فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك الراعي اليوم 13 حزيران 2021 في كنيسة الصرح البطريركي/مع نص موعظتي البطريرك الراعي والمطران عودة

62

اضغط هنا لمشاهدة القداس الإلهي الذي ترأسه اليوم البطريرك الراعي في كنيسة الصرح البطريركي/13 حزيران/2021/فيديو فايسبوك

اضغط هنا لمشهدة فيديو موعظة المطران عوده

فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك الراعي اليوم 13 حزيران 2021 في كنيسة الصرح البطريركي/مع نص موعظتي البطريرك الراعي والمطران عودة

المطران عوده: ألم يحن الوقت لتستعيد الدولة قرارها وتفرض هيبتها؟
الأحد 13 حزيران 2021

البطريرك الراعي: الحلول موجودة لكن هناك من يمنع تنفيذها وهذا البلد لا تسلم مقاليده لاحد
الأحد 13 حزيران 2021
وطنية – ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي “كابيلا القيامة”، عاونه فيه المطرانان حنا علوان و غريغوري منصور، أمين سر البطريرك الاب هادي ضو، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الدكتور الياس صفير، عائلة المرحوم الشاب ريان وهبة، رئيس واعضاء الجامعة الباسيلية، وعدد من المؤمنين التزموا الإجراءات الوقائية.
بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان “إبتهج يسوع بالروح القدس وصلى” (لو 10: 21)، قال فيها: “عندما يفتح الإنسان قلبه للروح القدس، يبتهج ويصلي، فالروح القدس هو معلم الصلاة وينبوعها في كل ظرف من ظروف حياتنا الحلوة والمرة. ذلك أنه، على ما يقول بولس الرسول، يأتي لنجدة ضعفنا، لأننا لا نحسن الصلاة كما يجب، لكن الروح يشفع لنا بأنات لا توصف (روم 8: 26). وفيما يعلمنا الصلاة يعزي قلوبنا في الحزن، ويهديها في الضياع، ويفتحها في سعادتها على الفقير والمحتاج والمظلوم. فلما عاد تلاميذ يسوع فرحين بنجاح رسالتهم، إبتهج يسوع بالروح القدس وصلى شاكرا وممجدا: أعترف لك يا أبت، يا رب السماء والأرض (لو 10: 21). فيما نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، نلتمس من الله عطية الروح القدس لكي يعلمنا الصلاة، ويعلمنا على الأخص كيف نعود إلى الله لكي نحسن قراءة علامات الأزمنة في حياتنا، وفي الأحداث التي تختص بنا شخصيا. فلا تكون مجرد أحداث حلوة أو مرة، بل مناسبات لسماع ما يمليه الله علينا بإلهامات الروح القدس. فكل شيء يؤول إلى خير الذين يتقون الله، على ما يقول بولس الرسول (روم 8: 28)”.
وتابع: “تشارك معنا في الذبيحة المقدسة عائلة المرحوم الشاب ريان لوك وهبه، الذي ودعناه معها بكثير من الأسى وبالصلاة منذ ثلاثة أسابيع. فنعزي من صميم القلب والديه وشقيقيه وجدته وعميه وعمتيه وعائلاتهم. ونلتمس له الراحة الأبدية في السماء، ولهم الصبر والعزاء الإلهي. وإني أوجه تحية خاصة لممثلي الجامعة الباسيلية التي مضى على تأسيسها خمس وسبعين سنة. أحيي عمدتها المركزية: عميدها والأعضاء. وأثني على أهدافها التي هي التعاون بين أبناء العائلة والعائلات المتفرعة منها وعلى تضامنهم، والإهتمام بأبنائها في ما يؤول إلى خيرهم المادي والمعنوي. وقد اتخذت شفيعا لها القديس باسيليوس، وتقيم قداسا سنويا في ذكرى تأسيسها في شهر حزيران، إضافة إلى رياضة روحية في عيد الميلاد أو الفصح، ولها كاهن مرشد من أبناء العائلة. بارك الله أعمالها وأعضاءها وعائلاتهم. بالعودة إلى موضوع الصلاة في إنجيل اليوم، نتعلم أن الصلاة استذكار الله: نتذكر أنه أعطانا الوجود. نتذكر أعماله وعنايته بنا وتصميمه الخلاصي الذي يشملنا جميعا. لذلك نصلي صباحا وظهرا ومساء. نصلي قبل الطعام وبعده. نصلي عند ساعة النوم وفي الإستيقاظ. أما ذروة الصلاة فيوم الأحد الذي هو اللقاء الأسراري المحيي مع محبة الآب التي تظللنا، ونعمة الإبن التي تخلصنا، وحلول الروح القدس الذي يقدسنا بثمار الفداء.كل صلاة، أكانت لفظية أم تأملية، تقتضي منا الخشوع واستحضار الله. نستمد الصلاة من ينابيعها: من كلمة الله التي بسماعها نتعلم الصلاة كجواب من الله الذي كلمنا؛ من الإيمان الذي يحملنا على البحث عن الله بالصلاة؛ من الرجاء الذي يجعل من صلاتنا انتظارا لتجليات الله؛ من المحبة التي تحملنا على المثابرة فيها حبا لله. الله يستجيب صلاتنا كيفما عبرنا عنها. فقد تقبل صلاة تواضع القلب من ذاك العشار في الهيكل، وصلاة الإيمان من الأبرص والكنعانية ويائيروس، والصلاة الصامتة من الرجال الأربعة الذين حملوا إليه مخلع كفرناحوم، ومن المرأة النازفة، وصلاة الأعمى الملحة: يا ابن داوود ارحمني”.
