الياس الزغـبي: وماذا عن الوجه الثالث/خيرالله خيرالله: حسن نصرالله وهزيمة المشروع الإيراني في اليمن/العرب: المعارضة الشيعية اللبنانية يعاديها الخصوم ويهملها الحلفاء

247

وماذا عن الوجه الثالث؟
الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/06 آذار/16
إذا كان لـ”حزب الله” وجهان أصيل ووكيل (أو حليف)، كما بيّنّا في المقال السابق، فقد تبيّن أنّ له وجهاً ثالثاً يفرضه على خصمه تحت طائلة الخوف من الحرب الأهليّة. وإذا كان وجهه الأوّل الأصيل مكشوفاً عبر ممارساته وخلاياه الأمنيّة في لبنان وسوريّا والبحرين واليمن والعراق والسعوديّة والكويت، ودول أُخرى سمّاها وزير الداخليّة نهاد المشنوق، ووجهه الوكيل الثاني معروفاً في دفاع حلفائه عنه والتزام محوره ومشروعه في المنتديات العربيّة والإسلاميّة والدوليّة، فإنّ وجهه الثالث الذي يفرضه فرضاً وقسراً على اللبنانيّين الآخرين، يظهر في مواقع ثلاثة على الأقلّ، هي مجلس الوزراء، والحوار الثنائي والجماعي، والاجتماعات العربيّة.
وهنا، يجب التوضيح أنّ المقصود بالوجه الثالث لـ”حزب الله” ليس موقف الوزير المشنوق وحده في مجلس وزراء الداخليّة العرب، بل المنظومة السياسيّة التي خلفه، المتمثّلة سواء بالحكومة أو بمرجعيّته السياسيّة “تيّار المستقبل” و “14 آذار” بما تبقّى لها من مظاهر الوحدة.
كما تجب المسارعة إلى التمييز بين موقفَي وزيرّي الخارجيّة والداخليّة، خلافاً للمتعجّلين على دمجهما في موقف واحد والتسلّح بالثاني لتبرير الأوّل. فموقف وزير الخارجيّة كان نتيجة اقتناع والتزام إلى درجة التباهي باعتباره “شرفاً وبطولة”، وموقف وزير الداخليّة كان نتيجة ما يُسمّى “السياسة الواقعيّة” على قاعدة “أمّ الصبي” و”مكرهٌ أخوك لا بطل”!.. وشتّان ما بين المتحمّس والمغلوب على أمره. المدافعون عن هذا الوجه الثالث يبرّرون موقفه بأنّه ثمرة طبيعيّة من ثمار “سياسة الاعتدال” والعقلانيّة والاحتواء والتبصّر والحكمة، لتفادي المواجهة المذهبيّة الدمويّة والحرب الأهليّة المفتوحة في لبنان.
إنّها مبرّرات إنسانيّة ووطنيّة حميدة وبعيدة النظر، لكنّها تمنح، من حيث لا تدري، غطاء واسعاً لتمادي “حزب الله” في ممارساته، بما سيرتدّ بالأشدّ سوءاً على لبنان، أي النزاع الأهلي المفتوح، مهما حاولوا تأخيره، زائد الخناق الخارجي، وتحديداً العربي، على كلّ المستويات، فيقع لبنان ضحيّة (غير مأسوف عليها) بين فكّي كمّاشة الداخل والخارج.
ولا أحد يستطيع أن يراهن على يد إيرانيّة تمتدّ لإنقاذ لبنان من محنته، لأنّ طهران ستنهمك في المواجهات التي فتحتها أو التي فُتحت عليها، فيغرق لبنان في استنقاع دمائه بدون أيّ منقذ هذه المرّة. لذلك، لا بدّ من وقف الارتباك وحسم الموقف اللبناني في شأن “حزب الله”، فيتكامل الموقف السياسي القائل بـ”إرهابيّته” مع الموقف “المتمايز” في القرارات العربيّة والرافض لهذه “الارهابيّة”. ولا بدّ من أن تنتهي الازدواجيّة القاتلة: يصف السياسيّون أعمال “حزب الله” بالإرهابية، ويوعزون لمن يمثّلهم بالتحفّظ على الوصف، ثمّ يُكملون الحوار مع من صنّفوهم إرهابيّين. وهذه الحالة تشبه إلى حدّ بعيد انصياع الدولة للتفاوض مع “الإرهاب”، “داعش” بعد “النصرة”، لإنقاذ العسكريّين الرهائن. لكنّ الفارق الجوهري هو التفاوض مع “أهل البيت” لفكّ أسر لبنان الرهينة بدون أيّ أمل. فقد تفكّ “داعش” أسر العسكريّين ذات يوم، أمّا “حزب الله” فلن يفكّ أسر لبنان، حتّى اختناقه! ولو أنّ مفاوضيه يعتبرونه ويعلنونه كذلك، وليس شريكأً في الوطن محكوماً بالارهاب، لهان الأمر. وللخروج من هذا التخبّط، يجب استلهام مواقف جهات وازنة وصادقة في الفريق السيادي، مشهود لها بصفائها الوطني، من أمثال “القوّات اللبنانيّة”، واللواء أشرف ريفي، وأصوات كتائبيّة، ومن “الوطنيّين الأحرار”، ونوّاب بارزين (فتفت، الجرّاح، حوري، ضاهر..)، وفاعليّات مستقلّة، ويسار حديث، وقادة رأي وكتّاب وإعلاميّين، وأكثريّة ساحقة من الرأي العام الاستقلالي.
