من مجلة الشراع/مقابلة مع النائب دوري شمعون/المشكلة ان هناك شخصاً “أخوت” اسمه ميشال عون

472

من مجلة الشراع/مقابلة مع النائب دوري شمعون/المشكلة ان هناك شخصاً “أخوت” اسمه ميشال عون،

فاطمة فصاعي – الشراع 23\5\201

*الطائف عبارة عن قطعة من الورق بالنسبة لعون
*في رقبة كل واحد من القادة المسيحيين الاربعة اكثر من 300 قتيل
*لست مع 14 آذار بكل الحمرنات اللي بيعملوها
*حوار القوات والعونيين كذب
*الصراع القائم بين حزب الله والمستقبل سببه الامامان الحسن والحسين
*معركة القلمون تفتح الطريق للهلال الشيعي
*الحكم في قضية سماحة جرم قبيح جداً بحق القضاء اللبناني
*حزب الله قد يصل الى مرحلة يصبح فيها مشلولاً ودخول داعش الى لبنان ليس سهلاً

  يحمّل رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون المسؤولية للنائب ميشال عون في ما يتعلق بعرقلة الملف الرئاسي لكونه يشدد على اجراء الانتخابات او التصويت من قبل الشعب كي يفوز بأصوات الشيعة التي تؤمن له 50% من الاصوات عدا الاصوات المسيحية. ويصف الحوار بين القوات والعونيين بـ”الكذب” لكونه شكلياً لا اكثر معتبراًَ ان كل طرف منهما يريد ان يعلق المشنقة للآخر.  اما في ما يتعلق بمعركة القلمون فينفي ان يكون لها تداعيات على لبنان لأن الارضية اللبنانية لا تسمح لتمدد داعش بداخله، ويصف هذه المعركة بأنها بمثابة الممر للهلال الشيعي.

هذه المواضيع وسواها يتحدث فيها شمعون في هذا الحوار:

 # عام مضى على الفراغ الرئاسي ويبدو ان الايام المقبلة لا تحمل اية حلحلة لهذا الملف. ما هو السبب؟
– المشكلة ان هناك شخصاً “أخوت” اسمه ميشال عون، ولو شو ما صار لا يريد حلحلة لهذا الملف. في الفترة السابقة عندما تبوأ منصب رئاسة الوزراء اصدر مرسوماً ليطير المجلس النيابي، فإما هو او لا احد.

# ما هو الحل اذن؟
– “الله ياخدو لعندو” هذا هو الحل. يريد الانتخابات ان تحصل من الشعب.. فالانتخابات من الشعب مباشرة لها تفسير ولديه حسابات لذلك، وهذا يعني انه يعتمد على الشيعة في الاصوات لأن الشيعة يسيرون مع حزب الله سواء كانوا ملزمين بذلك ام لا، وهذا يعني ان الشيعة سيصوتون بكثرة لمرشح حزب الله والصوت الشيعي سيكون لميشال عون، والشيعة عندما ينـزلون الى الانتخابات ينـزلون بقوة بعكس المسيحيين او السنة الذين قد لا يشاركون بسبب تأخرهم في النوم. والشيعة بهذه الحالة يشكلون نسبة 50% واذا زدنا عليهم مسيحيين من “المضروبين على راسهم” ويسيرون مع عون، عندها فإن ميشال عون يؤمن الاصوات لفوزه. وهذه العملية واضحة جداً جداً، والا فلن تحصل الانتخابات بالنسبة لعون ان لم يتم السير في هذا الاتجاه.

# سيبقى اذن، الحال على ما هو عليه؟
– لسوء الحظ هناك مجموعة من 14 آذار سارت بأكثرية الـ66% اي ان الجلسة لا تعقد الا بأكثرية الـ66% من النواب، والا فلا يمكن ان تعقد الجلسة علماً ان النسبة كانت في السابق هي 51%، الامر الذي أمّـن المقاطعة للفريق الآخر اي فريق ميشال عون.