وأضاف: “كم هو ضروري أن يصلي كل مسؤول من أجل خلاصه الشخصي ومن أجل أن يحكم بالعدل والتفاني بغية تأمين الخير العام الذي منه خير كل مواطن وكل المواطنين. المسؤول الذي يصلي يخاف دينونة الله، أما الذي لا يؤمن ولا يصلي فليخف دينونة الشعب. نقول للمسؤولين الذين يعطلون تأليف الحكومة ونهوض الدولة: لقد عرفنا سياسة الأرض المحروقة، لكننا نرى في هذه الأيام سياسة الشعب المحروق. العالم كله ينتظرنا لكي يتمكن من مد يد المساعدة من أجل إنهاض الدولة. أما أنتم فغارقون في لعبة جهنمية، في الأنانيات والأخطاء، في سوء التقدير وسوء الحوكمة، في المحاصصة والمكاسب، وفي السير عكس أماني شعبنا…لا يكفي أن تعترفوا بعجزكم وضعف صلاحياتكم لتبرروا المراوحة، وتتركوا الأزمات تتفاقم والمآسي تتعمق والانهيار يتسارع. هذه البلاد ليست ملكية خاصة لكي تسمحوا لأنفسكم بتفلسيها وتدميرها. هذه الدولة هي ملك شعبها وتاريخها وأجيالها الطالعة. أمام عدم معالجة الأمور العامة الحياتية، نتساءل إذا ما كنتم مكلفين بتدمير بلادنا، وإلا لم هذا الجمود فيما فرص المعالجة متوافرة، ونحن في زمن فيه حلول لكل شيء؟”.
وقال: “إننا ندعو الدولة إلى التحرك نحو الدول الشقيقة والصديقة وتتفاوض معها لمساعدة لبنان اليوم قبل غد. فالشعب لا يحتمل مزيدا من القهر والإذلال. الدول مستعدة لتلبية النداء، لكنها تفترض أن تكون الدولة دولة لبنان ودولة شعب لبنان، وشرعيتها تمتلك قرارها الحر والمستقل. لقد حان الوقت لخروج الدولة من لعبة المحاور الإقليمية، وتعيد النظر بخياراتها التي أثبتت التطورات أنها لا تصب في مصلحة البلاد والاستقلال والاستقرار والوحدة والازدهار، وأنها قضت على علاقات لبنان العربية والدولية. لقد ضربت هذه الجماعة السياسية سمعة لبنان الدولية، فيما كان اسم لبنان رمز الإبداع والنهضة والازدهار في بلاد العرب والعالم. وندعو حكومة تصريف الأعمال لتقوم بواجباتها بحكم الدستور والقانون والضمير، فتبادر إلى توفير الغذاء والدواء والمحروقات وحليب للأطفال. أليس من أبسط واجباتها دهم مستودعات وخزانات الاحتكار، وتوقيف شبكات التهريب المنظمة والمحتضنة، وإقفال المعابر غير الشرعية وضبط المعابر الشرعية، وإقفال المتاجر ومنع غلاء الأسعار والتزوير؟”.
