الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/جهاز مخابرات يقف وراء أعمال الشغب في جونية

319

جهاز مخابرات يقف وراء أعمال الشغب في جونية..
الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/15 آذار/2023

في ما يلي نموذج صارخ يوضح كيف يتمّ التكامل بين تركيبات أجهزة المخابرات وتلفيقات المنجّمين، بغاية إدارة وعي الجماهير.
وصلني عصر اليوم فيديو يبيّن بالصوت والصورة ميشال حايك متنبّئًا عشية رأس السنة بوقوع أحداث شغب في مجمّع فؤاد شهاب الرياضي بجونية، وبحسب حايك إنّها “الانطلاقة”.

هل هذا يدلّ على أنّ حايك يُجيد قراءة الغيب، أم أنّ جهازًا أمنيًّا زوّده بالمعلومة لغاية في نفس يعقوب؟

ما يجعلني جازمًا أنّ حايك لا يُجيد قراءة الغيب، هو تمرين بسيط أجرَيتُه، وعلى كلّ لبناني تطبيقه بنفسه للتأكّد، كالتالي:
اسحب عن الانترنت أيّ حلقة رأس سنة من تنبّؤات ميشال حايك، وباشر بعَدِّ التنبّؤات التي أطلقها خلالها. ستجد أنّها بالمئات في كلّ سنة. تحرّى بعدها عن عدد التنبؤات التي تحقّقت في كلّ سنة، فستجد أنّها لا تتجاوز الـ 2% في أقصى حدّ. فهل 2% نسبة كافية لاعتبار حايك عالم فلكي أو منجّم!؟
وأجزم أنّ تنبّؤات حايك، وغيره من المنجّمين، مبنية على معلومات من أجهزة استخبارات محليّة وأجنبية، وأنّ شطارة أيّ منجّم تقاس بحجم علاقاته بالأجهزة التي وللأسف تتلاعب بمصيرنا.

لنأخذ مثلًا نبوءة حايك بأحداث جونية؛ ولنشرح كيف تحوّلت من كلام على الهواء، إلى نبوءة، فحقيقة.
هناك سيناريوان لا ثالث لهما:
إمّا أن تكون الاستخبارات مخطِطَة سلفًا لافتعال أحداث شغب في مجمّع فؤاد شهاب، ولغاية في نفس يعقوب، فتطلب من حايك ضمّ الخبر ضمن توقّعاته لتُبعد عنها الشبهات.

وإمّا أن يكون في نيّة جهاز استخبارات ما أن يُحدث أعمال شغب للوصول إلى هدف ما، فيستعرض أقوال المنجّمين ليلة رأس السنة، فيجد أنّ ميشال حايك، مثلًا، توقّع أحداثًا في ملعب فؤاد شهاب بجونية، فيقوم (الجهاز) باستغلالها وبزرع زعرانه بين الجماهير للقيام بما يلزم من تخريب ووأد للفتنة.

أنا متأكّد من أنّ المايسترو الذي كان يُهيّج الشيعة للهتاف باسم سوريا وباسم بشّار الأسد، هو زَلمِة مخابرات. وأنا متأكّد أيضًا أنّ المجموعة السنّية التي باشرت بتكسير الكراسي وبالاعتداء على القوى الأمنية، هم زعران مخابرات. أمّا ميشال حايك فهو “شاهد ما شَفش حاجة”!

قلنا في مقالتنا السابقة “حسنًا فعل المسيحيون بأنّهم لم يُقدموا على مشكل مع المشاغبين على أرض كسروان”، وإلّا كنّا ركبنا “بوسطة عين رمانة” جديدة! لكن، حذارِ، “مش كل مرّة بتسلم الجرّة”.

فاعرف صديقي القارئ أنّه هكذا تُحاك الفتن! وبما أنّ ميشال حايك قال إنّ “الانطلاقة” هي من مجمّع فؤاد شهاب، فهذا يعني أنّ حياكة الفتنة لم تنتهِ بعد، وهنالك بعد أكثر مما حصل، فترقّب الأسوأ في الأيام المقبلة، والحيطة واجب.

آه، كدتُ أنسى أن أخبرَكم بانّكم إذا عدتم إلى أرشيف ليلة رأس السنة 2023، ستلاحظون أنّ هناك سبع أو ثماني توقعّات تنبّأ بها نفسها أربعة أو خمسة منجّمين بالحرف، فهذا يعني أنّها شغل مخابرات وتوقّعوها أن تحصل.