من أرشيف 2020/خمسة تقارير ومقالات تبين بالإثباتات أن حزب الله هو وراء انفجار المرفأ وأن إيران شحنت له نترات اليورانيم

4667

خمسة تقارير ومقالات تبين بالإثباتات أن حزب الله هو وراء انفجار المرفأ وأن إيران شحنت له نترات اليورانيم

20 آب/2020

*حزب الله غطى الفاسدين”.. تململ وامتعاض داخل بيئة حزب الله/جوني فخري/العربية.نت/20 آب/2020

*أطنان من نيترات الأمونيوم شحنتها إيران إلى حزب الله/لندن – العربية.نت/20 آب/2020

*أطنان من نيترات الأمونيوم شحنتها إيران إلى حزب الله/لندن – العربية.نت/20 آب/2020

*فورين بوليسي”: لبنان أفضل بلا حكومة يحتقرها الغرب/سامي خليفة/المدن/20 آب/2020

واشنطن وباريس: حكومة لبنانية إصلاحية تطوّق حزب الله/منير الربيع/المدن/20 آب/2020

***
حزب الله غطى الفاسدين”.. تململ وامتعاض داخل بيئة حزب الله
جوني فخري/العربية.نت/20 آب/2020
يبدو أن كلام ديفيد هيل، مساعد وزير الخارجية الأميركي، لامس إلى حد بعيد الواقع على الأرض في لبنان، أو أقله قناعات شريحة من اللبنانيين، من أن “حزب الله كان ولا يزال جزءاً من الطبقة الفاسدة في لبنان”، أو شريكاً لها على الأقل لجهة تغطيته وصمته، بحسب ما يرى بعض مؤديه أيضا!. فبعد 15 عاماً على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، أصبح حزب الله قوة مهيمنة وكبيرة في بلد ينهار وسط سلسلة من الأزمات المدمرة، وسط تخطي عدد الفقراء خلال العام الحالي عتبة الخمسين في المئة على وقع انهيار اقتصادي متسارع. إلا أن الحزب الذي كان بمثابة رأس الحربة لطهران في الحرب السورية وفي أنحاء المنطقة، بات يواجه غضباً شعبياً بسبب الانفجار الذي شهده مرفأ بيروت، وكان صدمة كبيرة للبلاد، أضيف إليه صدور حكم المحكمة الدولية في قضية الحريري قبل يومين.
لبنان وقبضة حزب الله
فهذا التدهور السياسي والأمني والاقتصادي، لا سيما بعد انفجار بيروت، زعزع صورة هذا الحزب “القوي”. وقال مصدر مطلع لوكالة رويترز إن لبنان بدأ ينفلت من بين أصابع “حزب الله”. وتابع موضحا: “بالحصول على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية ووجود الرئيس في جانبهم اعتقدوا أنهم سيطروا على البلاد، لكن ما حدث الآن أن حزب الله وحلفاءه امتلكوا السلطة، لكنهم خسروا البلد والشعب”. وقد واجه الحزب المدعوم من إيران انتقادات متنامية لفشله البادي في تنفيذ الإصلاحات الموعودة منذ الفوز بأغلبية برلمانية مع حلفائه في 2018.
“فشل فشلاً ذريعاً”
وفي هذا السياق، قال ماجنوس رانستورب، الخبير في شؤون “حزب الله”: ثمة مشكلات كثيرة داخلياً، بخلاف انفجار المرفأ، البلاد تنهار تحت أقدامهم. بدوره، اعتبر مهند حاج علي، الباحث الزميل بمركز كارنيجي الشرق الأوسط، أن حزب الله فشل فشلاً ذريعاً في الحفاظ على وعده في الانتخابات بمحاربة الفساد. وأضاف: لم يقدموا أي شيء على الإطلاق فيما يتعلق بهذا الوعد، وفي الواقع أصبحت حملتهم المناهضة للفساد نكتة رائجة الآن”كما رأى أن “حزب الله كما الطبقة الحاكمة لم يكونوا يوما في موقف أضعف مما هم عليه الآن”. وإلى جانب الضغط الشعبي يواجه حزب الله ضغوطا دولية على ضوء الانفجار الهائل الذي ضرب مرفأ بيروت ولا يزال صداه يتردد بين أبناء هذا البلد المحاصر بسبب الإهمال والفساد. ومع أن التنظيم المدعوم عسكرياً ومالياً من إيران أعلن على لسان أمينه العام حسن نصرالله أن لا علاقة له بالانفجار، وذلك ردّاً على الأصوات التي ارتفعت متّهمةً إيّاه بالتواطؤ بشكل غير مباشر في ما حصل، لأن المرفأ يخضع لسيطرته، غير أن حجم الحدث ونتائجه الكبيرة وغير المسبوقة، دفع باللبنانيين إلى إفراغ جام غضبهم على الطبقة السياسية ومن ضمنها حزب الله بسبب فسادها وإهمالها الذي سبّب بكارثة حصدت أكثر من 170 قتيلاً وآلاف الجرحى.