وختم الراعي: “رغم فداحة الأزمة، الحلول موجودة وسبل الإنقاذ متوافرة، لكن هناك من يمنعون تنفيذ الحلول كما يمنعون تأليف الحكومة. هناك من يريد أن يقفل البلاد ويتسلم مفاتيحه. هذه رهانات خاطئة. هذا بلد لا تسلم مقاليده لأحد ولا يستسلم أمامَ أحد. جذوة النضال في القلوب حية. بلادنا تمتلك، رغم الانهيار، جميع طاقات الإنقاذ، لكنها تحتاج إلى قيادة حكيمة وشجاعة ووطنية تحب شعبها. وإذا لم تتوافر هذه القيادة، فمسؤولية الشعب أن ينتظم في حركة اعتراضية سلمية لإحداث التغيير المطلوب، ولإستعادة هوية لبنان وحياده الناشط ومكانه في منظومة الأمم، وصداقاته، والدورة الاقتصادية والحضارية العالمية، ودوره في الإبداع والسلام. فلنصل من أجل خلاص لبنان وشعبه. فالصلاة بالإيمان والرجاء من القلب لا ترد. ولنرفع في كل حال آيات الشكر والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والإبن والروح القدس الآن وإلى الأبد، آمين”.

المطران عوده: ألم يحن الوقت لتستعيد الدولة قرارها وتفرض هيبتها؟
الأحد 13 حزيران 2021
وطنية – ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.
بعد الإنجيل، قال في عظته: “منذ أيام ودعنا الفصح المجيد المقدس، وعيدنا لصعود ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح إلى السماوات، وجلوسه عن يمين الله الآب. إن صعود المسيح إلى السماوات يأتي مكملا للعمل الخلاصي، الذي أراد به الله أن يرفعنا من الهاوية التي سقطنا فيها بسبب خطايانا وشهواتنا، ويعيدنا إلى المجد الأبوي. لذلك رفع جسدنا الذي أخذه، وأجلسه عن يمين الله الآب، في فردوس النعيم. هنا تكمن مسؤوليتنا العظمى، في بقائنا ضمن هالة المجد هذه من خلال التوبة ونبذ الأنا، أو الخروج من هذه الهالة والعودة إلى حياة الخطيئة بحرية وإرادة شخصية. صعود الرب هيأ لنا المصعد إلى السماء، فهل نسمو أم نختار البقاء في شقائنا البشري والمادي؟ ولكي نعرف الطريق الصحيح نحو الملكوت السماوي، ألهم الرب الآباء القديسين الذين نعيد لهم عدة مرات سنويا لكي يرسموا لنا درب القداسة ويعلمونا بحياتهم كيف نقرن الإيمان بالأعمال. اليوم أحد تذكاراتهم، ونعيد فيه للآباء الثلاثمئة والثمانية عشر المجتمعين في المجمع المسكوني الأول، في مدينة نيقية. سبب تحديد هذا العيد، هو أن آباء المجمع الأول، حددوا الإيمان الذي أعلنه عيد الصعود، كعقيدة في الكنيسة. فالأعياد الكنسية، وخصوصا السيدية منها، أي المختصة بالرب يسوع، ليست مجرد تذكر بسيط لحدث معين، بل تحمل مضمونا لاهوتيا عميقا، لذلك يكون الاحتفال الواعي بها اعترافا إيمانيا”.
أضاف: “تعترف الكنيسة، في عيد الصعود، بأن ابن الله المتحد بالجسد البشري، بعد أن أتم كل تدبير بشكل لا يوصف، وأتم على الأرض كل مهمة زوده بها الآب، عاد إلى العرش الأبوي. فهو المساوي للآب في الكرامة، والإله الحق الذي، بفضل ألوهته، أصبحت طبيعتنا متألهة، بإجلاسه إياها على عرش الثالوث القدوس. مع الوقت، بدأت الآراء اللاهوتية تظهر إلى العلن، منها ما كان مستقيما، ومنها ما كان مصابا بسم الهرطقة. أبرز هراطقة ذاك الزمن كان المدعو آريوس، الذي قال إن ابن الله مخلوق. لذا، اجتمع آباء المجمع المسكوني الأول، الذين نعيد لهم اليوم، وأقروا بإيمان الكنيسة القائل بأن ابن الله مساو للآب في الجوهر. فلو لم يكن إلها حقيقيا، لتعذر القول إن الإنسان على صورة الله، لأن هذا الكلام مرادف لتأله الإنسان، على حسب ما قال القديس أثناسيوس الكبير: هو تأنس ليؤلهنا نحن. الإيمان بأن يسوع المسيح إله وإنسان هو شرط لخلاصنا. لذا، فإن إنجيل اليوم، الذي هو جزء من صلاة الرب يسوع الكهنوتية، يدلنا على بعض الحقائق الهامة لإيمان صحيح بما يختص بشخص المسيح”.
