د. مصطفى علوش لراديو الشرق: المسألة ليست أنّ حزب الله يريد ميشال عون للرئاسة إنما المسألة أنّه لا يريد الرئاسة في الوقت الحالي/أحمد الأسعد: في الإتجاه الصحيح

307

د. مصطفى علوش لراديو الشرق: المسألة ليست أنّ حزب الله يريد ميشال عون للرئاسة إنما المسألة أنّه لا يريد الرئاسة في الوقت الحالي
21 كان الثاني/16

القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش رأى أنّ المسألة ليست أنّ حزب الله يريد ميشال عون للرئاسة إنما المسألة أنّه لا يريد الرئاسة في الوقت الحالي لأنّ الظروف هي لتغيير النظام بأكمله , وإذا كان هناك من رئيس منتخب قريب من حزب الله ويتبنّى سياسته فإنّ إمكانية تغيير جذري في قواعد النظام لمصلحة حزب الله ليشرعن وجوده بشكل نهائي تصبح من المستحيلات أو صعبة جداَ , لذلك هذا الرهان منطقي ومعقول
وحول ورقة البنود العشرة التي أعلنها د سمير جعجع سمعنا مصادر من حزب الله تقول إنها لا تضرّ كما هي ولا تتناقض مع سياسة الحزب قال : هناك بندان أو ثلاثة تعني حزب الله بشكل مباشر وهو يعتبر أنّه عندما يتكلمون عن منظومة أخرى وبسط الشرعية على الأراضي اللبنانية فهو يعتبر أنه سلطة شرعية وعندما يتحدثون ذهاباَ وإياباَ إلى سوريا فهو يعتبر أنّ الموضوع مؤقت وقد يأتي وقد لا يضطر فيه إلى الذهاب والإياب , عملياَ هذا هو طبع حزب الله وقد مارسه على مدى سنوات طويلة وسوف يستمر إلى أن تأتي لحظة الحقيقة التي يعلن فيها عن نواياه , المهم هو أن ما طرحه جعجع هو إذا كان هناك رغبة في تغيير المنظومة القائمة فليطرحها حزب الله وإذا كان السيد يريد تغيير التركيبة الحالية فليطرحها ولنناقشها على هذا الأساس
سئل : هل يستطيع حزب الله إيصال ميشال عون إلى بعبدا ؟
أجاب : ليس بالضرورة فالمنطق يقول إنه حقيقة يمكنه أن يضغط على كل حلفائه وإنه يذهب إلى مجلس النواب على هذا الأساس , لكن كل التقديرات حتى الآن لا تعطيه 65 صوتاَ وعلى الجنرال أن يقنع كتلاَ أخرى
سئل : هل فاجأك الكلام عن سلّة متكاملة قبل إنتخاب الرئيس في أوساط حزب الله ونقلاَ عن الرئيس بري ؟
أجاب : أنا أتوقع ذلك سلّة تفاهمات يعني عملياَ أن يأتي ريس يسلّم مسبقاَ بكل ما يريده الحزب عسكرياَ وأمنياَ وسياسياَ
سئل : هل تعتقد أن حزب الله يمكن حمل فرنجية أو العماد عون كي ينسحب للمرشح الآخر أم أنه سيصطدم بعنادهما ؟
قال قيادي المستقبل د علوش : حسب التصريحات التي سمعتها من فرنجية أفهم أنّ حزب الله لم يطلب منه الإنسحاب بشكل مباشر , هناك من سيؤيد فرنجية إلى النهاية وهناك من سيؤيد العماد إلى النهاية وعندها يكون النزول إلى المجلس هو الأساس
سئل : حاول د جعجع من خلال حديثه تخفيف وقع ما حصل في معراب على قوى 14 آذار قيادة وجمهورياً وأهدافاَ فما رأيك ؟
أشار د علوش إلى أنّ هناك عند جعجع كما عند المستقبل وكل قوى 14 آذار أنّ مستقبل لبنان ووجوده يعتمد على تماسكها وإستمرارها على الرؤية الإستراتيجية لهذا البلد , إنّ د جعجع يعلم الإتفاق مع عون دون أن يكون قد ذهب إليه كل قوى 14 حتى لو لم يتفق معه على إسم الرئيس يبقيه في وضع ضعيف وهشّ مقابل القوى المتقابلة ليس فقط في لبنان إنما إقليمياَ
ولدى سؤاله هل هدف د جعجع هو نقلة إستراتيجية أم هو منطق الأقليات رأى أنه يفضّل أن يكون نقلة إستراتيجية وخطوة تكتيكية , ولدى نقاشات طويلة مع كثيرين من قيادة القوات وبالأخص مع د جعجع فهمت أنّ حلف الأقليات بالنسبة له يعني دمار المسيحيين لأنه سيخلق مجموعات صغيرة تواجه أكثريات تحيط بها وتبقى في صراع دائم للحفاظ على كيانها ووجودها وهذا يعني الدمار الكامل , وأريد أن أؤكد أنّ د جعجع وكل القوى المسيحية في 14 تريد أن يبقى لبنان تعددياَ
كذلك رأى أنّنا في وضع دقيق تكون فيه كل الخيارات التكتيكية في مكان ما خاطئة ولا تؤدي إلى نتيجة مفيدة للطرف الذي يأخذها أو الجهة التي ينتمي إليها , لذلك نعم هناك خيارات خطيرة وقد تؤدي إلى إشكالات أكثر مما هي حلول
وعن الفرق بين عون وفرنجية قال : كنت أفضّل أن تكون المفاضلة بين وسطي وآذاري ليتبوأ الرئاسة خارج ما يلتزم به عون أو فرنجية ولن أدخل في مفاضلة بين الإثنين
سئل : هل إنتصر منطق حزب الله الذي يقوم على العصبيات ؟
أجاب : حزب الله يبقى كذلك ويرتكز على هذه المقولة وهذا الواقع الذي جعل لبنان أن يكون مسرحاَ لحروب أهلية وتدمير هذا البلد لمصلحة الآخرين

