بتول خليل: هشام حداد لجبران باسيل: يا أخي لا أحد يطيقك

199

 هشام حداد لجبران باسيل: يا أخي لا أحد يطيقك!
بتول خليل/المدن/الخميس 04/08/2016

هشام حداد لجبران باسيل: يا أخي لا أحد يطيقك! حداد: “تمّ فصلي من التيار لأحرز شرف الانضمام إلى قافلة الذين رفضوا الظلم و مصادرة الإرادة”
عدم تقبّل الآراء الإعلامية المنتقدة أو المعارضة ومحاولة تهميشها وإسكاتها، تحوّل مع الوقت إلى قاعدة ثابتة تنتهجها سياسة العم والصهر البرتقاليين، ضمن مسار عملهما السياسي والحزبي، الزاخر بأحداث طرد صحافيين وإسكات مراسلين والتعرّض لآخرين بالصراخ والشتائم، من منطلق “النزق السياسي” مع كل من يخالفهم الرأي. ويبدو أنه يتم تكريس مفهوم عوني بأن الخلاف في الرأي يُفسد للود كل القضايا التي يُفترض اندراجها ضمن أخلاقيات التعاطي والتواصل.

وفي حين جرت العادة أن يكون الرد على المختلف في الرأي من الصحافيين بالإسكات والطرد، تطوّرت الذهنية القمعية لابتكار أسلوبٍ أكثر عدوانية وشراسة، فوصلت إلى حدّ الفصل والتنحية بعدما ضاق صدر الرئيس المستجد للتيار بالأصوات المعترضة عليه من داخل العائلة الحزبية نفسها، كان آخرها إقصاء الإعلامي هشام حداد عن عضويته الحزبية، بعدما جرى استدعاؤه من قبل المحكمة الحزبية تمهيداً لفصله من التيار، ضمن موجة الفصل الأخيرة التي طاولت العديد من القياديين والناشطين بتهمة اعتراضهم على جبران باسيل، والتي جرى إلحاقها بمندرجات “مخالفة النظام الداخلي”.

ولمّا كانت تصفية الحسابات الشخصية أكثر ما يعبّر عن خلفية القرار المتخذ في حق المعترضين على “الأسلوب السافر” للسياسة الباسيلية في التعاطي “مع مناضلي التيار وقيادييه وكوادره”، حسبما كرر هؤلاء في أكثر من تصريح صحافي، فإنّ عزل الصوت الإعلامي، المتمثل في هشام حداد، قد يحمل إلى جانب الخلاف الممتد معه منذ لحظة اعتراضه على توّلي جبران باسيل رئاسة التيار الوطني الحر قبل عام، رسالة تصوّب أسهمها في أكثر من اتجاه، مترافقاً مع ما تشهده قناة “أو تي في”، حالياً، من تمرّد لمراسلي المناطق اعتراضاً على عدم دفع مستحقاتهم منذ أكثر من عام، بعدما توجّهوا بالطلب للعماد ميشال عون للنظر في قضيتهم، وغمزهم من قناة أن صبرهم يعود لإخلاصهم للمحطة والتزامهم بالنهج الذي تسير عليه.

على أنّ أزمة المراسلين، مضافة إلى تصاعد الاعتراضات على رئاسة جبران باسيل للتيار وأداءه وسياسته، قد يجعل من فصل هشام حداد تحذيراً لكل من قد تسوّل له نفسه أن يحيد عن الخط الجديد أو يبدي اعتراضه على أي أمر يمسّ بالتيار ورئيسه وأزلامه المتخبطين في أزمة الفرز العامودي عقب نتائج الانتخابات الداخلية الأخيرة، ما جعل إجراءات الفصل السابقة لا تعدو كونها رداً عقابياً موحّداً على الأصوات المعترضة سواء تمثلت في مطلب حقوقي أو سياسي أو تغييري مرتبط ببنية التيار الحديثة. وتعتبر الأصوات المعارضة أنّ شعار الحرية وممارسة الديموقراطية هو ما افتقده التيار بعدما تحوّل إلى مؤسسة ووُضع له نظام داخلي، في حين أن النزعة الإلغائية التي تحرّك جبران باسيل بعد توليه رئاسة التيار من دون انتخابات، قادته إلى إقصاء عدد من الرموز المؤسسة للحالة الشعبية والسياسية العونية، والذي يعدّ هشام حداد واحداً منهم. فالرجل لطالما فاخر بعونيته عبر أكثر من منبر، خصوصاً في ظهوره التلفزيوني وعروضه المسرحية، حين كانت أغلب إطلالاته بالزي البرتقالي، والتي لم يتوانَ خلالها عن التأكيد على انتمائه السياسي وإن بقالب كوميدي.

وبالرغم من مغادرته العام الماضي قناة “أو تي في” بعد 8 سنوات من العمل فيها، وتوجهه للعمل في برنامجه “لهون وبس” في “إل بي سي”، فإنّ ظهوره عبر واحدة من قنوات الصف الأول، يحمل في أحد وجوهه بُعداً إيجابياً يخدم صورة التيار وجمهوره، ويحمل دلالات القدرة على الاندماج مع محطة تلفزيونية ذات بيئة سياسية مختلفة والانفتاح على شريحة أوسع من المشاهدين الذين تستقطبهم “إل بي سي”. بهذا المعنى كان من المفترض من التيار التمسّك بالنموذج الذي يقدّمه هشام حداد، خصوصاً أن برنامجه استطاع تحقيق نجاح جماهيري ونسبة مشاهدة عالية، تفوّقت على برامجه السابقة في “أو تي في” مثل “لول” و”حرتقجي”.

لكن العلاقة تدهورت، بين حداد والقيادة الجديدة للتيار البرتقالي، وظهرت ملامح التردّي منذ لحظة الغاء الانتخابات في التيار وفرض جبران باسيل لرئاسته، الأمر الذي رفضه حداد وكثيرون معه معتبرين أنه “احتكار لصوتهم” ومعلنين العصيان على القيادة الجديدة فقط دوناً عن قيادة العماد ميشال عون الموجود بالنسبة إليهم “في موقع القداسة”. وفي حين أخذت الأمور لاحقاً طابع الخلاف الشخصي الحاد بين حداد وباسيل، لم يتوان خلالها حداد عن التعبير عن موقفه تجاه باسيل في أكثر من مناسبة وحدث، بدءاً من إعلانه رفض المشاركة في التظاهرة العونية في ساحة الشهداء في أيلول/سبتمبر2015، مروراً بوصفه باسيل بـ”الوزير المهرّج”، ووصولاً لإطلاقه مؤخراً هاشتاغ #يا_خيي_فهام_ما_حدا_بطيقك، في معرض تأكيده خبر فصله من التيار وقوله “تمّ فصلي لأحرز شرف الانضمام إلى قافلة الذين رفضوا الظلم و مصادرة الإرادة”.