فوز ترامب أسقط مهمة هوكشتاين في لبنان محمد سلام/هنا لبنان/07 تشرين الثاني/2024
أطاح فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية بطموحات آموس هوكشتاين لتولّي حقيبة وزارة الخارجية، كما بدّد آمال من كانوا يتوقّعون عودة هوكشتاين إلى لبنان حاملاً معه حلولاً تشمل ترسيم الحدود الجنوبية ووقف الحرب، والتوصل إلى توافق حول شخصية تنهي الشغور الرئاسي في قصر بعبدا الذي دخل عامه الثالث
فوز الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية قضى على آمال الإسرائيلي المتأمرك آموس هوكشتاين بتولي حقيبة وزارة الخارجية، كما أطاح بأحلام من كان ينتظر عودة هوكشتاين إلى لبنان حاملاً رزمة حلول تشمل ترسيم الحدود الجنوبية ووقف الحرب عبرها والتوافق على شخص يرضي جميع اللبنانيين لإنهاء شغور قصر بعبدا الذي دخل سنته الثالثة.
وتبلغ لبنان رسالتين، أميركية وعربية، تعربان عن النية الجادة لمساعدة لبنان على تجاوز محنته “شرط إنتخاب رئيس تنافسي يتولى قيادة البلد إلى حقبة جديدىة مواكبة لوعود إدارة ترامب الجمهورية، بإخراج أميركا من تحالف الإدارة الديمقراطية مع إيران والجفاء مع العرب.”
وقال دبلوماسي عربي إنّ الدول العربية عموماً “على استعداد لملاقاة وعود ترامب لإستعادة الثقة والصداقة مع أميركا والتخلص من أذرع إيران التي إستفادت من التقارب مع الإدارة الديمقراطية للسيطرة على لبنان ودول عربية أخرى.”
وأضاف الدبلوماسي العربي المعتمد لدى لبنان: “لذلك، ومع كل الإحترام للحق السيادي اللبناني في تولي الشؤون الداخلية، من غير المقبول أن يرفع لبنانيون شراع سفينتهم في مجرى رياح الحرس الثوري الإيراني بما يتناقض مع مسار العرب والعالم الحر.”
وأوضح أنّ المعضلة في لبنان هي في ما يسمى التوافق غير الدستوري على إختيار رئيس، الذي يُعتمد حالياً “للحفاظ على حصة لحزب الله – الذي يديره الحرس الثوري الإيراني بعد اغتيال قيادييه – في السيطرة على المنظومة الحاكمة اللبنانية، ما يجعلها معادية للعرب وللعالم الحر، وبالتالي يحرمها من الدخول شريكاً مستفيداً من مشاريع الإستنهاض الإقليمية في الحقبة الجديدة التي دشنها فوز الرئيس ترامب.”
تحالف أميركا مع إيران يعود إلى حقبة الرئيس الأسبق الديمقراطي باراك حسين أوباما، الذي كان يعشق الفرس ويكن كرهاً خاصاً للعرب السنة، فوقّع في 19 تشرين الأول العام 2015 إتفاقاً مع إيران يشرعن برنامجها النووي شرط إدخال تعديلات عليه وافقت عليها طهران أيضاً.
أعلنت إيران إنها ستلتزم بتفكيك قسم من بنيانها النووي لتخفيضه بحيث يتحول إلى برنامج سلمي خلال شهرين وتُرفع بعدها العقوبات عن النظام الإيراني. وكلف أوباما نائبه جو بايدن بمهمة التنسيق مع إيران.
وبعدما تولى بايدن الرئاسة في 21 كانون الثاني العام2021 وفي الأسابيع الأولى من ولايته إتخذ سلسلة قرارات نكدية بحق المملكة العربية السعودية فجمّد بيع الأسلحة للرياض كما جمّد قراراً كان قد إتخذه ترامب بتصنيف الحوثيين حركة إرهابية، ما إعتبرته السعودية تصرفاً عدائياً.
