تعليق الحوار بعد اعلان الوطني الحر تعليق مشاركته/باسيل: لا جدوى منه/العريضي: الجميع متحسس حجم المشكلة/فرنجيه: ضد التعطيل

178

 تعليق الحوار بعد اعلان الوطني الحر تعليق مشاركته باسيل: لا جدوى منه العريضي:الجميع متحسس حجم المشكلة فرنجيه: ضد التعطيل
الإثنين 05 أيلول 2016

وطنية – انتهت الجلسة ال 23 لاجتماعات هيئة الحوار الوطني، عند الثالثة والربع بعد ظهر اليوم، بقرار تعليق الحوار.

وكشف النائب علي فياض بعد الاجتماع، في دردشة مع الصحافيين “ان رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل طرح اسئلة كبرى حول الميثاقية ولم يحصل على اجوبة، وتوجه الى رئيس “تيار المرده” النائب سليمان فرنجيه، قائلا: “أنتم تمثلون 6 في المئة من المسيحيين”، فرد النائب فرنجيه: “من أنت، ومن تمثل، وانت الراسب في الانتخابات؟”. وبعد اخذ ورد اعلن الوزير باسيل امام طاولة الحوار تعليق مشاركة “التيار الوطني الحر” في الحوار، فرد الرئيس (نبيه) بري: “أنا قلت، منذ البداية، أي مكون يخرج من طاولة الحوار الوطني، فأنا سأعلق الجلسات”.

باسيل
وقال الوزير باسيل: “طرحنا اليوم موضوع الميثاقية في جلسة الحوار لأننا نعتبر الميثاق اسمى ما في بلدنا وفي تكوينه. وعندما نفقد الميثاق وتطبيقه نخسر البلد. ونحن نعتبر ان ما يحصل معنا سواء في موضوع رئاسة الجمهورية وبعدم الاقرار بأننا في حاجة الى رئيس ميثاقي، وكذلك بالنسبة الى قانون الانتخابات وبعدم الموافقة على طلب اقرار قانون انتخاب عادل يضمن التمثيل الصحيح للبنانيين، وبالتالي يساهم في الممارسة اليومية للسلطة سواء في التعيينات وفي الانماء والادارة لأن كل الممارسات التي تحصل غير ميثاقية وتفتقد العدالة الوطنية والمساواة بين اللبنانيين وآخرها في الحكومة. وعندما نرجع الى ممارسة فترة 1990 – 2005 في عمل الحكومة وكأن الحاضرين الممثلين لناسهم وجمهورهم ما زالوا غائبين سواء في المنفى او في السجن او في الإبعاد. وعندما تقبل بأن يستمر البلد في هذا الشكل تعتبر ان الحكومة لا تفقد ميثاقيتها وعندما يمثل الباقون فيها بالكاد فقط 6 في المئة من المسيحيين، بحسب انتخابات عام 2009 والتي كنا فيها في أدنى ما كنا فيه، وعندما نعتبر ان هذه الحكومة تستطيع الاستمرار ويتم التعامل بمنطقين ومعيارين، طرحنا اسئلة واضحة يجب ان يعرفها اللبنانيون، وجاء الوقت الذي يفترض ان يعرفوها: هل اذا قرر الحزب التقدمي الاشتراكي ان ينسحب من الحكومة تستمر الحكومة؟ وفي المقابل اذا انسحب الطاشناق من الحكومة هل تستمر الحكومة؟ واذا الميثاقية تطبق فكيف تطبق على المسحيين الميثاقية بالحكومة؟ وعندما ينسحب مذهب آخر، قد لا يشكل العشرين في المئة، لكن عند المسيحيين عندما نصل الى هذه النسبة المتدنية فما هو مفهوم الشراكة الوطنية، وما هو مفهوم الميثاق الذي ارتضيناه بعقد بين بعضنا كلبنانيين اننا نعيش مع بعضنا وعندما نفقد الميثاق يهتز الاقتناع بالعيش مع بعضنا البعض. ونحن مسؤولون ان نقول امام جميع الناس سواء على طاولة الحوار او امام الرأي العام وفي الاعلام: الاقتناع الوطني للعيش مع بعضنا يمكن ان يكون أغلى ما لدينا وعندما يفقده الناس نكون قد خسرنا كل شيء”.

اضاف: “كفى ظلما، منذ العام 1990 وحتى 2005، وحتى نعيش الظلم نفسه. منذ العام 2005 وحتى اليوم ونعرف ان هذا الظلم سيستمر لان لا ارادة وطنية بان نكمل بناء هذا الوطن سوية بعدالة ومساواة ايضا يعني ان وجودنا في الحوار ليس له فائدة”.