والتخبّط ينتهي فور الاعتراف بأنّ الترشيحَين الأخيرين بلغا خاتمتهما، وعمّقا المأزق، ولا بدّ من البحث عن خيار ثالث. ولا مبرّر للتخوّف من أنّ سلاح الموقف السياسي بخصوص الإرهاب والترشيح سيؤدّي حكماً إلى الفتنة والحرب الأهليّة. بل سيقود إلى إعادة حسابات “حزب الله” ووراءه الحرس الثوري الإيراني، بفعل التهيّب من هذه الحرب الشاملة. في الملاكمة، حين يُحسّ المهاجم بضعف خصمه وترنّحه ينقضّ عليه. أمّا حين يستشعر قوّته وصلابته وصموده فيداور ويناور بحثاً عن مخرج. فأين الحكمة في مراعاة المشروع المنقضّ على لبنان والمنطقة، وأين القوّة في بيع المواقف بحجّة تفادي الحرب؟
ما يمنع فعليّاً وقوع الحرب هو توازن القوى مع القدرة على الردع، أقلّه السياسي! يكفي الانزلاق إلى تقديم الأقنعة المجانيّة لمشروع إيران وأذرعها. فانزعوا، على الأقلّ، الوجه الثالث الذي تتبرّعون به.

حسن نصرالله وهزيمة المشروع الإيراني في اليمن
خيرالله خيرالله/العرب/06 آذار/16
لم يكن الخطاب الأخير للأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله هادئا، كما أحبّ الرجل أن يصوّر لمحازبيه من خلال طريقة إلقائه للخطاب. كان الخطاب الذي اتسّم بلهجة تصعيدية خطابا غريبا بكلّ المقاييس، خصوصا لدى المواطنين العرب الذين يعرفون ولو القليل عن اليمن وما يدور فيه، وقبل ذلك عن علاقة “حزب الله” باليمن. لم يكن الخطاب الأخير يوم الأربعاء الواقع فيه الأول من آذار ـ مارس 2016 المناسبة الأولى التي يتطرّق فيها حسن نصرالله إلى الموضوع اليمني. سبق له أن هاجم المملكة العربية السعودية مرّات عدة بسبب اليمن. خصّص لليمن خطابا ألقاه بعد انطلاق “عاصفة الحزم” في أواخر هذا الشهر من العام الماضي. كان ذلك الخطاب، الذي ينقص عمره على اثني عشر شهرا بقليل، مناسبة للتصعيد مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي التي شاركت في العمليات العسكرية التي استهدفت انتزاع اليمن من الهيمنة الإيرانية.
اتضح الآن بعد أقلّ من سنة على انطلاق “عاصفة الحزم” كم كان ضروريا التصدّي لإيران في اليمن. هذا التصدي الناجح يفسّر ذلك الألم الذي يشعر به حسن نصرالله الذي اعتقد في مرحلة معيّنة أنّه نفّذ المهمة المطلوبة منه بنجاح منقطع النظير يستحقّ عليه مكافأة كبيرة.
في الواقع، لم يعد لدى “حزب الله” وأمينه العام سوى الصراخ لتبرير الفشل في اليمن. سارع المسؤولون الإيرانيون إلى الإعلان في الأيام التي تلت مباشرة سيطرة “أنصار الله”، أي الحوثيين، على صنعاء، أن طهران باتت تتحكّم تماما بأربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.