امتعاض شيعي من عدم التضامن
وفي السياق، قال السياسي المعارض لـ”حزب الله” علي صبري حمادة لـ”العربية.نت” “إن أبناء بعلبك-الهرمل (غالبيتهم من الشيعة المحسوبين على الثنائي حزب الله وحركة أمل) ممتعضون من عدم تنظيم وقفات تضامن مع أهالي بيروت بعد الانفجار الذي ضرب المرفأ كما فعلت مناطق لبنانية أخرى”. لكن حمادة، ابن منطقة الهرمل قرب مدينة بعلبك البقاعية الذي ترشّح أكثر من مرّة للانتخابات النيابية ضد لائحة حزب الله، لفت أيضا إلى “أنه مقابل هذا الامتعاض، يوجد نوع من الخوف عنده من أن يكون انفجار المرفأ الذي صوّبت سهام الاتّهامات بشأنه إلى حزب الله مقدّمة لاستهدافهم”. إلى ذلك، رأى “أن مشهد تعليق المشانق في وسط بيروت لزعماء سياسيين من بينهم أمين عام حزب الله وتحميلهم مسؤولية انفجار المرفأ، فضلاً عن حركة البوارج الأجنبية في اتّجاه لبنان وما رافقها من زيارات لمسؤولين أميركيين إلى بيروت، شكّلت “فرصة” للحزب لشدّ عصب البيئة الحاضنة تحت عنوان “المؤامرة” ضده وضد المقاومة، وليتسنّى له التفرّغ للملفات السياسية الداخلية”. وأعاد انفجار بيروت تسليط الضوء على ملف الفساد الذي ينخر جسم الدولة اللبنانية وعمليات التهريب التي تتم عبر المعابر غير الشرعية والشرعية منها المرفأ ومطار بيروت.
تغطية الفاسدين
بدوره، قال أحمد وهو من المقرّبين من جمهور حزب الله لـ”العربية.نت” “إن البيئة الحاضنة له ممتضعة من سكوته عن الفاسدين المتورّطين في انفجار المرفأ وكأنه بذلك يؤكد التحليلات التي ذهبت إلى حدّ تورّطه مباشرةً بانفجار المرفأ”. وعلى رغم أن بيئته الحاضنة مُقتنعة بعدم تورّطه، إلا أنها تطالبه وفق أحمد (من البقاع) بإخراج نفسه من دائرة الاتّهامات من خلال رفع الغطاء عن الفاسدين الحقيقيين (من مختلف الطوائف) والمطالبة بمحاكمتهم كي يكونوا عِبرة لغيرهم”.
تململ كبير.. ونقمة تزداد
ولم يُخفِ حمادة وجود تململ داخل البيئة الحاضنة لـ”حزب الله” بسبب ما وصلت إليه الأوضاع في البلد، حتى إن مسؤوليه ونوابه في منطقة بعلبك-الهرمل (معقل حزب الله) يحجمون عن تنظيم لقاءات وجلسات مع أبناء المنطقة كما في السابق خوفاً من أن يجاهر المشاركون فيها بسياساتهم طيلة عقود والتي حرمت المنطقة من أبسط حقوقها الإنمائية”. من جهته، قال الأكاديمي والناشط السياسي المعارض لـ”حزب الله” مكرم رباح لـ”العربية.نت”: “إن النقمة على حزب الله من داخل بيئته تزداد، لكن يبقى الأساس كيفية تظهير هذه النقمة وصرفها في الاستحقاقات الانتخابية”.
رواتب بالدولار
وأشار إلى “أن جمهور حزب الله الذي يتقاضى مبالغ مالية شهرية لا يُشكّل سوى 3% من مناصريه، وهؤلاء خلقوا جوّاً متمايزاً داخل الطائفة الشيعية لأنهم يتقاضون رواتبهم بالدولار، في حين أن الباقين متّكلون على شبكات الحماية الاجتماعية التي توفّرها الدولة، وباتت مهددة بالتفكك بسبب إفلاسها”.
كما أكد “أن البيئة الشيعية تُعاني من سياسية حزب الله التي أفلست الدولة، حتى إن أبواب الهجرة مُقفلة أمامهم بسبب تورّطه بحروب خارجية وتوسّع بيكار الدول التي تُصنّفه إرهابياً”

أطنان من نيترات الأمونيوم شحنتها إيران إلى حزب الله
لندن – العربية.نت/20 آب/2020
في معلومات “مصدرها استخبارات غربية” وانفردت صحيفة Die Welt الألمانية بنشرها أمس الأربعاء، زودت إيران “حزب الله” اللبناني عامي 2013 و2014 بكميات كبيرة من “نيترات الأمونيوم” عبر مرفأ بيروت، والمطار، أو برا من سوريا، وزن 3 منها بين 630 إلى 670 طنا، ومعدل سعرها 381.340 يورو.