 

في الإتجاه الصحيح  
أحمد الأسعد/المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني/21 كانون الثاني/16
وأخيراً فعل الدكتور سمير جعجع ما كان يجب أن يفعله قبل سنة ونصف سنة، بإعلانه تبنّي حزب القوات اللبنانية ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.
نحن في “الإنتماء اللبناني” طالبنا بهذه الخطوة على مدى السنة ونصف السنة من الشغور الرئاسي، لكنّ دعواتنا لم تلق الصدى المطلوب. على كل حال، ومع أن سنة ونصف سنة ضاعت من عمر لبنان، فمن الأفضل أن يأتي الوعي متأخرا من ألا يأتي أبداً.
إن مطالبتنا بانتخاب عون لم تكن من باب إعجابنا به وبسياساته، فنحن لا نرتاح إلى السياسيين الذين يبدّلون مواقفهم واقتناعاتهم كما يبدّلون ثيابهم. فما كان العماد يقوله عن حزب الله عندما كان في فرنسا، يتناقض تماماً مع ما مواقفه الحالية وتموضعه الراهن. وما يحتاج إليه لبنان هو قبل كل شيء رجال دولة يمارسون السياسة وفق أخلاقيات ومبادىء واقتناعات وثوابت راسخة، لا يحيدون عنها مهما كانت الظروف صعبة.
رغم ذلك، ولأن أي سياسيّ ينبغي أن يكون دائما قادرا على أن يقرأ جيداً الظروف المحيطة به، دعَونا إلى تبني ترشيح عون لأننا أدركنا أنه الأقل ضرراً بين الخيارات المتاحة، في ظل الظروف التي يمر بها البلد، وفي ضوء المعطيات المحلية والإقليمية المتقاطعة.
صحيح أن عون متحالف مع حزب الله حالياً، ومحسوب ضمن فريق 8 آذار، لكنّ تاريخه السياسي لا ينتمي إلى هذا الخط، وهو بالتالي قادر على أن يبتعد عنه ويخرج من فلك حزب الله وداعميه الإقليميين ويعود إلى نهجه التقليدي والطبيعي إذا انتفت اسباب تحالفه المصلحي.
كذلك طالبنا به مَخرَجاً من الشغور، لأننا لمسنا أن لبنان لم يعد يتحمل الإستمرار بلا رئيس، والاقتصاد اللبناني قارَب الإنهيار في ظل هذا الخلل الخطير، وهو لا يمكن أن يستقيم ويستعيد بعضاً من نموّه ما لم تعُد الحياة إلى قصر بعبدا، لأن الثقة أساسية لنموّ الإقتصاد، ولا ثقة ببلد من دون رئيس.
بقيت دعواتنا صرخة في وادٍ، إذ أن فريق 14  آذار، يا للأسف، عاجزعن قراءة السياسة  بما فيه الكفاية من العمق من أجل اتخاذ القرارات المناسبة، وهذا هو سبب ما نحن فيه في لبنان حالياً.
وبسبب قصور الرؤية هذا لدى فريق 14 آذار، بات لبنان اليوم، بعد أكثر من عشر سنوات على ثورة الأرز، خاضعاً أكثر من أي وقت مضى لسيطرة  النظام الإيراني من خلال حزب الله. والمؤسف أكثر، يا للأسف أيضاً، أن مكوّنات فريق 14 آذار وقياداته لا تتعلمون من أخطائها.
لقد شقّ سمير جعجع طريق الحلّ، ومبادرته إلى ترشيح عون خطوة في الإتجاه الصحيح، وقد حان الوقت لكي يرتفع فريق 14 آذار إلى مستوى المرحلة وتحدياتها، ويسارع إلى سلوك هذه الطريق، والسير في هذا الخيار الجريء، قبل أن يفوت الأوان.