صحيح أن طهران تتحكّم إلى حدّ كبير ببغداد وأنّ الميليشيات الشيعية المنضوية تحت مسمّى “الحشد الشعبي” صارت صاحبة القرار الأوّل والأخير في العراق، لكنّ الصحيح أيضا أنّ ثمن ذلك توفير حاضنة لـ”داعش” وأشباه “داعش” في كلّ المناطق التي فيها أكثرية سنّية عربية. هل إيران حليف لـ”داعش” أم لا؟ هل ما يشير إلى أن ممارساتها ذات الطابع المذهبي الفاقع في العراق وغير العراق تساهم في مواجهة “داعش” و الـ”دواعش” أم لا.. أم كلّ ما في الأمر أنّ المطلوب الاستفادة من “داعش” قدر المستطاع لتبرير نشوء ميليشيات مذهبية في كلّ المنطقة العربية، بما في ذلك اليمن؟
كان واضحا من الخطاب الأخير لحسن نصرالله فشل مشروعه في اليمن، وهو مشروع مكلّف به من إيران. وهذا ما يفسّر إلى حدّ كبير ذلك التوتر والتصعيد اللذين اتّسم بهما الخطاب. لم يكن طبيعيا أن يضع الأمين العام لـ”حزب الله” موقفه من السعودية بعيد انطلاق “عاصفة الحزم” في مرتبة أعلى من تصدّيه لإسرائيل في جنوب لبنان. ليس هناك من يستطيع تجاهل تضحيات “حزب الله” في وجه الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، وذلك قبل السنة 2000، حين قرّرت إسرائيل الانسحاب وتنفيذ القرار الرقم 425، الصادر عن مجلس الأمن في العام 1978 لأسباب مرتبطة بمصالحها لا أكثر. كان الانسحاب الإسرائيلي سببا كافيا كي يعلن “حزب الله” أنّه حزب لبناني وليس أداة إيرانية تستخدم حيث تدعو الحاجة إلى ذلك، أكان في سوريا أو لبنان نفسه أو العراق أو اليمن أو أيّ مكان آخر في المنطقة والعالم، خصوصا في البحرين.
كشفت “عاصفة الحزم” مشروع “حزب الله” في اليمن. تبيّن بكلّ بساطة، من خلال الخطاب الأخير لحسن نصرالله، أن الحزب متورّط في اليمن أكثر بكثير ممّا يعتقد، وعلى كلّ صعيد. هذا التورّط يفسّر إلى حدّ كبير مدى تضايق “حزب الله” من “عاصفة الحزم” التي، وإن جاءت متأخّرة، إنّما قضت على المشروع الإيراني في اليمن. هذا المشروع الذي لم يكن من هدف له سوى استكمال تطويق إيران للمملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى في الخليج.
من يستعيد المرحلة التي سبقت “عاصفة الحزم”، يكتشف أن إيران، مثلها مثل حسن نصرالله، كانت تعتقد أنّ العرب “تنابل” وذلك على حد تعبير الأمين العام للحزب. العرب ليسوا “تنابل”. على العكس من ذلك تصدّوا للمشرع الإيراني في اليمن الذي كان يستهدف السيطرة على البلد كلّه وتحويله مستعمرة، كما الحال حاليا في لبنان، حيث يقاوم الشعب اللبناني كلّ المحاولات الهادفة إلى القضاء على البلد ونشر البؤس فيه من أجل إخضاعه بشكل نهائي. وجد هناك من يساعد اليمنيين في المقاومة. هناك نواة لشرعية في اليمن ترفض الرضوخ لإيران. جاءت “عاصفة الحزم” بقيادة المملكة العربية السعودية لتفاجئ المشروع الإيراني الذي كان حسن نصرالله يلعب دور المتعهّد له. يروي صديق يمني، من العارفين بخبايا الأمور، أنّ اليمن كان إلى ما قبل سنوات عدّة مسؤولية الخارجية الإيرانية والاستخبارات و”الحرس الثوري” في الوقت ذاته. وجدت إيران أخيرا أن أفضل ما يمكن عمله هو تلزيم اليمن لـ”حزب الله” الذي زرع عناصر كثيرة في البلد منذ سنوات عدّة. عندما سيطر الحوثيون، “أنصار الله”، على صنعاء في الواحد والعشرين من أيلول ـ سبمتبر 2014، وجد من يعلن قيام نظام جديد في البلد. أعلن عبدالملك الحوثي زعيم “أنصار الله”، الذي كان يقلّد حسن نصرالله في تفاصيل التفاصيل، بما في ذلك رفع إصبعه لدى إلقاء خطبه، ولادة نظام جديد مستندا إلى “الشرعية الثورية”. انطلقت ميليشياته في كلّ الاتجاهات وصولا إلى باب المندب، ذي الأهميّة الإستراتيجية الاستثنائية، وإلى مدينة عدن، ذات الميناء المعروف تاريخيا، والمناطق المحيطة بها. قضت “عاصفة الحزم” على المشروع الإيراني في اليمن. هذا ما عكسه خطاب حسن نصرالله. وهذا ما جعله يفقد السيطرة على أعصابه والذهاب بعيدا في الحملة على السعودية، غير آخذ في الاعتبار مصلحة لبنان واللبنانيين من كلّ الطوائف والمذاهب والمناطق والطبقات الاجتماعية. بالنسبة إلى إيران، يظلّ اليمن بسبب قربه من السعودية أهمّ بكثير من فلسطين. يمكن المتاجرة بفلسطين وبالقضية وبالفلسطينيين أنفسهم في كلّ وقت وفي كلّ مناسبة، لكنّ السعودية تبقى شيئا آخر نظرا إلى أنّها قلعة عربية صامدة في وجه سقوط المنطقة. يبدو ذلك سببا كافيا كي يخرج الأمين العام لـ”حزب الله” عن طوره. يبدو واضحا أنّه أدرك أنه لم يعد قادرا على تنفيذ بنود الالتزام الإيراني الذي أخذه على عاتقه.
