البيان الختامي لمؤتر القمة العربية التي عقدت في نواكشــوط – موريتانيا

186

البيان الختامي لمؤتر القمة العربية التي عقدت في نواكشــوط –  موريتانيا
بند “التضامـن مع لبـنان” يسـقط من مقررات قمة نواكشــوط ورفض للتدخلات الايرانية ودعوة الى تطوير آليات مكافحة الارهاب

المركزية/26 تموز/16

المركزية- غاب لبنان عن مقررات القمة العربية التي انعقدت في نواكشوط، وسقط من الاعلان الختامي بند “التضامن” معه الذي كان بندا ثابتا في بيانات الاجتماعات العربية كلّها، بفعل الموقف الخليجي المعترض على نأي لبنان بنفسه عن قرار ادانة الاعتداء على السفارة السعودية في ايران ورفضه تصنيف “حزب الله” واعتباره منظمة ارهابية.

البيان الختامي: وفي ما يلي تنشر “المركزية” اعلان مقررات قمة نواكشوط السابعة والعشرين :

نحن قادة الدول العربية المجتمعين في الدورة السابعة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، في 20 من شوال 1437 هـ الموافق 25 تموز 2016 بنواكشوط عاصمة الجمهورية الاسلامية الموريتانية:

– تأكيدا منا على التمسك بالمبادئ والاهداف والمرامي الواردة في ميثاق جامعتنا العربية والمعاهدات والبروتوكولات اللاحقة عليه. وتصميما منا على تجسيدها واقعا ملموسا بما يخدم العلاقات البينية ويقوي اواصرها على اساس التضامن العربي والمصالح العليا للأمة.

– واستشعاراً لمسؤولياتنا التاريخية تجاه بلداننا العربية، وحرصا منا على مواكبة تطلعات الشعب العربي، وصيانة الحريات الاساسية، وترسيخ قيم الديموقراطية والعدل والمساواة لبناء مجتمعات قادرة على الصمود في وجه التحديات الدولية المعاصرة.

– واستلهاماً للقرارات الصادرة عن القمة العربية المنعقدة في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية يومي 28-29 آذار 2015 التي اكدت على اهمية بحث التحديات التي تواجه الامن القومي العربي وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهتها بما يحفظ وحدة بلداننا العربية وسلامة اراضيها.

– وبعد تشخيص الاوضاع العربية الراهنة، من منظور التحولات العميقة والاحداث التي شهدتها المنطقة العربية خلال السنوات الاخيرة، وما نتج عنها من تحديات بالغة لبنية النظام الاقليمي العربي.

– وبعد استعراض الخيارات المطروحة لتحديد مداخل استراتيجية تؤسس لمسار جديد في العمل العربي المشتركة يعزز العلاقات العربية – العربية، ويفتح آفاقا ارحب للتعاون العربي – الافريقي من خلال الاهتمام بإقامة منطقة جوار عربي تصون الامن القومي العربي وتسهم في التصدي لظاهرة الارهاب.

نعلن:

1- التزامنا بانتهاج انجع السبل العملية من اجل التصدي لكل التهديدات والمخاطر التي تواجه الامن القومي العربي: بتطوير آليات مكافحة الارهاب، وتعزيز الامن والسلم العربيين بنشر قيم السلام والوسطية والحوار، ونبذ ثقافة التطرف والغلو وبث الفتنة واثارة الكراهية، للارتقاء بمجتمعاتنا الى مستوى الدفاع عن نفسها وصيانة تماسكها واستقلالها سبيلا الى ارتياد مستقبل عربي آمن زاهر.

2- تأكيدنا مجددا على مركزية القضية الفلسطينية في عملنا العربي المشترك، وعلى المضي قدماً في دعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الاسرائيلي الممنهج، وعلى تكريس الجهود العربية ومبادئ مدريد وقواعد القانون الدولي والقرارات الاممية ذات الصلة.

