أبو أرز – اتيان صقر: تحقيق افتراضي مع العهد/الجزء الأول

144

تحقيق افتراضي مع العهد (الجزء الأول)
أبو أرز – اتيان صقر/04 تشرين الأول/2020 

بعد مرور اربع سنوات على العهد القوي، وبعد سلسلة الكوارث التي حلّت بلبنان، بدءاً بالإنهيار المالي والإقتصادي والإجتماعي ووصولاً الى إنفجار المرفأ شبه النووي الذي دمر نصف العاصمة على رؤوس ساكنيها.

وبما أن الشعب قد فقد ثقته بالمنظومة السياسية الحاكمة التي إحتلت أعلى مراتب الفساد في العالم، وفقد بالتالى ثقته بالدولة ومؤسساتها واجهزتها الإدارية والأمنية والقضائية المهترئة التي هي إنعكاس لصورة هذه المنظومة الفاسدة.

وبما ان الحوار مفقود بين الشعب والعهد بعد أن تحصّن هذا الأخير في “قصر الشعب” وأحاط نفسه بغابةٍ من الأسلاك الشائكة خوفاً من وصول الثوار اليه.

بعد ذلك كله، ولتسليط الضوء على مجمل القضايا التي تحاكي وجع الناس وتساؤلاتهم وقلقهم على المصير، قررنا ان نجري هذا التحقيق الإفتراضي مع العهد على الشكل التالي:

الشعب: لقد مرت اربع سنوات على عهدكم، فما هي الإنجازات التي تحققت في أيامكم حتى الآن تبعاً للآمال التي كانت معلقة عليكم؟ والوعود الكبيرة التي اغدقتموها على اللبنانيين منذ عودتكم من المنفى ؟
العهد: حاولنا ولكن تقليص صلاحيات الرئاسة في وثيقة الطائف منعتنا من تحقيق ما كنا نرغب به.

الشعب: لقد كنتم على علم تام بتقليص صلاحيات رئاسة الجمهورية منذ صدور إتفاق الطائف في العام ١٩٨٩، ثم وافقتم عليه في العام ٢٠٠٥ وشاركتم في الحكم على أساسه، فلماذا أذاً فعلتم المستحيل للوصول إلى سدّة الرئاسة، وعطّلتم الإستحقاق الرئاسي لمدة سنتين ونصف تحت شعار” انا أو لا أحد”، ثم تحالفتم مع ما يسمى “بحزب الله” لتحقيق هذا الهدف على حساب سيادة الوطن واستقلاله؟ فما جوابكم ؟
العهد: حاولنا ان نعمل لكن” ما خلونا”

الشعب: هل لكم ان تعلنوا للناس اسمياً من هم الذين “ما خلوكن” ؟ ولماذا تلجأون دائماً إلى بدعة تجهيل الفاعل التي تُستخدم عادةً في تمويه الحقائق وذر الرماد في العيون؟
العهد: الفريق الآخر “ما خلاّنا”.

الشعب: ومن هو هذا الفريق الآخر؟
العهد: هني بيعرفوا حالن.

الشعب: نحنا بدنا نعرف ومن حقنا كشعب ان نعرف؟
العهد :لا جواب
لبيك لبنان
اتيان صقر – ابو أرز
يتبع…

تحقيق افتراضي مع العهد (الجزء الثاني)
أبو أرز – اتيان صقر/06 تشرين الأول/2020 

الشعب: في أيامكم سقطت الدولة، وإنهارت الأوضاع الإقتصادية والمالية والإجتماعية، واستولت المصارف على أموال المودعين، وارتفعت البطالة إلى أرقام قياسية، واصبح معظم الشعب تحت خط الفقر، وزحفت المجاعة إلى بيوت الناس… فماذا تقولون؟

العهد: انا لست مسؤولاً عن هذه الإنهيارات لأنها حصيلة أخطاء متراكمة اقترفتها الحكومات والعهود السابقة.
الشعب: صحيح هناك تراكمات من الأخطاء السابقة ولكن ماذا فعلتم لوقفها أو الحد من تفاقمها بإعتبار انكم” العهد القوي” ؟

العهد : “ماخلونا نشتغل وما خلولنا صلاحيات”
الشعب: اذا كنتم عاجزين عن فعل اي شيئ لإنقاذ البلد ، فلماذا لا تستقيلون اسوةً بمسؤولي الدول الراقية؟ وما هو إذاً سبب بقائقم في الحكم؟