كان الأجدر بحسن نصرالله الاعتذار من إيران، نظرا إلى أنّه لم يتوقّع “عاصفة الحزم” بدل أن يصبّ جام غضبه على السعودية. ماذا تستطيع المملكة أن تفعل غير الدفاع عن أمنها وأمن دول الخليج قبل فوات الأوان؟ هل كان لديها خيار آخر غير هزيمة المشروع الإيراني الذي يستهدفها بشكل في اليمن؟

المعارضة الشيعية اللبنانية يعاديها الخصوم ويهملها الحلفاء
العرب/06 آذار/16
يعيش لبنان على وقع أجواء أزمة متفاقمة تذكّر البعض بفترة الحرب الأهلية (1975 – 1990)، فيما يذهب آخرون إلى اعتبارها أشدّ وقعا بالنظر إلى ملابسات الأزمة وتعقيداتها وارتباطها بالوضع الإقليمي العام وتغير معطيات كثيرة تحيط به؛ وكان متوقّعا أن تشتدّ الأزمة على لبنان كلما اشتدّ الوضع في سوريا. وضاقت الدائرة على لبنان، فكان لا بدّ من تدخل سعودي جديد، اختلف هذه المرة عن التدخل الذي أسفر عن نهاية الحرب الأهلية باتفاق الطائف، حيث فرضت الأحداث المترابطة في المنطقة وتداخل بعضها ببعض نتيجة السياسات الإيرانية وأيضا نتيجة ثغرات في السياسات السابقة للقوى الإقليمية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، مراجعة المواقف والتدخلات وطرق التعامل مع الملفات الإقليمية ومكوناتها والأطراف المعنية بها. وكما صرّح خبراء لـ”العرب” فإن الدولة الوطنية، في لبنان، وأيضا في دول عربية أخرى، فشلت في احتواء مكوّناتها، وهذا السبب وفّر موطئ قدم لطهران لتتغلغل في كثير منها إلى حد وجب تصحيح المسارات وتغيير السياسات واتخاذ قرارات حاسمة حتى وإن بدت صادمة للحلفاء قبل الخصوم.
العمامة تتغير ولبنان واحد
بيروت – قبل أيام انشغلت الأوساط اللبنانية بالبيان الذي وزّعته أوساط قريبة من حزب الله نقلا عن مصادر أمنية لبنانية يزعم أن الناطق الرسمي بإسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي بات يشرف بشكل دوري على ما يُنشر في موقع “جنوبية”.
أتى هذا الانشغال ليس لصدقية في مضمون البيان، بل علامة خطيرة من علامات موقف حزب الله المقبل من منابر الاعتراض داخل الطائفة الشيعية، والتي بدا أن اتهامها بالتعامل مع إسرائيل، يحضّر لتدابير لإسكات الأصوات الشيعية المتمردة على إرادة الحزب، من خلال إلصاق تهم العمالة والتخوين، وما يحمله مضمون هذه الاتهامات من تحريض داخل الطائفة الشيعية ضد أطراف شيعية معيّنة.
يدير موقع “جنوبية” الصحفي اللبناني علي الأمين نجل العلامة السيد محمد حسن الأمين، والذي يشكّل وشريحة واسعة داخل الطائفة الشيعية ظاهرة اعتراض حاد ضد حزب الله. كانت أصوات الاعتراض الشيعي جزءا أساسيا من حراك “14 آذار”، ولطالما كيلت لها النعوت تلو النعوت مقللة من أهمية جهدها ووقع مسعاها. فقد اتهمت أوساط الحزب أصحاب هذا الاعتراض بأنهم ليسوا شيعة، أو أنهم شيعة السعودية والقاعدة، ونعتهم السيّد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، بأنهم شيعة السفارة، غمزا من قناة السفارة الأميركية في بيروت.
على أن حالة الاعتراض الشيعي عانت من عزلتين مختلفتين، عزلة عن عامة الشيعة الملتفّين بقوة حول ما يطلق عليه بالثنائي الشيعي، حزب الله بقيادة نصرالله وحركة أمل بقيادة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وعزلة أخرى من خصوم حزب الله في لبنان، لا سيما المتجمعين تحت سقف “14 آذار”، ذلك أن هذا التحالف، وإن افتخر بوجود المعارضين الشيعة في صفوفه، إلا أنه اعتبرهم صوتا هامشيا، وأمعن في التعامل مع الثنائي التقليدي في عمليات إنتاج السلطة، سواء من خلال الانتخابات، البرلمانية والبلدية، أو من خلال تشكيل الحكومات.