وتابع: “أتى المسيح إلى العالم ليعطي الإنسان الفاني الحياة الأبدية. والحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته. الرب يسوع، في صلاته، علم تلاميذه أن الحياة الأبدية هي معرفة الله الآب، ويسوع المسيح، الإله-الإنسان. لقد علمنا الآباء القديسون أن هذه المعرفة ليست عقلية، بل هي ثمرة شركة مع الله. فمن عرف الله كان متحدا به. والحياة الأبدية تمنح لمن يحب المسيح ويحفظ وصاياه، ويحاول أن يعيش في هذا العالم مثلما عاش المسيح أثناء حضوره على الأرض. يجب أن توجه محبة المسيح تصرف الإنسان وسلوكه في هذا العالم، وبما أن محبة المسيح تضحية في سبيل أن يعيش الآخر الحياة الحقيقية، هكذا على محبة الإنسان لإخوته البشر أن تكون، عندئذ يكون صورة حية للمسيح وسط عالمنا المظلم. المسيحية ليست خطابات رنانة عن حقوق المسيحيين، أو تجييشا طائفيا ومذهبيا للمسيحي ضد أخيه الإنسان، إنما هي محبة تتجلى بإفراغ الذات، مثلما فعل يوحنا المعمدان الذي كان ينقص ليزيد المسيح. حبذا لو تنتفي الخطابات، ويبدأ عهد الأفعال الحقيقية، لأن من كان كلامه صادقا، يقرنه بالأفعال التي تجسد القول على شكل أفعال محبة. لقد تنازل المسيح وتجسد وتألم ومات، من أجل أن يقيمنا ويصعدنا معه إلى السماوات، ويجلسنا عن يمين أبيه. لم يعلم المسيح بالأقوال فقط، فهل من يتعلم منه؟”
وقال: “دستور الإيمان الذي سنتلوه بعد قليل، وضعه آباء المجمعين المسكونيين الأول (325) والثاني (381)، وقد جاء ردا على الهرطقات التي حامت حول المجتمع المسيحي وإيمانه، وخصوصا في ما يتعلق بشخص ابن الله، يسوع المسيح، وبالروح القدس، ومساواة الأقانيم الثلاثة في الجوهر. لقد جاء عمل آباء الكنيسة على مر العصور متكاملا، لذلك حددوا الإيمان والعقائد وسلموها لنا “تسليما جليا” على حسب ما سمعنا في تراتيل صلاة سحر اليوم. الكنيسة، منذ نشأتها، تعمل بتكامل، سعيا إلى الكمال بيسوع المسيح. على عكس العالم، وحكام العالم، الذين نسمعهم دائما ينتقدون ويخونون بعضهم بعضا، ولهذا السبب لن يصلوا ببلادهم إلى أي بر أمان. لماذا؟ لأنهم يسعون إلى إبراز أنفسهم كاملين، خالين من العيوب، قائمين بواجبهم، فيما هم يعملون لمصالحهم ومكاسبهم. مرض الأنا تجذر بحكامنا. لو تكاتف مسؤولونا، المسيحيون منهم قبل سواهم، لكان بلدنا رائدا في شتى المجالات. المطلوب يد واحدة تعمل للخير العام، وهكذا يصل الكل، مسؤولون ومواطنون، إلى جمهورية فاضلة هدفها كرامة الإنسان أولا”.
