أحمد الأسعد: إيران حصن الديموقراطية وحزب الله حامي حرية التعبير/صبحي أمهز: الحوار الثنائي مستمر بحماية بري/ربيع سلامة: عون يستعد لزيارة معراب وجعجع لن يتبنى ترشيحه/بشارة شربل: لا ليست عنصرية

303

إيران “حصن الديموقراطية” وحزب الله “حامي حرية التعبير”
أحمد الأسعد/07 كانون الثاني/16
من يتابع ردود الفعل على إعدام الشيخ نمر النمر في المملكة العربية السعودية، يعتقد للوهلة الأولى أن المعترضين على هذا الإعدام، أي النظام الإيراني وحزب الله، هم من اشرس حُماة حقوق الإنسان في العالم، وأن الدول التي يحكمونها أو يتحكمون بها هي من معاقل الديموقراطية وحصونها!
هذا الأمر منافٍ للواقع طبعاً، فالعكس تماماً هو الصحيح. والمفارقة أن النظام الإيراني الذي يتهم الآخرين بالديكتاتورية، هو نفسه التجسيد الأبلغ لمفهوم الديكتاتورية. والغريب أن حزب الله الذي يتهم الآخرين بعدم قبول حق الآخر في التعبير عن الرأي، هو نفسه الذي يخوّن ويرهّب ويهدد ولا يتردد في إسكات أي رأي مخالف لتوجهاته وسياساته. لا شكّ في أن النظام الإيراني وحزب الله هما آخر من يحق له على هذه الأرض أن يدّعي الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير. فإذا لم تكن نموذجاً للالتزام بإشارات السير، لا تستطيع أن تطلب من  الآخرين أن يتوقفوا عند الإشارة الحمراء، ولا يحقّ لك أن تنتقدهم إذا لم يفعلوا. الأفضل لك بكل بساطة أن تصمت، لأن من كان بيته من زجاج لا يرشق الآخرين بالحجارة. وفي مجال الديموقراطية وحقوق الإنسان، بيت النظام الإيراني وحزب الله من زجاج بامتياز. وبالأرقام، وفقاً لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”، نفّذت السلطات الإيرانية أكثر من ألف عقوبة إعدام خلال الأشهر العشرة الأولى من 2015 أي أكثر من ثلاثة أضعاف معدل الإعدامات في أي دولة أخرى في العالم! ومع ذلك، لدى النظام الإيراني ما يكفي من الوقاحة للتحدث عن حرية التعبير وحقوق الإنسان وادعاء الدفاع عنهما. أما السيد حسن نصر الله، فتنطبق عليه تماماً مقولة “إذا لم تستح فافعل ما شئت”. فيا سيّد حسن، بربّك قل لنا: كيف تسمح لنفسك بالحديث عن إعدام نمر النمر، فيما شبّيحتك أعدموا هاشم السلمان ميدانياً في وضح النهار أمام السفارة الإيرانية قبل أكثر من سنتين، لمجرّد أنه جاء للتعبير عن رأيه؟ على من تضحك يا سيد حسن؟ لن تستطيع أن تخدع ملايين الناس الذين رأوا مسلحيك يصّفون هاشم السلمان أمام الكاميرات، فقط لأنه تجرأ على التظاهر أمام السفارة الإيرانية. إن اغتيال هاشم السلمان واحد من أمثلة كثيرة تفضح تناقضاتك و  تعبّر تماماً عن زيف ادعاءاتك. انت و النظام الإيراني برمتّه با سيد حسن آخر من يحق له أن يتكلم عن حرية التعبير

 

