اختتام قمة التعاون الإسلامي.. بشكوى إيرانية وتحفظ لبناني/لبنان لم يسلم في اسطنبول والملك سلمان لم يقابل سلام

151

اختتام قمة “التعاون الإسلامي”.. بشكوى إيرانية وتحفظ لبناني
المدن – عرب وعالم | الجمعة 15/04/2016

اختتم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعمال قمة التعاون الإسلامي في اسطنبول، الجمعة، بالإعلان عن توصل الدول الأعضاء إلى التوافق حول بيان ختامي يصدر في وقت لاحق، الجمعة، بالرغم من تحفظات بعض الدول، من بينها لبنان، على إدانة البيان لحزب الله.
وخلال مؤتمر صحافي عقب انتهاء أعمال القمة، قال أردوغان “إنه لمن المحزن أن نذكر حضارة بنيت على أركان السلام والاستقرار، اليوم، إلى جانب الإرهاب والطائفية والصراعات الداخلية. نحن فيما يتعلق بالمذهبية لسنا شيعة ولسنا سُنه، لدينا دين واحد، هو الإسلام، أنا مسلم، المذاهب تُعتبر سُبلا نحترمها، ولكننا لن نسمح بمناقشة الدين الإسلامي أبداً، ولن ندخل في أنواع الفتن مثل البحث عن سُبل جديدة، ولن نأخذ دوراً فيها”. وأضاف “يتوجب علينا إنشاء مفهوم الوحدة، على أساس مبدأ الوحدة قوة، ولا يمكننا تجاوز المشاكل التي تحيط بنا مالم ننجح كمسلمين بتحقيق العيش المشترك رغم فروقاتنا. اقترحنا باسم تركيا تشكيل منظمة تمثّل المسلمين المقيمين في القارة الأوروبية. نحن كدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي توصلنا إلى اتفاق حول محاربة جميع التنظيمات الإرهابية، وشكبات الجريمة التي تستغل ديننا، دون أي تفريق بينها”. واعتبر أنه “في حال تشكيل هيئة مشتركة للهلال الأحمر بين الدول الإسلامية، سيصبح تقديم المساعدات لجميع دول العالم، أكثر فعالية وقوة”.
وكشف الرئيس التركي عن تبنّي القمة لخطة العمل الخاصة بفلسطين والتي تمتد حتى عام 2025، معتبراً أن هذا التبني يظهر دعم العالم الإسلامي “للمقاومة المشرفة التي يبديها إخوتنا الفلسطينيين”، وأكد “إننا لم نتركهم وحيدين أبداً لغاية اليوم، ولن نتركهم في أي وقت آخر. علينا أن ننهي الاضطهاد ونبذل الجهود سويا من أجل ذلك”.
وأعلن أردوغان أيضاً عن تبرع تركيا بمليوني دولار لصالح منظمة “التعاون الإسلامي”، مشدداً على أن هناك “مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا حيال 1.7 مليار مسلم”.
ووافقت الدول الأعضاء على اقتراح قدمه أردوغان بتأسيس مركز “إنتربول إسلامي” لتنظيم التعاون والتنسيق بين أجهزة الشرطة في الدول الإسلامية، يكون مقره الرئيسي في أسطنبول. وأوضح الرئيس التركي أن المركز سيهدف “لتعزيز التعاون بين دول المنظمة في محاربة الإرهاب والجرائم الأخرى”.
وسيتضمّن البيان الختامي أيضاً إدانة لأعمال إيران، التي حضر رئيسها حسن روحاني القمة، وهو ما استدعى تعليق مساعد وزير الخارجية الايرانية للشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي، قائلاً إن “المنظمة ستندم على مواقفها التي اتخذتها ضد ايران وحزب الله”. واعتبر في حديث أجراه مع التلفزيون الإيراني، مساء الخميس، إن منظمة التعاون الإسلامي “تعاني من ضعف بنيوي وهي واقعة تحت تاثير عدد من الدول التي تقوم بتوجيهها نحو اهدافها الخاصة من خلال ادواتها المادية”، وأن الأجواء العامة في القمة “لا تؤشر إلى التعاون بين الدول الاسلامية ووحدة العالم الإسلامي”.
وأشار عراقجي إلى أن البنود الـ200 في البيان الختامي “لم تهيأ خلال اليومين الأخيرين بل تم إعدادها منذ نحو شهرين في جدة، حيث عُقد اجتماع الخبراء لدول المنظمة ولم تستطع ايران المشاركة فيها لعدم منح السلطات السعودية تاشيرات دخول لوفد الخبراء الايراني”، وقال إنه تم إدراج 4 بنود معادية لإيران في البيان خلال اجتماع جدة.
واشتكى عراقجي من أنه لم يُسمح بإعادة نقاش بنود إدانة إيران وحزب الله خلال قمة اسطنبول. وأضاف “رئاسة الاجتماع والدول التي كانت وراء القضيتين اعتبروها وكأنها مصادق عليهما”.

