احمد عياش:النووي بدأ يفكّك حزب الله/طانيوس على وهبي: نوح زعيتر خليفة نصرالله/علي سبيتي: حزب شيوعي أم شيعي

737

النووي بدأ يفكّك”حزب الله”
احمد عياش/النهار/19 أيلول 2015
أول غيث الاتفاق النووي بين إيران والغرب التحذير الذي أطلقه وكيل وزارة الخزانة الاميركية لشؤون مكافحة الارهاب والمخابرات المالية أدم زوبين من أن أي مصرف إيراني يشمله قرار تخفيف العقوبات الذي فُرض بموجب الاتفاق سيعاقب بإعادة تطبيق العقوبات عليه إذا اتضح أنه يؤيد “حزب الله” أو “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الايراني والذي يترأسه اللواء قاسم سليماني. من هنا كان لافتاً قول اللواء سليماني هذا الاسبوع خلال الجمعية العمومية الـ21 لقادة الحرس ومسؤوليه “إن أميركا بتحالفاتها التي أوجدتها سعت الى شطب حزب الله من الساحة اللبنانية إلا أنها لم تمتلك القدرة على احتواء حزب الله… بل على العكس من ذلك فقد أصبح حزب الله أكثر قوة”. بالتأكيد، أن اللواء سليماني مصيب في تقدير قوة الحزب في لبنان، لكنه أغفل الحديث كلياً عن دوره ودور الحزب في سوريا والعراق واليمن وهي ساحات منيَ فيها سليماني شخصياً بهزائم أدت الى وضعه جانباً على مستوى القرار في طهران.
أما في سوريا فقد اختفى اسم “حزب الله” من المشهد العام. إذ لم يرد هذا الاسم في المقابلة المطوّلة التي أجرتها قبل أيام وسائل الاعلام الروسية مع رئيس النظام بشار الاسد. حتى أن إيران التي تمثل حبل السرّة بالنسبة للحزب تعرّضت للتهميش بعد تسلّم روسيا دفة الاحداث في سوريا. فعندما سئل الأسد في هذه المقابلة: كيف تقيّمون المبادرات الايرانية الاخيرة والمتعلقة بتسوية الوضع في سوريا، أجاب: “حالياً لا توجد مبادرة إيرانية، إنما توجد أفكار…”. وتزامن إنكار الاسد وجود مبادرة إيرانية مع إعلان مساعد وزير الخارجية الايرانية للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان من طهران “أن المبادرة الايرانية لحل الازمة السورية سيتم تفعيلها عقب إجراء مشاورات مع المسؤولين الروس خلال الايام القادمة” كما أوردت صحيفة “كيهان” الايرانية. من سوء طالع “حزب الله” أن يأتي تراجع اسمه الى الظل السوري وسط محنة قاسية يمرّ بها في الحرب السورية وخصوصاً في معارك الزبداني التي تكبد فيها حتى الآن بعد أسابيع من التورط فيها أكثر من مئة قتيل مما أثار تكهنات بأن الدخول الروسي بقوة على خط التطورات في سوريا سببه خشية موسكو من أن يفلت الزمام إذا ما استمر الاتكال على الحزب ومن خلفه إيران لتوفير درع حماية كي لا يسقط الاسد. من الواضح أن “حزب الله” يجنح هذه الايام الى الاعتدال في لبنان، وهو اعتدال يشبه سلوك الحزب في ثمانينات القرن الماضي عندما أعدمت القوات السورية رمياً بالرصاص عدداً من عناصر الحزب في ثكنة “فتح الله” ببيروت كمقدمة لإمساك دمشق بزمام الامن في العاصمة اللبنانية فآثر الحزب الانضباط. واليوم، وفي زمن الاتفاق النووي، يبدو أن المشهد يتكرر، ولكن هذه المرة مع دخول روسيا الى سوريا للقيام بما قامت به سوريا في لبنان قبل 40 عاما.

