نيران صديقة تحاصر تسوية الحريري – فرنجية المفترضة و14 آذار مأزومة و8 آذار مرتابة/تقارير وتحليلات تحاكي صبيانية مواقف الحريري

380

«نيران صديقة» تحاصر تسوية الحريري – فرنجية المفترضة و«14 آذار» مأزومة و«8 آذار» مرتابة
الأربعاء، 25 نوفمبر 2015 /بيروت – «الراي»
تنتاب المشهد السياسي الداخلي في لبنان حمّى شديدة السخونة، تَتوزّع معها معالم الاضطراب على فريقَي «14 آذار» و«8 آذار»، على نحو أشدّ حدّة من أيّ مرحلة من مراحل الانقسامات الجذرية، التي لا تقتصر انعكاساتها على الصراع الطويل بين هذيْن الفريقين، بل تتجاوزه الى أطراف الصف الواحد نفسه لدى التحالفين. ذلك انه، في حين مضى الرئيس سعد الحريري في عقْد لقاءاته بين الرياض وباريس، وكان آخرها الاجتماعيْن، اول من امس، مع كل من رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل في العاصمة الفرنسية، تصاعدتْ بقوّة في بيروت أصداء اللقاء الذي جمعه الأسبوع الماضي، برئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، والذي أشعل عاصفة من ردود الفعل العلنية او المكتومة، اتّسم معظمها بالسلبية حيال ما أوحى به اللقاء، من إمكان تزكية اسم فرنجية مرشحاً متقدماً لرئاسة الجمهورية، على حساب انحسار فرص حليفه وغريمه في آن معاً، ضمن فريق «8 آذار» العماد ميشيل عون. واذ تميّزت خريطة المواقف العلنية في الساعات الأخيرة ببداية إطلاق مواقف من شخصيات سياسية ونيابية في قوى «14 آذار»، رافِضة بحدّة لوصول فرنجية الى الرئاسة الاولى، على خلفية ارتباطه المباشر والقوي والثابت بالنظام السوري، بدا واضحاً ان تفاعلات هذا التطور تهدّد بخلط أوراق واسع، بدليل انها المرة الاولى التي تتقاطع فيها معطيات لدى أوساط من فريقَي «آذار» و«8 آذار» حول التحذير من مغبة التداعيات التي أثارها لقاء الحريري – فرنجية خصوصاً.
وتُجمِع هذه المصادر في المقام الاول، على الاعتراف بان تحالف «8 آذار» وخصوصاً «حزب الله» يبدو في موقع حذر جداً حيال ما جرى، ولو ان اي مسؤول فيه لم يعلّق لا سلباً ولا ايجاباً على اللقاء. كما ان تحالف «14 آذار» بدا كأنه أصيب بصدمة جراء تَفرُّد الحريري بهذه الخطوة، من دون إطلاع أيّ من حلفائه عليها مسبقاً. واذا كان عون يُعتبر المستهدَف الاول والأساسي بهذا التطور، كما تقول مصادر «8 آذار» المؤيدة دائماً لترشيحه للرئاسة، فإن هذه المصادر باتت تتساءل الآن عما يمكن لـ «حزب الله» ان يفعله لرأب الفجوة الضخمة التي قامت بين حليفيْه عون وفرنجية، بعدما تعاملت الاوساط العونية، بما فيها الإعلامية، مع لقاء باريس، على انه استهداف متعمّد لعون، مذكّرة بتجربة الحريري الفاشلة معه.
