مؤشرات إيجابية تعزز إمكانية انتخاب رئيس الجمهورية في 16 الجاري وسلة مطالب عونية لانتخاب فرنجية/الراعي يرهن اجتماع الأقطاب بحد أدنى للتفاهم على فرنجيه/بوتين نتنياهو بمواجهة حزب الله

328

مؤشرات إيجابية تعزز إمكانية انتخاب رئيس الجمهورية في 16 الجاري وسلة مطالب عونية لانتخاب فرنجية
بيروت – «السياسة»:بوتيرة متسارعة تتزايد المؤشرات على أن جلسة 16 الجاري ستشهد انتخاب رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية إذا سارت الأمور كما هو مرسوم لها، حيث جاء الاتصال الهاتفي المطول (على مدى 15 دقيقة) الذي أجراه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالنائب فرنجية، أمس، الذي أعقب بساعات «المباركة» السعودية للأخير، ليعزز فرص انتخاب فرنجية في جلسة الانتخاب المقبلة، خصوصاً مع الأخبار شبه المؤكدة، عن أن الساعات أو الأيام القليلة المقبلة ستشهد تبنّياً رسمياً لفرنجية، من جانب رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري. وأكد عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري أن الحريري «على تواصل دائم مع قيادات 14 آذار وكثير من القيادات من الفريق الآخر»، وأن «المرحلة التي نمرّ بها على وشك إنهاء ملف الشغور الرئاسي»، وبهذا تشير كل المعطيات إلى أن معادلة «رئيس جمهورية من 8 آذار مقابل رئيس حكومة من فريق 14 آذار» بدأت بالتبلور. وإثر هذه التطورات البالغة الأهمية، تتجه الأنظار إلى معارضي انتخاب فرنجية، وعلى رأسهم رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وما إذا كانا سيبقيان على موقفيهما المعارض لانتخاب فرنجية، أم أنهما قد يؤيدانه استجابة للأجواء الإقليمية والدولية. وبعد موقف البطريرك بشارة الراعي المؤيد لإنجاز التسوية الرئاسية في أسرع وقت وانتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، أكد مجلس المطارنة الموارنة، عقب اجتماعه أمس، أن «ثمّة فرصة جدية لملء الشغور الرئاسي»، داعياً «إلى التواصل للخروج من هذه الأزمة». ورغم الأجواء الإقليمية والدولية الداعمة لانتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، إلا أن وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس رأى أنه لا تزال هناك عقبات داخلية قد تعرقل هذه التسوية، لكنه أشار إلى أن هناك زخماً قوياً باتجاه انتخاب فرنجية رئيساً، وإنما الأمور بحاجة إلى مزيد من الوقت لبلورة الصورة النهائية. وقال لـ»السياسة»: «إن هناك قوى ذات وزن معارضة كالتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، لكن هناك محاولات لتذليل العقبات وإن كانت النتائج غير مضمونة». وأوضح أن ترشيح «تيار المستقبل» النائب فرنجية مرده إلى العجز عن إيجاد رئيس توافقي، فتم اللجوء إلى رئيس تسوية، الأمر الذي يفرض تقديم تنازلات. وفي سياق متصل، ذكرت قناة «العربية» الفضائية أن «سلة» عونية قد تقدم من النائب عون مقابل تأييده ترشيح فرنجية تتضمن ما يلي: الحصول على موقف صريح بتبني قانون انتخاب نسبي، واتفاق واضح على تولي رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وزارة الداخلية، واستدعاء (صهر عون) الجنرال شامل روكز من التقاعد وتعيينه قائدا للجيش، وأن يحصل «التيار» على الحصة الكاملة في تعيينات الدرجة الأولى في دوائر الدولة.