لكن الإشكالية الأعقد هي التي واجهت شرائح الاعتراض الشيعي مع المملكة العربية السعودية، ذلك أن الرياض، والتي استثمرت الكثير في دعم حلفائها في لبنان، وفي مقدمهم تيار المستقبل وأحزاب مسيحية، لم تعر حالة الاعتراض الشيعي الأهمية الضرورية، مقابل الإمكانات الهائلة التي يتمتّع بها حزب الله. وبقي تعامل الرياض مع الشخصيات الشيعية المعترضة شكليا، لا يتجاوز، أغلبه، الدعوات التي توجه لشخصيات لبنانية لزيارة الرياض في مناسبات عامة. وإذا ما سجلت الأوساط المعترضة داخل الطائفة الشيعية دعما سعوديا معيّنا لخصوم الحزب، فإن ذلك كان يصل بشكل فردي ومزاجي تشوبه طقوس العلاقات العامة، وكثيرا تطال المنابر والأهداف الأقل تمثيلا لظاهرة الاعتراض عند الشيعة.
عندما يكون الصراع عربيا إيرانيا يتيح ذلك للمملكة العربية السعودية أن تتكلم باسم جميع المكونات العربية الإسلامية والمسيحية وتدافع عنها.في هذا الصدد وقف العلامة الراحل السيّد هاني فحص، وكان واحدا من الأصوات العالية المعارضة لحزب الله، على منبر أحد المؤتمرات التي دعي إليها في دولة خليجية، يشكر المنظمين على الدعوة الخجولة له لحضور المؤتمر، غامزا من أنّ اختياره ليكون آخر المتكلّمين في ذلك المؤتمر وفي ساعاته الأخيرة، يعكس رغبة تجميلية شكلية فقط لكسر الرتابة، من خلال حضور رجل دين شيعي. كان في ذلك يعبّر عن مرارة من تعامل الحليف بعد المرارة التي يعامله بها الخصم.
عتب على الرياض
مصطفى فحص، نجل السيّد هاني فحص باحث وكاتب سياسي يحمل لواء الاعتراض الذي حمله والده الراحل ويعبّر في حديثه لـ”العرب” عن حساسية العلاقة مع المملكة العربية السعودية وهو فوق ذلك يعتبر أن “العلاقة بين المعارضة الشيعية والسعودية علاقة جدلية أو معقدة أو مركبة”. يقول مصطفى فحص إنه “من طبيعة المملكة في السّنوات السابقة، أنها كانت تتجه للتعامل مع من كانت تعتقد أنهم يمثّلون البيئات أو الدول أو الجماعات، باعتبار أنها تتعامل مع الجهات الرسمية، وهذا ما جعل المملكة تستثمر مع أحزاب لبنانية شيعية اعتقدت أنه بالإمكان التعويل عليها من أجل استقرار لبنان، أو في صون العلاقة الهادئة مع المملكة. لكن عندما اضطربت الأمور، ووصلت إلى هذا الحدّ، ذهبت هذه الأحزاب والشخصيات إلى عصبيّاتها المذهبية والطائفية وكأنّ كل العلاقة الإيجابية التي بنيت مع السعودية ودول الخليج لم تكن”. يعبّر الباحث السياسي الدكتور حارث سليمان عن عتب على السياسة السعودية مذكّرا بسلسلة من الحلقات التي أوصلت الأمور إلى مآلاتها الراهنة. يعتبر سليمان “أنه، وبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فإن مجمل السياسات السعودية التي تم تنفيذها من قبل تيار المستقبل وبعض قوى 14 آذار، سواء هذه القوى كانت تريد هذه الخيارات أو كانت تنفّذ بطلب سعودي، كانت أيضا لا تستشعر الخطر الحقيقي من هذه السياسات ومن تنامي حزب الله في لبنان”. ويذكّر الدكتور سليمان، وهو أيضا عضو اللجنة التنفيذية في حركة التجدد الديمقراطي، بـ”التسوية التي عقدت عام 2005 مع حزب الله، فأصبح الحزب شريكا في الحكومة، وهو لم يدخلها أيّام الوصاية السورية. كان هذا برضى سعودي إيراني وبرضى 14 آذار”. ويضيف سليمان أنه “أتت محطة التحالف الرباعي بعد ذلك، والذي عمليا استبعد المكوّن الشيعي الذي شارك في ثورة الأرز وفي انتفاضة 14 آذار، وذهب للاعتراف بحزب الله وحركة أمل بأنها يمثلان كل الشيعة. مما جعل حزب الله يستطيع التحدث باسم طائفة بأكملها وأن يتمترس داخل هذه الطائفة ويجعلها له غطاء، ليس سياسيا، وإنما غطاء مذهبيا”.
