عمـاد مـوسـى: الشيخ نمر النمر/عبدالله العلمي: حرق السفارات تخصص إيراني/داود البصري: جدار الصد السعودي الحازم

414

الشيخ نمر النمر
عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/05 كانون الثاني
أن يصدر عن وزارة الخارجية البريطانية أو عن أمين عام الأمم المتحدة السيد بان كي مون أو عن مملكة السويد أو عن الجمهورية الفرنسية، تنديدٌ شديد اللهجة بما خصّ إعدام الشيخ نمر النمر (56 عاماً) في السعودية، على خلفية قيادته احتجاجات في المنطقة الشرقية حيث تقطن الأقلية الشيعية و”إشعال الفتنة الطائفية” و”الخروج على وليّ الأمر”، فذلك كلّه من قبيل البديهيات، من قبل مجتمعات راقية في مجال حقوق الإنسان. لكن أن تندّد “خارجية” الجمهورية الإسلامية بـ”السياسة اللامسؤولة للحكومة السعودية”، وأن تهدِّد بأن المملكة “ستدفع بسببها ثمناً باهظاً”، وأن يعتبر الشيخ نعيم قاسم الحكمَ “علامة خزي ووهن للسعودية التي لا تتحمل رأياً مخالفاً”، فذلك مستغربٌ جداً على دولة وصل فيها عدد الإعدامات إلى الألف في عام واحد، أي ما معدله 3 أشخاص يومياً تم إعدامهم خلال 6 أشهر في مختلف السجون الإيرانية بحسب إحصاءات النصف الأول من هذا العام على ما جاء في تقرير مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في إيران أحمد شهيد، ناهيك عن التشنيع والقمع وأعمال التعذيب التي تطاول كل رأي سياسي مخالف (بالإذن منك شيخ نعيم)، وللجمهورية الإسلامية تاريخ مجيد في إعدام المثليين (جريمة فئة أولى)، ورجم المومسات، وسجن حتى الموت. وفي تموز الماضي، أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أن السلطات نفذت حكم الإعدام ضد 1900 شخص منذ استلام روحاني السلطة (2013)، يا روحي على هذا الحرص المستجد على الأرواح المتمرّدة والقيم الإنسانية وحرية الرأي المخالف! وكيّ لا يؤخذ التنديد بسياسة الجمهورية الإسلامية في مجال حقوق الإنسان وكأنّه ينمّ عن عدم إقراري بوجود تجاوزات في المملكة العربية السعودية وأيضًا في غيرها من دول المنطقة، فإنني أؤكد أنني من أشد المعارضين لعقوبة الإعدام، سواء نُفذت بمغتصب أو بمروّج مخدرات أو بمحرّض على فتنة أو بزعيم عصابة أو بصدّام أو بمن يوازيه. الإعدام جريمة دولة ونقطة على السطر. لكن الخطورة في إعدام الشيخ النمر – ويُقال إن العنف الذي مارسه لا يتعدى حدود العنف اللفظي – أنه سعّر المواجهات المذهبية السنّية – الشيعية، فانضمّ كل حلفاء الجمهورية الإسلامية وأدواتها في اليمن والبحرين ولبنان إلى التنديد بإعدام الشيخ النمر، وقد استوقفني بيان نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى (في لبنان الحبيب) الشيخ عبد الأمير قبلان الذي ذكر أن “إعدام الشيخ النمر إعدام للعقل والاعتدال والحوار”. حتماً لم يسمع سماحة الشيخ بالنمر ولا سمع أي من خطبه النارية! وما يلفتُ أن كل من استفظع الحكم الجائر ومن ندّد من حلفاء الجمهورية الإيرانية لم يقل كلمة في حقّ هتلر العصر الجديد العقيد السوري الملقب بـ”النمر”. مِقول القول: حقوق الإنسان والمرأة والطفل باتت للأسف وجهة نظر.

 

