صالح جميل/الحزب يزرع سرايا والمشنوق ينزع اعلام

443

الحزب يزرع سرايا والمشنوق ينزع اعلام
صالح جميل/موقع 14 اذار

“نجح حزب الله! نعم نجح بمشروعه الإستيطاني فنشره على إمتداد الوطن بطرق عدة، سواء عبر شراء العقارات وبناء مجمعات سكنية تنعم بحماية السلاح، أو عن طريق دعم الأحزاب الموالية بالمال والسلاح. ناهيك عن سيارات “الإكسبرس” التي ينشرها على الطرقات، لكن يبقى العنصر الأخطر: “سرايا المقاومة”. هذا الموضوع بدأ منسوب خطره يزداد يوما بعد يوم، فعملية التجنيد تسير على قدم وساق، خصوصا بعد خسارة الحزب لمعارك عدة في سوريا، ترافقاً أيضاً مع دخوله العراق!

قنبلة موقوتة إسمها “سرايا المقاومة” بدأ عدها التنازلي لتنفجر. الحال في إقليم الخروب ينطبق على مختلف المناطق “السنية” التي يغزوها الحزب بسراياه أو بطرق أُخرى. المسلك الساحلي الممتد من الناعمة إلى وادي الزينة لا يخلو من المجمعات السكنية التابعة للحزب، أهمها “مجمع المصطفى” الذي يعتبر مركز قيادة لما يسمى “سرايا المقاومة”، وكذلك مجمع وادي الزينة الذي يقع على الأوتوستراد لا يقل أهمية نظرا لما يحويه من أسلحة، ويقابله مقهى للحزب، ولا ننسى أيضا “اكسبرس” المراقبة على الأوتوستراد والطريق البحرية!

بدأ التجنيد في المنطقة العام 2007 بواسطة الشيخ “الجعيد” وزاهر الخطيب الإضافة إلى بعض أزلام المخابرات السورية والشيخ “يونس بركات” مسؤول الحزب في الجية. لكن إنطفأت هذه الظاهرة بعد أحداث 7 أيار 2008، ثم عادت من جديد مع إنطلاق الثورة السورية. إستأنف الحزب تجنيد الشباب عبر عدة طرق سواء عبر المال أو السلاح والخدمات… والأهم “الكبتاغون والحشيش”. كان شاكر البرجاوي المعطى الجديد في هذا المنحى، أخذ يستقطب شباب الـ “السيكيور بلاس”، تلك الشركة الأمنية التي أنشأها تيار المستقبل وتخلى عنها، حيث أغواهم بالضهر القوي والمال. فراتب العنصر يتراوح ما بين 400$ إلى 600$ حسب أهمية المنطقة بينما يتقاضى قائد المجموعة 1000$ بالإضافة إلى مكافئة على كل “رأس جديد”، كل هذا بالإضافة إلى ترخيص لحمل السلاح وكرت رصيد للهاتف.

راح البرجاوي يجمع المعارضين لتيار المستقبل من السنة زارعاً في كل قرية رجلاً بالتنسيق مع أزلام الثامن من آذار. البداية كانت مع إشتباكات السعديات في الـ2012 التي شارك بها البرجاوي، بعيدها بدأت السيارات الرباعية الدفع الداكنة تتوافد إلى قرى الإقليم فجراً لتصطحب الشباب العاطل عن العمل وتعيدهم بعد أيام. وقتها لوحظ إنتشار المخدرات في قرى الإقليم إضافة إلى السلاح الذي بدأ بالظهور بكثافة. حاول أهالي الإقليم مكافحة هذه الظاهرة لكنهم فشلوا، فكلما تعتقل القوى الأمنية عنصراً من هذه السرايا يفاجأ الأهالي بإطلاق سراحه بعد أيام … والواسطة دائماً: “المقاومة”. هدأت هذه الظاهرة قليلاً ولكن اليوم تخطى الوضع حدود الإحتمال. أعداد العناصر في إزدياد بشكل مخيف، خصوصا بعد الخسائر البشرية للحزب في سوريا وبعد إضطراره لدخول العراق. عناصر سراياه لا يبارحون الساحات ليلاً نهاراً، يراقبون النازحين وكل من يدخل إلى القرية، لا يخافون أحداً، يتعاطون الحبوب المخدرة علناً مفتعلين المشاكل مع المارة. قنابل متنقلة بقمصان سود تنتشر بكثافة، يرافقها حالات تشطيب بالآلات الحادة لأنفسهم وللذين يشتبكون معهم. سيوف طويلة (سيف الإمام علي رضي الله عنه) في الرقاب مع رسائل تهديد لكل من يعارض! أهالي إقليم الخروب كباقي المناطق “السنية” التي إستوطن بها الحزب ووزّرع فيها سراياه، يواجهون تحدي كبير، فالدولة غائبة كذلك سياسيو المنطقة. يسود خوف من فتنة “سنية-سنية” قد تقع في أي لحظة، لأن الوضع لم يعد يحتمل وهم الخاسرون فيها. لا توجد قرية أو عائلة تخلو من هذا الإستيطان المكروه حتى لو بأعداد قليلة… والإنفجار آتي لا محال!”