وذكرت “دي فيلت” أن الحزب تسلم في 16 يوليو 2013 أول شحنة، وكانت بوزن 270 طنا، قيمتها 179.399 يورو، فيما تسلم الثانية في 23 أكتوبر، وكان وزنها 270 طنا أيضا، وقيمتها 140.693 يورو. أما الشحنة الثالثة، بحسب ما اطلعت عليه “العربية.نت” مترجما من موقع الصحيفة أمس، فكميتها غير معروفة تماما، وكذلك قيمتها، فيما تم شحن الكمية الرابعة في 4 أبريل 2014 وكانت بوزن 90 إلى 130 طنا، معدل قيمتها 61.248 يورو.
تزامن ما كان يصل من ايران مع وصول النيترات على متن السفينة من جورجيا، كأنها صدفة على ميعاد
تزامن ما كان يصل من ايران مع وصول النيترات على متن السفينة من جورجيا، كأنها صدفة على ميعاد
كما قالت Die Welt أيضا، إن “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، بقيادة الجنرال قاسم سليماني، القتيل في يناير الماضي بغارة شنتها “درون” أميركية بلا طيار على موكبه قرب مطار بغداد، كان المسؤول عن شحن النيترات ونقلها إلى الحزب، لكن ليس من المؤكد ما إذا كانت هي نفسها المخزنة في مرفأ بيروت، لكنها صادفت وصول السفينة Rhosus من دولة جورجيا، وعلى متنها 2750 طنا إلى شركة لصنع المتفجرات بموزمبيق، حيث تم احتجازها في مرفأ بيروت ومنعها من مواصلة رحلتها، ثم نقل حمولتها وتخزينها في العنبر 12 بالمرفأ.
القصير، المسؤول عن النقل بالحزب، وشقيقيه
تمضي رواية الصحيفة، فتذكر أن شحنة 23 أكتوبر 2013 تم نقلها بحاويات مرنة بالطائرة، ربما عبر إحدى شركات الطيران الإيرانية الرسمية الخاصة، وأن أحد القياديين بالحزب، وهو محمد جعفر القصير الذي أدرجته الحكومة الأميركية على لائحة العقوبات لتمويله حزب الله، تم إدراجه باعتباره ناقلا للمواد المتفجرة، في عمليات استيراد وتصدير، كالتي وصلت بها “النيترات” إلى الحزب على مراحل، وتزامن وصولها مع وصول نظيرتها على متن السفينة التي أبحرت من جورجيا. والقصير، هو من ذكرت “دي فيلت” بأنMatthew Levitt الخبير بحزب الله، ومدير برنامج Reinhard لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في “معهد واشنطن” بالعاصمة الأميركية، أخبرها بما وجدته “العربية.نت” أيضا في أخبار مؤرشفة “أونلاين” عن القصير، وهو أنه يرأس ما اسمه “وحدة 108” بالحزب، والمسؤولة من مقرها بدمشق عن تسهيل نقل الأسلحة والتكنولوجيا من إيران إلى لبنان عبر سوريا، وربما كان هو الناقل الرئيسي للنيترات من إيران إلى دهاليز حزب الله وأقبيته في لبنان. ووصفت الصحيفة القصير، المعروف بلقب الحاج فادي، بأنه مؤهل بشكل فريد لرئاسة وحدة حساسة ومهمة مثل “الوحدة 108” وأن أحد أشقائه، واسمه حسن، هو صهر الأمين العام للحزب حسن نصر الله، كما أنه شقيق أحمد قصير، الانتحاري الذي فجّر نفسه في 11 نوفمبر 1982 بمبنى الحاكم العسكري الإسرائيلي في مدينة صور بأقصى الجنوب اللبناني، ولقبه نصر الله بأمير الشهداء في إحدى المناسبات.

استخبارات غربية: انفجار المرفأ وشحنات الأمونيوم الإيرانية لحزب الله
المدن/20 آب/2020
بعنوان “حزب الله اشترى مواد متفجرة خلال فترة التخزين”، نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن “دي فيلت” (Die Welt) الألمانية معلومات صادرة عن أجهزة استخبارات غربية، مفادها أنّ حزب الله اشترى كميات كبيرة من مادة نترات الأمونيوم، التي ارتبطت بالانفجار الهائل الذي هزّ مرفأ بيروت مطلع آب الجاري.
مئات الأطنان للحزب
وحسب الصحيفة الألمانية، فإنّ “ميليشيا حزب الله الإرهابية، اشترت كميات كبيرة من المادة الخطرة، وأنه بعد كارثة المرفأ اشتبه بتورط الحزب في تخزين نترات الأمونيوم المتفجرة”. ووفقاً للمعلومات الواردة لـ”فيلت” من أجهزة الاستخبارات الغربية، تلقى الحزب شحنات كبيرة من النترات، وصلت إلى الحزب بين عامي 2013 و2014، من دون التأكّد إن كانت هي نفسها التي تم تخزينها في المرفأ. ووصلت هذ الشحنات للحزب عبر المرفأ والمطار وبراً من خلال سوريا، ولم تتمكن “جيروزاليم بوست” من التحقق من المصادر المذكورة التي وردت في رواية “فيلت”.
