ايلي الحاج: ساعات حاسمة ولا تسونامي في الأفق ولا موجة زحلة وجونية تحضران لمواجهة وتفاوضان لتوافق

208

ساعات حاسمة ولا “تسونامي” في الأفق… ولا موجة زحلة وجونية تحضران لمواجهة وتفاوضان لتوافق
ايلي الحاج/النهار/23 نيسان 2016

تكاد المهل تنتهي قبل أن يخرج الساسة والأحزاب من مرحلة التريث وتنقل الخيارات كرقّاص الساعة، إلى تحديد الخيارات في المدن القابلة للتحول أرض معارك انتخابية بلدية، ولعلّ أكبر مثل عن هذه الحال مدينتا جونية وزحلة. ساعات أو أيام قليلة وتعلن القرارات والاتجاهات في عاصمتي كسروان والبقاع، والثابت أن لا “تسونامي” فيهما ولا خارجهما، خلافاً لانطباعات خاطئة تكوّنت لدى مراقبين خارج البيئة المسيحية خصوصاً، ربما بفعل تركيز إعلامي مقصود لإحداث أثر نفسي لا أكثر. ظل رهان كبير يسود جونية طوال الأيام الماضية على التوصل إلى لائحة توافقية، مرتكزها بحسب متابعين عدم رغبة قيادة “القوات اللبنانية” في خلاف علني مع قيادة “التيار الوطني الحر” المؤيدة للسيد جوان حبيش الذي أطلق حملته الانتخابية الإعلانية سابقاً الجميع. وقوف “القوات” ضد لائحة “التيار” في إحدى أكبر المدن ذات الغالبية المسيحية في لبنان سيظهر بوضوح “التحالف الثنائي” الذي أُعلن من معراب كأنه لم يكن. في هذه الحال سيتقاسم فريقا التحالف هذه الخسارة حتى لو فاز أحدهما على الآخر. في الوقت نفسه لا تريد قيادة “القوات” بموقفها المائل إلى اللائحة التي سيدعمها رئيس “المؤسسة المارونية للانتشار” نعمت افرام أن تجد نفسها في موقع مناقض لموقع سبقها إليه ثلاثة أرباع “القواتيين” تقريباً في جونية لاعتبارات كثيرة. فوق ذلك يُعتبر السيد فادي فياض الذي يؤيد افرام رئاسته للبلدية ذا هوى “قواتي” يضيّق الخيارات أمام معراب. لكن الجميع يفاوضون الجميع في جونية، والمسألة المعقدة تزداد تعقيداً عندما يتبيّن أن للنائب السابق منصور غانم البون ثقله الكبير شعبياً، ومثله النائب السابق فريد هيكل الخازن. لا يريد البون والخازن فيّاض رئيساً للائحة التوافق المقترحة عليهما مع افرام و”القوات”. لا يستطيع فيّاض في رأي البون والخازن الفوز على حبيش، لكن البون يصرّ على ترئيس النائب الحالي لرئيس بلدية جونية فؤاد البواري، في حين يقترح الخازن لرئاسة اللائحة أحد السيدين رودريك فنيانوس وملحم عضيمي، أو غيرهما.

الأرجح أن يقرر البون والخازن والآخرون اليوم الأمكنة التي سيقفون فيها. كما أن الجانبين، افرام وحبيش، يخطبان ودّ حزب الكتائب الذي ينتظر بدوره جلاء صورة الموقف ليقرّر، مع أنه يجد نفسه في المبدأ أقرب إلى افرام. وتتقارب أعداد الحزبيين الذين يقترعون في جونية من أصل نحو 10 آلاف مقترع (18 ألفاً على لوائح الشطب) لمقاعد البلدية الـ 18. يبلغ عدد الملتزمين عونياً نحو 900 والكتائبيين نحو 750 و”القواتيين” نحو 600. ويتابع وسطاء من طرفي آل افرام السعي إلى توافق على صيغة “لا يموت معها ديب ولا يفنى غنم”. لا يخسر مرشح افرام ولا حبيش ولا يضطر “القوات” و”التيار العوني” إلى منازلة تنقض أسطورة تحالف “أوعى خيّك” و”تسونامي الـ86%” الباهتة بينهما أقله في الانتخابات البلدية. كان البحث لهذه الغاية في إمكان التوصل إلى تفاهم على اسم رئيس للائحة تضم الجميع، يكون فيها مرشح افرام فادي فياض نائباً للرئيس وحبيش عضواً في المجلس البلدي مع وعد بترئيسه على “اتحاد بلديات كسروان”. في هذه الحال سيكون على النائب الحالي لرئيس بلدية زوق مكايل، إيلي بعينو، أن يكتفي بخلافة السيد نهاد نوفل في رئاسة البلدية فقط وليس في الاتحاد أيضاً، لكن “التيار الوطني الحر” يستطيع ضمان هذه التسوية بين المرشحين “العونيين” إذا تقرر السير فيها. لا يختلف الوضع كثيراً في زحلة حيث لا يزال ينشط وسطاء بين رئيسة “الكتلة الشعبية” ميريام سكاف والرئيس السابق للبلدية أسعد زغيب وقيادات الأحزاب وشخصيات. ينطلق الوسطاء من ضرورة عدم كسر سكاف، التمسك بمشاركة الجميع، ورئاسة زغيب. ويقترح بعضهم تشكيلة ائتلافية من “ثلاث سبعات”: 7 أعضاء لسكاف و7 للأحزاب الثلاثة و7 لمجموعة زغيب من العائلات. لكن المسعى لا يزال يصطدم برفض ترئيس زغيب في دارة آل سكاف مع القبول بمبدأ البحث في التوزيعة. بالطبع حل كهذا لن يكون فيه مكان لمرشحي النائب نقولا فتوش الذين كان “التيار الوطني الحر” طلب إلى زغيب ضمهم إلى اللائحة، فلم يتجاوب. هكذا تبدو كل الخيارات مفتوحة في زحلة، كما في جونية، للتوافق وللمواجهة أيضاً.