وتابع: “ان قاعدة الحوار الاعتراف بالآخر شأنها شأن قاعدة الميثاق التي كانت ايضا الاعتراف بالآخر، ومع فروقات ان قاعدة الحوار عندما يكون الاعتراف بالآخر فقط بالكلام وتبقى الممارسة كما هي، فمعنى ذلك ان لا جدوى من الحوار ومن استمرارنا فيه. ولذلك اعلنا هذا الموقف داخل مجلس الوزراء، واعلناه الان امام طاولة الحوار، واعتقد ان القضية تحتاج الى تفكير اكثر بكثير لأننا مع هذه الممارسة في البلد ذاهبون الى خسارة كل مناعتنا الوطنية. ونحن ناس لم نعد نستطيع التحمل، وكرامتنا الوطنية لا تستطيع تحمل هذا الواقع وبسمعتنا وبكل شيء حاربنا من اجله في هذا البلد لكي يستقيم ويكون هناك اصلاح، لاننا اصبحنا ملوثين بالفساد وكرامتنا وسمعتنا لم تعد تستطيع التحمل، وبالطبع ايضا جمهورنا يلومنا لانه لم يعد يتحمل هذا الواقع”.

ورفض بعد ذلك الرد على اسئلة الصحافيين.

العريضي
من جهته، قال النائب غازي العريضي: “كنا نتمنى ان يستمر النقاش على قاعدة ما تم التوصل اليه في الثلاثية الاخيرة للحوار الوطني، بحيث كان من المتوقع ومن المتفق عليه ان نذهب الى تشكيل فريق ورشة العمل للبحث في ما اتفق عليه لناحية مجلس الشيوخ وقانون المجلس ومجلس النواب، وبالتالي قانون الانتخاب، في محاولة للبحث عن مخرج من المأزق الذي نواجهه”.

وأضاف: “حصلت خطوات سياسية كانت اليوم موضع نقاش على طاولة الحوار، وانتهت الى غير ما نريد، وغير ما نقبل به ان يستمر، وهو تعليق جلسة الحوار لفترة زمنية معينة، وأركز على كلمة تعليق، كي لا يرسخ في أذهان الناس أن ثمة نعيا للحوار الوطني لا سمح الله في لبنان، وأريد أن أذكر بما قلته في آخر لقاء معكم بعد الثلاثية، أن الحوار ليس منة من أحد، من أي أحد في لبنان، بل هو الحالة الطبيعية اليومية التي يعيشها اللبنانيون وغير اللبنانيين، ومن الحوار نستنتج الافكار والبرامج ونختلف ونتفق، فهذا أمر طبيعي. والاستثناء هو ألا يكون هناك حوار بين الناس، واذا لم يكن هناك حوار فهذا يعني القطيعة، والفراغ. ونحن نتحاور نسمع الشتائم والاتهامات ونسمع والتشكيك والتخوين والتهديدات والتحديات، فكيف اذا لم يكن ثمة حوار؟ الى أين سنذهب؟”

وتابع: “سبق أن قيل على طاولة الحوار أكثر من مرة إننا في النهاية سوف نذهب الى طاولة أخرى لنتفق، وهذه هي التجربة اللبنانية، وقد عشناها في اصعب ظروف الحرب الاهلية التي “تنذكر ولا تنعاد” منذ عام 1975 الى 1989، فكل المحاولات الداخلية باءت بالفشل. لذلك، ورغم كل ما جرى اليوم، كانت لنا مواقف داخل الجلسة نكررها الآن معكم ومع اخوة من الزملاء على طاولة الحوار، انه يجب ان تنصب كل المساعي والاتصالات على معالجة ما حصل، وما يجب أن نسعى اليه جميعا هو ان نذهب الى تفعيل عمل الحكومة والمجلس النيابي الى ان يقضي الله امرا كان منتظرا، ونذهب الى انتخاب رئيس للجمهورية”.

سئل: هل تتوقع تعليق جلسات الحكومة أسوة بجلسات الحوار؟

اجاب: “هذا الامر بيد دولة الرئيس تمام سلام، وسيكون هناك تشاور بينه وبين دولة الرئيس نبيه بري وبين القوى السياسية المختلفة، وأعتقد أن الجميع متحسس حجم المشكلة، ونحن كنا ولا نزال وسنبقى لا نهمل موقف اي طرف او اي مكون من المكونات الاساسية، والخط الاحمر هو موضوع العيش المشترك. هذا ليس خيارا بين اللبنانيين، هذا لبنان وهذا تكوينه، وهذا أساس لبنان، وإذا مس هذا الاساس نكون خسرنا هذه الميزة”.

