراره، وتشكيل حكومة لا وصاية عليها، ولا ثلث معطل فيها، حكومة تتعاون مع الرئيس الجديد للبدء في رحلة الانقاذ الطويلة والصعبة. لن نرضخ لمحاولة إعادة تركيب سلطة الوصاية، ونؤكد أنا وزملائي في كتلة تجدد الاستمرار في التعاون مع قوى المعارضة، لمنع المعطلين من سيطرتهم على الدولة والمؤسسات. آن للبنانيين أن يتحرروا من أخطبوط السلاح. آن لهم أن يستعيدوا وطنهم من هذا المحور المدمر المتحالف مع الفساد، آن الأوان للوصول إلى حل جذري بعيداً من الترقيع والرهانات الخاطئة”. وختم: أهلي في طرابلس، أهالي شهداء المسجدين، قدرنا أن نواجه هذا النظام المجرم، وأن يسقط لنا أحبة شهداء. أعطيناهم في التبانة الشامخة الصامدة درساً أن طرابلس لا تهزم. واليوم نقول لهم بعد عشر سنوات على جريمتهم طرابلس لم ولن تهزم بإذن الله. كدنا وعائلتي أن نكون بين الشهداء، لكن الله بمشيئته حكمة، فقد بقينا لنبقى على مبادئنا من أجل طرابلس ولبنان. هذا عهدنا للشهداء، هذا عهد أمام الله والوطن، هذا عهدنا أمامكم أيها الرجال الرجال. التحية لأهلنا في طرابلس مدينة العزة والكرامة، التحية لأهلنا في عاصمتنا الحبيبة بيروت، التحية لكل بقعة لبنانية صامدة في وجه المشروع الإرهابي الذي حول لبنان الى معسكر للإرهاب ومصنع للكابتاغون، التحية لكل واحد منكم ايها الحضور الكريم وأنتم أهل العزة والكرامة”.
بارودي
من جهته، تحدث إمام مسجد السلام عن “العدالة الغائبة والحقيقة الحاضرة”، معتبرا أن “العدالة الغائبة أي غائب تطبيقها على المجرم، والحقيقة الحاضرة حاضرة في فهم كل الناس حقيقة المجرم”، وقال “أسأل المجرم، أيا كان اسمه ورسمه وجنسيته وبلده ولونه وطائفته ومذهبه وهويته، أما شبعت بعد من سفك الدماء وهدم البيوت وتشريد العباد؟ أتظن أن ذلك سيغير في الواقع شيئا؟ أم سيبدل ذلك الثوابت عند حامليها والأفكار عند متبنيها؟ لا وألف لا ستظل طرابلس مدينة للقاء والحق والتقوى والسلام”.
أضاف: “لا تدرون كم تؤذون أهالي الشهداء والمجروحين، عندما يرونكم تستجدون منصبا أو موقعا أو دعما أو حماية أو مقاومة من أصحاب سفك الدماء”.
وتابع: “رأيناكم تقتحمون المنصات للتنقيب عن النفط والغاز، ولكن ما نفع ذلك عندما يسرق، كما سُرقت أحلام أبنائنا، فينبغي تحقيق العدالة، إذ لا بقاء لاحد منكم أينما كان إذا لم يتبن قضية العدالة لأي مظلوم في العالم”.
وتابع: “الكل ينادي بحقوق المسيحيين، فأيها المسيحيون الأحرار، ماذا فعل حزب السلاح المهيمن على لبنان؟
وتوجه إلى الدول العربية، واصفا إياه ب”السياج الاقتصادي للبنان”، وقال: “لا يمكن أن يرتع ابناؤنا في حضن اقتصادي آمن ويؤمن العيش الرغيد، إلا في بلاد العرب، فكفوا ألسنتكم وتهريب الكابتاغون إلى بلادنا العربية، وأيها العرب احذروا الانفتاح على نظام كسوريا وإيران”.
