الوزير السابق يوسف سلامة/المرض المزمن والخطير الذي يعاني منه لبنان

8

المرض المزمن والخطير الذي يعاني منه لبنان
الوزير السابق يوسف سلامة/17 تشرين الثاني/2025
أيها اللبنانيون، يعاني لبنان من مرضٍ مزمن عنوانه: ولاء متعثّر، فساد مستشري، أرض سائبة، وسيادة مخطوفة من الخارج بواسطة قوى محلية متعاملة معه تتغيّر هويتها مع تغيّر هويّة الخارج نفسه بمرور الزمن،
إنّ استعادة هيبة الدولة من خاطفيها تحتاج إلى سلاحين:
-سلاح فعّالٌ لجيش يأتمر بإمرة السلطة الشرعية وحدها،
-سلاح الموقف ويتطلب وجود سياسيين ملتزمين بمصلحة الوطن العليا، مسؤول يتحمّل المسؤولية بحكمة وجرأة، مواطن يلتزم بملاحقة الحقيقة أينما وُجدت ليدافع عنها بعناد، ومؤسّسات إعلامية شفافة، لأنه لا معنى للديمقراطية Le prix trop ولا إمكانية لولوج إصلاح حقيقي مع إعلامٍ متلوّن ومرتهن لجوع المال وهَوَس السلطة معًا.
نستنتج التالي:
-وزارة الإعلام هي كوزارة الدفاع وزارة سيادية بامتياز،
-الوكالة الوطنية للأنباء هي كالجندي المجهول الذي يعمل بصمت وهدوء،
-وتلفزيون لبنان هو كمؤسسة الجيش، مؤسسة وطنية جامعة مطلوب منه الكثير ولا يُعطى إلا ما تيسّر من القليل الباقي،
وفي هذ الإطار، ولأنّ السياسي الناجح،
-يشهد للحق وليس لمصلحة ظرفية خاصة أو موجة وطنية جارفة،
-لا يسترزق من سجن الموالاة ولا يستثمر في مناخ معارضة عبثية،
أتسامح وأوجّه التحية لمعالي وزير الإعلام الذي رسم خطًّا إصلاحيًا للإعلام الرسمي، يقوم على استيعاب المعارضين والموالين على حدٍّ سواء، وعلى تسويق الخبر الصادق أيًّا كان قائله،
كما أوجّه التحية لرئيسة وأعضاء مجلس إدارة تلفزيون لبنان الذين يعملون برعاية معاليه على تحديث المؤسسة وإعادة المصداقية لإعلام الدولة ليكون مساحة حرّة في خدمة الوطن وليس فقط في خدمة من ساهموا في تفكيك الدولة وانهيارها من أصحاب الثروات وناهبي المال العام أو من المتسوّلين على أعتاب سفارات داعمة ومموّلة أو على عتبة أيّ مموّل.
أيها اللبنانيون،
الدولة دولتكم، مؤسساتها الإعلامية اليوم في خدمة قضايا الوطن، تابعوا أخبار وبرامج تلفزيون لبنان، ادعموه برأي حرٍّ وكلمة صادقة، أو بفلس الأرملة، عندها تساهمون عن حقٍّ في استنهاض وقيامة لبنان، الحياة للبنان.

Share