كلوفيس الشويفاتي: مخيم للسوريين.. ونحن غرباء في لبنان

51

2200 مخيم للسوريين.. ونحن غرباء في لبنان!
كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز/20 شباط/19

 إذا لم يقدّر المسؤولون اللبنانيون مدى خطورة بقاء النازحين السوريين في لبنان فعبثاً يكون إصلاح أو يكون نهوض اقتصادي واجتماعي وسياسي وغيره…

لم يعرف اللبنانيون في تاريخهم حركة نزوح كالتي شهدها لبنان بسبب الحرب في سوريا، إذ إن أكثر من مليون وخمس مائة ألف نازح توزّعوا على الـ 10452 كلم مربع بشكل عشوائي وغير مدروس، وتغلغلوا في معظم المناطق اللبنانية، ليشكّلوا أكثر من ثلث سكان لبنان المقيمين.

ففي الأرقام الموثّقة وبحسب شركة “ستاتيستكس ليبانون” يربض على الأراضي اللبنانية 2199 مخيماً غير شرعي، ويوجد مخيم شرعي واحد في منطقة عرسال يضمّ 250 خيمة في كل واحدة منها أكثر من عائلة، فيما يتوزّع حوله وفي محيطه عدد من المخيمات العشوائية ليصل عدد النازحين هناك إلى 150 ألفاً، هذا فقط في بقعة واحدة من البقاع الذي يضمّ مئات المخيّمات الأخرى ما يجعله المنطقة الأكثر اكتظاظاً بالسوريين. تحلّ محافظة عكار في المرتبة الثانية حيث أكبر المخيّمات في مناطق عرقا والحيصة وكفرملكي… كما تشهد مدينة طرابلس كثافة كبيرة للنازحين الذين يتوزّعون في كلّ أحيائها وشوارعها وكذلك الحال في منطقة الضنية. أما في محافظة جبل لبنان فتتموضع مخيمات النازحين وبكثافة ملحوظة في مناطق كترمايا والشويفات والدامور والجية… ففي منطقة الدامور ومحيطها يربض العديد من المخيمات العشوائية…

أما خارج المخيّمات فلا يُمكن وضع إحصاء دقيق بسبب الدخول والخروج وتبدّل أماكن سكن النازحين وفق العمل والطقس والبيئة والإمكانات… ففي كل بلدة وحيّ وقرية وبناية هناك عائلات سورية نازحة…

أمام هذا الواقع المخيف وهذا الحشد الهائل من النازحين الذي يُرهق الخزينة والبيئة والأمن والبنى التحتية والذي لا يُمكن أن يستمرّ من دون حلول جذرية ونهائية بعيداً من المزايدات الرخيصة والنكايات والبطولات الوهمية والدنكوشوتية…فمَن عنده حلّ للنازحين ليتفضّل. تحدّثوا مع من تشاؤون وتفاوضوا مع من تريدون ولكن جدوا حلولاً ناجحة لمشاكلنا وأولها وأخطرها بقاء النازحين.

عندما تفاوض “حزب الله” مع الإحتلال الإسرائيلي بوساطة ألمانية لإطلاق مئات الأسرى من السجون الصهيونية مقابل رفات جنود إسرائيليين، اعتُبر ذلك إنجاز لكل لبنان… وعندما تجتمع اللجنة العسكرية اللبنانية الإسرائيلية برعاية الأمم المتّحدة للحفاظ على استقرار وأمن الجنوب فهذا مطلب ومكسب لكل اللبنانيين..

افعلوا أي شيء مهما كان رأيكم بنظام بشار الأسد، فمَن هو معه ليساهم في عودة النازحين وليبيّض صفحة النظام أمام المجتمع الدولي. ومن هو ضدّه ليلزمه ويحرجه أمام الدول التي سلّمت ببقائه، وليكن هو مسؤول عن مواطنيه وقضاياهم، وليراقبه المجتمع الدولي والأمم المتّحدة ويتابعون تعامله مع العائدين، وليفرضوا عليه عقوبات إذا تصرّف بطريقة غير إنسانية أو بطريقة قمعيّة، ولتقدّم الأمم المتحدة المساعدات للسوريين في وطنهم… فنظام الأسد هو الآن تحت المجهر والتجربة أكثر من أي وقت مضى. فلماذا هذه المزايدات والمغالاة والتبجّح في المحافظة على اللاجئين؟!

قديماً قال أحد الزعماء الكبار الراحلين “سأتعامل مع الشيطان لخدمة وطني”. فإذا كان قسم كبير من اللبنانيين يعتبر نظام بشار شيطاناً رجيماً ويشكّل خطراً كبيراً على لبنان، فاعلموا أن الخطر على المدى المتوسّط والطويل هو في تغيير وجه لبنان، وتغيير هوية شعبه ورسالته، وعندها لا يهمّ إذا انتقلنا نحن للعيش في سوريا أو توطّن السوريون في لبنان.جميع الارقام الواردة في هذا المقال مصدرها شركة Statistics Lebanon وهي ملك حصري لها، واي نقل لهذه المعلومات دون ذكر مصدرها يشكل مخالفة لقانون الملكية الادبية والفكرية، ويعرض مستغلها للملاحقة القانونية. جميع الحقوق محفوظة ©