وأكد أن “طرابلس ستبقى مدينة العيش الآمن والمشترك، مدينة التقوى والسلام”.
الشيخ الرافعي
وقال إمام مسجد التقوى الشيخ سالم الرافعي في كلمته: “هذه الجريمة كانت تستهدف طرابلس كلها، لأن شعبها قرر ان يقف الى جانب الشعب السوري في ثورته، وكانت تستهدف هيئة علماء المسلمين لانها جاهرت بالحق في وجه النظام السوري، وكانت تستهدف السياسيين الاحرار لانهم لا يخافون من النظام السوري، واخيرا هذه الجريمة كانت تستهدف السلم الاهلي في لبنان كله، واليوم نقف هنا بعد عشرة سنوات لنسأل الدولة اللبنانية أين العدالة؟ قد تقول الدولة انها انجزت انجازا عظيما بالقضاء العدلي حين كشفت جميع المتورطين باسمائهم وارقام هوياتهم ، ولكن العدالة لا تكتفى بكشف المتورطين، بل العدالة لا تتحقق الا بتوقيف وسوق المجرمين الى قوس العدالة وايقاع العقوبة بهم حتى تستريح الاكباد وترقد اكباد المتضررين والمظلومين والمهزومين”.
اضاف:”ان الدولة قد تقول لنا ان هناك فئات وان هناك احزابا وحركات لا تستطيع الدولة ان تحاسبهم، فهم فوق المحاسبة، لذلك لا نستطيع ان نسوقهم الى قوس العدالة، وللاسف الذين فوق العدالة والمحاسبة ليسوا من طائفة واحدة وانما هم من كل الطوائف ومن كل المذاهب ، فدولتنا ومنذ 10 سنوات تتجه الى الانهيار، لانها لا تستطيع ان تحاسب هذه المجموعة”.
وتابع:” تم قتل الكثير من السياسيين الاحرار من مسلمين ومسيحيين والدولة لم تستطع ان تحاسب القتلة لان القتلة فوق القانون، ثم تفجير المسجدين ولم تستطع الدولة ان تحاسب القتلة ولا حتى ان ترسل لهم رسالة استدعاء لانهم فوق القانون، ثم تم تفجير مرفأ بيروت ولم تعجز الدولة فقط عن ايقاع العقوبة بالمجرمين بل انها عجزت عن كشف حقيقتهم وهويتهم لان الذين تورطوا هم فوق المحاسبة والقانون. واليوم تنتشر المخدرات في طرابلس والدولة تقوم باعتقال صغار التجار واما الكبار لا تستطيع الدولة ان تحاسبهم ولا تستطيع محاسبة اصحاب المصانع للمخدرات، لانهم فوق القانون، ناهيك عن انتشار الفلتان الامني في طرابلس والدولة تستطيع ان تحاسب صغار المجرمين، اما الكبار فالدولة لا تستطيع ان تحاسبهم لان كثيرا منهم يتم تغطيتهم من قبل الكبار الذين فوق القانون، واليوم تنتشر البطالة في هذه المدينة رغم كثرة المرافق لكن قوى الامر الواقع تمنع استخدام هذه المرافق لانها ليست تحت سيطرتها”.
واردف: “هناك الكثير من شبابنا الذين تم سوقهم الى السجون وحتى اليوم لم تتم محاكمتهم، والدولة عاجزة عن انصافهم لان قوى الامر الواقع تمنع إنصافهم ، ومن الضروري ان يتدخل العقلاء من جميع الطوائف والاحرار، ليس لعقد مؤتمر تأسيسي وليس لانتخاب رئيس للجمهورية بل ليجتمعوا ليضعوا ميثاقا على ان يكونوا يدا واحدة مع المظلوم ضد الظالم مهما علا شأنه، والا يكون هناك احد فوق المحاسبة والقانون، وإلا على بلدنا السلام. والذي استغربه كثيرا ان كل الذين فوق القانون وفوق المحاسبة يدعون انهم ملتزمون دينيا، نقول لهؤلاء ان الدين الذي تتمسكون به ينهاكم ان تكونوا فوق العدالة والقانون والمحاسبة”.
