سلام حرب/اسرائيل تعرّي حزب الله بغاراتها ولا ستر له إلا الكذب…وسط التحضير لربط الجنوب بالبقاع

287

اسرائيل تعرّي حزب الله بغاراتها ولا ستر له إلا الكذب…وسط التحضير لربط الجنوب بالبقاع
٣ حزيران ٢٠١٥/موقع 14 آذار

“ضرب لم يضرب” هذه هي الأجواء التي رغب حزب الله في إشاعتها وسط محازبيه وبيئته، والتي تؤشر الى التلطي وراء الكذب من جديد من أجل الحفاظ على ما تبقى من هيبة وثقة لدى البيئة الحاضنة. قناة المنار الصفراء اكتفت بوصف ما حصل أنّه خرق الطائرات لاجواء المنطقة فقط لا غير “ونقطة على السطر” كيف تكتم الأفواه. نعم، وبكل تأكيد وبرغم أخبار النفي الواهية والصادرة من هنا وهناك، شنّ طيران العدو الإسرائيلي غارتين إثنتين على الجرود الحدودية اللبنانية السورية اليوم وفي وضح النهار. حزب الله الذي شاهد الطائرات وكيف قصفت أهدافها لم يكن بمقدوره أن يصيبها “ولو حتى بالعين”، لأنّ ذلك سيكون خرقاً للتوافقات المعقودة من قبله. كما أنّ أي إعلان من قبله او اعتراف بما حصل إنما يؤكّد أنّ حزب الله بات عارياً تماماً من مسوغات وجوده، وضرورات نشاطاته العسكرية، ولم يبق له سوى الكذب ستراً لفضيحته.

فقد أكدت مصادر من داخل حزب الله وبالتحديد في منطقة القلمون أنّ موقع صواريخ متوسط المدى تابع لحزب الله في أعالي تلال المنطقة قد تعرض بالفعل لغارة اسرئيلية ما أدى الى تدميره، فضلاً عن إصابة من كان يقوم بمهام الحراسة حوله. كما أشار المصدر أنّ الغارة التالية التي قيل انها حصلت على جرود بريتال وقعت ايضاً على طرف القلمون مستهدفة منصات صواريخ تابعة للحزب. ما حصل اليوم جاء تأكيداً لما نشرناه من قبل حول رسم الحدود المتاحة لحزب الله العمل ضمنها بالنار ومن خلال توجيهات ضربات جراحية ضد أي تخطي لهذه المحددات.

وغارة اليوم بالتحديد جاءت ضمن سلسلة من الضربات آخرها كان قبل بضعة أسابيع، وتأكيداً لمعلوماتنا السابقة التي قالت إن إسرائيل لن تسمح لحزب الله أن يسيطر على إمكان استراتيجية في القلمون تهدد أمنها. فنصب صواريخ متوسطة او طويلة المدى يهدد الداخل الاسرائيلي وقد يقلب الموازين عند اندلاع أي حرب بين الجانبين، ولذا تأتي هذه الضربات الوقائية لترسخ هذا الواقع. وعليه يبدو أن اسرائيل عازمة على التدخل بكل حالة ترى فيها أن حزب الله يخلّ بأي تفاهم او توافق حاصل لتذكره بها وبأنها قادرة على رصد وضرب أي تحرك على الأرض، من دون خوض حرب شاملة.

بالمقابل، يضع حزب الله استراتيجيات مختلفة لمرحلة ما بعد سقوط دمشق وفرار بشار. فقد أوضحت مصادرنا أنّ حزب الله قد أوكل إلى إلى إحدى أجهزته التنظيمية وهي “وحدة الدراسات والتخطيط” من أجل وضع خطة عسكرية أمنية، بغية بحث إمكانية ربط المناطق الجنوبية التي يهمين عليها الحزب، وبالتحديد من ناحية جزين ومشغرة، بقرى البقاع الغربي وما حولها وصولاً إلى البقاع الشمالي اي بعلبك والهرمل. وبحسب الرؤيا الاستراتيجية للحزب، فإنّه بات يدرك أنّه لا مكان له في سوريا بعد سقوط دمشق الذي اقترب ميعاده. وهذه الخطة هي دليل إضافي وقوي أنّ حزب الله سوف يتراجع فعلاً الى الحدود اللبنانية-السورية حيث سيلتزمها لذا يعمل لربط المناطق الشيعية ببعضها البعض وضمها من خلال شبكة نقاط خالية من العوائق الممكنة جغرافياً وديمغرافياً.

وتجدر الملاحظة هنا أنّ هذه الخطة لن توضع موضع التنفيذ إلا عبر عملية أمنية عسكرية في البقاع تطيح بكل من سيقف بوجه حرية تحركات الحزب ذهاباً وإياباً، وبالتحديد قرى البقاع الأوسط والغربي وبالتحديد السنية منها. وفي وقت يعول حزب الله على استمالة الدروز في وادي التيم في راشيا وحاصبيا لجهته، فإنّه يقدّر أنه لن يلاقي مشاكل جمّة فيما خص المناطق المسيحية خصوصاً حين يدعي أنّه سينتشر في هذه المناطق لحمايتها من هجمات “داعش”. ومن المتوقع أن يكون ما سميّ “لواء القلعة” (نسبة الى قلعة بعلبك) المؤلف من العشائر البقاعية التي استغاث بها حزب الله، هو الآداة الأساسية للمشاركة بهذه العملية كي يبتعد الحزب قدر الامكان عن الصراع المباشر، ويلقي باللوم بأي تعديات على هذه الجماعات عند اللزوم.

بموازاة ذلك أكدت مصادر غربية مطّلعة أن القيادة العسكرية الإسرائيلية تراقب عن كثب حزب الله وتقيس تمدده نوعاً وكماً، ولن تسمح له بالقيام بأي نوع من التحرك في منطقة البقاع الغربي. وفي حال حصل ذلك، فإنّ هناك احتمال قوي أن تقوم القوات الإسرائيلية بعملية عسكرية غير واضحة المعالم انطلاقاً من جبل حرمون قد تصل الى وسط البقاع، من أجل منع الحزب من ربط جبهتي الجنوب والبقاع معاً. فحزب الله بات يضع ضمن احتمالاته سقوط دمشق وربما الجرود الحدودية ما سيعرض القرى البقاعية لخطر الاجتياح، ما سيعني ضرورة اللجوء الى حيث يعتبره الحصن الكبير وقلعة الكائفة المتمثلة بجبل عامل.