حزب شيوعي أم شيعي
علي سبيتي/لبنان الجديد/18 أيلول/15
جنوباً توقف الدور التاريخي للحزب الشيوعي على دوّار قرية كفرمان التي كانت تُعرف بكفرموسكو واكتفى مناضلوه أو ما تبقى منهم بالاطلاع على تعليق يافطات خاصة بمناسبة الولادة الميمونة لمنظمة العمّال والذكرى السنوية لقيام جبهة المقاومة الوطنية استرجاعاً  منهم لتاريخ سجلّ الشيوعيون فيه علامات مضيئة سرعان ما أنطفات أمام موجة المقاومة الإسلامية التي اختزلت الجميع بعد أن قرر السوريون انهاء كل المقاومات ذات الارتباطات غير السورية . تنكّر الشيوعيون لدورهم بعد أن أخافهم النظام السوري وكبّدهم مشقة الإرتماء بالحضن الفلسطيني وباتوا أسارى بيوتهم ومنافعهم وإرثهم النضالي إلى أن تمخض عن الحزب ونتيجة لأسباب داخلية وتدخلات سورية مباشرة وغير مباشرة استحضار قيادة من خارج الأسماء المتبادلة وبكى يومها المحظوظ في موقع يتطلب أكثر مما هو فيه ولم يستطع التطلع إلى أبعد من الدور الشخصي فخسر الحزب قيادة وازنة وربح المتسلقون الجُدد لشجرة القيادة نعمة التمتع بما بقيّ في الحزب من خير .في بداية دورها احتشدت القيادة المركزية للحزب المُستنسخ ” سورياً ” خلف شعارات الثامن من آذار إيماناً منها بدور المقاومة وامتهاناً لدور الحزب في عدائيته المطلقة للبرجوازية الحريرية ولليمين المسيحي المتمثل بحزبيّ الكتائب والقوّات وبعد مُدة اكتشف الحزب ذيلية حضوره في وسط سياسي محكوم من قبل أحزاب دسمة ترى الآخرين مجرّد وجوه بلا ملامح الأمر الذي دفع القيادة المذكورة إلى اعادة تدوير زواياها بطريقة وسطية لكنها أوصلتهم إلى مربع حزب الله لاستحالة خروج الشيوعيين عن طوع ارادتهم في المقاومة وانسجاماً مع واقع لا يمكن تجاوزه حتى بشق الأنفُس لأن كلفة التحرر من ضرورات المقاومة ستكون عليهم أصعب من كلفة خروجهم يوماً عن ضرورات النظام السوري خاصة وأنّ للحزب مصالح لا يمكن المحافظة عليها الاّ من خلال الانسجام الكلي مع جماعة 8 آذار . لقد تأرجح الحزب الشيوعي بين مرجوحتيّ الوسطية المطعون بها وبين التبعية الكاملة للشيعية السياسية وبذلك غادر الحزب اللينيني دوره الطبقي ودخل دائرة الانتفاع السياسي والمالي بشيكة مصالح ضيقة أفضت مؤخراً الى اعتراض داخلي من جيل شبابي كان حتى الأمس مقتنعاً بضرورة الحفاظ على الحزب رغم ترهلاته ووهن دوره ومواقفه ونقلت معركتها معه إلى المجال الوطني من خلال حراك مطلبي ضاعفه الشباب الشيوعي بحيوية ثورية زائدة لدفع القيادة الشيوعية إلى دور ريادي يعيد للشيوعية اللبنانية طليعتها المصادرة . هكذا ينظر الكثيرون من الشيوعيين السابقين ومن المراقبين الناقدين للحزب الشيوعي بقيادة الأمين العام خالد حدادة باعتباره صنواً سياسيّاً للحزبية الشيعية تحت مسمى المقاومة لا باعتباره الحزب التاريخي لطبقة تحتاجه وبقوّة لتغير واقع يعطي الشيوعيين الفرصة السانحة لقيادة مرحلة أحوج اليه من كل المراحل السابقة . ما تقدم يؤسس لقراءة مختلفة ولكنه يشترط فتح ورشة حوار جدي تطلعاً لدور صعب للأحزاب الوطنية بعد أن تمّ تطيفها .