وفي المقابل، لا يبدو الوضع أقلّ تَأزماً داخل فريق «14 آذار» الذي تفيد مصادره بأن توقيت لقاء الحريري – فرنجية جاء سيئاً في الشكل والمضمون معاً. ذلك ان هذا الفريق كان منصرفاً في الاسبوع الماضي الى لملمة خلافات وتمايزات برزت بين أطرافه بعد محطتي انعقاد الجلسة التشريعية لمجلس النواب وانتخابات نقابة المحامين، واللتين شهدتا صعود الخلافات بين مكوّنات «14 آذار» الى السطح. و عُقدت لهذه الغاية اجتماعات بعيدة عن الأضواء، كان آخرها ليل الخميس من الأسبوع الماضي، في دارة الرئيس سعد الحريري، في بيت الوسط، واتُفق خلاله على تنقية الأجواء والشروع في إعادة تمتين التحالف على قاعدة الأولويات السياسية الملحّة. ولكن انعقاد لقاء الحريري – فرنجية تَزامَن مع ذاك الاجتماع، وسرعان ما أخذ بالوضع الى نقطة توترات أوسع وأعمق، ولا سيما بين الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الذي – وإن التزم الصمت حتى الآن – فإنه يُخشى ان تكون ردّة فعله على لقاء الحريري – فرنجية شديدة الوطأة على التحالف، نظراً الى تَراكُم حساسيات باتت معروفة بين الحريري وجعجع رغم كل ما يقال للتخفيف من هذا الواقع.
وأما في ما يتصل بترابُط هذا المشهد مع الأزمة الرئاسية، فإن المصادر نفسها لدى فريقي «8 آذار» و «14 آذار» لا ترى ان ثمة أفقاً واضحاً بعد للتفاؤل بإمكان اقتراب نهاية أزمة الفراغ الرئاسي، ولو انه يصعب تجاهل أهمية لقاء يجمع الحريري وفرنجية في هذا التوقيت الاقليمي والداخلي. وتخشى المصادر ان تطغى التوترات السياسية والحسابات الشديدة التناقض التي أثارها اللقاء على اي معطيات ايجابية قد تلوح في أفق الأزمة السياسية بما يعني نشوء مزيد من التعقيدات الداخلية في مرحلة انتظار لمعطيات اقليمية غير مضمونة لتَوقُّع انفراج داخلي قريب. واستبعدت دوائر مراقبة في بيروت ان تكون خطوة الحريري في اتجاه فرنجية بمعزل عن ضوء أخضر سعودي، وقالت لـ «الراي» ان «هذا التطور المفصلي اذا انتهى الى وصول فرنجية الى القصر الرئاسي سيعني حتماً انه جزء من ترتيبات تتصل بالوضعيْن اللبناني والسوري معاً». ولفتت الدوائر عيْنها الى انه «لا يمكن تَصوُّر وجود فرنجية (صديق الاسد) في قصر بعبدا اذا استمر الرئيس السوري الحالي في قصر المهاجرين، وهو الأمر الذي أعطى خطوة الحريري بُعداً اقليمياً ودولياً يتّصل بالموقفيْن السعودي والروسي على حد سواء». وأوحت مصادر في «14 آذار» مؤيّدة لتحرك الحريري بأن سليمان فرنجية من دون الأسد هو غيره مع الأسد، وذلك في معرض محاولة تبديد هواجس بعض مكوّنات تحالف «14 اذار» من ان «وجود فرنجية في قصر بعبدا يعني وجود بشار الاسد على رأس الجمهورية في لبنان». وفسّرت أوساط واسعة الاطلاع امتعاض «حزب الله» من عدم أخذ فرنجية بنصيحته عدم الاستعجال، بان الحزب لا يريد رئيساً للجمهورية إلا بتوقيته الذي لم يحن بعد، ناهيك عن دلالات إمكان تبنّي الحريري لترشيح فرنجية قبل ان يعلن «حزب الله» بأن الأخير مرشّحه الرسمي.

