السعودية توقف مساعداتها للجيش اللبناني: «حزب الله» يصادر قرار الدولة ويمارس الإرهاب وترحيب خليجي وتوجه لاتخاذ إجراءات تصاعدية تبلغ حد قطع العلاقات

185

السعودية توقف مساعداتها للجيش اللبناني: «حزب الله» يصادر قرار الدولة ويمارس الإرهاب وترحيب خليجي وتوجه لاتخاذ إجراءات تصاعدية تبلغ حد قطع العلاقات
*الرياض: وقفنا إلى جانب لبنان بكل طوائفه فقوبلنا بمناهضة مسيئة على المنابر العربية والدولية
* بيروت امتنعت عن إدانة الاعتداءات على سفارة المملكة في طهران رغم استنكار كل دول العالم
* «حزب الله» يقود هجمة سياسية وإعلامية ضد المملكة ويمارس الإرهاب بحق الأمتين العربية والإسلامية
* لن نتخلى عن الشعب اللبناني وسنستمر في مؤازرته لأننا على يقين أن تلك المواقف لا تمثله
* الإمارات: قرار بيروت مختطف وعلى اللبنانيين إعادة لبنان لعروبته بعيدا عن التأثيرات الإيرانية

السياسة/20 شباط/16
الرياض – عواصم – وكالات:
أعلنت المملكة العربية السعودية امس ايقاف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بسبب «المواقف اللبنانية التي لا تنسجم مع العلاقات الاخوية ومصادرة «حزب الله» لارادة الدولة»، في خطوة هي الثانية من نوعها بعد اغلاقها البنك «الأهلي التجاري» في لبنان، وسط مخاوف من سلسلة اجراءات من المتوقع ان تتخذها المملكة تجاه بيروت والمقيمين اللبنانيين فيها ردا على تمادي الحزب في استهداف المملكة وانجرار عدد من المسؤولين الرسميين خلفه.
واذ أعلنت الامارات العربية المتحدة عن تأييدها الكامل لقرار المملكة في اعقاب تكرار المواقف السلبية اللبنانية تجاه الاجماع العربي، رحبت أوساط خليجية بالقرار وأبلغت «السياسة» عن توجه خليجي لاتخاذ «إجراءات عدة ضد لبنان بهدف الضغط على المسؤولين اللبنانيين ودفعهم للوقوف في مواجهة النفوذ الايراني ومنع طهران من استخدام بيروت منصة للهجوم على المملكة ودول الخليجي، او استغلال وتجنيد اللبنانيين المتواجدين في دول «التعاون» لزعزعة الاستقرار في دول المجلس».
واوضحت ان «دول التعاون تدرس سلسلة من الخطوات التدريجية التي قد تصل الى قطع العلاقات الديبلوماسية مع بيروت فضلا عن قطع العلاقات التجارية والاقتصادية وطرد المقيمين والتجار الذين يمولون انشطة ومؤسسات الحزب».
وكانت وكالة الانباء السعودية نقلت عن مصدر سعودي القول في تصريح له ان المملكة «دأبت وعبر تاريخها على تقديم الدعم والمساندة للدول العربية والإسلامية حيث كان للبنان نصيب وافر من هذا الدعم والمساندة»، مبينا انها «وقفت إلى جانب لبنان في كل المراحل الصعبة التي مر بها وساندته دون تفريق بين طوائفه وفئاته وهو أمر يعرفه جميع اللبنانيين ولسنا بحاجة إلى التدليل عليه»، مستشهدا بما أعلنته من دعم للجيش اللبناني وقوات الأمن الداخلي اخيرا.
وأوضح انه على الرغم هذه المواقف المشرفة فإن المملكة «تقابل بمواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر العربية والإقليمية والدولية في ظل مصادرة ما يسمى حزب الله اللبناني لإرادة الدولة كما حصل في مجلس جامعة الدول العربية وفي منظمة التعاون الاسلامي من عدم إدانة الاعتداءات السافرة على سفارة المملكة في طهران والقنصلية العامة في مشهد التي تتنافى مع القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية والتي حظيت بتنديد من جميع دول العالم ومن مجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية الأخرى فضلا عن المواقف السياسية والإعلامية التي يقودها ما يسمى حزب الله في لبنان ضد السعودية وما يمارسه من إرهاب بحق الأمة العربية والإسلامية».