وسأل: “ألا يزعج أحدا مشهد الذل المتنقل في كل مكان؟ عند محطات المحروقات، في الأفران والصيدليات والسوبرماركت؟ لقد وصل اليأس بالشعب إلى حد القرف. الهراطقة اعتمدوا قديما على جهل الناس بالإيمان، فقاموا ببث سمومهم، إلى أن جاء الآباء القديسون وثقفوا الشعب إيمانيا، عندئذ استتبت الأوضاع في الكنيسة. اليوم، لدينا من يسمم حياة الشعب، ونحن بحاجة إلى من يرفع الظلم عنهم ويبث فيهم روح التفاؤل والأمل لئلا يضيع الناس وقد ضاع البلد. لذا أدعو المسؤولين إلى التجول في شوارع العاصمة ليلمسوا حقيقة ما وصل إليه اللبنانيون من تعاسة وضيق وقرف. طوابير السيارات حول المحطات، المرضى يستعطون الدواء، مرضى غسيل الكلى مهددون بالموت، الأطباء يستغيثون، المستشفيات مهددة بالإغلاق، ونحن على أبواب كارثة صحية، وفي المقابل هناك من لا سيارة لديه، ولا سقف، ولا قيمة لصحته لأنه يفتش في القمامة على ما يسد به رمقه”.
أضاف: “فخامة الرئيس، أستحلفك بأحفادك الذين ترى الحياة في عيونهم أن انزل إلى الشارع واستمع إلى شعبك وعاين الذل الذي يعيشه. هل تقبل أن يموت إنسان جوعا أو مرضا في عهدك؟ هل تقبل أن يعاني طفل في عهدك؟ هل تقبل أن يهان مواطن في عهدك؟ هل تقبل أن يضمحل لبنان في عهدك؟ والدعوة عينها موجهة إلى رئيس الحكومة المستقيل منذ أشهر طويلة ولم يقم مع حكومته بأدنى واجبات الحكومة، ولم ينفطر قلبه وجعا على حال اللبنانيين، وإلى الرئيس المكلف المطلوب منه التعالي عن الأحقاد والخصومات، والإسراع في تأليف الحكومة رحمة بالوطن والمواطنين، وإلى رئيس مجلس النواب ونواب الأمة ربما يدركون حجم الكارثة”.
وتابع: “لجميع المسؤولين والزعماء نقول باسم الشعب: إذا أردتم أن تتقاتلوا أو تتنازعوا وتتشاتموا فأنتم أحرار، إنما قوموا بذلك بعيدا من حياتنا ومستقبل أولادنا ، واتركونا نعيش بسلام وكرامة. وإلا تناسوا خصوماتكم وادفنوا أحقادكم وقوموا بواجبكم. ألا يستحق لبنان تنازلا وتضحية؟ هل بسبب وزير أو حقيبة يدمر وطن وينحر شعب؟ هل تقبلون أن يموت عزيز عليكم جوعا أو مرضا أو يأسا وأنتم تتقاتلون على ملك زائل؟ كفى اغتيالا لهذا البلد الجميل وهذا الشعب العزيز. كفى جشعا وكبرياء وتعنتا. إرحموا هذا البلد وشعبه. عندما نسمع أن نائبا في البرلمان البريطاني استقال لأنه تأخر عن موعد الاجتماع، وأن وزير الصحة في الأردن استقال بسبب وفاة أشخاص جراء نقص الأوكسجين، أخجل من حكام يصيب بلدهم ما أصاب لبنان وهم لم يتنحوا خجلا واعتذارا من الشعب، بل لم يحركوا ساكنا لتحسين الوضع ووقف الاستنزاف. ربنا يسوع المسيح دفع دمه الثمين لإنقاذ الإنسان الخاطىء، وعبيده على الأرض لا يضحون بمكتسباتهم ومصالحهم من أجل إنقاذ بلدهم. ألا يفكرون بأولادهم وأحفادهم الذين سيعيشون في لبنان؟ أم أن بلدا آخر يحملون جنسيته سيأويهم ويحفظ كرامتهم؟ لكن حكم التاريخ بالمرصاد وعدالة السماء أيضا”.
وسأل: “أين الدولة من قرار فردي لرئيس حزب يلزم الدولة كلها، وماذا تفعل الدولة إذا قرر كل رئيس حزب التفرد بقراراته والتطاول على هيبة الدولة؟ ألم يحن الوقت بعد لتحزم الدولة أمرها وتستعيد قرارها وتفرض هيبتها على الجميع؟”
وختم عوده: “دعوتنا اليوم أن نبقى على إيماننا، راسخين على الصخرة يسوع المسيح، وألا نيأس أو ننجر وراء من يريدنا أن نيأس ونفرغ بلدنا. المسيحي كان دائما ينبوعا للأمل، لأن المسيحية مؤسسة على القيامة. فقوموا من موت يأسكم، وعاودوا نشر الأمل، مؤمنين أن المسيح قد قام ونحن حتما قائمون”.