العلامة السيد علي الأمين: ليس لإيران ولاية على الشيعة
دفع مفتي صور السابق العلامة السيّد علي الأمين ثمن مواقفه المعارضة لحزب الله، فأخرج من مقره ومن منطقته ومن منصبه، لكنه واصل إعلاء الصوت ضد حزب الله وممارساته. وقد توجهت “العرب” بسؤاله حول طبيعة علاقة الشيعة العرب مع أوطانهم ومع إيران، فأجاب “الموقف السياسي المعتمد عندنا على الموقف الفقهي أن الشيعة في أوطانهم جزء لا يتجزأ من شعوبهم، ولا يجوز أن تكون لهم مشاريعهم السياسية الخاصة، ولا يجوز أن يكون لهم ارتباط خارج أوطانهم على حسابها. وما يمكن أن يوجد بين الشيعة في العالم هو روابط مذهبية بين الشيعة في لبنان والشيعة في إيران، أو روابط بين شيعة الكويت والعراق، أو شيعة البحرين والسعودية، وغيرها. ولكن هذه الروابط لا تكون على حساب الأوطان. الرابط المذهبي هو عبارة عن علاقة ثقافية ومودة واحترام، ولا يعني أبدا رابطا سياسيا على حساب الأوطان. والعلاقات في رأينا بين الدول يجب أن تكون من دولة لدولة. فشيعة الكويت هم كويتيون قبل أن يكونوا شيعة، وكذلك في لبنان والبحرين والسعودية وغيرها، ومشروعهم السياسي يجب أن يكون مشروع وطنهم وشعبهم، وأن يكون منبثقا من مصلحة وطنهم، وليس من مصلحة طائفية أو مذهبية، ولا يصح الارتباط بمشاريع خارجية.
والمشكلة التي أوجدت إشكالية بين الشيعة ومحيطهم وشركائهم في الأوطان أن بعض الأحزاب الموجودة في لبنان أو الخليج تحاول أن تجعل العلاقة بينها وبين إيران مباشرة، وهذا خطأ فادح. لأن العلاقة يجب أن تكون بين دولة ودولة، وليس بين طائفة ودولة، أو حزب ودولة. لسنا ضد أن يكون لشيعة لبنان مثلا علاقة ما مع إيران، ولكن يجب أن تكون من خلال الدولة اللبنانية. ما يحصل من مشكلات سببها بعض الأحزاب والجمعيات التي تحاول أن تجعل لنفسها ارتباطات خارج حدود دولها مبنية على أسس مذهبية، وهذا خطأ كبير. وقد تكون حجة هؤلاء أن مرجعيتهم الدينية في إيران على أساس ولاية الفقيه، ولكن ولاية الفقيه ليست مرجعية دينية للشيعة في العالم، وهي أصبحت نظاما سياسيا في إيران يترأسه الولي الفقيه وهو مرجعية سياسية لشعبه ونظامه، والعلاقة معه هي علاقة سياسية وليست دينية ويجب أن تكون من خلال الدول، ولا يصح أن تحدد الأحزاب والطوائف تلك العلاقة، وإنما ترعاها القوانين والأنظمة. من هنا لا يصح أن يقال إن العلاقة مع الولي الفقيه هي علاقة الإنسان الشيعي مع المرجعية الدينية. والشيعة عبر العصور كانت لهم علاقة مع المرجعيات الدينية في العراق أو إيران، ولم تكن هذه الإشكالية قائمة. كانت مجرد علاقة دينية روحية. أما الآن، فإن مرجعية الولي الفقيه ليست دينية فقط، وإنما تعتبر ولاية الفقيه هي قيادة النظام الإيراني الذي لديه طموحات في المنطقة. والولي الفقيه هو رأس السلطة.
وولاية الفقيه السياسية برأينا ليست عابرة للحدود والقارات، بل هي ضمن الأراضي الإيرانية فقط. وليس لإيران ولاية على الشيعة في أيّ دولة أخرى، إنها ولاية على مواطنيها، فالولي الفقيه إذا اختاره الشعب في إيران حاكما، تكون ولايته على الشعب الذي اختاره. أما نحن الشيعة في لبنان والكويت والعراق والبحرين والسعودية فلم نختره حاكما، نحن اخترنا أنظمتنا السياسية وحكوماتنا والولاية علينا هي لهذه الأنظمة وللحكومات. وليس علينا أيّ ولاية من إيران وحاكمها”. يستفيض سليمان في التذكير بما حصل في الدوحة “من مشاركة سعودية قطرية أميركية، حيث تمّ الاعتراف بحقّ الفيتو لحزب الله داخل مؤسسة المجلس” والضغط على تيار المستقبل لإهمال خيار شخصية مرموقة هو باسم السبع وإمكانية انتخابه بديلا عن نبيه بري لرئاسة مجلس النواب.