وكان لدى حزب الله كميات كبيرة من النترات، تم تسليمها إلى لبنان بين أواخر 2013 وأوائل 2014. أما الجهة المسؤولة عن نقل المواد فهو فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، أي الفرقة العسكرية المسؤولة عن العمليات الخارجية، والتي لها موقع سياسي في إيران.
دعم بشار وأهداف إسرائيلية
وبينما ينفي حزب الله ضلوعه بتفجير مرفأ بيروت، في حين أنّ الحكومة الألمانية برّرت حظرها لجميع أنشطة حزب الله باكتشاف تخزين عناصر من المنظمة مواد متفجرة وكيماوية في منطقة بافاريا. كما تم ضبط عناصر من شبكة حزب الله يخزّنون النترات في كل من قبرص وفرنسا والمملكة المتحدة. ويقول خبير أمني غربي لـ”فيلت” إن “حزب الله جمع نترات الأمونيوم لاستخدامها خلال الحرب الأهلية في سوريا، وتعزيز الأهداف العسكرية للديكتاتور السوري بشار الأسد”. ويضيف أنّ “السبب الثاني لتخزين هذه المادة القاتلة، ربما كان الهدف منه استخدامها ضد أهداف إسرائيلية، عبر نظام الأنفاق التابع لحزب الله”.
شحنات طهران-بيروت
ووصول النترات إلى حزب الله عام 2013 تم بعلم ومرأى قائد فيلق القدس حينها، قاسم سليمان، الذي تم اغتياله مطلع العام الحالي على يد الجيش الأميركي في غارة لطائرة مسيّرة. ويُعتقد أن الشحنة الأولى من النترات وصلت إلى بيروت من إيران يوم 16 تموز 2013، وفيها 270 طناً من نترات الأمونيوم بكلفة 179 ألف و399 يورو. ووصلت شحنة أخرى يوم 23 تشرين الأول 2013، بحمولة 270 طناً وبسعر 140 ألف و693 يورو. وبينما لم يتم تحديد سعر الحمولة الثالثة وزنتها، بلغت تكلفة الحمولة الرابعة التي وصلت في 4 نيسان 2014، 61 ألف و248 يورو وزنتها بين 90 و130 طناً. ليتراوح إجمالي الشحنات الثلاث بين 630 و670 طناً من نترات الأمونيوم. ويرجّح أنّ شحنة التي وصلت في تشرين الأول 2013، وصلت بطائرة تابعة لإحدى الشركات الخاصة للطيران الإيراني، والتي تعتبر إحدى واجهات الحرس الثوري الإيراني. ومنعت السلطات الألمانية شركة “ماهان إير” الإيرانية، من حق الإقلاع والهبوط في ألمانيا العام الماضي، مع إشارة واضحة وصريحة إلى أنشطة الحرس الثوري الإيراني، الذي صنّفته الحكومة الأميركية منظمة إرهابية.
محمد قصير
ونقلت “جيروزاليم بوست” عن “فيلت” عرضاً لأشخاص من عناصر حزب الله والنظام الإيراني المتورطين في شحن نترات الأمونيوم إلى المرفأ. فتم تحديد اسم محمد قصير كشخص مسؤول عن إرسال الحمولات، مع العلم أنّه تم إدراج اسم قصير على لوائح العقوبات الأميركية كمموّل لمنظمة إرهابية لبنانية.
ويقول ماتيو ليفيت، مدير برنامج راينهارد لمكافحة الإرهاب في معهد واشنطن، لـ”جيروساليم بوست” إنّ محمد قصير “يرأس الوحدة 108 في حزب الله، المسؤولة عن تسهيل نقل الأسلحة والتكنولوجيا من إيران لحزب الله غبر سوريا. ومقرّ الوحدة في دمشق”. ويضيف ليفيت أنّ “قصير يعمل ومسؤولين كبار في الحزب مع ضباط من الوحدة 190 في فيلق القدس المتخصصة بتهريب الأسلحة إلى سوريا ولبنان واليمن وغزة تحت إشراف الراحل قاسم سليماني”. ليشدد ليفيت على أنّ “جهود قصير في شراء نترات الأمونيوم غير متربطة بـ2750 طناً من النترات التي انفجرت مطلع الشهر”.
ويضيف ليفيت إنّ “قصير، الملقب بالحاج فادي، مؤهل بشكل فريد لرئاسة وحدة حساسة ومهمة مثل الوحدة 108″، مضيفاً أنّ “أحد أشقاء قصير، حسن، يقال إنه صهر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أما شقيقه الآخر أحمد، فهو الانتحاري الذي نفذ هجوم تشرين الثاني 1992 على مقر للجيش الإسرائيلي في مدينة صور، لذا يقول نصر الله إنّ أحمد قصير أمير الشهداء. وقال ذلك في إحدى مناسبات مؤسسة الشهيد في حزب الله بمناسبة ذكرى الهجوم”.
