الدكتورة رندا ماروني/بيان القمة العربية: الإجماع على خطرين والثالث مجهول

395

بيان القمة العربية: الإجماع على خطرين والثالث مجهول
الدكتورة رندا ماروني/01 نيسان/19

لقد اتفقوا على تحديد خطرين، ووصفوا إحداهما بالأشد ضراوة والأكثر فتكا، أما الخطر الثالث فبقي مجهول، معمما، ملمحا به موسوما بالإرهاب، هكذا أجمعت خطب الرؤساء العرب في مؤتمر تونس اليوم فيما قلة قليلة غردت بعيدا عن السرب وغادر من لقي نفسه فريدا من نوعه وسط الجموع.

لقد نالت إيران المرتبة الأولى في عملية تصويب السهام العربية عليها تلتها إسرائيل، مع إحتمالية واردة للسلام مع إسرائيل في حال إعادة الأراضي المحتلة وغياب أي احتمال للتسوية مع النظام الإيراني بل عداء معلن وعدو أول.

وبالرغم من إعلان ترامب سيادة إسرائيل على الجولان وإستنكار الرؤساء العرب لهذا الإعلان التعسفي، غير أن الصراع المباشر مع ايران داخل الأراضي العربية وعلى الحدود السعودية وما تشهده اليمن كان النقطة الرئيسية لتحديد العدو الأول في الوقت الراهن، وكان قد أكد إبراهيم العساف وزير الخارجية السعودي بأن إرهاب إيران هو الأخطر على أمن المنطقة العربية وطالب بوقف برنامج إيران الصاروخي التي تزود به ميليشيا الحوثي بهدف إستهداف المملكة العربية السعودية وذلك خلال الأعمال التحضيرية قبل إنعقاد القمة العربية في دورتها العادية الثلاثين في تونس.

وإذا كان إرهاب إيران هو الأخطر على أمن المنطقة العربية كما ذكر العساف، فإنه أيضا يغزو العالم حيث تتكشف كل يوم حقائق جديدة كان آخرها كشف وثائق تؤكد دور جناح تجاري لحزب الله في شبكات غسل الأموال بكندا، ووفقا لتصريحات ممثلي مكتب المدعي العام في كولومبيا، كان ما يسمى قسم الشؤون التجارية مكلفا بتحويل حصصه من المليارات في تهريب المخدرات وعوائد غسل الأموال مباشرة إلى الأهداف العسكرية لحزب الله، وفي السياق ذاته قامت الشرطة الأسترالية بمصادرة مخدرات واصولا بقيمة ٥٨٠ مليون دولار، ويشير تقرير صادر عن معهد الشرق الأوسط للأبحاث إن عمليات غسل المخدرات التي أجراها حزب الله في أميركا اللاتينية ستزداد خاصة مع تصاعد العقوبات والحصار على الإقتصاد الإيراني.

وفيما الوفود العربية إلى تونس تجاهر خطبا بالعداء لإيران، تواصل الأخيرة مد شبكة نفوذها في أرجاء المنطقة العربية وتسعى جاهدة لتدشين طريق بري سريع بين طهران ودمشق مرورا بالعراق، تنفيذا لمخطط توسعي في المنطقة العربية، أسس له وفد فني إيراني إلى العراق وعقد إجتماعات مع المسؤولين التابعين للأمانة العامة لمجلس الوزراء حول المشروع القاضي بربط شبكة الطرق الإيرانية السريعة بنظيرتها العراقية وصولا إلى الحدود السورية بدمشق في مسار قد يصل إلى أكثر من ١٢٠٠ كلم وسيمتد لاحقا إلى الأراضي اللبنانية، وقد أتى ذلك بعد اجتماع عسكري رفيع المستوى عقده رئيسا أركان الجيش العراقي الفريق عثمان الغانمي والإيراني محمد باقري إلى جانب وزير دفاع النظام السوري العماد علي عبدالله أيوب كان موضوع الحدود فيه هو الموضوع الأهم والابرز.

اتى بنتيجته قرار فتح الحدود والمنافذ البرية بين العراق وسوريا خلال ايام وجيزة، فيما يبحث الوفد الايراني الموجود في بغداد تحديد مسار الطريق كخطوة اولى في مسار المشروع، حيث يرغب النظام الإيراني إيجاد مسار بعيد عن القواعد الأميركية أو أماكن تواجدهم بالإضافة إلى رغبتها باستخدام شبكة الطرق الموجودة حاليا بإضفاء بعض التعديلات عليها من اشارات ولوحات توجيهية، دون صرف الأموال لإستحداث مسارات جديدة قد تكون كلفتها باهظة جدا، لتسجل بهذا إيران مسعا جديا نحو تحقيق الحلم التوسعي فيما المجتمعون العرب حسموا أمرهم وحددوا خطرين متمثلين في عدوين أما الثالث فمجهول!
إجماع على خطرين
والثالث مجهول
موصوف بالإرهاب
عن فعله مسؤول
طلامس أشباح
أوغاد وذيول
وأصابع اتهام
لمتعاون مفصول
قرار واضح
رؤوسا يطول
وعدو أول
واضح الأصول
متأنق منمق
كلامه معسول
أفعاله لامست
حدود اللامعقول
إجماع على خطرين
والثالث مجهول
موصوف بالإرهاب
عن فعله مسؤول
طلامس أشباح
أوغاد وذيول.