وفي هذا السياق نرحب بالجهود المصرية الاخيرة لدفع عملية السلام، كما نرحب بالمبادرة الفرنسية الداعية الى عقد مؤتمر دولي للسلام يمهد له بوقف كل الانشطة الاستيطانية الاسرائيلية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني – وفق اطار زمني محدد- في اقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كاملة السيادة على مجالها الجوي ومياهها الاقليمية وحدودها الدولية، والحل العادل لقضية اللاجئين، وكذلك رفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة واطلاق سراح جميع الاسرى الفلسطينيين ووقف الاعتداءات على المسجد الاقصى والاجراءات الاسرائيلية الهادفة الى تهويد القدس الشرقية، مطالبين المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية القاضية بانهاء الاحتلال الاسرائيلي والانسحاب من كامل الاراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان العربي السوري الى حدود الرابع من حزيران 1967، وكذلك من الاراضي المحتلة في جنوب لبنان، ومطالبة المجتمع المدني الدولي بما في ذلك مجلس الامن بتحمل مسؤولياته في انهاء الاحتلال وتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ونشيد بجهود اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف لاعتبار عام 2017 العام العالمي لانهاء الاحتلال الاسرائيلي لدولة فلسطين بما فيها القدس الشرقية، كما ندعو الدول الاعضاء والامانة العامة الى العمل على تبني الامم المتحدة لهذه المبادرة,.

3- ايماننا الراسخ بضرورة توثيق اواصر الاخوة وتماسك الصف العربي انطلاقا من وحدة الهدف والمصير، وتطوير العلاقات البينية وتجاوز الخلافات القائمة، والتأسيس لعمل عربي بناء يراعي متغيرات المرحلة وتطلعات الشعب العربي، وينطلق من الالتزام بمعالجة الازمات العربية بالطرق الودية، وبتحقيق المصالحة الوطنية وتسوية الاختلافات المرحلية، سدا لذريعة التدخل الاجنبي والمساس بالشؤون الداخلية لبلداننا العربية. واستنادا الى ذلك ندعو الاطراف في ليبيا الى السعي الحثيث لاستكمال بناء الدولة من جديد، والتصدي للجماعات الارهابية، وندعو مجلس النواب الى استكمال استحقاقاته باعتماد حكومة الوفاق الوطني. ونؤكد كذلك على دعم الحكومة الشرعية اليمنية ممثلة بفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي وبمواصلة العمل لخروج مشاورات الكويت بنتائج ايجابية على اساس مرجعيات قرار مجلس الامن 2216 وقراراته الاخرى ذات الصلة،

ومبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني، بما يحفظ وحدة مؤسسات الدولة اليمنية ووحدة وسلامة أراضيها. وفي السياق ذاته، نأمل ان يتوصل الاشقاء في سوريا الى حل سياسي يعتمد على مقومات الحفاظ على وحدة سوريا ويصون استقلالها وكرامة شعبها وفقاً لبيان جنيف في 30/6/2012 وبيانات المجموعة الدولية لدعم سوريا وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وندعم العراق في الحفاظ على وحدته وسلامة اراضيه ونسانده في مواجهته للجماعات الارهابية وتحرير أراضيه من تنظيم “داعش” الارهابي.

ونرحب بالتقدم الحاصل على صعيد المصالحة الوطنية الصومالية واعادة بناء مؤسسات الدولة.

واننا اذ نؤكد تضامننا مع جمهورية السودان في جهودها لتعزيز السلام والتنمية في ربوعها وصون سيادتها الوطنية، وترحيبنا بعملية الحوار الوطني الجارية، نرحب بالجهود المتصلة بتفعيل مبادرة السودان الخاصة بالأمن الغذائي العربي كإحدى ركائز الأمن القومي العربي. والأمل معقود ان يحقق المؤتمر العربي لاعادة الاعمار ودعم التنمية في السودان المزمع عقده في عام 2017 غايته المنشودة.

4- نؤكد على رفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وبصفة خاصة التدخلات الايرانية، والتي من شأنها تهديد الأمن القومي العربي.

5- رغبتنا الأكيدة في خلق بيئة نابذة للغلو والتطرف من خلال العمل على ترسيخ الممارسة الديمقراطية والحكم الرشيد واحترام حقوق الانسان وتوسيع مشاركة المرأة والنهوض بالشباب لتوظيف طاقاته وإمكانياته وحيويته في الرقي بالمجتمعات العربية، وفي تقلّد مواقع اتخاذ القرار لتعزيز انتمائه للمجتمع وفاعليته فيه، وتحصينه بالعلم والوعي من الوقوع فريسة لتنظيمات العنف والهجرة غير الشرعية.