العهد: من البديل اذا استقلت؟ ولمن اترك البلاد؟
الشعب : الفراغ أفضل من هذا الجحيم الذي وصلنا اليه، أوَليست البلاد متروكة اصلاً للمجهول؟

العهد : صمت
الشعب: الحُكم رؤية يقول علم السياسة، فما هي رؤيتكم للمستقبل؟

العهد : سنحاول ما استطعنا .
الشعب: في بلاد الرُقي يعلن كل مرشح للرئاسة برنامجه السياسي أمام الرأي العام ليتم انتخابه على أساسه، فهل كان لديكم مثل هذا البرنامج عند ترشحكم ؟

العهد :لا برنامج محدّد لدي بل مجموعة افكار.
الشعب: في حديثٍ صحافي سابق جرى معكم اثناء ثورة ١٧ تشرين دعوتم الشعب إلى الهجرة اذا كان غير راضٍ عن أداء السلطة، وفي حديثٍ صحافيٍ اخير بشّرتم الناس بالذهاب الى جهنم، فهل هذا كلام شخص مسؤول يمثل اعلى سلطة في البلاد؟

العهد : ما قيل قد قيل
الشعب : على سيرة ثورة ١٧ تشرين، كيف تفسرون عمليات القمع الوحشية التى قامت بها القوي الأمنية ضد المتظاهرين السلميين ؟

العهد: هؤلاء ليسو سلميين بل مشاغبون.
الشعب: خرج نصف الشعب اللبناني إلى الشوارع والساحات، مسالماً ومطالباً بأدنى مقومات الحياة الكريمة، وقد اشادت كل وسائل الإعلام المحلية والعالمية برُقي هذه التظاهرات وسلميتها، فلماذا امرتم بقمعها على هذا الشكل الوحشي؟

العهد: أصر على أنهم كانوا سلميين في البداية ثم تحولوا إلى مشاغبين.
الشعب: المشاغبون كانوا فئة من المندسين التابعين للثنائي الشيعي وبعض احزاب السلطة بهدف تشويه سمعة الثورة وحرفها عن مسارها السلمي واهدافها الوطنية.

العهد: لا تعليق
الشعب: وماذا عن التظاهرات المعاكسة التى قام بها تياركم؟

العهد: هذه كانت سلمية بإمتياز.
الشعب: رأينا بأم العين عناصر من تياركم يعتدون بالضرب على المتظاهرين السلميين.

العهد : قد تكون عناصر غير منضبطة.
الشعب: كيف تفسرون تعاطي قوات الأمن العنيف مع ثوار ١٧ تشرين؟ وتغاضيها عن تجاوزات عناصر الثنائي الشيعي؟ أليست هذه سياسة صيف وشتاء على سطح واحد؟

العهد: لا تعليق
الشعب: فعلتم المستحيل لمحاولة القضاء على ثورة ١٧ تشرين، وجنّدتم كل أجهزة الدولة لتحقيق هذه الغاية، فمن أين اتيتم بكل هذه الصلاحيات وانتم تقولون أن لا صلاحيات لديكم؟

العهد :لا جواب.
الشعب :قبل وصولكم إلى سدة الرئاسة ناديتم دائماً بحرية الرأي والكلمة، وحذرتم من قمع الحريات، اما اليوم فقد طغت على البلاد ظاهرة كم الافواه و استدعاء المعارضين إلى المحاكم كُلّما تجرؤا على انتقاد عهدكم قولاً او تلميحاً، فهل تحول العهد إلى دولة بوليسية؟

العهد: لا أقبل المساس بسمعة الرئاسة.
لبيك لبنان

اتيان صقر – ابو أرز.