# هل على هذا الاساس أطلق مبادرته التي تمس بالطائف بالدرجة الاولى؟
– هو لا يريد ان يقول “انو على اجرو الطائف” لأن كل تصرفاته تعني ان الطائف عبارة عن قطعة من الورق بالنسبة اليه.

# نحن اذن امام طائف جديد او مؤتمر تأسيسي او دوحة جديد؟
– لا ابداً هذا كله ليس وارداً، لأن حزب الله مشغول في سورية وبالطبع طلب من ميشال عون ان يهدىء الوضع لأنهم مشغولون. ولكن السؤال هو الى متى سيبقى حزب الله مشغولاً في سورية، فنحن نخرج تدريجياً من المشروع اللبناني الى المشروع الاقليمي الايراني واميركا واسرائيل جزء من هذا المشروع.. لذا كان من المفترض ان نعمل حدودنا كما نريد شرط ان نكون منسجمين مع بعض.

 القادة الاربعة “Wanted”
# لماذا لم يتم اجتماع القادة المسيحيين مع البطريرك الماروني بشارة الراعي؟
– لدي صديق مهضوم، منذ زمن بعيد قصفت القوات منـزله والكتائب سرقوا محله، وأيام ميشال عون قصف منـزل ابنته، فبقي الجميل فقال لي حينها انه لديكم شركة تعمل افلاماً لماذا لا تعملوا فيلماً او صورة لهؤلاء الاربعة وتسمونهم Wanted؟ بالفعل في رقبة كل واحد من هؤلاء الاربعة ما لا يقل عن 300 قتيل.

# ولكن د. جعجع حليف لـ14 آذار وأنت حليف لـ14 آذار ايضاً، لـمَ هذه الحملة عليه؟
– أنا مع 14 آذار من حيث المبدأ ولكنني لست مع 14 آذار بكل “الحمرنات” اللي بيعملوها، والمصيبة انني كيفما علّقت المشكلة انني ضمن المجموعة هذه.

# على سيرة 14 آذار، كان من المفترض أن يتم الاعلان عن المجلس الوطني لـ14 آذار، اين اصبح هذا المجلس؟
– هذا اختراع الامين العام فارس سعيد ولكنه لم ينجح، الآن عمل على تصغير هذا المجلس وأعلن عن مجلس المستقلين، وأنا لست ضمن هذا المجلس لأنني لست مستقلاً. لدى فارس طموحات وهو يرتاح اكثر مع اليساريين، لذا لديه مجموعة منهم في الامانة العامة حيث يجتمعون “وما في احلى منهم في التنظير” ويشربون قهوة ويدخنون.

# 14 آذار أين أصبحت؟
– سعد الحريري خارج لبنان مع تمويله، والطريقة التي يتعاطون بها في السياسة عبارة عن صرف الاموال، ولاحظنا الطريقة التي تعاطوا بها في المجلس الاسلامي أثناء الانتخابات حيث تم استثناء الاشخاص التابعين للحريري “وطلعوا برا”.

نحن ملزمون بأن نطول بالنا ونصلي أكثر.
حوار “الكذب”

# ما رأيك بالحوار بين القوات والعونيين؟
– كذب، مثل واحد عم يكذب عالتاني، كل واحد منهم يحب أن يرى الآخر معلقاً ومشنوقاً ويحاولون أن يكذبوا علينا. ولكن بهذه الطريقة عملوا على تهدئة الشارع المسيحي إلى حد ما ولكن بشكل اصطناعي. أما الشارع المسلم فقضية الامامين الحسن والحسين ما تزال تتفاعل حتى الآن والصراع القائم بين السياسيين التابعين لحزب الله والمستقبل سببه المشكل القديم ألا وهو الحسن والحسين ولكن ما تغير اليوم هو انهم أصبحوا يلبسون ربطة عنق. ولا ننسى ان إيران تقف وراءهم، في الثمانينيات سألوا كميل شمعون عما يجري في المنطقة فقال لهم ان المنطقة تتجه نحو التقسيم وذلك في بداية الصراع بين العراق وإيران، فالعراق كانت سنية وإيران شيعية، ومن هناك بدأت تمتد هذه الأزمة والايراني لديه الحلم الفارسي منذ زمن.