الدور الإيراني
ويلفت ليفيت، الخبير في عمل حزب الله، إلى أنّ “الحلقة الأولى في سلسلة نقل الأسلحة هي الوحدة 108 بقيادة قصير. إذ تقوم بنقلها عبر سوريا إلى الحدود اللبنانية، ثم عمل الوحدة 112 التي تنقل السلاح عبر الحدود إلى لبنان. في حين تعمل الوحدة 100 على التهريب بالاتجاه المعاكس، من لبنان إلى سوريا ومنها إلى إيران. فتنقل عناصر من حزب الله للتدرّب على التعامل مع الصواريخ التي تصل من إيران”.
وتقول صحيفة “فيلت” إنّ “عملاء إضافيين شاركوا في عمليات التسليم. ويُعتقد أن عضو فيلق القدس الإيراني، سيد مجتبى موسوي طبر، قد نظم عملية نقل نترات الأمونيوم من إيران إلى حزب الله”. كما كان نائب طبر، بهنام شهرياري، الذي فرضت عليه عقوبات بسبب دعمه حزب الله، مساهماً أيضاً في عملية التسليم. فلعب طبر دوراً في العملية بصفته رئيس شركة النقل الإيرانية، Liner Transport Kish، التي قامت على ما يبدو بتسليم نترات الأمونيوم إلى حزب الله.

فورين بوليسي”: لبنان أفضل بلا حكومة يحتقرها الغرب
سامي خليفة/المدن/20 آب/2020
أصبحت ثقة اللبنانيين بالسلطة التي تحكمهم معدومة. فلم يعودوا منذ زمنٍ بعيد يصدقون شيئاً مما تقول هذه الطبقة المهترأة وتفعل. لقد فقد الناس ببساطة ثقتهم بدولة انفصلت عنهم، وشبعوا من الخطابات الشاعرية التي لا تنتج إلا الكوارث، وما عادوا حتى يكترثون لمضمونها. وحدها محاسبة من أوصل البلاد إلى الحضيض تشكل لهم بعض العزاء وتمنحهم الأمل بتقدم فكرة الدولة.
المبادرة للشعب
جاء تفجير مرفأ بيروت ليُسقط ورقة التوت الأخيرة عن الدولة الغائبة والفساد المستشري، حيث يستمر المواطنون المتضررون من انفجار بيروت بلملمة جراحهم ورفع الأضرار التي لحقت بمنازلهم وسط غياب تام لأجهزة الدولة المختصة التي حلّت محلها المبادرات الفردية لشبّان وشابات أتوا من مختلف المناطق.
هذا المشهد الصادم، جذب انتباه مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، عن بلدٍ يُقال أنه يعمل بشكلٍ أفضل في ظل غياب الحكومة. فبعد دقائق من وقوع الانفجار في بيروت بتاريخ 4 آب، ظهر مسعفو الصليب الأحمر في الشارع ومعهم حقائب الإسعافات الأولية، وقام متطوعون بإدارة حركة المرور. رافق ذلك تنقل شبان وشابات يحملون زجاجات مياه من بابٍ إلى باب ليسألوا عما إذا كان أي شخص بحاجة إلى المساعدة. وباختصار، يمكن القول أن ماضي لبنان المليء بالصراعات والحروب والانهيارات الاقتصادية والفساد المستشري، حفز المواطنين على التحرك عند مواجهة أي حالة طوارئ.
غياب الدولة
تقول المجلة الأميركية، أن التفجير لو قُيض له أن يقع في دولة أخرى، لكنا شاهدنا الجيش ومسؤولو إدارة الكوارث يهرعون إلى مكان الانفجار؛ وكان السياسيون سيصطفون لتقديم التعازي والدعم. وللمفارقة، كانت الدولة في لبنان غائبة بشكل واضح. وبدلاً من تعزيز حضورها، فرض الرئيس ميشال عون حالة الطوارئ ومنح الجيش سلطات واسعة للحد من حرية الحركة والعمل الصحافي. تحوّلت المناطق المتضررة إلى خلية نحل تضمّ مئات الشباب والشابات حملوا معدّات الكنس لمساعدة الأهالي المتضررين لرفع الأنقاض في الأحياء المسيحية كالجميزة ومار مخايل وغيرها. وهناك تجلت صورة الوحدة الوطنية، عندها شاهدت المجلة مجموعتين من الكشافة، إحداهما من مدينة طرابلس الشمالية ذات الأغلبية السنية، ترتدي سترات كستنائية اللون، والأخرى من الجنوب الشيعي ترتدي سترات خضراء، منشغلةً في تمشيط المنازل المتضررة، بينما اكتفى ضباط الشرطة بحراسة مداخل تلك المناطق.