 

الراعي يرهن اجتماع الأقطاب بحد أدنى للتفاهم على فرنجيه
خليل فليحان/النهار/5 كانون الأول 2015
هل يتبوأ سليمان فرنجيه الحفيد رئاسة الجمهورية بعدما سبقه اليها جده الذي كان قد إنتخب في 17 آب 1970، مع فارق ان الجد أتى بتأييد من الاقطاب الموارنة وترأس “الجبهة اللبنانية”، اما الفاعليات المسيحية الحالية فهي متريثة، وتحتاج المسألة الى حوار مسيحي. وقد حاول السفير السعودي علي عواض عسيري إقناع رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الذي أبلغه انه يدعم إنتخاب فرنجيه اذا كان مستعدا لملاقاته في منتصف الطريق، وان نواب الحزب لن ينتخبوا اي مرشح يحمل خطاب فريق من اللبنانيين، وهذا ما كرره امس في بكركي بعد إجتماعه بالبطريرك بشارة الراعي. اما رئيس “التيار الوطني الحر” النائب ميشال عون فهو حتى الساعة صامت، وينقل عنه انه لا يجوز للحريري ان يختار مارونيا لرئاسة الجمهورية، وليس من حقه التفرد بمرشح ايا كان، وإذا أصر على ذلك فعليه ان يتشاور على الاقل مع الفاعليات المارونية .
كما ان حزب “القوات اللبنانية” حدّد شروط تبني ترشيح فرنجيه وفق مشروعه الذي عدّد بنوده المطلوبة نائب رئيس الحزب جورج عدوان، ومن ابرزها موقفه من القرار 1701 ومن المحكمة الخاصة بلبنان وما اذا كان موافقا على بقاء “حزب الله” في سوريا، وما موقفه من قانون الانتخابات.
وعلمت ” النهار” أن البطريرك الراعي سيدعو قريبا الى اجتماع ماروني قد لا يقتصر فقط على الاقطاب الاربعة الذين اختارهم ليكون واحدا منهم رئيسا بعدما استمع مطولا الى فرنجيه إثر وصوله من المانيا ليل الخميس الماضي. وينتظر الراعي عودة الرئيس امين الجميل من الهند ليحدد موعد اللقاء. وقال احد المتابعين للاتصالات التي إرتفعت حرارتها امس بعودة البطريرك انه لا يمكن التكهن بمدى نجاح حوار بكركي لان النتائج قد لا تكون دعما لفرنجيه إذا لم يعلن مشروعا يتجاوب فيه مع ما يطالب به رؤساء الاحزاب والتيارات المشاركة في الحوار، وفي حال لم ينجح سيزداد الامر إحراجا لفرنجيه، فما سيكون موقف الحريري؟ هل يمضي في مبادرته بدعم من الرئيس نبيه بري ورئيس “اللقاء الديموقراطي” وليد جنبلاط الذي تريث في سحب مرشحه هنري حلو لمصلحة فرنجيه؟ كما ان رئيس “تيار المستقبل ” لم يعلن تبنيه لترشيح رئيس “تيار المردة “، والاخير يطالب بذلك، فهو لا يريد ان يضاف الى لائحة المرشحين للرئاسة ويكون هو والجنرال مرشحي قوى الثامن من آذار. واضاف : “قد يفرض هذا التعقيد المتشابك للمواقف أن يتمهل البطريرك في توجيه الدعوة في انتظار بلورة الحوار الماروني ومدى نجاحه، ومن الافضل اذا لم يكن هناك حد ادنى للتفاهم على انتخاب فرنجيه، عدم عقد هذا اللقاء الذي قد يفرز مواقف سلبية ليست في مصلحة الطائفة المارونية. ومن المؤشرات لدعم فرنجيه الاتصال الهاتفي للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند به، كاشفا تأييد مبادرة الرئيس سعد الحريري.

