ادمون الشدياق: جميل السيد وايام المحل

82

جميل السيد وايام المحل
ادمون الشدياق/فايسبوك/01 آب/17

وقاك الله أيها اللبناني من أيام “المحل”.
وما ادراك ما هي أيام “المحل”، فهي الأيام التي تنقلب فيها المقاييس،
وتتبدل المبادىء،
وترخص الدماء،
وتدنس الشهادة،
وتسود الملعنة،

وتنحر القضايا على مذبح المصالح والعمالة والحقد والغشمنة.
أيام أصبحت فيها العمالة والخيانة والبلطجية والوقاحة متطلبات وضروريات للوعظ بالعفة والوطنية وحقوق الانسان.

أيام أصبح فيها من ماتوا واستشهدوا ببطولة وملحمية وبالآلاف منذ 13 نيسان 1975 دفاعاً عن مجتمعهم ووطنهم عندما غزتها جحافل ياجوج وماجوج ” ميليشيات وقطاع طرق” وزعران، ومن هرب واختباء وباع وطنه بشهادة، أوفرصة عمل، أو بفسحة أمان، أصبح مناضل وبطل.

أيام أصبح فيها المتطرف والأصولي والشمولي والاتصالي وحامل سيف ولاية الفقيه وأسلمة لبنان الذي يطبق خطة الثورة البيضاء الإيرانية في لبنان لتقويض الدولة اللبنانية وإقامة دويلته، دويلة ولاية الفقيه على انقاضها، “مقاوم لبناني بطل”، ترفع له الكؤوس كلما تحرك خطوة لتنفيذ مخططه الدنيء، وتشنف الأذان بالفتاوى له كلما قضم إحدى مقومات الدولة العاجزة.

ايام ترفع له فيها رايات الصداقة، والثقة، وآيات الحمدلة، ويعم الحبور إذا في واحدة من غزواته لم يذبح كل أهل بيروت، ولم يحتل كل الجبل، ولم يفني هذه المرة الشيعة الأحرار، ولم يستحلي الدخول إلى مناطق المسيحيين الذين تحميهم من سطوته ورقة مار مخايل داعس رأس الشيطان، وإمضاء العماد الشهم عليها، فالجنرال هو الضامن لذمية ملته وخضوعها وولائها وحاقن دماء خرافها المستعدين للنحر إن رفع يمينه عنهم.

أيام أصبح فيها “جميل السيد” من فجر الكنائس وقتل الناس فيها ليحيك المؤامرات ويدبر المكائد ويسكت الأحرار والأبطال، ومن سجن المئات وعذب العشرات ويتم الآلاف، ومن خان قسمه وجيشه ووطنه لبنان، من تزلم لمن كان يغتصب حرية شعبه ويحتل تراب وطنه وينتهك استقلاله ليجعله محافظة سورية،ومن خنق الكلمة الحرة وأرعب المؤسسات الاعلامية واستبد بالصحافيين وجعل حياتهم جحيم إن لم يخضعوا لأسياده.

الوحش الكاسر الذي استغل حالة الخوف والرعب والانتهازية والنفاق والإغراءات ليصبح فزاعة النظام الأمني اللبناني- السوري أصبح اليوم وبفعل فاعل حمل وديع، ضحية مظلومة تنادي بالعدالة وبحقوق الانسان والسجناء. أصبح ذاك الظالم يحذر من الظلم، وذاك الخائن يسخر من الشهادة، وذاك الوضيع يهاجم الرفعة والسمو.

صحيح والف صحيح إنها أيام عاطلة وأيام المحل وبأمتياز.