محاولات السلطة لسرقة المساعدات
إلا أن معدّات الكنس وزجاجات المياه والسندويشات ليست كافية لإعادة بناء المباني المتضررة والمدمرة، ولا لتوفير رعاية طبية متخصصة وإحياء الأعمال التجارية. إذ يحتاج العديد من المتضررين بشكلٍ عاجل إلى أطباء متخصصين وفحوصاتٍ وعملياتٍ جراحية ومواد لإعادة الإعمار. من هنا، لا يعتقد معظم أولئك الذين يحتاجون حالياً إلى المساعدة أنهم سيحصلون على فلسٍ واحد إذا تم توجيهه من خلال الحكومة. وهذا ما أكد عليه المجتمع الدولي الذي أعلن إنه سيوجه مساعداته من خلال وكالات مستقلة. لكن بعض النشطاء يقولون إن الدولة اللبنانية تضع حواجز جديدة للالتفاف على مثل هذه المحاولات. وقد أطلع أحد عمال الإغاثة، المجلة الأميركية، على اتصال داخلي من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى شركائه المحليين في بيروت، يبلغهم فيه بعدم تقديم المستندات إلى بلدية بيروت وفقاً للإجراءات البيروقراطية التي طلبتها السلطات الحكومية.
لا ثقة بالدولة
استضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأسبوع الماضي، مؤتمراً افتراضياً للمانحين إلى جانب الأمم المتحدة، وحصد 300 مليون دولار كدفعة أولى من المساعدات لأولئك الذين تحملوا وطأة الانفجار. وقد أصّر ماكرون على ضرورة وصول المساعدات إلى المحتاجين وليس جيوب السياسيين الذين يعتبرهم اللبنانيون فاسدين. وقال “يجب أن نتصرف بسرعة وكفاءة حتى تذهب هذه المساعدة مباشرةً إلى المكان المناسب”. من جهتها، تعهدت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، من بين دول أخرى، بتجاوز الدولة اللبنانية. وقدمت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مجموعات طبية للطوارئ، تحتوي كل منها على “ما يكفي من الأدوية والإمدادات الطبية لدعم 60 ألف شخص”، أرسلتها مباشرةً إلى المستشفيات متجاهلةً وزارة الصحة. كما وعدت ألمانيا بتقديم مبلغ 20 مليون يورو (24 مليون دولار)، خُصص ربعها تقريباً للصليب الأحمر ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وقد نشرت ألمانيا فريقاً من الوكالة الاتحادية للإغاثة الفنية لتقييم الأضرار التي لحقت بالمباني التي تستخدمها السفارة، وأضرار متحف سرسق، الذي تحول منذ افتتاحه الجديد عام 2015، بعد إعادة ترميمه وتوسعته، إلى تحفة معمارية في جماليته، هذا عدا مقتنياته الثمينة التي تعرضت هي أيضاً لأضرار بالغة.
تشعر منظمات الإغاثة الدولية التي تعمل تحت مظلة الأمم المتحدة، حسب المجلة، أن بإمكانها تلبية المتطلبات بشكل أفضل بالتنسيق مع مجموعات المساعدة المحلية الموثوقة بدلاً من المرور عبر الحكومة. وتلعب الجمعيات الخيرية الدينية والعلمانية بالفعل دوراً نشطاً في مساعدة اللاجئين والمجتمعات المحرومة على حد سواء. وفي هذا الإطار، يستخدم المجلس النرويجي للاجئين الأخشاب والأغطية البلاستيكية المكدسة لإغلاق النوافذ والأبواب المكسورة، ما يوفر الخصوصية لأولئك الذين ليس لديهم أي شبكات اجتماعية ولا مكان آخر يذهبون إليه.
وعن هذا الموضوع، قالت إلينا ديكوميتيس، مستشارة المجلس النرويجي للاجئين في لبنان، التي تقدم الدعم النفسي، والمأوى، ومستلزمات النظافة للعائلات، للمجلة الأميركية “تأمين المأوى للفئات الأكثر ضعفاً هو أولويتنا الآن. نعتزم أيضاً توفير الإيجار لمدة ثلاثة أشهر لـ 2500 أسرة، ثم بعد ذلك سنساعد أصحاب المنازل عبر تقديم مبالغ نقدية حتى يتمكنوا من إعادة بناء منازلهم اعتماداً على تقييم الضعف وتمويل المانحين المتاح”.
معاناة الشركات
ولعل أبرز من سيعاني بعد الكارثة الأخيرة، هم أصحاب المؤسسات التجارية، إذ تأتي الشركات في أسفل قائمة أولويات معظم وكالات المعونة الدولية. فالعديد من الصروح المدمرة هي عبارة عن مؤسسات تجارية، كالمقاهي والمطاعم والحانات والمتاجر ومدارس اللغات والمعارض الفنية، كانت جزءاً مهماً من صناعة السياحة في لبنان، التي تُعد من بين أكبر مصادر الدخل في البلاد، ومصدر حاسم لتوظيف الشباب اللبنانيين والسوريين، إلى جانب العمال المهاجرين من بنغلاديش والفلبين. ما يعني تلقائياً أن معدلات الفقر ستنفجر في هذا البلد الصغير.