فرنجيه
بدوره، قال النائب فرنجيه: “نحن عندما يكون عندنا موقف ما من شخص ما، نقوله مباشرة، ولا نسكت أمامه ونخفض اعيننا ثم نتحدث الى الاعلام. لدينا الجرأة ان نقول لأي شخص رأينا، وقد يكون لديه اشياء محقة. جبران باسيل ونحن اعترضنا على الاسلوب، والى اين اوصلنا تاريخيا، فالمطالب المحقة يمكن الوصول اليها، لكن بهذا الاسلوب لا يمكن الوصول الى المطالب المحقة، ونحن ضد اي غبن يلحق بالمسيحيين في لبنان او أي مكون، سواء اكان طائفيا ام سياسيا. نحن دائما مع المطالب المحقة، وكل العالم يشهد على تمسكنا بمسيحيتنا ووطنيتنا وعروبتنا. نحن نختلف في بعض المراحل على الاسلوب، وهناك اكثر من اسلوب يمكن ان يوصلنا الى الحقوق، وحتى الامور التي نسميها ميثاقية او غير ميثاقية ايضا نختلف على هذه التسمية. فإذا لم يستطع سليمان فرنجيه مثلا أن يصبح رئيس جمهورية لا يعني ذلك ان المسيحيين ليسوا بخير، والعكس صحيح. انا اتصور ان طائفتنا غنية كثيرا بالشخصيات الكفية، واي ماروني لديه الكفاية يمكن ان يكون في موقع رئاسة الجمهورية يوما ما، وان شاء الله يكون لبنانيا وليس فقط مسيحيا مارونيا”.

سئل: ألا تزال متمسكا بترشحك لرئاسة الجمهورية؟

أجاب: “الموضوع ليس التمسك بالترشح أو عدمه، بل المطلوب مني أن ألغي نفسي، فأنا لن ألغي نفسي، أنا موجود، ولكن عندما يحصل تفاهم على أي شخصية وطنية أؤيدها، واعتبر أن هذه هي الميثاقية الوجود، واستمرار المسيحيين في لبنان اما ان نأتي اليوم ونربطها بشخص ويصبح جميع اللبنانيين ومصيرهم معلقا بشخص ما او بمدير عام ما او ان يكون مصير كل المسيحيين معلقا بشخص واحد، فأنا ارى العكس فالمسألة الوجودية هي اعمق من ذلك بكثير، ولا اقول ذلك اذا كان عندنا انتخابات نقول ذلك ونعمل ذلك، واذا لم يكن عندنا انتخابات نعمل غير ذلك.

وسئل: هل هذا الخلاف هو الذي ادى الى تعليق جلسات الحوار؟
اجاب فرنجية:”اتصور ان القرار كان متخذا قبل الحوار، يعني الساعات الثلاثة التي امضيناها انتهت بأعلان الوزير جبران باسيل لطاولة الحوار انه لن يحضر، وانا كما هو شعوري هذا القرار كان متخذا من قبل وجاؤوا لحضور هذه الجولة ليخبرونا موقفهم هذا، ولكن اتصور ان المرحلة المقبلة سيكون فيها جدل كبير واتصور اننا دائما نضرب يمينا وشمالا حينا بالستة في المئة، وحينا لا تمثيل ولا ميثاقية، علما اننا نعترف بتمثيل “التيار الوطني الحر”، كما نعترف بتمثيل كل المكونات السياسية والاحزاب السياسية في لبنان، ولكن على الاخرين ان يعترفوا بأننا موجودون ولسنا مقطوعين من شجرة، واننا نمثل اكثر بكثير من الستة في المئة كما يقولون، مع احترامي لجميع الناس، لكن الالة الحاسبة التابعة ل”التيار الوطني الحر” لا اعرف كيف تعمل وهم يعملون على كيفهم عليها”.

سئل: يقال انك التقيت في سفرك الاخير الرئيس سعد الحريري، وأن الاجواء كانت ايجابية؟
أجاب: “انا ذهبت الى كندا برحلة صيد ومكثت في خيمة في الطبيعة 15 يوما وعدت واخذت هذه السفرة كل هذا الجدل، فأنا لا التقيت الرئيس سعد الحريري ولا غيره”.