لبنان لم يسلم في اسطنبول…والملك سلمان لم يقابل سلام
خاصّ جنوبية 15 أبريل، 2016
سينتقل الحدث الإقليمي الخميس المقبل إلى الرياض حيث ستنعقد قمّة دول مجلس التعاون الخليجي في حضور الرئيس الأميركي باراك أوباما، بعدما شكّلت تركيا مسرحاً لهذا الحدث باحتضانها قمّة منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول والتي تُختَتم أعمالها اليوم..
لم تمرّ وقائع القمة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الاسلامي التي انعقدت أمس في اسطنبول ” على خير وتحققت المخاوف التي أثيرت قبيل القمة من محاذير جديدة قد تترتب على الموقف اللبناني المتحفط على تصنيف أعمال “حزب الله الارهابية”.
غير انه وفي ظل، نجاح مساعي تركيا كما بدا امس للخروج بتوصيات للقمة تعزز موقعها في معالجة أزمات العالم الاسلامي وخصوصاً مع حضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الايراني حسن روحاني وجهاً لوجه في القمة، انسحبت دلالات المرونة على الجانب اللبناني. إّذ رأى البعض، بروز في القمة ملامح “تلطيف” للمواجهة الاقليمية أستفاد منها لبنان بما يؤمل معها دفع الجهود المبذولة بقوة لاعادة علاقاته الطبيعية مع الدول الخليجية ، وقد تلخص موقف لبنان بالتزام البند المتعلق بادانة التدخل الايراني في دول المنطقة أسوة بالدول الاسلامية والعربية الاخرى مع اقتصار تحفظ لبنان عن الفقرة المتعلقة بادانة أعمال “حزب الله الارهابية“.
كما برزت في مضمون كلمة سلام أمام القمة والتي كانت موضع رصد وقد تمسك فيها بالتزام التضامن العربي وعدم الخروج منه.
وفي كلمته، تمنّى سلام في مستهلّ كلمة لبنان في القمّة “إنجاز الانتخابات الرئاسية في أقرب وقتٍ ممكن، لكي يعودَ التوازنُ الى المؤسسات الدستورية وتستقيمَ الحياة السياسية في بلدنا، ولكي يأتي الرئيسُ المسيحيُّ المارونيُّ إلى المحافلِ الدَوْلية متحدّثاً باسم بلدِ العيشِ المشترك لبنان”.
ورأت “الديار” ان التحفظ اللبناني على توصيف حزب الله بالارهاب، ادى الى الغاء اللقاء بين الرئيس سلام والعاهل السعودي وهذا ما يؤشر الى ان لا انفراجات في العلاقات بين البلدين.
وهذا ما ابلغه الرئيس سلام للمسؤولين السعوديين، بان على الرياض تفهم الموقف اللبناني وقرار التحفظ امر مسلم به وطنياً ويحفظ الوحدة الداخلية اللبنانية وان حزب الله مكون سياسي اساسي ومشارك في الحكومة ولا يمكن الموافقة على وصفه بالارهاب. هذا الموقف اللبناني ترك استياء لدى المسؤولين السعوديين، وفي المعلومات ان الرئيس سلام تبلغ بالغاء الاجتماع في بيروت وقبل توجهه الى اسطنبول وبعد ساعات من اعتراض ممثل لبنان في منظمة التعاون الاسلامية عبد الستار عيسى على البند السعودي بتصنيف حزب الله ارهابياً وادانة تدخلاته الارهابية في سوريا والعراق واليمن والكويت والبحرين وقد تحفظ ايضاً على هذه الفقرة كل من العراق وايران واندونيسيا والجزائر اثناء اجتماع الموظفين التحضيري الاثنين الماضي، ولم يشفع للبنان تأييده للفقرة المتضمنة ادانة التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية لدول الخليج، وهذا الامر لم يؤد الى تليين الموقف السعودي من التحفظ اللبناني على وصف حزب الله بالارهاب.
وفي المعلومات ايضاً ان الوفد اللبناني اجرى سلسلة اتصالات في اسطنبول لشرح الموقف اللبناني لكن ذلك لم يؤد الى نتيجة حتى ان الرئيس سلام لم يلتق اي مسؤول من دول مجلس التعاون الخليجي في المؤتمر، وبالتالي فان الامال التي عقدت على تحسين العلاقات السعودية ـ اللبنانية وربطها بلقاء سلام والملك سلمان في المؤتمر تبخرت بعد فشل عقد اللقاء.