وختم :” لو عقدنا مؤتمرا تأسيسيا واخترعنا نظاما جديدا للبنان ، لن نستطيع ان نتقدم الى الامام ما دام هناك قوة وفئة فوق القانون، ولو اخترنا رئيسا للجمهورية يرضي الجميع فلن ننجح ما دام هناك فئة فوق القانون، نسأل الله تعالى ان لا تأتي الذكرى الحادية عشر لتفجير المسجدين إلا وقد انتصر الشعب السوري في ثورته وسيق المجرمون الى العدالة في طرابلس”.
المطران سويف
ثم كانت كلمة للمطران سويف قال فيها:” سأتوقف في هذه الذكرى الكريمة والخاشعة على نقاط عشر هي:
1. الإكرام والتحية لأرواح الشهداء الأبرار والضحايا والمصابين ولذويهم المجروحين في عمق أعماقهم، وللمواطنين الذين ما زالوا يسيرون على درب الجلجلة بشجاعة الأبطال وجرأتهم الذين ما فقدوا رجاءهم بقيامة لبنان لحياة جديدة مبنية على الإيمان والحب وصون كرامة الإنسان.
2. “لا” للعنف والدم والموت حيث يفقد الإنسان عطية الحياة ويخسر الح ب فيتشوه جمال الخلق ويجرح الكائن البشري في الصميم من جراء صراعات وانقسامات وحروب لا تولد في المجتمع الإنساني إلا موتا يقود الى مو ت، في حين أ ن دعوة الحياة تكمن في استنشاق رائحة الحياة، فيحاء الأخوة والسلم.
3. و “لا” لاستقواء أ خ على أخيه ومواطن على آخر وعائلة على أخرى، مهما كانت الظروف.
إنه طريق يؤدي الى خسارة تلو الأخرى ولا يستوهمن أحد أنه هو الرابح، فما نفع أن يربح أحد ويموت الوطن. فكل سلطة هي من الله، والسلطة هي لخدمة الخير العام وليست إستغللا وتسلطا لأجل منفعة شخصية ومصلحة ضيقة. السلطة هي خدمةٌ وتضحيةٌ وتفان لصون كرامة الإنسان.
4. و “لا” للإقطاع بتفرعاته السياسية والمناطقية والمالية والدينية، فهو يزيد الفقير فقرا ويحد من تطور نوعية العيش.
فالجميع مسؤول عن نهوض المجتمع بالتعاون الفعال والمثمر بين المؤسسة الرسمية والدينية والإجتماعية التي تهدف الى نمو ٍ سليم ومتكامل لكل مواطنة ومواطن من أجل عيش لائق وكريم.
5. و “لا” للفساد بكل أشكاله، فكفى لامبالاة تعبث بالشعب، وكفى تعذيبا للمواطنين وتجريدهم من حقوقهم الحياتية الأساسية وسرقة جنى عمرهم، وتفريغ الوطن من الشباب، الطاقات البشرية التي تولد فراغا كبيرا نشعر به اليوم وسندفع ثمنه غاليا في الغد القريب. كفى لامبالاة وهي خطيئة العصر العُظمى، فلبنان يحتاج الى قيمين يُحكمون الضمير ويهابون وجع الإنسان ويخافون من يوم الدين العظيم.
6. وال “نعم” للسلم والطمأنينة ولثقافة الحياة. فقد حان للوطن الحبيب لبنان أن يختبر بعمق فرح الإستقرار والتطور والإزدهار بعد أن كان رائدا فيها على مستوى المنطقة والعالم. وهذا لا يتحقق إلا في مسار صادق وعميق عنوانه “تنقية ذاكرة جماعية” من جراح الحرب، تصل بنا جميعا إلى أن يغفر الواحد للآخر. لنحافظ على “لبنان الرسالة” من خلل تعدديته الدينية. مسيحيون ومسلمون يحترم الواحد الآخر ويتقبله بحب وصدق وبأخوة كاملة تجعل من وطن الأرز هذا، نموذجا ثقافيا ودينيا وحضاريا للعالم بأسره. فالنَعم لاختيار الحوار ثقافة والمواطنة نهجا.