الحوار الثنائي مستمر .. بحماية بري
صبحي أمهز/المدن/الخميس 07/01/2016
لا تزال حدة الخطاب السياسي بين تيار “المستقبل” و”حزب الله”، تتجه إلى المزيد من التصعيد بعيد كلام رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، الذي قصد به رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، والذي قال فيه ان “من يعيش الإفلاس في ملاذه الذي يأوي إليه الآن، لا يجب أن يجد مكاناً له في لبنان”، الأمر الذي وضعه تيار “المستقبل” في إطار الهجوم غير المسبوق، والذي يستدعي قراءة جدوى الحوار مع الحزب. ويؤكد عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت لـ”المدن” أن “لا قرار نهائياً داخل الكتلة، حتى تاريخه، في موضوع البقاء أو الخروج من الحوار”، مشيراً إلى أن موضوع جدوى المشاركة في الحوار “قيد البحث داخل الكتلة وسيتخذ القرار خلال أيام”. وعلى الرغم من الإجماع داخل كتلة “المستقبل” أن الموقف النهائي من الحوار مع “حزب الله” لا يزال قيد التباحث، إلا أن هناك من يرى أنه بعيد التصعيد والتصعيد المضاد، أصبح الحوار في الوقت الراهن أكثر ضرورة من الوقت السابق، إذ يقول النائب السابق مصطفى علوش لـ”المدن” إن “سبب الحوار، في ما مضى، كان غامضا، أما الآن فقد أصبح أكثر وضوحا بعد اشتداد موجة الإحتقان إثر تصريحات رعد، التي يطرح حولها الكثير من التساؤلات”. ويكرر علوش أن “البحث داخل الكتلة لا يزال قائما، وان القرار النهائي سيتخذ خلال أيام”، لكنه لا يبدي تشاؤمه من التصعيد الداخلي، ويأمل ألا تذهب الأمور باتجاه المجهول، لأن تيار “المستقبل”، همه الأول والأخير الحفاظ على البلد، وبالتالي فان من يقرر التصعيد من عدمه هو الفريق الآخر، ممثلاً بـ”حزب الله”.
وفي هذا الإطار، يلفت علوش إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يقوم بمساع لتقريب وجهات النظر بين “حزب الله” وتيار “المستقبل”. ويقول: “مما لا شك فيه ان الرئيس بري كان ولا يزال صاحب المساعي للإبقاء على الحوار، لكن نجاح المساعي هذه يتوقف على مدى تجاوب حزب الله”. من جهته، لا يزال بري يرى ان الحوار الثنائي هو خشبة الخلاص الوحيدة من أجل إبعاد شبح التصعيد الإقليمي عن الداخل اللبناني. ويقول عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم لـ”المدن” إن “الرئيس بري يميل دائما إلى تفعيل الحوارات كلما ارتفع منسوب الخطاب السياسي التصعيدي، من هنا فإن الرئيس بري لا يزال يفعل قنوات الإتصال بين الأفرقاء ما يعني ان التفاؤل باستمرار الحوار في موعده لا يزال قائماً وان كل المعيقات والعقبات سوف يتم تذليلها”. وعلمت “المدن” من مصدر في عين التينة أن موعد الحوار الثنائي بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” في 11 من الشهر الجاري لا يزال قائما. ويقول المصدر إن بري “لا يزال يقوم بمساعٍ حثيثة لانقاذ الحوار الذي لا بديل عنه في ظل التصعيد الإقليمي الذي حصل”. أما “حزب الله”، والذي فتح معركته التصعيدية ضد تيار “المستقبل” عبر رعد، فان التكتم وعدم الإدلاء بأي تصريح رسمي هو سيد الموقف، إلا أن مصدراً مقرباً من مكتب النواب في الحزب يؤكد لـ”المدن” أن التواصل بين بري و”حزب الله” لا يزال قائما، وان الحزب أبلغه أنه لا يوجد قرار بمقاطعة أو إنهاء الحوار مع تيار “المستقبل”، لأن هناك قناعة داخل الحزب بضرورة إبعاد الساحة اللبنانية عن تطورات المنطقة، وذلك يكون عبر استمرار الحوار مع تيار “المستقبل”، تنفيساً للإحتقان المذهبي داخليا.