يسرد الدكتور حارث سليمان سلسلة لا تنتهي لا سيما تلك التي جرت “بعد انتخابات 2009 التي فاز بها تحالف 14 آذار، حيث طُلب من سعد الحريري أن يمدّ يده إلى حزب الله للمشاركة في الحكومة، كما أُجبر على الذهاب إلى دمشق والنوم في قصر قاتل والده”.
وفي ما يسرده سليمان، يضيف مصطفى فحص، وهو أيضا عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار، ما يعكس إهمالا سعوديا لخيارات داخل الطائفة الشيعية بديلا، أو حتى موازيا، للثنائي الشيعي التقليدي. يقول فحص “إن المعارضة الشيعية اللبنانية التي وجدت قبل عام 2005، عام اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتي تعارض الثنائية الشيعية المسيطرة، لم تحظ بأيّ إيجابية حقيقية أو احتواء أو تعامل من قبل السعودية أو من دول الخليج أو من دول عربية أخرى”.
ويخفّف فحص من وطأة هذا العتب مضيفا “أنا لا ألوم المملكة ولا ألوم الشّيعة المعارضين لكنّي أعتقد أنه المملكة لم يكن لديها مشروع، حتى، للسنّة سابقا ليكون لديها مشروع للشيعة في لبنان. ورأينا في السنوات الأخيرة ما جرى للحالة الداخلية لتحالف 14 آذار وتيار المستقبل، وكم تمّ إضعاف سعد الحريري لدرجة إشاعة أنه غير مرغوب فيه في الرياض”.
يقول الدكتور حارث سليمان إن خيارات السعودية وتحالف “14 آذار” لم تثن المعارضة الشيعية عن الصمود والاستمرار في إعلاء صوتها، ويذكّر أنه “خلال تلك المراحل كان صوت الاعتراض الشيعي يتمظهر عبر حركات وشخصيات كثيرة. في 7 أيار برزت ردّة فعل السيّد علي الأمين مفتي صور الذي تمّ إخراجه من مقره وإبعاده ولم يجر احتضانه. ثم بعد ذلك جرى اعتراض شيعي كبير تجمع في الكومودور، ومع ذلك ورغم صدور بيان عن مئة شخصية شيعية ضد ممارسات حزب الله يدعم الجيش ويدعم الدولة ويريد الدولة المدنية، لم يلق هذا التجمع أيّ دعم ولم يجر أيّ تعامل معه. بعد انطلاق الثورة السورية تحرّك الاعتراض الشيعي، من خلال الشيخ صبحي الطفيلي، الأمين العام السابق لحزب الله، والذي جاهر باستنكار مشاركة حزب الله في سوريا والتحرك لتوعية حزب الله والرأي العام الشيعي. ثم الشيخان الجليلان المرجع السيّد محمد حسن الأمين والسيّد هاني فحص اللذان أصدرا وثيقة سياسية وفكرية حول الموقف الشيعي من تورط حزب الله في سوريا. تعرضت شخصيات الاعتراض لحملات التخوين لا سيما تلك الصحفية التي توّلتها جريدة الأخبار القريبة من حزب الله”.يقول سليمان في معرض آخر إنه تم تشكيل تجمع لبنان المدني، وهو يضم شخصيات من طوائف مختلفة بثقل شيعي، وأيضا لم يتم التعامل معه ولم يتم احتضانه من أحد. ورغم تصاعد وتيرة الاعتراض الشيعي، يلاحظ سليمان “فوجئنا منذ أشهر بما قاله الصحفي السعودي داوود الشريان من أن لا اعتراض شيعي على سياسة حزب الله، وكأنهم لا يرغبون أن يروا هذه المعارضة الشيعية”.
قلق شيعي
من حديث الدكتور سليمان يرشح ما يفيد أن حالة الاعتراض تحتاج إلى دعم واحتضان وسقف عربي إذا ما أريد لهذا الاعتراض أن يقاوم الهيمنة الإيرانية على الشيعة في لبنان، فإمكانات حزب الله، حسب ما يراه، “لا تقتصر على الدعم الإيراني الكبير، بل أيضا على إمكانات الدولة اللبنانية، ذلك أن الوزارات والمؤسسات تُسخّر لتأمين خدمات يجيّرها الحزب داخل الطائفة الشيعية لتحسين وضعه واستدرار عطف الناس عليه. واستطاع الحزب أن يحوّل مال البلديات إلى مال سياسي وزعه على محاسيبه وفي سبيل خططه السياسية والانتخابية، حتى أن مؤسسة USAID الأميركية كانت تموّل مشاريع لصالح بلديات يسيطر عليها حزب الله”.
