منع رجل الاعمال اللبناني جيلبير الشاغوري من دخول الولايات المتحدة

485

 منع رجل الاعمال اللبناني جيلبير الشاغوري من دخول الولايات المتحدة
الديار/01 آب/16

جيلبير الشاغوري البليونير النيجيري من أصل لبناني أحد أغنى رجال أفريقيا والعملاق في الأعمال الخيرية العالمية.

إسمه معلق في صالات متحف اللوفر الفرنسي وعلى جدار كلية طب في لبنان. تلقى عددا من الجوائز لشدة كرمه تجاه الكنيسة الكاثوليكية ومركز السانت جود لأطفال السرطان.

يملك الشاغوري قصرا في «بيفرلي هيلز» إضافة إلى شبكة علاقات ممتدة من واشنطن إلى لبنان وصولا إلى الفاتيكان.

منذ العام 1990 بنى الشاغوري علاقات صداقة مع عائلة كلينتون اضافة الى تقديمه شيكات بمبالغ طائلة، ومليون دولار للمؤسسة الخاصة بالعائلة. خلال ولاية هيلاري كلينتون في وزارة الخارجية سنحت الفرصة للشاغوري ليكون من أكبر الديبلوماسيين، وبدأ الحديث عن إتفاق لبناء قنصلية على الارض الخاصة بعائلة الشاغوري في لاغوس، نيجيريا. رغم أن هذا المشروع كان لا زال قيد التنفيذ ومجرد كلام إلا أن البيروقراطيين في الجهة الاخرى من وزارة الخارجية كانوا يعاينون ويعتبرون الإتهامات الموجهة ضد الشاغوري بالإنتماءات « التافهة» النابعة من أنشطته وصداقاته في لبنان. بعد المراجعة مُنع الشاغوري من الحصول على تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

جيلبير الشاغوري هو المثال الأبرز عن شكل العلاقة بين وزارة الخارجية برئاسة كلينتون ومؤسسة كلينتون الخيرية التي عادت وبرزت تحت المجهر من جديد خلال خوض كلينتون السباق الرئاسي.

هدف هذه الجمعية الأعمال الخيرية كما خاضت تحديات كبيرة كإعادة بناء هاييتي ومحاربة السيدا في أفريقيا. بالمقابل واجهت الجمعية إنتقادات واسعة بسبب قبولها للتبرعات من حكومات أجنبية وعلاقات كلينتون المشبوهة والمثيرة للجدل مع بعض الجهات المانحة.

مقرّب من الديكتاتور

ولد جيلبير الشاغوري في لاغوس عام 1946 من أبوين لبنانيين، إعتاد على بيع الأحذية والسيارات في نيجيريا إلى أن تزوج إبنة رجل أعمال نيجيري شهير.

خلال فترة حكم الجنرال ساني أباشا، الذي استولى على السلطة في نيجيريا عام 1993، ازدهرت أعمال الشاغوري، فقد تلقى اتفاقات تطوير والامتيازات النفطية.

ـإنتخابات 2016، تغطية حية على Trail Guide وبث في نشرة الأخبار ـ

عام 1990، أوكل الشاغوري لنفسه مهام الـ«أباشا»، محاولاً التأثير على السياسة الأميركية كي تتساهل الأخيرة مع النظام النيجيري.

عين الرئيس كلينتون، دونالد إي ماكهنري مبعوثا خاصا إلى نيجيريا في عام 1995، عندها زار جيلبير وشقيقه رونالد مكتب ماكهنري في جامعة جورج تاون/ واشنطن. وقال مكهنري إن الولايات المتحدة كانت مصرة على عودة الحكم الديمقراطي في نيجيريا في الوقت الذي سعى الجنرال ساني أباشا إلى شطب نيجيريا عن القائمة الأميركية التي تضمنت أسماء البلدان التي تسهّل تجارة المخدرات.

وزاد مكهنري قائلاً إن جهودهم كانت لمحاولة التأثير على أي شخص قد ظنوا أن بإستطاعته التأثير على الحكومة الأميركية، وزاد أنهم حاولوا تجربة جميع مفاتيح الـ«بيانو».