7. و “نعم” لترميم ما تبقى من هيكل الدولة. فالدولة هي للجميع، ونحن ننتمي إليها بالمواطنة الشريفة ولا بديل عنها لا اليوم ولا غداا ولا بعد غد. فإصرار المواطنين، وإرادة صالحة لدى القيمين تحافظ على الهوية اللبنانية وجوهرها العيش المشترك المسيحي الإسلمي. فانتخاب رئيس للجمهورية هو المدخل الجدي أمام اللبنانيين وعلى مستوى المنطقة والعالم لبداية الخروج من محنة غير مسبوقة. فلا نفقدن الرجاء بتجديد الوطن الحبيب لبنان. فلنرفعن عاليا القضية اللبنانية المرتكزة على الحب والحياة والحرية.
8. والـ “نعم” لدولة القانون والمؤسسات والقضاء النزيه، يحقق العدالة الإجتماعية ويضمن العدل. فمن أدنى حقوق المواطن هو أن يتأ من له عم ٌل كريم وينعم بتربية صحيحة وصحة سليمة ومسكن لائق. فأين المواطن اللبناني من هذه البديهيات؟ هذه أدنى الحقوق وليست منة على أحد وهي أدنى واجبات القيمين على إدارة الشأن العام.
9. وال نعم للأخلقيات والنزاهة في إدارة الشأن العام وال َحو َكمة السليمة والمراقبة والمحاسبة.نريد لبنان الحداثة لأولادنا، نريد لبنان الِقَيم الروحية والإنسانية، نريد لبنان المحبة.
10. نرفع الدعاء الى الرب العلي القدير والمحب للبشر أن يرحم الشهداء ويرحم لبناننا الشهيد الحي ويوصلنا بروح التقوى والإيمان الى ميناء الأمان والسلم”.
المفتي إمام
وفي الختام القى المفتي إمام كلمة مفتي الجمهورية وقال فيها:”ابلغكم سلام وتحيات مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، إن هذا اللقاء الحزين، لكنه يجب ان يبقى لقاءً حياً متجدداً كل عام لان العدالة لا تموت ولان الحق لا يتراجع، نحن في محراب الشهادة وفي ميدان الاستشهاد، وفي رحاب المساجد المعتدى عليها، وما أشبه ذلك بالمسجد الاقصى المغتصب المعتدى عليه من شرزمة مفسدة في الأرض، اما مسجدي التقوى والسلام فلا ادري ما هي هذه العقلية، وأي نوع هؤلاء البشر الذين يحكمون بالدمار على رواد وعمار المساجد، الذين أتوا يتوجهون الى ربهم عز وجل بلفظ الله وأكبر ويختمون صلاتهم بالسلام فيقولون في نهاية الصلاة عن اليمين وعن اليسار: السلام عليكم ورحمة الله ، هذه العقلية في الحقيقة هذه النوعية في التفكير والعقل التي لا تتحمل الآخر ، والتي لا تطيق من يقف في وجهها ولا من يقول لها لا ولا من يريد ان يقيم حقوق الناس والشعوب وان ينادي بالعدل”. وتابع: “هي عقلية للاسف نعيش في كنفها ومناخها في حياتنا الحاضرة، فاذا تجلت منذ عشر سنين بتفجير لآمنين ومصلين، فهي تتجلى في كل يوم في غصب الحقوق، واموال الناس وكرامات المواطنين ، افسادا في الادارات وفي تولي المسؤوليات، العقلية واحدة لكنها باذن الله لن تستمر لان المخلصين من جميع الطوائف ومن جميع المذاهب لن يسكتوا عن استمرار ذلك ولن تبقى جولة الباطل مستمرة