ويطالب مصطفى فحص “بتصحيح العلاقة بين الشّيعة ودولهم الوطنية. حقّ المواطنة هو حقّ للجميع. هناك دائما قلق شيعي مردّه أن دولنا الوطنية فشلت في احتواء مكوّناتها، وهذا السبب وفّر موطئ قدم لطهران لتتغلغل في كثير من الدول العربية حيث العلاقة متوتّرة بين الدولة وبين الشيعة”.
ويرى فحص أنه “على السعودية أن تدعم المعتدلين من السنّة كما الشيعة، ولا خيار أمامها إلا دعم الاعتدال والقيام بخطوات جبارة وجريئة في البحرين وفي السعودية وفي أيّ مكان عربي من أجل دعم الاعتدال الشيعي في هذه المنطقة، وإلا فإنّ هناك مزيدا من التأزم ومن الصائدين في الماء العكر الذين سيستغلون هذه الظروف ضد المملكة لتتحول الأزمة إلى سنية شيعية وليست عربية إيرانية، وهذا ما يريح طهران ويدفع كل الشيعة إلى حضنها. وفي السياق الحالي يرى الدكتور حارث سليمان أن “السعودية محقّة في تقديرها وتوصيفها للخطر الإيراني على المنطقة، ومحقّة في مجابهة هذا الخطر في كل الأماكن، سواء في اليمن أو في سوريا أو في العراق.. الخ. لكن السّياسة السعودية قبل ‘عاصفة الحزم’ كانت قد أدارت الظهر لهذا الخطر الإيراني في مواقع عديدة، لا سيما في العراق في مواجهة ما كان يسمّى بالتواطؤ الأميركي الإيراني في العراق، وتمّ تسليم العراق إلى إيران لقمة سائغة بعد احتلاله من قبل الأميركيين. ثم أخطأت في سياستها اللبنانية، بمعنى أن الوصاية السورية التي فرضت على لبنان خلال ثلاثين سنة كانت تتمتع برضى سعودي، ما مكّن إيران وسوريا من بناء منظومة كبيرة عسكرية سياسية إعلامية جماهيرية جعلت من حزب الله رقما صعبا في الساحة اللبنانية”.
تصحيح المسار
يشاطر فحص سليمان في هذا السياق ويقول “تأخرت الرياض عن العراق عشر سنوات، وهذه السياسات جعلته بيد طهران. تأخرت الرياض عشر سنوات عن دعم وتطمين واستقطاب المعارضة الشيعية في لبنان فدفعت الشيعة بأن يكونوا الآن في غالبيتهم بيد حزب الله وطهران”. يضيف فحص قائلا “الآن لا بد للأمور أن تتغير. السعودية مطالبة بأن تحمي جبهتها وبأن لا يذهب الكلام إلى صراع سنّي شيعي وأن يكون الكلام هو صراع عربي إيراني. فعندما يكون الصراع عربيا إيرانيا يتيح ذلك للمملكة أن تتكلم باسم جميع المكونات العربية الإسلامية والمسيحية وتدافع عنها”. يعود الدكتور سليمان إلى لبنان ليلاحظ بأنه “اليوم نرى استفاقة من سياسة أدارت الظهر لهذا الخطر. النهج الجديد اليوم يريد أن يحمّل لبنان وزر هذه السياسة. في الحقيقة وصل لبنان إلى هنا لأن هناك خللا في ميزان القوى وليس هناك توازن سياسي وعسكري واستراتيجي في لبنان. بين حزب الله وحلفائه والقوى المناهضة له. لذلك فإن الوعي بخطورة حزب الله والنفوذ الإيراني يتطلب إعادة النظر بالسياسات التي أوصلتنا إلى هنا. ما يتطلب وضع مشروع سياسي وخطة حقيقية عربية لتعديل ميزان القوى الداخلي في لبنان وفي الثورة السورية وتعديل ميزان القوى الإقليمي”. والواضح أن عتب المعارضة الشيعية يأخذ هذه الأيام أشكالا تتسق مع تبدّل المزاج السعودي إزاء لبنان، بحيث أن شريحة الاعتراض الشيعي تشعر أن الرياض تستجيب لخطاب المعارضة الشيعية، التي لطالما دعت للتعامل بحزم ووضوح لمقاومة تغوّل حزب الله ووقف التعامل معه بصفته حالة تمثيلية قدرية لا طائل من مواجهتها، إلى درجة تفاقم الأمور ووصولها إلى حدّ المواجهة التي تخوضها السعودية بالتضامن مع دول الخليج ومع الدول العربية، والذي تمثّل مؤخرا بالتطور النوعي من خلال اعتبار حزب الله منظمة إرهابية. في ذلك تفريق رسمي علني من قبل البيئة العربية بين الشيعة العرب وشيعة إيران”.