وبينما نشرت الشركات تفاصيل خسائرها على مواقعها الإلكترونية. قام الممثل النيوزلندي راسل كرو بتقديم تبرع مالي بغرض إصلاح مطعم “لو شيف Le Chef” الذي دُمر في انفجار بيروت، تخليداً لروح وذكرى الطاهي الأميركي الكبير أنطوني بورداين والذي سبق له وأن زار المطعم. مع ذلك، ما زال الكثير من الشركات تعول على مساهمات تعيد إليها ضخ شريان الحياة.
ابتزاز الغرب
وبخصوص المكر السياسي في لبنان، تكشف المجلة قلق الخبراء من أن تستغل أي حكومة لبنانية نقاط الضعف السياسية في أوروبا للمماطلة في الإصلاحات، وسط رهانها الخبيث في النهاية على جذب الأموال لتجنب نزوح جماعي آخر للاجئين باتجاه الغرب. لكن بينتي شيلر، رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة “هاينريش بول”، وهي مؤسسة ألمانية قانونية مستقلة، تقول إن الغرب لديه وسائله الخاصة للرد على مماطلة الطبقة السياسية. ووفق رؤيتها، بما أن العديد من الممتلكات الغربية تكبدت خسائر أيضاً في الانفجار الأخير، يمكن للمجتمع الدولي مصادرة أصول السياسيين اللبنانيين في الخارج.
أضافت “إذا جمدنا أصولهم الشخصية، حتى يتضح من يتحمل مسؤولية الانفجار، ألا يمكنننا حينها أن نطلب أمراً من المحكمة بشأن كيفية استخدام هذه الأصول لإعادة بناء الدولة اللبنانية أو إعادة بناء بيروت؟”. وتعبر المجلة في نهاية تقريرها عن خوفها على مستقبل الأحياء المتضررة في بيروت، خصوصاً أنه في المرة الأخيرة التي كان لا بد فيها من إعادة بناء بيروت، بعد انتهاء الحرب الأهلية، استخدم رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري شركته الخاصة “سوليدير” لبناء ناطحات سحاب ومبانٍ مليئة بالشقق باهظة الثمن بقيت معظمها دون قاطنين. ويشعر اللبنانيون اليوم بالقلق من أنه إذا لم يحصل أصحاب المنازل والشركات على المساعدة في الوقت المناسب، سينتقل المطورون العقاريون للاستيلاء على الأراضي حول هذه الأحياء، ما يعني وضع يدهم ليس على جزء من بيروت وحسب، بل على جزء من البحر الأبيض المتوسط نفسه.

واشنطن وباريس: حكومة لبنانية إصلاحية تطوّق حزب الله
منير الربيع/المدن/20 آب/2020

لم يعد في مستطاع الرئيس سعد الحريري تكرار أي خطأ ارتكبه سابقاً. يدلّ على ذلك موقفه الذي أطلقه بعد حكم المحكمة الدولية في اغتيال والده.
الحريري وحزب الله
أعلن الحريري الابن أنه غير مستعد لتقديم المزيد من التنازلات أو التضحيات. طالب حزب الله بالتضحية والتنازل المطلوبين. وهذا موقف متقدّم مقارنة بمواقفه السابقة، وخصوصاً بعد تسويته الرئاسية مع الثنائي عون – باسيل. قد يخرج من ينتقد مطالبة الحزب بتقديم التضحية، معتبراً أن تفسير تيار المستقبل للحكم هو أدانة سياسية لحزب الله، وإن لم يدنه قضائياً. لكن الخطّ الذي رسمه الحريري يُفترض أن يختلف عن مسار طبعَه طويلاً بنزعته إلى التهدئة والتنازلات. ولا بد من الاستناد إلى هذا الموقف، لترجمته سياسياً، وإذا ما كان سينسحب على عملية تشكيل الحكومة. فالحريري أغلق الحديث في الملف الحكومي، ولا يريد لحكم المحكمة أن يكون موضع جدال أو مقايضة للفوز برئاسة الحكومة. وقد ألزم الحريري حزب الله بالرد، أو التصرف مع المحكمة بشكل أو بآخر، وخصوصاً إذا ما أراد العودة بقواعد اللعبة إلى ما قبل 17 تشرين، أي تشكيل حكومة وحدة وطنية. لذا لا بد للحزب من تقديم تنازل ما، وفق موقف رئيس تيار المستقبل.
الحريري وعون – باسيل
في المقابل، تشير القراءة الأوسع للمشهد السياسي اللبناني، والتركيبة الحكومية المقبلة، إلى أن المسألة لم تعد محصورة بين الأفرقاء اللبنانيين. والحكومة لن يمنحها فريق إلى الآخر. فحزب الله لم يعد الطرف المقرر وحيداً في عملية التشكيل، لكنه يمتلك حق النقض فقط، ويفضّل عملياً عودة الحريري إلى السرايا. والرئيس نبيه برّي أكثر المتحمسين لذلك. وهو من عمل على خطّ إعادة الحريري. وبدأه من القصر الجمهوري بطرح وجهة نظره على رئيس الجمهورية. وحسب المعطيات المتوفرة، عون غير متحمس لعودة الحريري، ولكنه غير قادر على تعطيل هكذا مسار، على الرغم من المشاكل الكبيرة بين الطرفين، والخلاف الأكبر بين الحريري وباسيل، الذي سيُستثنى من أي تركيبة حكومية.