وبين المصدر أن «السعودية ترى أن هذه المواقف مؤسفة وغير مبررة ولا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين ولا تراعي مصالحهما وتتجاهل كل المواقف التاريخية للمملكة الداعمة للبنان خلال الأزمات التي واجهته اقتصاديا وسياسيا»، مشيرا الى انه في ظل هذه الحقائق فإن «المملكة قامت بمراجعة شاملة لعلاقاتها مع الجمهورية اللبنانية بما يتناسب مع هذه المواقف ويحمي مصالح المملكة».
وذكر انها «اتخذت قرارات عدة منها إيقاف المساعدات المقررة من المملكة لتسليح الجيش اللبناني عن طريق الجمهورية الفرنسية وقدرها ثلاثة مليارات دولار اضافة الى إيقاف ما تبقى من مساعدة المملكة المقررة بمليار دولار أميركي المخصصة لقوى الأمن الداخلي اللبناني»، مؤكدا ان «السعودية وقد عملت كل ما في وسعها للحيلولة دون وصول الأمور إلى ما وصلت إليه لتؤكد في الوقت ذاته وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني بكل طوائفه وأنها لن تتخلى عنه وستستمر في مؤازرته وهي على يقين بأن هذه المواقف لا تمثل الشعب اللبناني».
واختتم المصدر بالقول ان المملكة «تقدر المواقف التي صدرت من بعض المسؤولين والشخصيات اللبنانية بمن فيهم رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام والتي عبروا من خلالها عن وقوفهم مع المملكة وتضامنهم معها وتعرب عن اعتزازها بالعلاقة المميزة التي تربط المملكة بالشعب اللبناني والتي تحرص المملكة دائما على تعزيزها وتطويرها».
على خط مواز، أعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الاماراتية عن تأييدها الكامل لقرار السعودية،معتبرة ان القرار جاء في اعقاب تكرار المواقف السلبية اللبنانية تجاه الاجماع العربي بصورة واضحة ومسيئة ومثيرة للاستياء والاستغراب رغم التواصل مع الجهات اللبنانية المعنية.
ورأت الوزارة الاماراتية في بيان صحافي ان القرار اللبناني الرسمي بات مختطفا ضد مصلحة لبنان ومحيطه العربي كما يبدو واضحا من هيمنة ما يسمى بـ «حزب الله»، مشيرة الى انه «على الرغم من الدعم التاريخي والتقليدي للمملكة ودول التعاون للبنان واحتضانها للبنانيين ليكونوا جزءا اصيلا في مسيرة التنمية والازدهار على مدى السنوات الماضية ووقوفها الى جانب لبنان في الظروف الصعبة التي مر بها فاننا وللاسف نرى هذه التوجهات السلبية التي لا تعبر عن توجه غالبية اللبنانيين».
وختمت بدعوة لبنان واللبنانيين في الوقت ذاته الى اعادة لبنان الى محيطه العربي بعيدا عن التأثيرات الايرانية التي يتبناها ما يسمى بـ «حزب الله».
كما أيدت البحرين قرارات السعودية واجراء مراجعة شاملة على العلاقات مع لبنان، معتبرة ان قرار المملكة «يعكس حرصًا كبيرا على الشعب اللبناني لكي لا يكون أسيرا لإملاءات من قبل أطراف خارجية ولهيمنة «حزب الله» الإرهابي الذي بات متحكمًا في القرار الرسمي للبنان ويقوم بتوجيهه على نحو مخالف لمصالح الشعب اللبناني وارتباطه الأصيل بمحيطه العربي».
واعربت عن تطلعها الى ان «تعيد الجمهورية اللبنانية حساباتها وتراجع مواقفها وتردع حزب الله الإرهابي وتوقف ممارساته المرفوضة، وتنتظم مرة أخرى بالصف العربي حتى لا تكون ثغرة ونقطة ضعف للأمة العربية في وقت يتطلب حشد كل الطاقات وتقوية منظومة العمل المشترك وتوحيد المواقف والرؤى كي يتجاوز الجميع هذه المرحلة الصعبة والدقيقة التي تمر بها المنطقة، ومن أجل التغلب على التهديدات التي تواجه الدول العربية وتحقيق تطلعات شعوبها في الأمن والسلم والاستقرار وفق أسس قوية وراسخة».