 

عون يستعد لزيارة معراب وجعجع لن يتبنى ترشيحه!
ربيع سلامة/جنوبية/ 7 يناير، 2016
تستمرّ الإتصالات بين الرابية ومعراب، اللقاءات بين أمين سر تكتل التغيير والإصلاح ابراهيم كنعان، ورئيس دائرة الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية ملحم رياشي، للتباحث في آخر التطورات، وخصوصاً في كيفية مواجهة مبادرة الرئيس سعد الحريري القاضية بترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة. تشير مصادر مطّلعة لـ”جنوبية” إلى أن الاستعدادات أصبحت جاهزة لعقد اللقاء بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون. ووفق ما تقول المصادر، فإن عون بصدد الذهاب للقاء جعجع في معراب، بعد الزيارة التي أجراها الأخير إلى الرابية حيث حصل توقيع إعلان النوايا بين الطرفين. وتلفت المصادر إلى أن هناك نقاط عديدة يجري التباحث بها بين الحزبين اللدودين، من أبرزها مسألة الإنتخابات الرئاسية، والبحث عن قانون إنتخابي مشترك فيما بينهما ويؤمن التمثيل العادل وبالإمكان حشد أصوات مؤيدة له في مجلس النواب. ولا تخفي المصادر، أن بند الرئاسة هو الطبق الأساسي على اللقاء المحتمل، لا سيما بعد كل التطورات المحلية والإقليمية التي جرت، وفي ظلّ تأكيد مختلف الأفرقاء أن مبادرة الحريري لم تسقط ولم تمت، بل هي موضوعة على رف الإنتظار وقوتها تنتطلق من إنعدام وجود أي طرح بديل لها. وتصف المصادر أن هذا اللقاء، سيأتي كرسالة موجهة إلى الجميع، بأنه عملية إستباقية لأي خيار قد يتخذه الأفرقاء الآخرون، وللتأكيد بأن الأفرقاء المسيحيين لا يتجاهلون مسألة الإنتخابات الرئاسية وضرورتها، لا سيّما في ظل الأوضاع الإقتصادية المتفاقمة. وعليه فإن هذا اللقاء سيكون بمثابة التحضر لمواجهة أي خيار لا يوافق عليه الطرفان لا سيما مسألة انتخاب فرنجية.
وفي وقت يتحدث الجميع عن إمكانية ترشيح جعجع لعون، إلا أن مصادر “جنوبية” تؤكد أن هذه المسألة مستبعدة إلى أقصى الحدود، وجعجع لن يلجأ إليها إلاّ بحال حشر في الزاوية حتى النهاية ولم يعد لديه خيار آخر، وتضيف المصادر إن جعجع أصبح على يقين بأن الإنتخابات الرئاسية أصبحت بعيدة المنال مجدداً، بسبب تنامي التصعيد السعودي الإيراني، وعليه لن يلجأ إلى إعلان تأييده ترشيح عون، أولاً كي لا يخسر مصداقيته ولا جمهوره. وعليه، فتؤكد المصادر أن اللقاء يأتي ضمن التباحث في مجمل الأمور، لا سيما على صعيد تعزيز ورقة إعلان النوايا ولا شك أن جعجع يحاول التلويح للجميع بأن علاقته الجيدة مع عون تستطيع عرقلة إنتخاب رئيس لا يوافقان عليه، من دون الإضطرار إلى إعلان ترشيح عون. وعلى صعيد آخر، فقد علمت “جنوبية” من مصادر خاصة، أن التيار والقوات، يحاولان صوغ قانون إنتخابي جديد، يستطيع تأمين صحة التمثيل، ويكون مقبولاً من جميع الأفرقاء، لا سيما بعد سقوط طرح الأرثوذكسي، وتشير المصادر إلى أن عون يتمسك بالقانون النسبي، فيما جعجع يفضّل قانوناً مختلطاً ما بين النسبي والأكثري، ليبقى خيار ثالث جانباً، يعتمد على أساس الدائرة الفردية.

