سيزار معوض/إلى الرئيس المرؤوس.. تحية وبعد

98

إلى الرئيس المرؤوس.. تحية وبعد
سيزار معوض/01 شباط/2020

لجمت قلمي غير مرة كي لا ينزلق إلى لغة أو لهجة غير مألوفة أو محببة، الا أن الكلام الهادئ، في ظل هذه الظروف الاستثنائية والخطيرة التي نرزح تحت وطأتها، ما عاد ينفع ويجدي.

للصراحة، فوجئت يوم عول عليك كثيرين، مهللين لهامتك البهية بتولي كرسي الرئاسة الثالثة..

صدمت كثيرا، لأنني لم أسمع بك أو باسمك أو بانجازاتك من قبل.. كيف لي ذلك، انا الصحافي الأمي الجاهل الذي لم يصل للصف السابع أساسي، بالكاد يقرأ ويكتب الحروف ويفك الرموز (استغفر الله من كلمة أنا) .. يوم رأيتك للمرة الأولى على الاعلام متصدرا الشاشات، لم يشدني كلامك.

فزدت قناعة ويقينا أنك لا تصلح لتكون في السرايا الحكومي، رغم أنك تتقن وتمتهن وتتفنن..

لن أناديك دولة الرئيس، وهو طبعا اللقب الأحب إلى قلبك، هذا المنصب الذي حولك الى مأمور ومحكوم من مرشد الجمهورية اللبنانية..

بروفسور ذياب، دعنا نتكلم بمنتهى الشفافية والصدق، بعيدا عن المواربة والمناورة..

إشرح لنا أنت رئيس ماذا ومن..

وهل نفسك مطمئنة إلى حد التكبر، لتؤكد أن الحريات مصونة..

عن أي ديموقراطية وحريات يكلمنا مجلسك الحكومي المحكوم من الميليشيات ؟؟

نتوجه إليك ليس لأنك المسؤول عن الحريات، لا كلا.. وليس لأننا نجزم بأن الأجهزة الأمنية تأخذ أوامرها منك، بل لأننا بتنا على يقين وثقة بأن لبنان أضحى دويلة ضمن دولة حزب الله، ونعلم تماما الدهاليز التي من خلالها يتم توقيف الثوار الأحرار..

الأمس الفائت، وقبله و.. و.. تم توقيف بعض الثوار بتهمة إطعام الجياع في الساحات.. أوقفوا باعتبار هذا السلوك جرم “أمني”.. في حين ليس في القوانين اللبنانية على الأقل، مثل هذا التعبير، ولا مثل هذا التوصيف أو الوصف أو الجرم.. ما رأيك بهذا الكلام؟ ثم.. ثم..

هل حلت الميليشيات مكان الدولة وأضحت الأجهزة الأمنية تابعة لها، أو، هل أخذت الميليشيات مكان الأجهزة الأمنية ودورها؟

دكتور ذياب، الناس التي تضرب وتقمع من أجل العيش الحلال، يكفيها القمع الاقتصادي والجوع الذي بدأ يضرب.. ألم تسمع الصرخات والصيحات والثوار..

أم أنك تتلذذ بالجلوس على كرسي الذل محاطا بحائط العار، أينك من العدو الاسرائيلي وسوره العظيم… حذار الانزلاق نحو الهوة، لأن الجائع، إذا جاع، (والجوع لم يضرب بعد)، وإذا حرموه الشكوى والصراخ، لا يعود يرحم حتى اباه وأمه.. ويكون غضبه هو الحلال، ولا ينفع وقتها توقيفه في دهاليز المخافر.. فالسجون لا تتسع أرجاءها لكل اللبنانيين..
وبعد..

دكتور ذياب.. بكل احترام وصدق ومحبة، أقول لك: إرحم لبنان وشعبه ، عساك تدخل التاريخ من بابه العريض.. مركزك في الجامعة حيث كنت بين طلابك أشرف من كل المواقع..