# إلى أين يتجه موضوع التعيينات الأمنية؟
– يجري التعديل على التعيينات الصغيرة أما التعيينات الكبيرة فيحصل فيها تمديد.

 الهلال الشيعي
# ما رأيك بخطاب السيد حسن نصرالله الأخير؟ – السيد نصرالله لديه مشروع ايراني فهو الذي يسير له أموره وتفكيره ويخطط له ما يجب فعله. المشروع الايراني يمتد من إيران إلى شمال العراق حتى شمال سورية وصولاً إلى جنوب تركيا حتى المتوسط ليأخذ قطعة من لبنان (البقاع وحتى الجنوب) إذا لم يكن كله، كي يكتمل الهلال الشيعي. والمطلوب من حزب الله أن يمهد الطريق لتنفيذ المشروع، حزب الله آلية لتنفيذ هذا المشروع، وهم يعتبرون أنفسهم مفكرين عظاماً ولديهم المشروع الشيعي لهم.

# ما رأيك بقضية ميشال سماحة؟
– هذا ليس حكماً بل هو جرم قبيح جداً بحق القضاء اللبناني.

# هل هناك ضغط على القضاء اللبناني؟
– حسب القانون الحكم لا يصح بأن يكون بهذه المدة، لذا فقد يكون القاضي تعرض للضغط أو ان القاضي تابع له أو ان القاضي “حمار” وعلى الأرجح الثلاثة معاً.  مروان حماده لفتني عندما قال انه لو أحدهم يعمل كدليفري لدى أحد المطاعم وقام بخطأ ما لتعرض لحكم أكبر من ذلك.

# كيف تقرأ معركة القلمون؟ وهل تخشى من تداعياتها على لبنان؟
– القلمون منطقة يجب أن تكون شيعياً آمنة، وإذا أردنا الحديث عن الهلال الشيعي يبدو ان القلمون هي ممر لهذا الهلال وعلى هذا الأساس حزب الله يعمل بهذه الطريقة، وهذا الممر سيكمل طريقه حتى حمص واللاذقية وصولاً إلى حلب فالعراق. موضوع الهلال ليس لعبة وإذا أردت القول انه حلم “أخوت” أقول لك نعم، ففي تركيا هناك 16 مليون علوي، وإذا كان هناك مليون “فركوح” سوري عملوا دولة ماذا يمكن لـ16 مليون أن يفعلوا. لذا برأيي كل ما يحصل الآن هو كي يقتلوا من حزب الله قدر الامكان. الإسرائيلي لا يريد أن يتغير الحكم في سورية، وإلا لكان قد غيره، فعندما تسلم حافظ الأسد الحكم في سورية أعطاهم الجولان في المقابل. كما ان إسرائيل تريد أن ترى المنطقة متدهورة مع بعضها، الشيعي مشغول بالسني والسني بالشيعي.

# كيف تصف الوضع الأمني في لبنان؟
– أظن ان الوضع مستقر في الفترة الحالية، حزب الله مشغول الآن، فهو من كان يحرك الوضع الأمني، عندما احتلوا البلد منذ سنوات، بقيت البلد فارغة حتى اليوم، لذا حزب الله مشغول وان شاء الله يبقى مشغولاً، وقد يصل إلى مرحلة يصبح فيها مشلولاً. وبالنسبة لـ”داعش” و”ماعش” فالدخول إلى لبنان ليس سهلاً مثل العراق، فلبنان ليس أرضاً خصبة لذلك قد يعتدون على شخص مصروع سني ولكنهم لن يتمكنوا من السيطرة على الوضع فكل بيت لبناني لا يخلو من بندقية صيد.