موقع الشفاف: رفض لقاء الحريري: جعجع، هل يقلب الطاولة ويتبنى ترشيح عون//منير الربيع: جعجع يرفض زيارة الحريري.. هل يتبنى ترشيح عون

351

رفض لقاء الحريري: جعجع، هل يقلب الطاولة ويتبنى ترشيح عون؟
خاص بالشفاف/24 تشرين الثاني/15
وسط “حفلة الجنون” التي توحي بها “المعلومات” التي ينشرها “الشفاف” آدناه، ونضيف إليها معلومات بأن السيد سمير جعجع رفض اليوم القدوم إلى باريس للإجتماع بسعد الحريري، فمن حق المواطن اللبناني أن يتساءل عن الأسباب “الجوهرية” التي تحصر مرشحي الرئاسة بـ”الأربعة” الذين سمّاهم البطريرك الراعي: جععج، وفرنجية، وعون، وأمين الجميل؟ وما هي “العلّة” التي تنتقص من “مارونية” هنري حلو، أو دوري شمعون، أو كارلوس إده، أو سمير فرنجية، أو صلاح حنين…؟ والمعذرة من “غير الأربعة” الذين لم نذكر أسماءهم!!
الشفاف
سادت البلبلة الحياة السياسية اللبنانية بعد الاعلان عن لقاء جمع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بالنائب سليمان فرنجيه في باريس وسط مبادرات افتتحها امين عام حزب الله للتسوية في لبنان، مستّتبعة بحركة سياسية للنائب وليد جنبلاط، من اجل إيجاد مخرج للشغور الرئاسي. مصادر سياسية في بيروت اشارت الى ان من المبكر الحكم على نتائج لقاء الحريري-فرنجية. فأسباب الخلاف بين الرجلين اكبر من قدرتهما على استيعابها في لقاء واحد. خصوصا ان علاقة فرنجية الرئيس الشهيد كانت تمر عبر بوابة دمشق، ولم تكن بافضل حال. كما ان فرنجية كان يشغل منصب وزير الداخلية يوم اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو يتحمل مسؤولية معنوية وأخلاقية عن الجريمة النكراء. كما ان مجاهرة فرنجية بـ”أخوّته” للرئيس السوري بشار الاسد، ليست عاملا مشجعا للسير بترشيحه رئيسا للجمهورية، أقله من قبل الطرف السياسي الاكثر تضررا مما يحلو لفرنجيه بتسميته منذ دخوله عالم السياسة بـ”الخط”، الممانع والمقاوم. وتشير المصادر الى ان اللقاء، قد يندرج في إطار السياسية السعودية المستجدة والتي وجهت دعوة لعبد الرحيم مراد، نظير النائب فرنجيه في علاقته بنظام الاسد، للقاء المسؤولين السعوديين، ولاحقا ستوجه دعوة للرئيس نجيب ميقاتي للغاية نفسها، ما يضع لقاء فرنجيه-الحريري في إطار سياسة كيدية سعودية، في اقل اعتبار. وتضيف المصادر ان اللقاء أصاب اكثر من عصفور بحجر واحد، فهو جاء ولو عن غير قصد ربما، رسالة الى حزب القوات اللبنانية، الحليف المسيحي الابرز لتيار المستقبل، بعد مناوشات جلسة تشريع الضرورة، وقبلها تبني القوات ما يسمى “مشروع القانون الارثوذكسي”. فجاء اللقاء كرد على انكفاء القوات السياسي الى الداخل المسيحي، من دون التخلي عن اولوية تحالف قوى 14 آذار، ولكن من مقاربة جديدة.
وجاء اللقاء أيضا، حسب ما تشير المصادر، صفعة للجنرال عون، ومحاولة لشق صفوف قوى 8 آذار، إذ ان عون وفرنجيه متفقان على ان الرئاسة لعون اولا، ولفرنجيه ثانيا إذا حالت ظروف دون بلوغ عون مبتغاه، فيكون فرنجيه إستمرارا لـ”الخط” نفسه، والربح مشترك.