 

“اللواء”: الحريري اتصل بجعجع قبل عودته من الرياض
25/11/15/علمت “اللواء” ان التطورات الدراماتيكية في المنطقة فرضت حراكاً مدعوماً إقليمياً وعربياً ودولياً، للسير في اتجاه التسوية، إذ شكلت لقاءات باريس دينامية جديدة لنقل هيئة الحوار من “النقاش التأملي” إلى “النقاش الاجرائي”، وجوجلة نقاط الاتفاق والاختلاف لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ضمن “تسوية تسلسلية” ومتلازمة تجمع ما بين الحكومة الجديدة والانتخابات النيابية والبلدية. وفي معلومات “اللواء” ايضاً ان الرئيس الحريري أجرى، قبل ان يعود إلى الرياض، سلسلة اتصالات هاتفية شملت كلا من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والوزير بطرس حرب والنائب مروان حمادة ومنسق قوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد ووضعهم جميعاً في أجواء لقاءاته الباريسية، فيما عقدت قيادات 14 آذار اجتماعاً مساء أمس في بيت الوسط، بمشاركة الرئيس فؤاد السنيورة والنائب جورج عدوان عن “القوات اللبنانية” والوزير حرب عن المسيحيين المستقلين، ولم يتمكن رئيس الكتائب من حضوره فناب عنه مستشاره سيرج داغر، خصص لتنسيق المواقف عشية اجتماع هيئة الحوار اليوم. وشدّد المجتمعون على التعاون لتمرير المرحلة رغم أن الأمور على صعيد موضوع رئاسة الجمهورية ليست واضحة بعد، وإن تمّ التأكيد مجدداً على أولوية انتخاب الرئيس في الحوار. وكانت كتلة “المستقبل” النيابية عرضت في اجتماعها الأسبوعي أمس ما يقوم به الرئيس الحريري من اتصالات مع أكثر من جهة سياسية لبنانية، في ضوء ما يجري في المنطقة من تطورات وتحولات ومواجهات خطيرة بعيدة الأثر، ولفتت في بيانها إلى أن “مجمل هذه التطورات تستدعي المبادرة لاتخاذ خطوات إنقاذية من أجل التوصّل إلى تسوية وطنية جامعة، تُكرّس مرجعية الطائف وتعالج بداية أزمة الشغور الرئاسي”. وفيما أوضحت معلومات بأن الرئيس السنيورة وضع نواب الكتلة في صورة لقاءات باريس، بحسب ما هو معروف، قال مصدر نيابي أن الكتلة ليست مخوّلة تأكيد أو نفي لقاء الحريري بالنائب فرنجية، وإنما ما يمكن قوله أن التواصل مفيد لأنه يمكن أن نبني عليه أجواء إيجابية، من دون أن يكون هناك أكثر من ذلك. وأوضح مستدركاً: “حتى لو حصل اللقاء، فما يمكن قوله أنه ليس هناك من صفقة، فقط هناك أجواء إيجابية”. ولفت إلى أن لا شيء ملموساً في اليد بعد، على اعتبار أن موضوع الرئاسة ليس سهلاً، وإن كان ثمّة تقدير لمواقف النائب فرنجية الأخيرة، حيث تصرف الرجل بعيداً عن الغرائز الطائفية، ولم يدخل في المزايدات المسيحية التي لاحظناها مؤخراً.

 

السعودية لم تكن على علم بلقاء الحريري – فرنجية
25/11/15/الجمهورية/ظلّ “اللقاء الباريسي” غير المعلن بين الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية في مقدّمة الاهتمامات السياسية، وشغلَ الحلفاء والخصوم معاً لمعرفة ما انتهى إليه في ظلّ فيض من التحليلات والتكهّنات حول أبعاده وأهدافه والخلفيات. كشف ديبلوماسي رفيع لـ”الجمهورية” أنّ المملكة العربية السعودية “لم تكن على عِلم باللقاء الذي حصَل بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية”. وأكّد “أنّ الرياض حريصة على الوضع المسيحي في لبنان، ولن توافق على أيّ تسمية تخالف رأيَ القوى الأساسية داخل البيئة المسيحية، وخصوصاً الدكتور سمير جعجع، وذلك في استعادة لممارسات النظام السوري الذي كان يعمل على قهر المسيحيّين”. وقال هذا الديبلوماسي: “إنّ الرياض لا تحَبّذ التدخّل في الشؤون الداخلية اللبنانية، ولكنّها تحرص على ثلاث ثوابت أساسية تنقلها إلى كلّ مَن يتشاور معها:
ـ الثابتة الأولى: الحفاظ على الاستقرار في لبنان، شرط أن لا يكون ثمن هذا الاستقرار التخلّي عن السيادة، إنّما التفاهم على تنظيم الخلاف ضمن المؤسسات الدستورية.
