رزان شرف الدين/وزير خارجية لبنان جبران باسيل يفتقر إلى المهارات القيادية

262

وزير خارجية لبنان جبران باسيل يفتقر إلى المهارات القيادية؟!
رزان شرف الدين/الجديد؟05 حزيران/16

لا يغيب اسم وزير الخارجية جبران باسيل عن قائمة المواد الدسمة لوسائل الإعلام حتى يعود إليها من الباب العريض.. فقد اعتاد الوزير الخروج عن اللياقة الدبلوماسية والبروتوكول.
فكيف ننسى عندما طلب باسيل خلال لقائه بنظيره الإماراتي في نيويورك، من أحد مساعديه إستعجال حضور القائمة بأعمال البعثة اللبنانية الدائمة لدى الأمم المتحدة، السيدة كارولين زيادة، مشيراً “بحركة غير لائقة” إلى قوامها الجميل، وجملته الشهيرة: “رامي.. وينها كارولاين؟”.. وطبعاً هذه ليست الحادثة الوحيدة للوزير مع النساء، فمؤخراً ظهر باسيل خلال كلمة له على الهواء في أثناء إجراء الانتخابات البلدية، وما إن رأى إحدى السيدات حتّى أرسل لها قبلة “على الهواء”!.
ولا تخلو تصريحات الوزير من رائحة العنصرية تجاه أبناء وطنه وتجاه اللاجئين والنازحين، فلطالما وصفت “حملة جنسيتي حق لي ولأسرتي” تصريحاته “بالعنصرية”، كما جرى سابقاً تداول هاشتاغ #باسيل_عنصري_أصيل عبر “تويتر” بشكل كبير بعد تصريحاته عن السوريين والفلسطينيين، والعبارات العنصرية التي يضمنّها صراحةً أو من غير قصد.
ومنذ أيام تقدّم سفير لبنان في المكسيك هشام حمدان باستقالته بسبب باسيل، متّهماً إيّاه بانتهاك مبادىء العمل الدبلوماسي وأصول التعامل مع السفراء، كما اتهمه انه يتعامل مع السفارات من منطلق موقعه ومصالحه السياسية كمسؤول في تيار سياسي.
مواقف جبران باسيل و”زلاته”، على اختلافها، أصبحت خارج إطار المستغرب أو غير المتوقع، وغالباً ما تضع لبنان في مواقف محرجة فيما يفترض بوزير خارجية أن يقدّم الصورة الأفضل عن بلده، فهل يعتبر باسيل مؤهلاً لشغل هذا المنصب؟
لم يرقَ باسيل بعد لحجز محل بين العشر الأوائل من السياسيين الذين يحظون باهتمام خبراء المهارات القيادية لمتابعة ودراسة وتحليل خطاباتهم المؤثرة في الجمهور، بحسب قول خبير المهارات القيادية نعيم الزين، الذي يشير إلى أن باسيل ما زال خارج المنافسة وغير مصنّف من ضمن الشخصيات المؤثّرة.
وعلى خلاف عمّه الجنرال ميشال عون، يقول الزين، لا يمت باسيل بصلة الى نادي الزعماء لا من قريب ولا من بعيد، يفقد ملكة التأثير في الجمهور، فمنصبه كوزير خارجية ورئيس للتيار الوطني الحر يتطلب من صاحبه أن يتمتّع بدرجة عالية من الوعي بالمحيط الذي ينتمي إليه وأن يحاكي بيئته ومجتمعه بتصرفاته وسلوكه، وهذا ما لم ينجح بتحقيقه.
ليس من المعيب أن يتمتّع السياسي بحسّ الفكاهة أحياناً، فإرساله للقبلات على الهواء ممكن أن يكون تصرفاً عفوياً ولكن ما ليس مقبولاً سلوكه الخادش للحياء مع السيدة كارولين، يقول الزين، وهو ما ينافي ثقافة مجتمعه وحتّى الثقافات الغربية، وإنما يدلّ على عدم نضج الشخصية القيادية لديه. وتكراره لمثل هذه الهفوات يعتبر مؤشراً إمّا على عدم تحلّيه بالوعي الكافي لمراعاة حجم منصبه وجهله لصفات القائد، وإمّا فعلاً الوزير لا يزال صغيراً على تحمّل هكذا مسؤولية وشغل منصب مماثل.