سئل: الا تخشى على استمرار الحكومة في غياب “التيار الوطني الحر”؟
اجاب: “انا اعتبر ان المؤسسات يجب ان تستمر ولا ينقص البلد تعطيل واذا كان هذا التعطيل لحقوق المسيحيين وكيانهم، فنحن مع نسف هذه الدولة اذا كان المسيحيون بالدق وفي خطر، ولكن اذا كان لدي خياران لا ثالث لهما: إما ان نمدد لقائد الجيش واما الفراغ، لا انا مع التمديد او اذا كان الخيار بين التمديد او التعيين فأنا مع التعيين، واذا الخيار ان ننتخب رئيسا او نبقى كما نحن، فأنا مع انتخاب الرئيس واذا كان الخيار ان نبقى كما نحن او تذهب الى الاسوأ، اقول لا، نبقى كما نحن افضل، هذه هي المشكلة، ونحن عندنا مسؤولية وطنية والمسؤول السياسي اليوم عنده مسؤولية وطنية وعندما تصبح المسألة تمس بالكيان الاساسي نأتي لنرى ماذا نعمل لننقذ الكيان، ولكن عندما تكون الامور كما ترى وكلنا يعرف اننا في حاجة الى قانون انتخاب عادل يمثل المسيحيين، يا خيي اتفقوا انتم و”القوات اللبنانية” على قانون انتخابات اولا ثم لوموا الاخرين، فنحن كمسيحيين جميعنا يريد قانون انتخابات يؤمن الخمسين، ولكن ما هو هذا القانون لا نتفق عليه، فنحن جميعا في المشكلة سواء أكانوا المسيحيين او المسلمين وكل المكونات السياسية في البلد، فلماذا لا نجلس ونعالج هذه المسألة. فاذا لم نكن جميعنا يريد الاتفاق على قانون فليجلس كل فريقين للاتفاق على قانون وان يقدم كل مكون سياسي صيغة قانون ونقترح الأنسب للجميع لا أن نتشبث برأينا
إما القانون الذي يعجبني ويريحني او تكون انت ضد المسيحيين، فالمسألة ليست هكذا”.

سئل: هل توقعون انتم كمرده المراسيم الحكومية واذا قاطع “حزب الله” الحكومة، هل سحضرون؟
اجاب: “سنناقش هذا الموضوع مع حلفائنا وخصوصا “حزب الله” وسنرى ما هي الخطوة التالية، ولكن نحن في المبدأ ضد تعطيل الحكومة”.

سئل: ما هو الذي استفزك في موضوع الميثاقية؟
اجاب: “انا اقول الميثاقية ليست اذا لم اكن موجودا، معناه ليس هناك ميثاقية واذا انا موجود ستكون الميثاقية متوافرة، هذا ما نقوله واتمنى ان نضع معايير للميثاقية اذا كان هناك من اجتماع جديد سيحدد لطاولة الحوار”.

الجولة ال23
وكانت الجولة ال 23 من اجتماعات هيئة الحوار الوطني عقدت، ظهر اليوم في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري وحضوره ومعه المعاون السياسي وزير المال علي حسن خليل، رئيس الحكومة تمام سلام ومعه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، رئيس كتلة “المستقبل” فؤاد السنيورة ومعه النائب عاطف مجدلاني، الرئيس نجيب ميقاتي ومعه النائب احمد كرامي، وتمثل رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون بالوزير باسيل ومعه النائب حكمت ديب، رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد ومعه النائب فياض، النائب العريضي ممثلا رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، النائب فرنجيه ومعه الوزير السابق يوسف سعادة، الامين العام لحزب الطاشناق النائب اغوب بقرادونيان ومعه وزير الطاقة والمياه ارتيور نظريان، رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان ومعه الصحافي حسن حماده، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وزير الاتصالات بطرس حرب ومعه النائب السابق جواد بولس، وزير السياحة ميشال فرعون ومعه الياس بو حلى، النائب السابق لرئيس الحكومة النائب ميشال المر، رئيس كتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اسعد حردان.

وسجل غياب الوزير السابق علي قانصو للمرة الأولى بعد انتخابه رئيسا للحزب القومي.

وكشف النائب فياض لدى دخوله الاجتماع ان “الامور تتجه الى قانون الانتخاب والازمة الحكومية وسيتم تشكيل لجنة آلية تأليف مجلس الشيوخ وسيسمي كل فريق ممثله فيها”.