تحقيق افتراضي مع العهد (الجزء الثالث) 
اتيان صقر – ابو أرز/09 تشرين الأول/2020
الشعب : تأمرون بتحريك كل أجهزة الحكم لقمع الثوار السلميين، ولا تحرّكون اصبعاً واحداً لنقل المواد المتفجرة من المرفأ لتجنيب البلاد نكبة العصر ؟؟؟
العهد : لا صلاحيات لدي على المرفأ.
الشعب: في السابق جمدتم تشكيل الحكومة ٦ اشهر لكي تفرضوا صهركم وزيراً بالقوة، ثم عطلتم الاستحقاق الرئاسي سنتين ونصف لتفرضوا نفسكم رئيساً بالقوة، فمن أين جئتم بكل هذه السلطة؟ ولماذا لم تستخدموا جزأً منها لمنع انهيار البلاد و انفجار المرفأ ؟؟؟
العهد : سبق وأجبت على هذا السؤال.
الشعب: منذ بداية نشاطكم السياسي في منتصف الثمانينات من القرن الماضي أطلقتم الكثير من الشعارات المضخّمة وما زلتم ترددونها حتى الساعة مثل الإصلاح والتغيير، محاربة الفساد والفاسدين، محاربة الإقطاع السياسي والعائلي …الخ ، فماذا حققتم من هذه الشعارات؟ ام انها كانت شعارات وهمية أو شعبوية أو إنتخابية أو مجرد فقاعات بالونية للاستهلاك المحلي؟
العهد: لا يزال أمامي سنتان سأحاول تحقيق ما استطعت.
الشعب: المكتوب يُقرأ من عنوانه، والمثل اللبناني يقول “لو بدّا تشتي كانت غيّمت” ، واخطر من ذلك،وعلى أثر النكبات المتتالية التي حلت بالبلاد في عهدكم ، بات الشعب متخوفاً من السنتين الباقيتتن منه ، ومتوجساً من حصول المزيد من الكوارث، وينتظر بلهف الساعة التي ينتهي فيها عهدكم” الميمون”.
العهد : يسطفلوا.
الشعب: ناديتم طويلاً بمحاربة الإقطاع السياسي والعائلي، ولما وصلتم إلى الحكم مارستم هذا الإقطاع بشراهة فاقعة، واصبحت العائلة كلها في السلطة، ، فكيف تفسرون هذا؟
العهد: عائلتي لديها ما يكفي من المؤهلات.
الشعب: يقال ان القطاع العام كان السبب الرئيسي في افلاس الخزينة وبخاصةً عندما تسرّعتم في إقرار مشروع سلسلة الرتب والرواتب لدواعي إنتخابية من دون تأمين الموارد المالية اللازمة لتغطيته ، كما وتغاضيتم عن التوظيف العشوائي حتى بلغ عدد موظفي الدولة اكثر من ٣٠٠ الف موظف معظمهم لا يداوم. ما تعليقكم؟
العهد: كل الاحزاب والقوى السياسية اعتمدت اسلوب التوظيف العشوائي في العهود السابقة.
الشعب: وماذا عن التوظيف السياسي الذي يقال ان صهركم مارسه في الانتخابات الأخيرة لإستقطاب أصوات الناخبين ،ويحكى عن عددٍ يناهز الثلاثين الف موظف حُشروا حشراً في دوائر الدولة، الأمر الذي حمّل الخزينة المفلسة اصلاً اعباءً إضافية؟
العهد: الرقم مبالغ فيه.
الشعب: اعلنتم الحرب على الفساد في أول حكومة لكم، وقمتم بتعيين وزيراً خاصاً لمهمة “معالجة شؤون الفساد”، ولكن الحكومة ذهبت ولم يُفتح ملف واحد من ملفات الفساد، ولم يدخل لصاً واحداً إلى السجن؟
العهد : “حاولنا لكن ما خلونا”
الشعب: لماذا لا تعلنون اسماء المعرقلين وتصرّون مرة ثانية على تجهيل الفاعل؟
العهد: لا جواب.
الشعب : في عهدكم ازدهر الفساد بشكل غير مسبوق خلافاً لشعاراتكم الرنّانة التي طالما تغنيتم بها؟
العهد: كلهم نهبو وكلهم سرقوا.
الشعب : ولماذا لم تتصدوا لهم طالما انتم في موقع الرئاسة الأولى، ومعكم كتلة نيابية كبيرة، ويدعمكم اكبر حزب مسلح في البلاد ؟
العهد :” ما خلونا”
الشعب : وماذا عن شعاركم الشهير عن الإصلاح والتغيير، ولم نرى اي إصلاح واي تغيير بل حصل العكس تماماً، إذ إنهارت البلاد في طريقها إلى جهنم كما وعدتمونا؟
العهد :” برجع بإلكن ما خلونا وما عنا صلاحيات”
لبيك لبنان
اتيان صقر – ابو أرز.
يتبع…