6- حرصنا على ارساء قيم التضامن والتكافل بين الدول العربية، ودعم القدرات البشرية ورعاية العلماء العرب، وايلاء عناية خاصة للعمالة العربية وتمكينها من تبوء الصدارة في فرص التشغيل داخل الفضاء العربي، توطيداً لعرى الاخوة وحفاظا على هويتنا ومقوماتنا الثقافية والحضارية.

7- تصميمنا على صيانة وحدتنا الثقافية وتشبثنا باللغة العربية الفصحى رمز الهوية العربية ووعاء الفكر والثقافة العربية، والعمل على ترقيتها وتطويرها، بسن التشريعات الوطنية الكفيلة بحمايتها وصيانة تراثها، وتمكينها من استيعاب العلم الحديث والتقنية الدقيقة، ومن المساهمة في الثورة العلمية والمجتمع الرقمي، وبنشرها على المستوى الاقليمي كرافد من روافدنا الثقافية والحضارية في المنطقة، والعمل على تعزيز مكانتها دوليا لاثراء الثقافات العالمية والحضارية الانسانية.

8- سعينا في سبيل تطوير منظومة العمل العربي المشتركة وآلياته وتوسيع مضامينه وتكليف المؤسسات العربية المشتركة بالعمل على تطوير انظمة واسالبيب عملها، والاسراع في تنفيذ مشروعات التكامل العربي القائمة، وتوسيع فرص الاستثمارات بين الدول العربية، وايجاد آليات لمساعدة الدول العربية الاقل نمواً وتأهيل اقتصادياتها وتوجيه الاستثمارات العربية في القطاعين العام والخاص نحو تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تستهدف الشباب، وتنشيط الاقتصاد الأخضر لتحقيق التنمية المستدامة، والتقليل من المخاطر

وفقا لمرجعيات قمة باريس الاخيرة حول البيئة. وندعو جميع الدول العربية الى المشاركة الفاعلة في قمة مراكش COP 22 التي ستستضيفها المملكة المغربية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

9- دعمنا لجهود الاغاثة الانسانية العربية والدولية الرامية الى تقديم المساعدات العاجلة للمتضررين من الحروب والنزاعات من لاجئين ومهجرين ونازحين، ولتطوير آليات العمل الانساني والاغاثي العربي واستحداث الاليات اللازمة داخل المنظومة العربية لتلبية الاحتياجات الانسانية الملحة ومساعدة المتضررين والدول المضيفة لهم.

10- تجديدنا الدعوة الى الزام اسرائيل بالانضمام الى معاهدة منع الانتشار النووي واخضاع منشآتها وبرامجها النووية للرقابة الدولية ونظام الضمانات الشاملة وتوجيه وزراء الخارجية العرب لمراجعة مختلف قضايا نزع السلاح النووي واسلحة الدمار الشامل الاخرى ودراسة كل البدائل المتاحة للحفاظ على الامن القومي العربي والامن الاقليمي وتأكيد ضرورة جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل.

11- دعوتنا الى تعزيز سبل التعاون والشراكة مع مختلف الدول الصاعدة ومع التكتلات والمنظمات الاقليمية والدولية في اطار المنتديات والاطر المؤسسية القائمة بين جامعة الدول العربية وهذه الاطراف، والتي يشكل التعاون العربي – الافريقي فيها بعدا استراتيجيا هاما وصولا الى بناء شراكات فاعلة تحقق مصالح جميع الاطراف وتسهم في ازدهار التعاون الدولي. وفي هذا الاطار نرحب بعقد الدورة الرابعة للقمة العربية – الافريقية في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل في اطار المبادئ والضوابط التي تم اقرارها في القمتين السابقتين.

12- ترحيبنا بتعيين معالي السيد احمد ابو الغيط امينا عاما لجامعة الدول العربية متمنين له التوفيق في اداء مهامه ومعربين عن جزيل الشكر والتقدير للدكتور نبيل العربي الامين العام السابق للجامعة على الجهود التي بذلها طوال فترة عمله لتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك في ظل اوضاع عربية استثنائية ورهانات اقليمية ودولية بالغة التعقيد ونعرب عن تقديرنا لمسؤولي الامانة العامة وموظفيها على ما ابدوه من حرص وبذلوه من جهد لانجاح اعمال القمة.

13- نعرب عن عميق الشكر والتقدير لفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية وللشعب الموريتاني وحكومته على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وعلى التنظيم المحكم والجيد لادارة اعمال القمة وعلى تحمل مسؤولية انتظام انعقادها.