حرق السفارات.. تخصص إيراني
عبدالله العلمي/العرب/ 06 كانون الثاني/16
قطع السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران جاء صفعة مدوية ردا على عدة خروقات هوجاء قامت بها أو ساندتها طهران. آخر هذه الخروقات تصريحات إيران العدائية والتحريضية بشأن تنفيذ المملكة للأحكام الشرعية الصادرة بحق الإرهابيين. هذه التصريحات شجعت الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية السعودية، كما قال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير. إحراق سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد من قبل متظاهرين جاء بدعم من ميليشيات الباسيج الإرهابية التي تتحرك بإمرة النظام الإيراني. تاريخ إيران الدموي مليء بالأحداث المتطرفة والتدخلات السلبية والعدوانية في الشؤون العربية والخليجية، وخاصة في البحرين والسعودية. من الواضح للعيان أن الاعتداءات على السفارة السعودية في طهران تشكل انتهاكا صارخا لكافة الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية والأخلاقية. مازال العالم يتذكر كيف حولت الحكومة الإيرانية موسم حج العام 1987 في مكة المكرمة إلى مظاهرة سياسية سُفِكَت فيها الدماء. قطعت السعودية على إثرها العلاقات من طهران على أمل أن تتعظ الأخيرة. مازال العالم يتذكر جريمة طهران البشعة في مساندتها ودعمها للهجوم الإرهابي على المجمع السكني (أبراج الخبر) في السعودية عام 1996 والذي أسفر عن مصرع 19 جنديا أميركيا وإصابة 500 شخص.
المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أدلى بدلوه مُهددا السعودية بأنها ستواجه “النقمة الإلهية”، وهذه ليست أول مرة يُنَصِّبْ فيها خامنئي نفسه وصيا على البشر. تضامن البحرين والإمارات والكويت واليمن والأردن وتونس وقطر ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي مع السعودية بشأن الهجوم الذي تعرضت له السفارة السعودية في طهران ليس مستغربا. هكذا تعودنا من الإخوة العرب وفي الخليج في السراء والضراء. السبب الأول في تحريض طهران على حرق السفارة السعودية هو إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي نمر النمر. أتوقع أن وسائل الإعلام قد أشبعت الأمر نقاشا وتحليلا، فالنمر تم إعدامه و46 آخرين بتهم تتعلق بالإرهاب بعد أن تمت مراجعة قضاياهم من قبل 13 قاضيا في جميع مراحل التقاضي المتعارف عليها في السعودية. من الواضح أن السعودية قطعت العلاقات مع إيران بعد أن “بلغ السيل الزبى”، ولا بد أن حسن نصرالله، رئيس حزب الله الإرهابي قد ضاق به التنفس، فأصبح يرغد ويزبد اعتراضا على إعدام السعودية لنمر النمر. عودة إلى تصريح الوزير عادل الجبير عن حرق السفارة السعودية في طهران، هذه الاعتداءات تعتبر “استمرارا لسياسة النظام الإيراني العدوانية في المنطقة التي تهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها وإشاعة الفتن والحروب فيها”. لعلها فرصة مناسبة لنذكّر إيران الحاقدة كيف تدخلت أصابعها الشريرة في أكثر من بلد خليجي بأسلوب الأفاعي السامة. العالم ما يزال يتذكر احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، ومحاولة اغتيال الشيخ جابر الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت عام 1985، وفي المخطط الإرهابي لاغتيال عادل الجبير (عندما كان سفيرا للسعودية في واشنطن) في سبتمبر 2011. العالم كله يتذكر كيف تسعى طهران لزعزعة الأمن في البحرين، فأقامت معسكرات تدريب إرهابية على الأراضي الإيرانية لتدريب إرهابيين طمعا في التمدد بالدول المجاورة. العالم كله يتذكر كيف سعى حزب الله السعودي إلى زعزعة الأمن عدة مرات بدعم ومساندة من طهران. أما نكتة الموسم، فهي تصريح مساعد وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان، بأن إيران “إحدى أكثر الدول أمانا في المنطقة بالنسبة إلى الدبلوماسيين”.

 

