عبدالله العلمي: إيران والإخوان عملة واحدة

158

 إيران والإخوان عملة واحدة
عبدالله العلمي/العرب/31 آب/16

ارتفعت في الفترة الأخيرة وتيرة التهديدات المعادية لدول الخليج العربي. قائد ميليشيا “أبوالفضل العباس” أوس الخفاجي، وعضو “حزب الله العراقي” واثق البطاط، وزعيم ميليشيا “بدر” هادي العامري، وأبومهدي المهندس أحد أبرز قادة “الحشد الشعبي”، كلهم قنابل موقوتة تهدد الخليج دولا وديبلوماسيين وأفرادا.

جماعة الإخوان المسلمين لا تقل مكرا عن أي من تلك الميليشيات. شاهدنا كيف سجل التاريخ ابتهاج تنظيم الإخوان وفرحتهم عند بداية الثورة الإيرانية في عام 1979، كذلك شاهدنا بالصوت والصورة ترحيب الرئيس المعزول محمد مرسي العياط بعقد شراكات استراتيجية مع إيران. أما في اليمن، فقد استغل الإخوان المسلمون فرصة قيام الوحدة اليمنية عام 1990 وتحولوا إلى حزب سياسي (التجمع اليمني للإصلاح).

ضم الحزب الإخواني في قيادته “عناصر الجهاد” في أفغانستان، وثبت بما لا يدعو للشك أن تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن هو جزء لا يتجزأ من أسباب المشكلة في اليمن وليس جزءا من الحل. شاهدنا في مرحلة مضت التحالف المشبوه لحزب الإصلاح اليمني مع الحوثيين. نعم، الحوثيون الذين يقذفون الجنوب السعودي بالصواريخ الإيرانية.

زعيم التمرد الحوثي، حسين بدر الدين الحوثي، الذي يتلقى دعما عسكريا من إيران، أيضا تلقى دروسا عن “الجهاد” في مدارس الإخوان المسلمين. ليس خفيا أن جماعة الإخوان أسست العديد من المدارس (الدينية) في اليمن والتي أسهمت بدورها في كسب أفكار الإخوان أرضية فكرية متشنجة واسعة. النتيجة هي أن هذه المدارس أسهمت إسهاما كبيرا في تأجيج الصراعات الداخلية.

تضامن الإخوان وإيران واضح للعيان. في عام 1929 ألقى مؤسس تنظيم الإخوان المسلمين حسن البنا محاضرة التقى بعدها مع محمد زبارة الحسن اليمني أمير قصر السعيد في صنعاء حينذاك، ثم توطدت الصداقة بينهما. كان “الإخوان” في اليمن يستلهمون أفكارهم من تنظيم “الإخوان” في مصر في الكثير من نشاطاتهم الاجتماعية والدينية. استمرت العلاقة الحميمة وأصبح الإخـوان “الحلفاء الجدد” لطهران منذ وصول الخميني للحكم عام 1979. في نفس الوقت، حرص تنظيم الإخوان على مد كلتا يديه إلى ملالي طهران وتم تأسيس (جماعة الدعوة والإصلاح) في طهران والتي تمثل الإخـوان المسلمين في إيران. كعـادة التحالفات الهشة، انقلبـت الأمور في 2012؛ واتهم حزب “التجمع اليمني للإصلاح” الإخواني العقيدة والهوى، إيران باستهدافه بشكل مباشر. إلا أن إيران والإخوان مازالا يلتقيان في الكثيـر من المغـامرات.

كلا الفريقين متخصص بتشكيل أفراد الجماعات الإرهابية، وعدد كبير منهـم إما تمت إحالتهم إلى القضاء وإما أنهم في السجون أو في حالة فرار دائم. المسار الإعلامي للإخوان يشبه إلى حد كبير نهج التنظيمات الإرهابية الأخرى مثل حزب الله والحوثيين وداعش.

تتكالب هذه التنظيمات على التسلق على سلم الشهرة والصدى الإعلامي من خلال عملياتها الإرهابية. كذلك تتقاطع “إنجازات” الإخوان وإيران في إدارة الجماعات الإرهابية والتدريب على استعمال السلاح، والشروع في قتل أفراد الأمن والجيش، وتصنيع المتفجرات. النتائج الكارثية واضحة للعيان؛ فشل الإخوان وإيران في إدارة مصر وبغداد وغزة واليمن ولبنان. الأخطر من هذا كله أن يكون بيننا من يعمل في الخفاء لإحياء أفكار الإخوان أو التآمر مع طهران.

*عضو جمعية الاقتصاد السعودية