الياس الزغبي: سبل إحباط التطبيع مع نظام الأسد

82

سبل إحباط التطبيع مع نظام الأسد
الياس الزغبي/02 شباط/19

بدأ الكباش باكراً حول البيان الوزاري، خصوصاً في مسألة العلاقة اللبنانية السورية.
ففريق “٨ آذار” ووصيفه تكتل الرئاسة يحاولان تمرير بند عن إعادة العلاقات مع النظام السوري.
في المواجهة يقف الثلاثي: تيار المستقبل، القوات اللبنانية، واللقاء الديمقراطي،
ويبرر رئيس الحكومة رفضه بانتظار إعادة دمشق إلى جامعة الدول العربية.
في رأينا أن هذه الذريعة غير كافية، بل ضعيفة.
فهناك موقف أشد منطقاً وصلابة يجب الاستناد إليه،
هو أن لبنان يختلف عن سائر الدولة العربية في علاقته المأزومة مع النظام: ملفات دموية وتاريخ ثقيل من مآسي الوصاية والاحتلال والشهداء والتدمير والفتن والهيمنة والأطماع المزمنة،
ومحاكمات عالقة في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان،
بحيث لا يمكن القفز فوقها كلها بهذه الخفة،
ولا يجوز قياس أزمة لبنان مع النظام على أزمات الدول العربية مع بشار الأسد، فهذه من طبيعة سياسية يمكن علاجها، وتلك من طبيعة كيانية وجودية لا يمكن التساهل فيها وإهمالها وكأنّ شيئاً لم يكن.
وحتّى في حال عودة النظام إلى الحضن العربي، يجب أن يتميز لبنان في موقفه، فيرفض التطبيع قبل أن يستعيد حقوقه السيادية كاملة، وكسر ذهنية التبعية، وإنصاف دماء شهدائه، ومعرفة مصير مفقوديه في الزنازين.
وهذا أمر يتفهمه العالمان العربي والغربي فلا يضغطان على بيروت للتطبيع معه،
ولذلك، تصبح مواجهة ضغط فريق النظام في لبنان ووراءه ضغط “محور الممانعة” أكثر قوة وتماسكاً، سواء في نص البيان الوزاري أو في الممارسة والتطبيق.
فلتتسلّح القوى السيادية الثلاث بهذه الحقوق والملفات وأوراق القوة،
كي تُسقط كل محاولات إعادة ربط لبنان، مجاناّ، بجلّاديه.