 

بوتين نتنياهو vs “حزب الله”
حـازم الأميـن/لبنان الآن/04 كانون الأول/15
يبدو مذهلاً ضرب الممانعة وإعلامها صفحاً عن مستوى التنسيق الروسي – الإسرائيلي في سوريا. فالأمر هنا يتعدّى تمرير خطوة ديبلوماسية لا بد منها لحليف، إنما عن تنسيق حثيث وعن مخاطبة ودية بين نتنياهو وبوتين. لا بل عن مصلحة مشتركة معبر عنها علناً تتمثل في ضرورة حماية نظام بشار الأسد.
كشفت اسرائيل، بحسب جريدة “السفير” اللبنانية، عن أن طائرة روسية خرقت أجواءها، فجرى التعامل مع هذا “الخطأ” عبر القنوات العسكرية المختصة. وكشفت أيضاً عن أن توافقاً بين موسكو وتل أبيب على أن المهمة الإسرائيلية في سوريا ستستمر كما هو مقرر من دون أن يعيقها الطيران الحربي الروسي.
وفي فرنسا وعلى هامش قمة المناخ التقى بوتين ونتنياهو وجرى تثبيت التفاهم في سوريا، ونُقل عن الأخير أن بوتين عاتبه بسبب زيارة له لجرحى سوريين يُعالجون في إسرائيل! الممانعة، وعلى رأسها “حزب الله” طبعاً، تقاتل في سوريا لأن المستهدف هناك هو “نظام المقاومة”، ولكن كيف يمكن تصريف التنسيق الحثيث بين تل أبيب وموسكو في هذا الخطاب. وهل يمكن للصمت أن يستمر في تهدئة روع هذا الخطاب؟ فالأمر بدأ يفيض عن الوعاء، وباشر زعماء الدول في الكشف عن المعادلة غير مكترثين لحسابات الممانعة. عتب بوتين على حليفه في سوريا كان دافئاً إلى حد يصعب الصمت حياله. إذاً لقد سقطت إسرائيل من معادلة الصراع في هذا الخطاب، وعلى الممانعة أن تنتج عدواً تُمانعه، طالما أنها كفت عن ممانعة إسرائيل. لكن المشكلة أن اسرائيل نفسها لا تبدو مستعدة للقبول، فطائراتها ستلاحق في سوريا الشاحنات التي تنقل سلاحاً لـ”حزب الله”، وهي تفعل ذلك بالتنسيق مع قيصر الممانعة. هذه المعادلة ثقيلة وغير منطقية، لكنها صحيحة ومثبتة بوقائع (غارات إسرائيلية لم تتوقف في سوريت) وتصريحات (بوتين ونتنياهو). من المرجح أن ذلك هو جزء من أثقال الصراع الذي يحمله “حزب الله” في سوريت. أي أن يقبل حليفاً يُسهل مهمة عدو، لا بل يُغطيها. فقبل التدخل الجوي الروسي كانت الغارات الإسرائيلية على سورياًعدواناً يضرب النظام صمتاً حولها، فيما تعتبرها صحف الممانعة جزءاً من حرب مع “العدو”. أما اليوم فهذا لم يعد ممكناً، الغارة فقدت التفسير التعبوي لها. هي غارة فقط، والشهداء الذين تُخلفهم سيعجز الخطاب عن إدراجهم في خاناته المعهودة. وهنا لا بد من اجتراح حل لهذه المعضلة الفعلية. وإذا وضع المرء نفسه مكان حزب الله واستعرض الحلول فلن يجد سوى الصمت. كل الطرق مقفلة. فقد صار من الصعب، لا بل من المستحيل إقناع حتى ناصر قنديل بأن الحزب يقاتل في سوريا لحماية نظام “المقاومة” فيها، ثم أن إقناعه بأن المرحلة تقتضي سلاماً مع العدو تبدو صعبة أيضاً في ضوء عدم قبول العدو نفسه بوقف الغارات. لو كنت مكان “حزب الله” لانسحبت من سوريا فوراً، لأن ناصر قنديل يرتب أوراقه ليقدمها إلى قيصر الشام الجديد، وحسابات بيدر هذا القيصر في مكان آخر تماماً.