جدار الصد السعودي الحازم
داود البصري/السياسة/06 كانون الثاني/16
في أخطر وأوسع تطور ستراتيجي في الشرق القديم منذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم في اليمن التي قادتها المملكة العربية السعودية بعزم وحسم وإرادة لا تعرف التراجع وترتكز على عناصر الدفاع عن وحدة الأمة ومصالحها وعقيدتها التوحيدية الجامعة المانعة، قامت مملكة التوحيد بخطوات حاسمة لردع العربدة الفاشية التي يمارسها النظام الإرهابي الإيراني عبر سياسات البلطجة والإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للمملكة وبقية دول الإقليم، بل وقيام النظام الإيراني بحشد وتوجيه عناصره الإرهابية في منظمات الباسيج والحرس الثوري الإرهابي للاعتداء على المصالح السعودية وتدنيس وحرق البعثات الديبلوماسية، ونشر التهديدات الوقحة المعبرة عن سياسة إرهابية ، إضافة الى سلسلة طويلة لا تنتهي من التهديدات المباشرة لأمن المملكة ودول الخليج بعد تنفيذ المملكة أحكام القضاء وإنزال القصاص بنفر من مواطنيها أدينوا بارتكاب أعمال إرهابية أدت لمصرع العشرات من الأبرياء ، وهو ما أثار الجانب الإيراني المتحفز والمتآمر على الدوام ومنذ 37 عاما بالتمام والكمال وأطلق سلسلة أفعاله الإرهابية الشائنة معتقدا انه عبر تلك الأعمال والتصرفات الصبيانية الطائشة سيمكنهم من إركاع المملكة وتخويفها وسلب إرادتها وسيادتها، لكنهم ووجهوا بحملة ردع عربية سعودية تمثلت في قطع العلاقات الديبلوماسية بشكل تام مع النظام الإرهابي الإيراني المعادي لمصالح الأمة والمتآمر تاريخيا والراعي لكل أشكال الإرهاب الإقليمي الأسود والمتورط حتى أذنيه في سفك دماء المسلمين وتسعير الحروب الأهلية والطائفية في العراق والشام ولبنان واليمن، ومشاركته الفاعلة عبر قواته الإرهابية وذراعه العقائدية (الحرس الثوري) في قتل شعوب المنطقة ورعاية و تمويل كل العصابات الإرهابية الطائفية القذرة التي تمارس البلطجة في الأرض العربية. لم يعد لقوس الصبر من منزع بعد أن اتخذت قيادة الحزم والحسم السعودية قرارها الستراتيجي بمواجهة المد الصفوي و الغطرسة الإرهابية بقوة القانون الدولي وإرادة الأحرار وإيمان المؤمنين بضرورة ردع المجرمين حتى يرعووا ويعودوا لرشدهم ويتراجعوا عن غيهم ويسحبوا عناصرهم الإرهابية ويكفوا أذاهم عن المسلمين والعرب. لقد جاء التحرك العربي السعودي الرادع في وقته المناسب بعد أن تصور الإيرانيون أن عبر البلطجة والتخويف يمكنهم لي ذراع الأمة العربية والتمادي في التوغل في العمق الخليجي والعربي ، والسعودية تقود اليوم بجدارة وتضحية جدار الصد العربي المسلم ضدالبربرية السلطوية الإيرانية التي تمارس عربدة متوحشة أراقت معها دماء المسلمين في الشرق، وأضرت بمصالحهم وتحولت لحالة عدوانية شاملة لابد من مواجهتها وبصرامة للحفاظ على أمن ووجود واستقرار دول وشعوب المنطقة والعيش بسلام وأمن.
لقد فجر الموقف السعودي المتصدي والحازم والجريء كل براكين الغضب للمعسكر الفاشي الإيراني الذي حشد قدراته الإعلامية وفتح قنواته التشهيرية وحرك أصابعه القذرة من خلال عملائه المنتشرين لممارسة حملة إرهاب إعلامية موجهة ضد المملكة العربية السعودية و سيادتها وأمنها وتشويه مواقفها ، فكان الرد السعودي صاعقا وحاسما ومسؤولا وملتزما بحرفيات القانون الدولي والشرعية الدولية ، ومتكئا على مبادئ الدين الحنيف في رد الأذى ونصرة المظلوم ومقاومة الإرهاب، وهو ما يستدعي بالضرورة الالتفاف حول المملكة والدفاع عنها والتضامن معها، ومواجهة الإرهاب الإيراني بشكل جماعي لإفهام نظام القتل والغدر والتخريب و التآمر في طهران أن السعودية لا تقاتل وحدها، بل إنها تتصدى بشرف وإباء وعزيمة وإرادة لا تعرف الخضوع والانحناء إلا لرب العزة والجلال، والسيف السعودي الأملح الأجرب البتار لم يزل على العهد ليقطع كل رموز الشر والفتنة ويذود عن عقيدة التوحيد والإسلام الحنيف، ويردع القتلة والمجرمين.
الإجراءات السعودية الحاسمة الصارمة في مواجهة العدوان الإيراني كانت تعبيرا عن نقلة موضوعية كبرى في مواجهة الفتنة السوداء التي ينشر النظام الإيراني الإرهابي رياحها ، والقضية ليست بنت اليوم، بل إنها نتيجة لتراكمات طويلة من الاعتداءات الإيرانية واجهتها القيادة السعودية بالصبر الطويل حتى حانت لحظة المواجهة التاريخية الحاسمة، بكل يقين فإن السعودية لا تقاتل وحدها بل إن الأمة الإسلامية جميعها ملتفة حول خادم الحرمين الشريفين وملك العرب سلمان بن عبد العزيز وهو يصحح المعوج ويعمل بإيمان من أجل السلام وردع العدوان والحفاظ على مصالح الناس ودرء الفتنة الهوجاء التي يعتاش على نيرانها نظام الدجل والإرهاب الإيراني. لا سبيل عن المواجهة فالعربدة الإيرانية قد وصلت للعظم وباتت مواجهة المشروع العدواني الإيراني عملية جهاد حقيقية للدفاع عن النفس والعقيدة، خطوات سعودية مباركة في طريق النصر الكبير، فالمملكة وطن الأمن والسلام ودار الإسلام ومن يحاول التطاول عليها لن يجد إلا الخسران المبين ، وستنهار قلاع البربرية والحقد والفتنة الطائفية وتظل السعودية قلعة شامخة وجدارا لا يخترق لصد الأذى عن أمة العرب وعقيدة التوحيد ولو كره الإرهابيون البغاة. تضامنوا مع المملكة لتضمنوا المستقبل وتكسبوا خيار الحرية والسلام.