ـ الثابتة الثانية: الحفاظ على الستاتيكو في لبنان في انتظار معرفة ما ستؤول إليه تطوّرات الأزمة السورية، وبالتالي عدم الإقدام على أيّ خطوة من شأنها تعويم محور الممانعة على حساب القوى السيادية.
الثابتة الثالثة: الحفاظ على الوضع المسيحي وتقويته، ليس فقط كعامل توازن بين السنّة والشيعة، أو عنصر تلاقي مسيحي – إسلامي، بل لأنّ المكوّن المسيحي هو الأحرَص على البعد السيادي”.
وانطلاقاً ممّا تقدّم، قال الديبلوماسي “إنّ الرياض تنصَح بانتخاب شخصية توافقية لرئاسة الجمهورية تستطيع مواكبة المرحلة الانتقالية في سوريا، فيما انتخاب أيّ شخصية من 8 و14 آذار قد يهدّد بانهيار الثوابت الثلاث المشار إليها أعلاه”.

 

مسيحيو “14 آذار” والمستقلون ينتفضون على محاولات تسويقه رئيساً و“حزب الله” يحذر فرنجية من فخ “المستقبل” للإيقاع بينه وبين عون
25/11/15/بيروت – “السياسة”: مع الكشف عن مزيد من المعلومات عن لقاء رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري ورئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية، بدأت الحركة السياسية الداخلية تنشط في اتجاهات معاكسة، وفقاً لمواقف وانتماءات وحسابات القوى المختلفة. ولعل الأبرز هو التحرك المسيحي داخل قوى “14 آذار”، لتشكيل جبهة مضادة لاحتمال تسويق فرنجية كمرشح لرئاسة الجمهورية. وشكل لقاء حزبي “القوات اللبنانية” و”الوطنيين الأحرار” خطوة على هذا الطريق، في حين فضل رئيس “حزب الكتائب” النائب سامي الجميل الذهاب مباشرة لمحاورة الرئيس الحريري في باريس.
وتنطلق القوى المسيحية داخل “14 آذار” التي سينضم إليها المستقلون، وربما النائب ميشال عون لأسباب مختلفة، من أن فرنجية ليس مرشحاً توافقياً، وبنى كل حياته السياسية على أساس التحالف الوثيق مع النظام السوري، ومن غير المنطقي أن يكون لهذا النظام الذي يتداعى حالياً، وأصبح يحتاج إلى دعم عسكري دولي وإقليمي للبقاء، مرشح للرئاسة في لبنان، تماماً كما كان يحصل أيام الوصاية. وأكد مصدر مطلع على الملف المسيحي لـ”السياسة”، أن بعض مكونات “14 آذار” بدأت اتصالات دولية وإقليمية، لإقامة حاجز صد ضد ترشيح فرنجية، انطلاقاً من أنها رفضت عون، لأنه منحاز إلى المحور الإيراني السوري، فهل ستقبل بالحليف الأوثق لهذا المحور؟ وتوقع المصدر أن يقوم حزب “القوات اللبنانية” باتصالات وزيارات خارجية دولياً وإقليمياً خصوصاً في فرنسا والسعودية، لشرح مخاطر وصول فرنجية إلى سدة الرئاسة. في المقابل، فإن لا شيء في المشهد الظاهر بشأن الاستحقاق الرئاسي تغيّر، فرئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون ما زال حتى الساعة المرشح المعلن لـ”حزب الله”، ولا ردات فعل انفعالية لديه ولدى وزرائه ونوابه يُلتمس منها جدية ما يُطرح، إضافة إلى أنهم لا يزالون يرددون أنهم و”المردة” فريق واحد، كما يؤكد عون أن ما جرى لا قيمة له وأن فشل لقاءاته مع “المستقبل” سيتكرر مع فرنجية.