محمد عبد الحميد بيضون: داعش: ابنة من؟

175

داعش: ابنة من؟
محمد عبد الحميد بيضون/29 آب/17

من يراقب قيادات داعش في العراق وسوريا يرى بوضوح انها ابنة المخابرات والاجهزة الأمنية ومن لم يعمل كضابط أو عنصر مخابرات تم تجنيده في السجون، اي يدخل متأسلم الى السجن ثم يخرج مجنداً في خدمة المخابرات ومن هؤلاء ابو بكر البغدادي نفسه٠

نظام صدّام حسين ونظام الأسد تقاتلا على مدى عقود ٠ارسلوا السيارات المفخخة الى دمشق والى بغداد وهم عملياً من بدأ باستعمال الاٍرهاب بكل تقنياته ٠ابتكارات النظامين في هذا المجال مشهود لها دولياً بدءاً من الاغتيالات وصولاً الى نسف الطائرات٠

فقط بعد الغزو الأميركي للعراق اتفق البعثيون الأعداء على التعاون٠حضن الأسد البعثيين من ضباط صدّام وبدأ يزودهم بما يحتاجونه من سيارات مفخخة ومتفجرات وأسلحة تحت عنوان المقاومة ضد الاحتلال ولكن بدون ايديولوجيا البعث بل استعملوا “الجهادية” لأن لها جاذبية خاصة في صفوف الشباب٠

من هذا التلاقح الشيطاني بين البعث بفرعيه واجهزة مخابراته وخريجي سجونه بدأت مسيرة داعش وطبعاً لم تكن ايران لتترك فرصة ذهبية كهذه دون ان يكون لها حضور قوي ومتقدم حيث انها وبذريعة المقاومة غذت هؤلاء بالاسلحة والحازمة الناسفة والمتفجرات وبنفس الوقت تركت نوري المالكي وميليشياته ينكّل بسُنّة العراق ويفتك بهم بذريعة الانتقام من عهد صدّام وكانت ممارسات المالكي وفساد عهده. هي التي حضّرت البيئة الحاضنة كما ان المالكي بتواطؤ واضح هو من ترك لعدد بسيط من مقاتلي داعش اهم المدن والمناطق في العراق وكذلك فعل الأسد وأعطوا للبغدادي ومجرميه كل المقومات لكي يكونوا عنوان معركة تدمير السنّة في الدولتين وهذا هو بيت القصيد الإيراني ٠

يعلنون زوراً المقاومة ضد الأميركيين ولكنهم في الواقع يدمرون الدولة في سوريا والدولة في العراق والدولة في اليمن ومعها يدمرون النسيج الاجتماعي من خلال اشهار المذهبية كسلاح أساسي ومن خلال تدمير المدن والمناطق التي ترمز الى القوة السياسية والاقتصادية للفئات التي تواجه ايران٠
داعش منظمة اجرامية رهيبة ولكنها الابنة الشرعية لهذا التلاقح والتعاون بين ايديولوجيا البعثين والأيديولوجيا المذهبية اي التعاون الشيطاني بين اجهزة المخابرات القديمة والجديدة بدءاً من ايران وصولاً الى اجهزة الأسد ٠

داعش جريمة جماعية البرئ الوحيد منها هو شعوبنا أم الأنظمة وميليشياتها فهي اكثر الضالعين في دماء الشعوب٠