ولكن، الكل يدرك ان عون لن يتخلى عن ترشيحه للرئاسة وان حزب الله يستطيع ان يرغم الجنرال على ابتلاع الكثير من مطالبه من ترقيات الضباط وعدم تعيين صهره قائدا للجيش وصولا الى تعطيل الحكومة وإرغام عون وكتلته على المشاركة في جلسة التشريع، ولكن ما لا يستطيعه الحزب هو إطلاق رصاصة الرحمة على الجنرال عون بإيصال فرنجيه الى بعبدا، فهذا يمثل نهاية مشروع الجنرال ورئيس التيار الوزير جبران باسيل. وتضيف المصادر ان ما يشاع عن ان اتفاق الحريري-فرنجيه، يتضمن السير بقانون الستين لاجراء الانتخابات، على ان يتولى الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة، مشروع فتنة مسيحية، لن يقبل به لا التيار العوني ولا حزب القوات، وهو سيعني حتما تقاربا اكثر بين عون والقوات، وصولا الى تبروء عون من ورقة التفاهم مع حزب الله، ووضع آليات مواجهة تحاكي “مخايل الضاهر او الفوضى”.
وفي سياق متصل أشارت المصادر الى ان اللقاء يهدف الى حشر الحليف المسيحي الابرز، الدكتور سمير جعجع من اجل دفعه للقبول بالنائب والوزير السابق جان عبيد رئيسا للجمهورية، خصوصا ان جعجع يملك حق الفيتو ولكن ليس الى ما لا نهاية. وتاليا إذا كانت قوى 14 آذار، تبنت ترشيح جعجع، اولا، ورفضت ترشيح عون ثانيا، وهي سترفض ترشيح فرنجيه ثالثا، فلا مزيد من البطاقات الحمراء في يد الدكتور جعجع ليرفض ترشيح عبيد، الذي يشاع انه مرشح المملكة العربية السعودية، والذي يعتبره حزب القوات الوجه الآخر للنائب فرنجيه، واستمرارا لنهج الرئيس الاسد في لبنان.
وتحذر المصادر من إحرج القوات لاخراجها نهائيا من قوى 14 آذار، فيعمد جعجع الى قلب الطاولة على رؤوس الجميع ويعلن تبني ترشيح الجنرال عون للرئاسة، فيضع الجميع امام الحائط المسدود.
فحزب الله لن يستطيع إزاء هذا الامر الاستمرار في تعطيل انتخابات الرئاسة.
وتيار المستقبل سيجد نفسه امام اختبار صدقيته، وهو الذي قال للجنرال عون “نحن لا نمانع انتخابك رئيسا، على ان تتفق مع الاطراف المسيحيين في قوى آذار”، فهذا الاتفاق أنجز، وها هي القوات تتبنى ترشيح الجنرال، فلا مبرر للمستقبل كي لا يشارك في انتخاب عون، وعندها اين يصبح اتفاق الحريري-فرنجيه؟. وبذلك يرمي جعجع الطابة في ملاعب الاخرين من عون الى المستقبل الى حزب الله، ويحتفظ ببطاقته الحمراء لمرحلة لاحقة وبالنسبة له، وصول عون الى الرئاسة ارحم بكثير من وصول فرنجيه.
فهل يفعلها جعجع؟

جعجع يرفض زيارة الحريري.. هل يتبنى ترشيح عون؟
منير الربيع/المدن/الثلاثاء 24/11/2015

تتوالى الأزمات التي تعصف ببيت “14 آذار” الداخلي. الأمانة العامة لهذه القوى في شبه عطلة قصرية فرضها تباعد الرؤى بعد التراكمات الأخيرة، وتوقيع “القوات اللبنانية” ورقة “إعلان النوايا” مع “التيار الوطني الحر”، قبل أن ينضم الى جملة الأمور الخلافية، اللقاء بين الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية.
بعيداً عن حيثيات اللقاء، وما إذا كان الحريري في صدد تبنّي ترشيح فرنجية وفق صفقة يجري العمل على بلورتها، أم لا، إلا أن اللقاء بحد ذاته ترك صدمة مزدوجة داخل تيار “المستقبل”، وداخل “14 آذار”، على الرغم من تكرار البعض لـ”المدن”، ومنهم الوزير أشرف ريفي والنائب أحمد فتفت، أنه “لا يمكن لشخص مرتبط بالنظام السوري أن يصبح مقبولاً بالنسبة إلى المستقبل”.