لان الباطل كان زهوقا لا يستمر ولا يقوم على أساس”. اضاف:” ثوابت دار الفتوى التي يعلنها دوما صاحب السماحة ، هي الثوابت الوطنية وان المسلمين هم مكون أساسي لن يقبلوا ان تنتقص حقوقهم ولا بالمقابل ان يعتدى عليهم ولا يقبلون ذلك على غيرهم، وهذا ما اعلنه صاحب السماحة في كلمة مؤخرا، علينا ايها الاخوة والاخوات ان نحدد ماذا نريد في عيشنا في لبنان ، فعلا لبنان بلد صغير وشاء الله تعالى ان يكون على حدود فلسطين المحتلة وعلى تماس مع اسرائيل، هذه حقيقة وحقيقة ثابت ايضا ان قضية فلسطين سواء كانت قضية المسجد الاقصى او كنيسة القيامة والقدس والاراضي المحتلة واغتصاب حقوق شعب بكامله او قضية طرد اناس من وطنهم واحتلال اراضيهم ، هذه القضية نحن معنيون بها بلا شك ، قضية حق ورد اعتداء ، فقضيتنا واحدة وروحها واحدة وهي رفع شعار العدل ورد المعتدي ونصرة المظلوم والوقوف في وجه المعتدي ، لكن قضية فلسطين تحتاج الى سمو ونزاهة وترفع وصولا الى شرف حمل هذه القضية ، فهذه القضية العالية الشريفة تحمل من اناس بلغوا هذا الشرف، فلا ينغمسون في ضده ولا يكونون الا متجانسين مع عنوان هذه القضية”.
واردف: “ان لبنان قويا ومتلاحما ومرتاحا في عيشة أبنائه ووطنا مزدهرا ويعيش شعبه في رخاء، انفع للمقاومة واقوى للمقاومة من لبنان ينخره الفساد والفوضى والتسيب والمخدرات وكل انواع الموبيقات ، هذه لا تخدم القضية فالذي يخدم القضية، لبنان متماسك وكل شعبه متماسك”. وتابع :” ان كان قدرنا ان نقدم الشهداء فنحن تاريخنا يشهد بذلك منذ رياض الصلح الى رشيد كرامي الى رفيق الحريري على المستوى السياسي ، والمفتي الشهيد حسن خالد والعلامة صبحي الصالح والشهيد الشيخ احمد عساف وغيرهم، كل ذلك لاجل ثوابت الوطن والمصلحة العامة، ولرفع صوت الحق ، نحن والمخلصون وهم كثر في الطوائف والمذاهب الاخرى، نقدم الى حد الاستشهاد لذلك القضية التي نرفعها جميعا حقنا في عيش كريم وفي وطن مزدهر وفي لبنان الرسالة والسلام تعم علاقة أبنائه بالمحبة والتعاون والاخوة والاحترام وحفظ حقوق بعضنا البعض. كم هو بعيد عن مفاهيمنا الخطاب الطائفي الذي ينادي بحقوق طائفة، هذا يفزع، فكلنا جزء من عيش واحد وارض واحدة ومصير واحد”. ختم:” كلنا علينا ان نمثل بعضنا، فمن يمثل طائفة علينا ان نشعر انه يمثلنا أيضا، وكذلك كل ممثل منتخب ولو في منطقة او مذهب او طائفة، هو نائب عن الامة كلها هذا المفهوم نحن بعيدون عنه لذلك النفوس غير مرتاحة، علينا ان نبني نفوسا وطنية سليمة تشعر بالارتياح مع بعضها البعض والاحترام والغيرة على المصلحة ، مصلحة كل الطوائف وكل الناس. في هذه الذكرى الاليمة نترحم على الشهداء ونواسي اهالي الضحايا والجرحى، ونسأل الله ان تكون الايام القادمة خير مما سبق وان يعيننا جميعا على ما يحب ويرضى”.