نوح زعيتر خليفة نصرالله 
طانيوس على وهبي/خاص لبنان الجديد/18 أيلول/15
استطاع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن يعمم على عناصر الحزب ومقاتليه وعلى جمهوره وأنصاره والبيئة الحاضنة ثقافة النصر الإلهي لدرجة الاقتناع بأنّ هذا النصر أصبح نتيجة حتمية لكل معركة يخوضها الحزب ، ولازمة إلهية لكل مغامرة عسكرية يقدم عليها انطلاقاً من اعتقاد تمّ ترسيخه في العقول بأنّ السيد نصرالله لا ينطق عن الهوى وبأنّ الله سبحانه وتعالى يرسل من السماء جنوداً لم تروها عوناً للمقاتلين ولإرهاب عدوهم ، وفي بعض المعارك فإنّ موازين القوى تفترض حضور الإمام المهدي /عج/ إلى جانب المقاتلين لتحقيق النصر .
لكن في سوريا بدت الأمور مختلفة تماماً ، إذ أنّ مقولة النصر الإلهي أصيبت بالكثير من الخدوش ، وظهرت على جوانب هذا النصر العديد من إشارات الهزائم ليتحول حزب الله في المشهد السوري إلى مجرد تفصيل عابر وحالة عسكرية لها صلاحية محدودة الزمان تنتهي بانتهاء الدور المرسوم لها والمكلفة به .
وإحدى تفاصيل المهمة الموكولة لحزب الله في سوريا تحرير القلمون من أهله واستبدالهم بغيرهم والتي بدأ معركة تحريرها منتصف الشتاء الماضي ، لكنّه وحتى الآن لم يقاربه النصر الإلهي فطلب النجدة /ربما مضطراً/ من المقاتل المجاهد نوح زعيتر الذي زار منطقة القلمون بكامل عتاده وعدته العسكرية لابساً لامة الحرب والتقى مع مسؤولين لحزب الله في أماكن وحداته مقدماً نفسه على أنّه الوحيد القادر على تحقيق النصر الذي فشل حزب الله في تحقيقه حتى الآن في القلمون وهو احتلال مدينة الزبداني حيث قال أنّه سيمسح الزبداني خلال ساعات عندما يشير السيد حسن نصرالله بذلك .
وما إن تناولت وسائل الإعلام الخبر حتى سارع حزب الله إلى نفيه لما لزعيتر من تاريخ في تجارة المخدرات وما عليه من مذكرات توقيف الأمر الذي يحرج الحزب ، فما كان من زعيتر إلا أن أكدّ الخبر ووثقه بصور تجمعه مع قياديي الحزب في مواقع في منطقة المعارك .
لا شكّ أنّ الخبر يضع السيد حسن نصرالله في موضع الاتهام لاستخفافه بأرواح المقاتلين لامتناعه عن الطلب من نوح زعيتر لمسح الزبداني خلال ساعات ، وبذلك يكون مسؤولاً عن الاهدار المجاني لأرواح العشرات من شباب الحزب الذين سقطوا خلال محاولة السيطرة على هذه المدينة.
وبالتالي فإنه إذا كان السيد نصرالله الذي لم ينجح حزبه المتحالف مع قوات جيش النظام السوري خلال ثلاثة أشهر من احتلال الزبداني وكان زعيتر يستطيع ذلك ، فإن هذا يعني أن الحزب وجيش النظام السوري هما أقل قوة وكفاءة من نوح زعيتر وجيشه .
واللافت تضارب معلومات حزب الله مع معلومات نوح زعيتر مع أنّ الأخير أكد وبما لا يدع مجالاً للشك أنّ معلوماته أكيدة وموثقة ومع أنه  لم يجافِ نهج الحزب في الترويج لأوهام النصر الإلهي ، بل كان بارعاً في ذلك لدرجة تؤهله لأن يكون الخليفة الأمثل والأحق للسيد حسن نصرالله .