حلفاء الحريري
وجه من هذا المخاض يخيف حلفاء الحريري التقليديين، الذين يعتبرون أن أي حكومة سيترأسها في عهد ميشال عون، سيكون ثمنها السياسي كبيراً، حتى ولو رضي عون بترؤس الحريري لها في غياب باسيل عنها. وقد يكون ثمن هذه الحكومة إعادة العمل على إرساء تفاهم سياسي مشابه للتفاهم الحاصل بعد انتخاب عون. لكن هذا يبدو شبه مستحيل وفق المعطيات المتوفرة. فالخلاف كبير بين الرجلين. ومن كواه الحليب، لا يمكن أن يزهو بلبن غياب جبران باسيل عن الحكومة، والسياسة ليس فيها مستحيل. لذا يفضل حلفاء الحريري عدم ترؤسه الحكومة في هذا الظرف، والعمل على تشكيل حكومة مستقلة نسبياً، وليست حيادية بالمفهوم الجامد أو الذي يكرس انقساماً.
العوامل الدولية
لكن لا يمكن الرهان على العامل الداخلي فقط في تشكيل الحكومة. فالتوافق الدولي غير متوفر على الإطلاق. المعلومات متضاربة: باريس تتابع عن كثب ولا تتوقف على التواصل وإرسال الطروحات. وهي بداية كانت مع حكومة الوحدة الوطنية، ثم قيل إنها تراجعت عنها، وسمّت نواف سلام. أما واشنطن فلم تتحدث في التفاصيل والأسماء، مركزة على الملفات المفترض أن تعمل الحكومة على حلّها، من ترسيم الحدود إلى الصواريخ والإصلاحات المالية والاقتصادية. هذا يعني أن لعبة تشكيل الحكومة لا تزال خاضعة لشد الحبال الإقليمي والدولي. لا شيء سيطرأ عليها ما لم تحصل متغيرات تدفع بتحريك المياه الراكدة، وإعادة إطلاق عجلة التفاعل السياسي لإنتاج حلّ معين. وهناك من يعتبر أن الستاتيكو الحالي سيبقى قائماً من الآن إلى موعد الانتخابات الأميركية، إلا إذا وقع حدث كبير أو مؤثر، فيفرض متغيرات جديدة، وينتج حلّاً أولياً أو نهائياً.
تصريحات هيل
وقد برز أمس تصريح لوكيل وزارة الخارجية الأميركية، ديفيد هيل، يقول فيه بوضوح أن بلاده لن تقدم أي مساعدات للبنان من دون تحقيق الاصلاحات، وتشكيل حكومة تنجزها. لافتاً إلى أن أميركا تعاطت سابقاً مع حكومات يتمثل فيها حزب الله، وجاهزة لتقديم مساعدات لحكومة بمشاركة الحزب أو من دونها.
موقف هيل يحتاج إلى تفسير. البعض اعتبره مؤشراً إيجابياً حول المفاوضات الأميركية الإيرانية، والتي تحافظ على وضع الحزب لبنانياً، بينما وجهة نظر أخرى تعارض هذا الاستنتاج، وتعتبر أن ديفيد هيل ليس من الصقور. وقد يأتي من يصعد الموقف أكثر. وثانياً، تشير المعطيات إلى أن الأميركيين يتعاطون مع لبنان بسياسة عدم منحه أي مجال للمناورة والهروب من إنجاز الإصلاحات بالتذرع بحزب الله وسلاحه، وتضع الجميع أمام مسؤولياتهم بالإصلاح، والذي ستكون مندرجاته عامل تطويق وتقويض تلقائي للحزب. وبعدها يتم العمل على مشكلة الحزب المباشرة وانتشاره وسلاحه. واشنطن لم تعد تحصر المشكلة بحزب الله فقط، بل تنظر إلى كل القوى اللبنانية بعين الفساد، وهذا يظهر في تصريح هيل ومسؤولين آخرين، ويتكامل مع لجوئها إلى تطبيق قانون ماغنيتسكي لمكافحة الفساد، والذي سيطال مسؤولين من مختلف التوجهات، وليس الحزب وحلفاؤه فقط. ذلك قد يؤسس لتغيير في الوجوه، أو دعم وجوه جديدة بالتشارك مع القوى التقليدية، وتحقيق الإصلاح والتغيير. وهذه النظرة ربما دفع باتجاهها الرئيس الفرنسي في اتصالاته مع ترامب، لاقناعه بعدم ترك لبنان ينهار نهائياً عبر خنق اللبنانيين، وترك المجال أمام التغيير المرحلي بفعل التراكم.