فاروق يوسف: العلويون ضحية توظيف الطائفة سياسيا/موناليزا فريحة: من يقف وراء زلزال وثائق بناما/داود البصري: الجيش الإيراني يتورط في الحرب السورية

256

العلويون ضحية توظيف الطائفة سياسيا
فاروق يوسف/العرب/06 نيسان/16

العلويون ليسوا شيعة إثني عشرية بالتأكيد، إذ هناك خلط مريب بين ما هو سياسي وديني جعل بعضا من الأمور تبدو على غير حقيقتها. فإيران التي أشاعت بين العراقيين فكرة شيعية بشار الأسد ضحكت على البسطاء والسذج من الناس لتلقي بهم حطبا في نار طائفية. أما لبنانيو حزب الله فلا أظنهم في حاجة إلى معرفة الحقيقة، فهم لا يجهلون أن المزارات الدينية التي يدعي حزبهم أنه يدفع بهم إلى الموت من أجلها لا يرتادها أحد من العلويين. هناك تناحر طائفي بين السنة والعلويين في طرابلس اللبنانية، غير أن ذلك لا يعني أن السنة هناك يقاتلون العلويين باعتبارهم شيعة، بل يمكن قراءة ذلك الحدث في سياق التركيبة الطائفية اللبنانية بكل ما تنطوي عليه من ملفات فتنة. ليس هناك ما يقلل من شأن العلويين ألا يكونوا شيعة. بل هو توصيف لوضعهم العقائدي ليس إلا، فهم فرقة دينية إسلامية تأسست في ظروف فكرية وبيئية واجتماعية خاصة بها، ولهم تاريخهم الغامض الذي يتقاطع بالضرورة مع تاريخ الطوائف الإسلامية الأخرى في سوريا بالتحديد. غير أن ما يعرفه الشيعة عن العلويين هو أقل من القليل الذي يعرفه العلويون عن مذهبهم الذي تبقى معرفة خفاياه حكرا على رجال الدين ومن سنحت له فرصة الاقتراب منهم بسبب تدينه. فلا معنى إذن لأن يعلن العلويون براءتهم من الانتماء الشيعي. لقد تم الزج بالعلويين في صراع سياسي لا ناقة لهم فيه ولا جمل، لذلك صارت الخشية من انتقام الآخرين تؤرقهم. ولا أبالغ حين أقول إن علويي سوريا ظُلموا مرتين: مرة حين اعتبروا شيعة فصار عليهم أن يتحملوا وزر المشاركة في حرب طائفية، ليست لهم يد فيها وحين حسبوا على النظام السوري فصار عليهم أن ينضموا إليه مرغمين. غير أن ما يشاع عن علوية النظام السوري تكشف زيفه التركيبة التي يتألف منها النظام نفسه، وهي تركيبة تعتمد الولاء للنظام أولا وللحزب ثانيا ولا تقوم على أساس طائفي إلا في حدود الصلة العائلية. الحديث عن تشيع العلويين كذبة إيرانية رخيصة أريد من خلالها الزج بالشباب العراقي واللبناني في حرب عبثية أدوات النظام الأمنية والمخابراتية وعيونه والمستميتون في الدفاع عنه والمنتفعون منه وسماسرته ومدبرو مكائده ومستشاروه وقادة جيشه وإعلاميوه لم يكونوا بالضرورة علويين. حتى هذه اللحظة وبعد مرور خمس سنوات من الحرب الضروس التي اتخذت في بعض صفحاتها طابعا طائفيا لا يمكن الجزم بأن العلويين وحدهم من يقف مع النظام مثلما يحلو للبعض القول. العلويون مثل غيرهم من السوريين ضربهم الاختلاف وأخذتهم المغالاة في الانحياز فتطرف البعض منهم في الدفاع عن النظام فيما ذهب البعض الآخر بالموقف المعارض إلى أقصاه. ومثل غيرهم من السوريين أخذتهم السياسة بعيدا عن الحقيقة. وإذا ما عدنا إلى شيعيتهم المزعومة، فإن من غير المنطقي إنكار حقيقة أن النظام الذي أقام علاقات استراتيجية مع ملالي طهران ومن والاهم من العرب (حزب الله والميليشيات العراقية) لم يزعم يوما أنه يقيم تلك العلاقات لأسباب طائفية. فإذا كان النظام في ذروة حاجته إلى إيران ومواليها لم ينافق بإدعائه التشيع، فكيف هي الحال بالنسبة للبسطاء من العلويين الذين لم يسمعوا شيئا عن آل البيت؟ كان الحديث عن تشيع العلويين كذبة إيرانية رخيصة، أريد من خلالها الزج بالشباب العراقي واللبناني في حرب عبثية، انتصرت فيها أطراف عديدة فيما خسرها الشعب السوري الذي كان ضحية لها. لقد لعبت إيران على أوتار الفتنة الطائفية في الوقت الذي ظلت فيه المعارضة السورية صامتة كما لو أنها تهمل متعمدة ذلك الشعار الذي رفعه السوريون في الأيام الأولى لثورتهم “الشعب السوري واحد”.