وصرحت القائم بأعمال مساعد المدعي العام لوزارة العدل في الولايات المتحدة Mythili Raman أنه تبين لاحقاً أن أباشا هو من أكثر الفاسدين وسيئي السمعة في التاريخ، فقد كان يسرق الميليارات من الأموال العامة!

وبعد وفاة أباشا عم 1989، عينت الحكومة النيجيرية محامين لتعقب الأموال، فأوصلتهم التحقيقات إلى حسابات مصرفية خارجية في جميع أنحاء العالم والبعض منها كانت تحت إسم جيلبير الشاغوري.

وأفاد المتحدث باسم الشاغوري أن الأخير لم يكن على علم بأن الأموال مسروقة، ودفع غرامة مالية قدرها 1 مليون فرانك سويسري، ثم 600.000$ وأعاد 65 مليون دولار لنيجيريا.

العلاقات مع كلينتون

بعد سنوات نمت ثروة الشاغوري وأضحى يسيطر على شركات كبرى منها شركات بناء، ومطاحن ومصانع وعقارات… فإستعمل أمواله لبناء علاقات سياسية وزيادة نفوذه على الصعيد العالمي.

كونه غير مواطن أميركي، هو ممنوع من تمويل الحملات الإنتخابية الأميركية، ولكن عام 1996 تبرّع الشاغوري ب 460.000$ إلى مجموعة تسجيل الناخبين بقيادة بيل كلينتون، وكوفئ لاحقاً بدعوته إلى عشاء فخم في البيت الأبيض.

على مر السنين شارك الشاغوري بعيد ميلاد كلينتون ال60 الخيري، وساعد في ترتيب زيارة إلى «سانت لوسيا» حيث ألقى الرئيس كلمة مقابل 100.000 $، حتى أن مساعد كلينتون دوغ باند دعا الشاغوري إلى عرسه.

ووفقاً لقائمة كلينتون للمانحين، فقد منح الشاغوري بين المليون إلى خمسة ملايين لمؤسسة كلينتون.

في مؤتمر مبادرة كلينتون العالمية عام 2009، حيث يتعهد قادة الأعمال والإحسان بإكمال مشاريع، تعهدت شركة الشاغوري بإكمال مشروع Eko Atlantic development -التسعة كيلو متر مربع من الأراضي الساحلية في لاغوس المستصلحة من قبل السور البحري.

عام 2013، بعد إستقالة هيلاري كلينتون من منصبها كوزيرة للخارجية الأميركية، أشاد بيل كلينتون في حفل التكريس في لاغوس بالمليار دولار التي قدمتها شركة الشاغوري لإيكو أتلانتك كمثال للعالم عن كيفية مكافحة تغيير المناخ قائلاً: وأخص بالشكر أصدقائي جيلبير ورون الشاغوري لتحقيق ذلك».

إختار الصيف الماضي دبلوماسييون أميركيون عقاراً بمساحة 9.9 فدان في إيكو أتلانتك ليكون مركز قنصلية لاغوس. ومنذ شهرين إتصل كل من جايمس إنتوايستل والسفير الأميركي في نيجيريا بواشنطن طالبين منهم الموافقة على عقد أيجار لمدة 99 سنة.

وقالت الناطقة بإسم وزارة الخارجية إليزابيث ترودو أنه حتى يومنا لم يتم التوقيع على أي عقد، ولم تجاوب على أي من أسئلة الصحافيين حول إن كانت عائلة كلينتون هي من إختارت هذا الموقع. ونفت علمها إن كانت هيلاري كلينتون على علم حتى بهذا الموقع. وكل ما تعرفه هو أن هذا الموقع تقدمت به شركة عقارات عام 2012.

الشاغوري رفض إجراء أي مقابلة، ولكن صديقه والمتحدث بإسمه مارك كورالو أفاد أن الشاغوري هو إنسان محب للسلام وكريم جداً وأن التحقيقات التي أجريت معه عندما أراد الدخول إلى الولايات المتحدة بسبب إرتباطه بعائلة كلينتون ليست بعادلة. خاصةً أن الشاغوري كان قد إلتقى آخر مرة هيلاري كلينتون عام 2006. الناطق بإسم كلينتون لم يعلق على الموضوع، كذلك مؤسسة كلينتون.