النقاش في بيت “المستقبل”، يختلف عنه في بيت “14 آذار”، الذي تسوده حالة من الوجوم، خصوصاً أن “القوات” تبدو، وفق ما تؤكد مصادر قوى “14 آذار” لـ”المدن”، ممتعضة جداً مما يجري، ويضع رئيسها سمير جعجع، ما حصل، في سياق خروج الحريري عن التزاماته مع حلفائه، ومن دون تنسيق وتفاهم مسبق، كما في سياق رد الحريري على “إعلان النوايا”، لكنه في المقابل يعتبر أن ما يجري أكبر من الحريري وهو بمثابة قرار سعودي، على الرغم من أن جعجع زار السعودية مؤخراً، وحظي باستقبال الرؤساء هناك، وإن كان ما يتردد في “القوات” صحيحاً يعني ذلك أن الزيارة كانت شكلية، ولا يمكن تثميرها سياسياً.
حتى الآن لا تزال مصادر “14 آذار”، على تنوعها الحزبي، تستبعد فرضية السير في تسوية فرنجية، وتعتبرها مرحلة جديدة من مراحل التجاذب وشدّ الحبال، وتأتي في سياق إعادة إحياء الملف الرئاسي، لتحريك التسوية، وقد يكون ذلك كلعبة البيلياردو، بمعنى أن البازار الحالي الذي فتح مع صعود نجم فرنجية، والتسوية المفترضة حوله، قد يكون من أجل التوصل إلى تفاهم لإنتخاب شخصية أخرى توافقية.
في أوساط “المستقبل” يبدو الحديث بعد “إعلان النوايا” عن “القوات” بلهجة جديدة. بغض النظر عن مآل التسوية، إلا أن مصادر “المستقبل” تجزم عبر “المدن” أن “جعجع هو من أكثر المرعوبين مما يجري”، اضافة الى رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون، فيما قد يكون حزب “الكتائب اللبنانية، الأكثر فرحاً من الحديث عن إنتخاب فرنجية، لأنه فتح مسبقاً أبواب التنسيق مع فرنجية، وهو في حال وصوله إلى بعبدا سيكون بحاجة إلى حليف مسيحي في الوسط، وبالتأكيد فلن يكون على علاقة طيبة مع عون وجعجع، وبالتالي سيكون الحلف القوي الجديد، مسيحياً، بين فرنجية في الشمال و”الكتائب” في المتن. وقد تكون زيارة رئيس الحزب النائب سامي الجميل دليلاً على التأييد المبطن.
كل هذه الحسابات السياسية بدأت تتردد داخلياً، على الرغم من أن عملية خلط الأوراق على الساحة اللبنانية والأقليمية والدولية، تُصعّب الاستنتاجات المبكرة، لكن كل طرف بدأ يجري عملية حساب دقيقة لكل الإحتمالات، ومن بين هؤلاء عون وجعجع. ومن ضمن الحسابات، لا تستبعد مصادر “المدن”، إمكانية تبنّي جعجع لترشيح عون بموجب “إعلان النوايا”، وإعادة إحياء الحلف العوني – القواتي في أعقاب العام 1989، وذلك بهدف قطع الطريق على أي تسوية ممكنة تؤدي إلى تهميش الطرفين، إن كان عبر إنتخاب فرنجية، او عبر إنتخاب شخصية أخرى توافقية من دون صفة تمثيلية.
ما يتردد سراً ويدرس بوصفه خياراً يستند الى أن جعجع يعتبر أن مسيرة “التيار الوطني الحر” ستتعرض لنكسة مستقبيلة مع تقدم عون في السن، وبالتالي، بين خيار تبني عون الثنمانيني للوصول الى بعبدا، وبين خيار وصول فرنجية الأربعيني، بالتحالف مع الجميل الثلاثيني، يميل جعجع الى الأول، خصوصاً أن توقيعه “إعلان النوايا”ـ جاء وفق هذه القراءة.
وما يعزز هذا الإحتمال أن العلاقة بين “المستقبل” و”القوات” اتخذت في الساعات الماضية منعطفاً خطيراً، خصوصاً على صعيد العلاقة الشخصية بين الحريري وجعجع، والتي كانت تعتبر صمام أمان لقوى “14 آذار”، اذ علمت “المدن” أن جعجع رفض مؤخراً التوجه الى باريس للقاء الحريري، في رسالة إحتجاج واضحة، لكن الإتصالات لا تزال ناشطة بغية إقناعه وثنيه عن موقفه.