فتفت لـ “السياسة”: زعيم “حزب الله” تحول بوقاً فارسياً ويسعى لزرع الفتنة بيروت – “السياسة”/19 نيسان/15
يبدو أن الأمور متجهة نحو مزيد من التعقيد, بعد المهرجان التضامني لـ”حزب الله” مع الميليشيات الحوثية المنقلبة على الشرعية في اليمن الذي غابت عنه (في مظهر من مظاهر عزلة الحزب داخلياً) غالبية حلفائه ولم يُنقل سوى على قناتي “المنار” و”أو تي في” المحليتين, حيث واصل فيه الأمين العام للحزب حسن نصر الله حملته على المملكة العربية السعودية ودول الخليج, واضعاً مصالح مئات الآلاف من اللبنانيين في الخليج في مهب الريح, بعدما تخطى كل الخطوط الحمر من خلال ما ساقه من اتهامات ملفقة ضد المملكة, تنفيذاً لتعليمات إيرانية بسبب هزيمة المشروع الفارسي في اليمن أمام “عاصفة الحزم” العربية.
ووسط عاصفة من الانتقادات لخطاب أمين عام “حزب الله”, أكد عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت لـ”السياسة” أن “نصر الله فقد مقومات القيادة كقائد رمز للمقاومة في مواجهة إسرائيل, وتحول مع الأسف بوقاً إيرانياً فارسياً, ولم يعد يمثل إلا حالة سياسية إيرانية تسعى لزرع الفتنة المذهبية وفتح معارك داخلية في قلب الدول العربية بقصد إضعافها وعدم استقرارها بما يسمح بالتدخل الإيراني في شؤونها الداخلية, والقول للعالم إن العرب لم يأتوا إلا بالدين, أما الحضارة فهي فارسية”.
وقال: “يبدو أن الأمين العام لحزب الله منزعج جداً من قرار مجلس الأمن الدولي المؤيد للسعودية ولدول الخليج, ومن النتائج الميدانية على الأرض في اليمن لصالح الشرعية التي فرضتها “عاصفة الحزم”, وهذا الأمر بطبيعة الحال أزعج إيران في الدرجة الأولى فطلبت إلى عملائها الهجوم المبرمج على السعودية, حيث أن نصر الله في كل مرة يؤكد لنا أنه فارسي الهوى والانتماء”.
وعن انعكاس هذا الجو المتوتر على الحوار القائم بين “المستقبل” و”حزب الله”, رأى فتفت أن “الحوار مع “حزب الله” قائم في السياسة فقط, ونحن كتيار “المستقبل” نتحاور معه بصدق, لكن السؤال هو: هل لدى “حزب الله” مصداقية في هذا الحوار وكل الحوارات التي سبقته? وهل التزم بالمحكمة الدولية ونزع السلاح داخل المخيمات الفلسطينية وخارجها وبإعلان بعبدا وبكل المسائل التي اتفقنا عليها? فمعروف عنه نسف كل الحوارات, ولن يتغير شيء لو توقف الحوار القائم”.
واستبعد فرضية مشاركة “حزب الله” بالقتال في اليمن, لكنه في المقابل أبدى خشيته من لجوء الحزب إلى تغيير الواقع على الأرض في لبنان إذا طُب منه ذلك لاستعادة التوازن, فعندها -برأيه- لن يتورع الحزب عن إعادة التوتر إلى الساحة المحلية والعودة إلى أسلوب الاغتيالات على سبيل المثال.
من جهته, رأى عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد كبارة أن “نصر الله أصيب بالهذيان فصار يقول الشيء ونقيضه, يطالب بعدم نقل صراع اليمن إلى لبنان فيما لا ينقله أحد سواه شتماً وسباباً وتزويراً وتلفيقاً”, مشيراً إلى أن “ثورة الأحواز اشتعلت في إيران, و”عاصفة الحزم” تصب على الحوثيين النيران والولي الفقيه يرتجف في طهران ونصر الله يهذي في لبنان”.
ولفت كبارة إلى أن “أخطر ما في مهرجان حزب السلاح الإيراني جلوس مطلوبين للعدالة في الصفوف الأمامية أمام كاميرات الإعلام, فيما أبناء طرابلس وبيروت والبقاع وصيدا وغيرهم الموقوفون بموجب وثائق اتصال باطلة قانونياً يصرخون من الألم في معتقلات الأمن”.
بدوره, قال النائب عن “الجماعة الإسلامية” عماد الحوت إن “خطاب نصر الله كان تكفيرياً بامتياز ودينياً أيضاً, ولأن إيران لا تستطيع التعبير عنه كدولة فوضت نصر الله تلاوته”, مؤكداً أن “الحرب في المنطقة ليست طائفية بل سياسية بامتياز”.
وفي السياق نفسه, سأل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “أين هي المصلحة اللبنانية العليا في مواقف نصرالله الأخيرة?, وأين مصلحة الشيعة, وأين هي مصلحة الإسلام والمسلمين في نبش القبور?”.
وأكد أن ما حصل في اليمن تحرك عسكري ضد الشرعية, لافتاً إلى أن السعودية تدخلت لمنع السيطرة على اليمن وعلى الشرعية هناك. وأشار إلى أن أي استخدام للقوة من المفترض أن يرد عليه بهذه الطريقة, مشدداً على أن الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور جاء إلى الرئاسة بانتخابات تشريعية. وشدد جعجع على أن “الثورة السورية كانت ثورة شعبية”, لافتاً إلى أن “داعش” و”النصرة” هما “فطريات على هامش الثورة”, كما توجه بالشكر إلى “الثورة السورية في المرحلة الأولى إلى الجيش السوري الحر والثوار”, معرباً عن أسفه لرسالة الشكر التي وجهها نصرالله إلى النظام السوري.