من يقف وراء زلزال وثائق بناما؟
موناليزا فريحة/النهار/6 نيسان 2016
أسقطت وثائق بناما التي تشكل أكبر عملية تسريب في التاريخ، السرية عن ملاذات ضريبية بقيت طوال عقود “جنات” ضريبية لأقوى – وأغنى – رجال العالم. وهؤلاء لجأوا إليها لإيداع أموال فاسدة جمعوها على حساب شعوبهم وهرباً من اداء واجباتهم الضريبية.ومع تخلخل هذه القلعة التي بقيت طويلاً عصية على كل محاسبة، سقطت هيبة حكومات نافذة وقوية لطالما تباهت بإجراءات صارمة ومشددة للقضاء على تلك الملاذات، فيما بقي الأغنياء يزدادون غنى والفقراء فقراً. ليس التسريب الأخير الذي أقلق بعضاً من كبار زعماء العالم السابقين والحاليين، الأول من نوعه، إذ سبق لتسريبات أن فضحت لجوء نافذين كبار الى “جنات” ضريبية لإيداع أموالهم. ولعل آخرها كان العام الماضي عندما كشفت تسريبات لملفات سرية لدى مصرف “أتش أس بي سي” البريطاني أن وحدته السويسرية ساعدت بعض عملائها الأثرياء على تفادي الضرائب من طريق تسويق حسابات أو منتجات مالية تساعد على تجنب الضرائب وإخفاء أصول بملايين الدولارات والسماح لعملائها بسحب مبالغ نقدية ضخمة تصعب متابعتها. وتلك التسريبات التي كشفها موظف سابق في قسم تكنولوجيا المعلومات في المصرف البريطاني شملت 30 ألف حساب تقارِب قيمة أصولها 120 مليار دولار يملكها مشاهير في السياسة والفن والرياضة والأعمال.
لكنّ التسريب الأخير الذي حرك حكومات العالم من ايسلندا الى أوستراليا، يكتسب أهميته لا من كونه الأضخم فحسب، وإنما أيضاً للجهد المحوري الذي قام به الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية بتغطيته النشاط اليومي لشركة الاستشارات المالية ” موساك/ فونسيكا” خلال السنوات الأربعين الأخيرة.
ولا شك في أن صحيفة “دويتشه تسايتونغ” ، فتحت صفحة جديدة في عالم الصحافة بكشفها الوثائق البالغ عددها 11,5 مليوناً. فقد حصلت الصحيفة الألمانية على الوثائق من مصدر داخل شركة المحاماة، ثم اتصلت بالاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية، والذي شكل تحالفاً لعدد كبير من الصحافيين الذين تولوا طوال عام واحد دراسة البيانات ومن ثم تحويلها إلى فضيحة عالمية، في ما صار يعتبر أكبر عمل صحافي استقصائي عالمي استخدم أسلوب “صحافة البيانات”. أما الصحافي الذي يقف وراء ظهور الشبكة الدولية من الصحافيين الاستقصائيين التي أبدت استعدادها لفضح هذه “الجنات” الضريبية، فيدعى جيرالد رايلد الذي أمضى 26 سنة يعمل مراسلاً ومحرراً في أوستراليا وإيرلندا. إزاء زلزال كهذا، لم تعد ثمة حاجة الى إعادة التركيز على أهمية دور السلطة الرابعة، استقصائية كانت أم غير استقصائية، في فضح ممارسات زعماء العالم الاقوى والاغنى، والذين يخالون أن مناصبهم وأموالهم تحصنهم من اي محاسبة.