وفي تصرف سلبي يفتقر إلى اللياقات في التعاطي بين الدول، سلم بايدن العلاقة مع السعودية، التي كانت عادة محصورة بالبيت الأبيض والديوان الملكي، إلى موظفين إثنين، أحدهما بريت ماكغيرك من مجلس الأمن القومي، والثاني آموس هوكشتاين من وزارة الخارجية اللذين أساءا للعلاقة مع المملكة أكثر مما كانت سيئة. تواصلَ “الموظفان” مع وزير النفط السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، ووزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان محاولين إقناع المملكة بزيادة إنتاج النفط مع مجموعة أوبك بناء على طلب الرئيس بايدن، ونقل عن هوكشتاين أنه وجه رسالة إلى الأمير عبد العزيز عبر فيها عن “الشعور بالخيانة” لرفض السعودية طلب رئيسه. وقال الدبلوماسي العربي إنه الفشل الثاني لطموح هوكشتاين الذي لا يحلم بأن يتولى منصباً وزارياً في إدارة ترامب، كما أنه “الفشل الأكبر في لبنان للحالمين بباقة حلول هوكشتاين التي تحفظ حصة لحزب الله، وعبره للحرس الثوري الإيراني في منظومة السلطة اللبنانية.”
لبنان، قال الدبلوماسي العربي، “تم إبلاغه رسمياً وبوضوح خارج قاموس المفردات الدبلوماسية أنه لن يحصل على مساعدات عربية وغير عربية إذا أصرّ اللبنانيون على اختيار رئيس بالتوافق. “
وأكّد أنّ “تفاصيل النزاع في لبنان صارت معروفة في عواصم العالم، وصار معروفاً أن بيئات المقيمين صارت ترفض تحويل مراكز إيواء النازحين إلى ما يشبه مستوطنات بلاء تضم عناصر من حزب الله قد تكون مُلاحقة من قبل إسرائيل، ما يؤدي إلى قصفها والتسبب بمجازر يدفع ثمنها النازحون الأبرياء أساساً والبيئة المضيفة.”
وكشف أن إجتماعاً نيابياً عقد مؤخراً طلب خلاله نواب من حزب الله عدم مصادرة البلديات لشاحنات النقل الصغيرة المحملة بالأسحلة والذخائر، بل “الإكتفاء بمنعها من دخول البلدات التي لا تقبلها مجالسها البلدية”. وأضاف: “لدى محاولة تبليغ الأمر للبلديات، رفضت التعاون بحجة أنه يمكن أن تعود سيارات النقل لدخول مناطقها من منافذ أخرى إذا أعادتها ولم تصادرها.” كما أصدرت بعض بلديات إقليم الخروب في قضاء الشوف بمحافظة جبل لبنان قراراً منعت بموجبه دخول آليات الهيئة الصحية التابعة لحزب الله، كما منعت دخول عناصر الجمعيات الكشفية التابعة للحزب إلى مناطقها بعد الغارات الإسرائيلية، خوفاً من أن يتكرر القصف الإسرائيلي عليها وعلى أبناء البلدة أثناء عمليات الإنقاذ.” وهذا ما حصل فعلاً في بلدة برجا يوم الثلاثاء أثناء محاولة إحدى الجمعيات الكشفية التابعة لحزب الله الدخول إلى مبنى إستهدفته غارة إسرائيلية فمنعت وتم طردها. ولفت رئيس إحدى البلديات إلى أنه سأل أحد مسؤولي الحزب لماذا لا يستضيفون نازحيهم الحزبيين، من غير القياديين الذين تلاحقهم إسرائيل لإغتيالهم، في مجمع ضخم يمتلكه الحزب على طريق صيدا القديمة في منطقة وادي الزينة ويعرف بمجمع البحار، فلم تتم إجابته. التساؤلات ليست محصورة في برجا أو إقليم الخروب أو قضاء الشوف في محافظة جبل لبنان، بل تتجاوزها إلى مناطق أخرى تصل إلى محافظة عكار في أقصى الشمال ، خصوصاً بعد تردد إشاعات عن تحضير مسودة قانون تحت مسمى “الملكية غير المكتملة” يسمح بمصادرة مشاعات الدولة اللبنانية وتحويلها إلى ما يشبه المستوطنات عبر تزويدها ببيوت جاهزة وشبكات صرف صحي ومياه ومصادر طاقة ويسمح بإسكان نازحين فيها لمدة خمس سنوات، على أن تعلن بعدها “أملاكاً غير مكتملة”. مسودة القانون المزعومة هذه أشبه بقوانين الإستملاك الصهيونية التي صادرت بموجبها إسرائيل أملاك الفلسطينيين الذين لجأوا إلى الخارج، وأشبه بقانون النظام السوري المتعلق بإستملاك الأراضي أو الأملاك التي لا يشغلها أصحابها لمدة محددة.
من الصعب، إن لم يكن من شبه المستحيل، الإعتقاد بأن أي سلطة تستطيع أن تنفذ مثل هذه المشاريع في مناطق لبنانية لا تقع تحت السيطرة المباشرة لتحالف منظومة سلاح الغدر والمال القذر.