ولا يزال إفصاح تيار “المستقبل” عن مضمون ما دار في اللقاء رمادياً، وإن كانت تصريحات بعض أركانه تشي بشكل غير مباشر بإمكانية تسويق فرنجية للرئاسة، كقول أحدهم إن الحديث عن انتخاب فرنجية “مبكر”، ما يعني عدم رفضه كلياً، ومقارنة آخر بينه وبين النائب عون من حيث فشل الأخير في أن يكون رئيساً توافقياً، ما يُفهم منه أن باستطاعة فرنجية أن يكون كذلك، وقول آخر إن اللقاء يهدف إلى إطلاق الدينامية السياسية وعدم تفويت الفرص للوصول إلى تسوية رئاسية. أما “حزب الله”، فبدا أنه حذر تجاه لقاء الحريري-فرنجية، بحيث أنه نصح الأخير بـ”عدم حرق المراحل” وحذره من أن اللقاء مع الحريري قد يكون محاولة من “المستقبل” لدق إسفين بينه وبين النائب ميشال عون لحرق ورقتَي كليهما للرئاسة. من جهتهم، ينظر بعض فرقاء “14 آذار” إلى الأمر على أنه تهويل ويُعطى من الاهتمام أكثر مما يستحق، ويرون أن إيصال فرنجية للرئاسة يجعل لبنان ينزلق إلى عدم استقرار داخلي، لأن اسمه وتاريخه وارتباطاته، لا تسمح له بأن يكون رئيساً يَجمع الشعب اللبناني الذي ترفضه غالبيته، وأن “14 آذار” التي أفشلت كل محاولات عون للوصول إلى بعبدا ستُفشل فرنجية كذلك، معتبرين انتخابه سيقابل برفض الطائفة السنية المفجوعة باغتيال الرئيس رفيق الحريري خلال ترؤس فرنجية وزارة الداخلية والمتهم فيه صديقه المقرب رئيس النظام السوري بشار الأسد، وكذلك رفض ممثلَيْن لغالبية الطائفة المسيحية، هما “القوات” ذات التاريخ من العداء المشترك مع الرجل، و”التيار الوطني الحر” الذي لن يتقبل أن يزاح رئيسه ليحل مكانه شخص ذو حيثية مسيحية أضعف بكثير، وهو ما يمكن أن يدفع بالتالي إلى تمتين العلاقة أكثر بين طرفي “ورقة النيات”، للرد على تجاهلهما من حليفيهما المقربين. أما أوساط رئيس “اللقاء الديمقراطي” وليد جنبلاط الذي شكك “أن يكون الحلّ السلمي السياسي ممكناً في سورية بعد إسقاط الطائرة الروسية”، معتبراً أن “الحرب الباردة فوق سورية، أو على سورية تشتد”، فتصف اللقاء بأنه “شكل من أشكال إعادة خلط الأوراق على المستوى الداخلي، عله ينتج التسوية المطلوبة”. على الصعيد الحكومي، أعلن رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي استقبل أمس في السراي، وزير الدفاع سمير مقبل، أنه لن يدعو إلى جلسة للحكومة قبل بلورة كل عناصر الحل لملف تصدير النفايات الذي لا يزال يتعثر، بسبب عدم الاستقرار بعد على وجهة محددة للترحيل.

