محمد عبد الحميد بيضون: السلة المتكاملة ظاهرها البحث عن حلول وباطنها تطويق الحريري والمحاصصة في النفط

130

محمد عبد الحميد بيضون لـ “الأنباء”: حذر البلدات المسيحية على الحدود من أن تتحول الى بيئة مستهدفة
السلة المتكاملة ظاهرها البحث عن حلول وباطنها تطويق الحريري والمحاصصة في النفط

04 حزيران/16/رأى النائب والوزير السابق د. محمد عبد الحميد بيضون، أن مجرد حصول لقاء بين الحريري وجعجع، هو الدليل على حاجة الطرفان أولا لتنسيق مواقفهما في ظل الضغوطات التي تتعرض لها البلاد، وثانيا لخروجهما من حالة الإرتهان لترشيحات رئاسية من خارج المفاهيم السيادية والإستقلالية، خصوصا أن الرئيس الحريري يتعرض لضغوطات هائلة وأهمها تلك المتأتية من النائب وليد جنبلاط بهدف دفع الرئيس الحريري الى تبني ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، الأمر الذي وإن تحقق سيؤسس حكما لانهيار اقتصادي كبير وبالتالي لسقوط الجمهورية نظرا لارتباط عون سياسيا وعضويا بالمحور الإيراني المعادي للدول العربية.

ولفت بيضون في تصريح لـ “الأنباء” الى أن سمير جعجع وبالرغم من استمراره بترشيح العماد عون، إلا أنه قام بالخطوة الأولى الداعمة للرئيس الحريري في وجه الضغوطات التي يتعرض لها الأخير، لكن تبقى العبرة بكيفية تفادي الرجلين الإنزلاق الى خديعة السلة المتكاملة المقترحة من الرئيس برّي و حزب الله على حد سواء والتي تخفي وراءها تمرير انتخاب العماد عون على رأس الجمهورية مقابل تنازل الأخير عن مواقفه في ملف النفط، بدليل التفاهم الثنائي والمفاجىء بين عون وبرّي على المراسيم النفطية كثمن دفعه العماد عون من أجل وصوله الى الكرسي الرئاسي، ما يعني من وجهة نظر بيضون، أن السلة المتكاملة ظاهرها البحث عن حلول لأزمات اللبنانية، وباطنها أمران: الأول هو تطويق الحريري لمقايضته على ترئيسه الحكومة مقابل ترئيس عون للجمهورية، والثاني هو المحاصصة المسبقة في ملف النفط.

على صعيد آخر وعن قراءته لخطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في يوم القدس، لفت بيضون الى أن الجيش اللبناني ليس بحاجة الى شهادة نصرالله لإثبات قدراته سواء في حماية الساحة الداخلية، أم في استبساله بالتصدي للإرهاب، بدليل أن الجيش تمكن من تفكيك عدد لا يستهان به من الشبكات الإرهابية الأمر الذي عجز عنه حزب الله، معتبرا من جهة ثانية أن كلام نصرالله عن استعداده لحماية القرى المسيحية على الحدود اللبنانية ـ السورية برمش العيون، يخفي في ثناياه تعزيز دور سرايا المقاومة في البلدات المسيحية على حساب دور الدولة والقوى العسكرية الشرعية، محذرا بالتالي أهالي القاع ورأس بعلبك من الوقوع في هذا الشرك كي لا يتحولوا الى بيئة مستهدفة مباشرة من الإرهاب.

وردا على سؤال، ختم بيضون مذكرا بأن تقرير رئيس المخابرات العسكرية في إسرائيل، أكد أن العشر سنوات المقبلة لن تشهد مواجهات عسكرية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وذلك مرده الى سقوط شهية حزب الله على قتال إسرائيل نتيجة غرقه في الوحول السورية، ما يعني عمليا أن كلام السيّد نصرالله عن إسرائيل غير قابل للصرف على أرض الواقع، خصوصا أن حزب الله يقاتل في سوريا تحت المظلة الروسية حليفة الكيان الإسرائيلي، ناهيك عن أن نصرالله يتحدث دائما عن مقاتلة المشروع الأميركي ـ الإسرائيلي ـ التركي ـ السعودي ـ القطري في المنطقة، في وقت يدرك فيه أكثر من سواه أن المشروع الوحيد القائم حاليا في المنطقة، هو المشروع الروسي ـ الإسرائيلي في ظل انسحاب الأميركي منها وتخليه عن دوره.