وكان الأخوان الشاغوري قد تبرعا بمبالغ طائلة للحزب الجمهوري، وتم إدراجهما مع إيكو أتلانتك كراعيين لمعرض فن عام 2014 في مركز جورج دبليو بوش الرئاسي.

بروز الشكوك في اميركا

بالرغم من إحاطته بعدد من الأصدقاء ذوي القوة والنفوذ إلا أن الشاغوري أثار شكوك مسؤولين أمنيين. ففي عام 2010 سُحب الأخير في طائرة خاصة إلى تتربورو/نيوجرسي واستجوب لمدة أربع ساعات بسبب وجوده داخل غرفة خاصة بالأمن الداخلي، قسم قوائم «حظر الطيران».

كان إسم الشاغوري غير مدرج على القائمة بل مصنفا على الشكل التالي:

«يمكنه السفر بعد فحص دقيق وتبيان وثائق معينة للأمن الداخلي». بعد هذه الحادثة طلبت «مؤسسة كلينتون» من الشاغوري الإعتذار عن أي إزعاج قام به.

لم يفسَر لماذا كان إسم الشاغوري مدرجاً على لائحة الممنوعين من السفر، لكن مستنداً من قوى الأمن الداخلي أظهر شكوكاً غير محددة عن وكلاء على صلة بالإرهاب كما تشمل منظمات تمويل متطرفة… أبلغ الشاغوري بعدها الصحافيين أن هؤلاء الوكلاء سألوه عن البنك الذي يتعامل معه في نيجيريا.

إعتبر الشاغوري أن قرار إعتباره «خطرا محتملاً» من قبل المسؤولين الحكوميين هو قرار ظالم وغير عادل، حسب ما أفاد المتحدث بإسم الشاغوري مارك كورالو.

 رفض منح تأشيرة الدخول ـ

بعد رحيل كلينتون عن وزارة الخارجية أحس الشاغوري أن الشبهات عادت حوله من قبل المسؤولين الأمنيين.

في العام 2013 صدر تقرير عن الـمخابرات الأميركية نقلا عن معلومات أولية لم يتم التحقق منها من المصدر أن الشاغوري حول اموالا إلى ميشال عون الذي بدوره حولها إلى حليفه حزب الله. من هنا أضافت الولايات المتحدة إسم الشاغوري على البيانات المستخدمة للمسافرين في احتمال صلته بالـ«إرهاب».

إنتهت العلاقات بين الشاغوري وميشال عون منذ سنوات بعد تحالفات في الماضي، إنتهت بعد الخلافات حول ملف النفط، حسب ما قال ميشال دو شادارفيان. والآن الشاغوري يدعم المرشح المنافس لعون لرئاسة الجمهورية.

الصيف الماضي طلب الشاغوري الحصول على تأشيرة من السفارة الأميركية في باريس إلا أن طلبه رفض استنادا إلى تقرير مكتب التحقيقات الفدرالي بالتالي ممنوع إعطاء تأشيرة لكل من له صلة بمنظمات إرهابية بأي شكل من الأشكال بما فيها التمويل.

نكر الشاغوري أن تكون له علاقة بحزب الله، قائلا انه منذ عامين ساعد في تمويل مؤتمر عن أضطهاد المسيححيين في الشرق الأوسط حيث حضر بعض الأشخاص الداعمين للحزب.

وأوضح رئيس المؤتمر ان حضور حزب الله ضروري فهو جزء من الواقع السياسي للبلاد لكن هذا لا يعني ان الشاغوري أو غيره على علاقة به.

كوراللو لم يجب عن رفض إعطاء الشاغوري التأشيرة، مؤكداً أن الأخير كان طوال حياته داعما وصديقا لأميركا وأن اي إدعاء عن تورطه بأعمال إرهابية هو عار عن الصحة. وأضاف أن ليس له أي مصالح تجارية في لبنان.

في الأخير، عرض الشاغوري قصره في «بيفيرلي هيلز» للبيع بمبلغ 135 مليون دولار أميركي.

(المصدر: Los Angeles times لوس انجلوس تايمز)

http://www.latimes.com/politics/la-na-pol-clinton-donor-chagoury-20160828-snap-story.html