 

مصادر نيابية لـ”السياسة”: الحريري يواجه عقدة إقناع “القوات” بالتسوية
بيروت – “السياسة”:25/11/15/وصفت مصادر نيابية بارزة في تصريحات لـ”السياسة” المشاورات التي يجريها زعيم “تيار المستقبل” سعد الحريري في باريس مع عدد من القيادات اللبنانية للخروج من الأزمة القائمة، بأنها “ممتازة وجدية”، كونها تعطي اندفاعة واضحة للخروج من الجمود القائم وتضع الأسس الصحيحة للشروع بحلحلة كل العقد، وفي مقدمها عقدة انتخاب رئيس الجمهورية، باعتبارها المدخل الأساس لانتظام العمل وتفعيل مؤسسات الدولة، وأن ليس هناك من قيمة لأي تحرك ما لم يبدأ بانتخاب الرئيس. ورأت أن ظروف التوصل إلى حل في هذا الشأن أصبحت أفضل من الماضي، خاصة إثر تلقي القيادات المعنية أكثر من نصيحة بضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي وعدم ترك البلد رهينة في يد المعطلين، لأن استمرار الشغور في الرئاسة يُفقد الدولة الكثير من هيبتها، مشيرة إلى أن الحريري يتحرك بوتيرة قد تكون فاعلة أكثر من الماضي، من خلال تدشين لقاءاته باجتماع مطول مع رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية، أحد أبرز الوجوه المرشحة لرئاسة الجمهورية، بغض النظر عن ارتباطه بفريق “8 آذار” واعتباره من الشخصيات المقربة من الرئيس السوري بشار الأسد، لأن حل الأزمة يفترض تنازلات من كل القوى على الساحة. وإذا كان الحريري قادراً على تجاوز عقدة “الكتائب” والنواب المسيحيين المستقلين، يبقى عليه بذل جهود مكثفة لإقناع حليفه في قوى “14 آذار” سمير جعجع مرشح هذه القوى بالدخول في الحل الذي يسير به، خصوصاً إذا ما صدقت الظنون بأن الحريري وجنبلاط ومن ورائهم رئيس مجلس النواب نبيه بري يؤيدون دعم ترشيح النائب فرنجية. وعلى هذا الأساس، تقول المصادر إن “حزب الله” سيكون محرجاً، لاضطراره إلى التخلي عن دعم حليفه رئيس “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون الذي قد يصبح أكثر التصاقاً بجعجع، ما يجعل العقدة المسيحية تراوح مكانها، في حين أن عقدة “8 آذار” تبقى أكثر قابلية للحل إذا ما بادر النظام السوري للاتصال بعون لجعله يسلّم بترشيح فرنجية، أو لجأ إلى الضغط على “حزب الله” ليقف إلى جانب رئيس “المردة”، باعتباره حليفاً أساسياً واستراتيجياً لسورية، مع استعصاء في الجهة المقابلة في حل الخلافات، أي داخل فريق “14 آذار”، وبخاصة مع حزب “القوات” إذا لم يتمكن الحريري من إقناعه بالدخول في التسوية قبل انهيار الهيكل على رؤوس الجميع.
وفي المعلومات الخاصة التي حصلت عليها “السياسة” في شأن حراك الحريري، أنه يأتي مع بدء الحديث في الأوساط الإقليمية والدولية عن المنطقة الآمنة شمال سورية التي تقدر بنصف مساحة لبنان، من أجل إسكان اللاجئين السوريين، التي ستكون حمايتها برعاية دولية، بالتوازي مع إمكانية تقسيم سورية إلى دولتين: إسلامية وعلوية، وهذا الأمر كان محور المحادثات في طهران بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني، وبين بوتين ومرشد الثورة علي خامنئي. وفي ضوء ما تقدم، ترى المصادر أن تصويت مجلس الشيوخ الأميركي على زيادة العقوبات ضد “حزب الله”، يأتي للضغط على الحزب لمراجعة مواقفه ودفعه إلى الانسحاب من سورية وإعادة لبننة قراره الداخلي والدخول في العملية السياسية من باب التسوية المرتقبة في المنطقة.