 

لا، ليست عنصرية
بشارة شربل/07 كانون الثاني/17
يبدو ان الكلام عن العنصرية أصبح الموضوع الأسهل بالنسبة إلى “المثقفين” وبقايا اليساريين والقوميين. فهو مثل شتم اسرائيل “حكي ببلاش” ومردوده أكيد، ما دام هناك جمهور يهتف وقبضات مستعدة للارتفاع تأييداً لأي كلام شعبوي. كفى سخفاً ومبالغات. وكفى مزايدة ومتاجرة، تارة بالفلسطينيين وطوراً بالسوريين. والأنكى أن هذه العادة اليسارية التي كانت محمودة حين كانت تمارس عن حق، ورثها بعض أبناء الجيل الجديد. فترى هؤلاء يثورون ويتهمون بالعنصرية كل من لا يناسبهم رأيه، أو أي تصرف تقوم به الدولة لحماية حقها، مدعين الانتصار للضعفاء، فيما هم لم يتبرعوا بدولار واحد أو بكنزة تمنع البرد عن اللاجئين. الإجراءات التي اتخذها الأمن العام لضبط دخول السوريين ليست عنصرية ولا هي احتيال على الأشقاء حسبما تدعي جريدة الممانعة الأولى في لبنان والتي بزَّت “صوت الذين لا صوت لهم” في الترهات والتحريض. ويكفي ان يجتمع النظام السوري وادارة اوباما على القلق من الخطوة اللبنانية لتكتسب بعض الصدقية. من ينكر عبء مليون و200 ألف نازح هو جاهل وخبيث. ومن ينكر حق الدولة في أن تستفيق ولو متأخرة إلى وجوب تنظيم وجود السوريين هو إما غبي وإما أنه لا يريد للدولة أن تقوم بالحد الأدنى من واجباتها تجاه مواطنيها. ومن يعرف جيداً أن اللواء عباس ابراهيم صديق حميم لحزب الله وللسوريين وأنه مسؤول عن الاجراء الذي يتولاه، يحاول أن يتذاكى على اللبنانيين، حتى ولو كان السفير السوري علي عبد الكريم. وبالمناسبة فإن السفير العزيز لوح بمنع الشاحنات اللبنانية من العبور عبر أراضي سوريا، فتذكرنا أن هذا الإجراء كان معتمداً من قبل دولته العلية منذ استقلال لبنان الذي لم تعترف به، تارة لفرض اتجاه سياسي، وطوراً لمنع ضبط المسلحين، ودائماً لتذكير شعب الدولة الصغيرة بانه تابع لـــ “الأخ الأكبر” في كل حين. كفى عبثاً بمشاعر اللبنانيين. من حق وزير العمل حماية اليد العاملة اللبنانية. ومن حق الأمن العام معرفة الداخلين والخارجين على الأقل من الحدود الرسمية، ما دام عاجزاً عن إغلاق “الخطوط العسكرية” الشغالة لرمي الزيت على نار الحرب السورية، إضافة إلى أنه لا يريد. حان وقت الكلام المحترم والجدي. وانتهى زمن الدجل “الوطني” الذي ساهم في تدمير لبنان ولا يزال، تحت شعارات “عروبة لبنان” والقضية المركزية ورفض العنصرية، أو حماية المقاومة المقدسة في وجه إسرائيل، أو الأخوة السورية – اللبنانية، أو الشعب الواحد في دولتين! … يا عين. لبنان دولة ولها شعب ولها حدود ويقطنها مواطنون معروفون وليسوا مجهولين، وتستضيف أناساً مظلومين وليس أشباحاً ولا خلايا نائمة وساهرة داخل البيوت أو على نواصي الطرقات والأحياء. من لا يرى ذلك لا يريد إلا استمرار مشهد الفلتان والدولة المنتهكة والحدود السائبة والتطرف الديني والشباب الذي يهاجر. منع العنصرية يجب أن يبقى هاجساً دائماً لدى المثقفين وكل المواطنين. لكن رفع سيف التهمة في وجه الدولة بسبب إجراء الأمن العام الأخير، قمة في الانتهازية، خصوصاً أن معظم شاهري السيوف لهم تاريخ طويل في النضال تحت رايات المستبدين والانتهازيين.