الجيش الإيراني يتورط في الحرب السورية
داود البصري/السياسة/06 نيسان/16
تطور خطير كشر عن أنيابه وأظهر عدوانية فظة ورثة للنظام العدواني الإرهابي الإيراني من خلال التطورات الميدانية الأخيرة في جبهات الحرب السورية وتقدم قوى المعارضة المسلحة، والخسائر المدمرة الرهيبة التي تكبدتها قوات حزب حسن نصر الشيطان الإرهابية بمصرع المئات من أفرادها والعشرات من قيادييها، إضافة للهزيمة الميدانية الكبرى التي تعرضت لها جحافل حرس الثورة الإرهابي الإيرانية في جبهات الحرب الشمالية السورية والتي أعادت ذكريات هزائم وخسائر الحرب العراقية – الإيرانية.
الإيرانيون خسروا الكثير من قيادات وضباط ومراتب وعناصر الحرس الثوري التي هي الجسم والعقل العقائدي للنظام الذي يعتمد عليه اعتمادا كبيرا في إدارة تسيير معاركه في الشرق ونفوذه الحيوي باعتباره مجاميع عسكرية مهيئة فكريا وسلوكيا وعقائديا لفكرة تصدير الثورة وتعميم النموذج العقائدي والسياسي والطائفي للنظام الذي طالت خطوط مواصلاته طويلا في الشرق وأضحى يخوض المعارك الحاسمة والمؤثرة على مصيره واستمراريته وبقائه، وقد كانت الظاهرة المميزة في إدارة المعركة الإيرانية في الشرق تتمثل في كون مؤسسة الحرس الثوري قد أصابها استنزاف و نزيف داخلي مهلك عبر عن نفسه بفقدان قيادات ميدانية تاريخية ومؤسسة، وقد تصاعدت الخسائر الحرسية أخيرا بشكل أقلق دوائر النظام العليا مما جعلها تراجع حساباتها بشكل فاعل ومؤثر بعد وصول نسبة الخسائر لحالة لايمكن إحتمالها، رغم الجهود العسكرية الروسية الفاعلة جدا في إنقاذ النظام السوري من الانهيار ، ورغم مشاركة عملاء النظام الإيراني من اللبنانيين والعراقيين وآخرين في خوض المعارك وتقديم الخسائر ، إلا أن الكلفة الكبرى قد تحملها الإيرانيون، فالروس يقاتلون من الجو مع مشاركات برية وإستشارية محدودة، أما الإيرانيون فقد أضحت المعركة معركتهم المباشرة، وعلى نتائجها يتوقف وجودهم وتمددهم في الشرق، والجيش السوري لم يعد موجودا بعد أن تحول لفرق متناثرة وميليشيات مفككة وأصاب الإنهيار جسم المؤسسة العسكرية السورية مما يعني هزيمة ميدانية محققة في ظل تخطيط سوري – روسي – إيراني على محاولة استعادة زمام المبادرة، والقيام بعمليات عسكرية تعرضية يتم خلالها قضم أكبر مساحة ممكنة من الأراضي السورية الخاضعة لسلطة المعارضة من أجل المساومة وإدارة عملية تفاوضية يتأمل منها النظام أن يستمر بعدها ويعاد تأهيله إقليميا ودوليا ، وهو الأمر المستحيل الحدوث في ظل الوقائع التي وصل لها حال الصراع السوري الشرس!، النظام الإيراني يخطط ويحاول رسم ستراتيجية عسكرية من خلال تدخل لواء كامل ومجهز من الجيش الإيراني تساهم في دعم الجيش السوري المنهار و بما أسماه تدخل استشاري، هو في حقيقته إعلان حرب واضح وصريح على الشعب السوري وإشراك متدرج للجيش الإيراني في المعارك وبما سيؤدي لتسارع الأحداث ولتورط أكبر من خلال إرسال فرق إيرانية عسكرية أخرى تسد النقص في العدة والعديد للجيش السوري المنهار!
الإيرانيون اليوم دخلوا الحرب رسميا ضد الشعب السوري ، وخسائرهم البشرية ستتصاعد خصوصا أنهم ستراتيجيا يعتبرون دمشق خط الدفاع الأول والأخير لنفوذهم المتمدد الواسع في الشرق بعد نكسة الجهد العسكري الإيراني في اليمن وجنوب الجزيرة العربية، وحالة عدم الثقة التاريخية بحلفائهم العراقيين الذين يعايشون اليوم ويعانون من حالة صراع داخلي متفاقم سيؤدي لإنفراط عقد التحالف الطائفي المدعوم إيرانيا، فالساحة العراقية مقبلة على تطورات ستقلب جميع التوقعات وبما سيؤدي لهزيمة المشروع الإيراني في الشرق بعون الله. الإيرانيون يقاتلون اليوم بجيشهم وبعدتهم القتالية الكاملة وهو مايعني أنهم أضحوا جيشا محتلا للأرض السورية وواجب مقاومتهم وهزيمتهم مشروع قومي وإنساني واجب وحتمي، ويخطئ الإيرانيون كثيرا لو تصوروا أنهم سيخرجون بسلام من مغامرتهم السورية، بل سيتجرعون كل أنواع سموم الهزيمة المرة التي ستحيل أحلامهم التوسعية ومشاريعهم الإنقلابية لكوابيس ثقيلة سترتد نتائجها و مؤثراتها على العمق الإيراني. على الرمال السورية بدأ الإيرانيون كتابة سفر هزيمتهم التاريخية والتي ستكون نتائجها أكبر بكثير من كل تصوراتهم. لن يفلت المعتدون وقد ارتكبوا خطأ العمر القاتل بإعلان حربهم القذرة على أحرار الشام… فو الله الذي لا إله إلا هو لا كسرى بعد كسرى… وستكون أيامهم القادمة سوداء قمطريرا.
نظام الملالي العدواني يصعد بامتياز نحو الهاوية… ويا أحرار الشام… حيث ثقفتموهم..!