مجموعة من التقارير والأخبار تتناول ترشيح سليمان فرنجية ومواقف المستقبل واللواء ريفي والحريري وجنبلاط قاطيشا

313

الحريري يوسع دائرة مشاوراته ويلتقي جنبلاط والجميل بحثاً عن حلول
ريفي: كل شخص مرتبط بالأسد لا يمكن أن يكون رئيساً للبنان
بيروت – «السياسة»: بعد تأكد اللقاء بين رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، مع كشف نائب «المستقبل» جمال الجراح أن «اللقاء حصل والأمر لم يعد سراً»، أكدت مصادر مقربة من الطرفين خضوعه للمتابعة في المستقبل، وأنه بُحث مع وفد القيادات «المستقبلية» الذي زار الحريري في الرياض، في وقت وسع الحريري من دائرة اتصالاته مع القوى السياسية، حيث التقى في الساعات الماضية كلاً من رئيس «حزب الكتائب» النائب سامي الجميل ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط. وأكدت مصادر قيادية في «تيار المستقبل» لـ «السياسة» أن البحث تركز على سبل إخراج لبنان من المأزق القائم وتسريع الخطى باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، واضعة اجتماع الحريري بفرنجية في هذا السياق، بالرغم من أن الخطوة «السرية» للحريري من دون إطلاع أحد من الحلفاء الطبيعيين في «14 آذار»، لا تزال تتردد سلباً داخل هذا الفريق موسِّعة الشرخ الذي كانت بدايته مع دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة تشريعية ووقوف «القوات» و«الكتائب» ضدها بالمطلق في غياب الرئيس، في حين وقف «المستقبل» والنواب المسيحيون المستقلون معها لتمرير البنود المالية، ما دفع رئيس «القوات» سمير جعجع إلى ادعاء أن هؤلاء لا يؤمنون ميثاقية الجلسة، باعتبار أنهم غير وازنين في شارعهم، ورد هؤلاء بدورهم عليه. وفي موقف لافت، استبعد وزير العدل أشرف ريفي أي تفكير بفرنجية رئيساً للبنان، حيث قال إن «رئاسة الجمهورية فوق المحاصصات والصراعات السياسية، فهي رمز وحدة الوطن، ونحن نرى أن من يتبوّأ هذا المركز يجب ألا يكون من 14 ولا من 8 آذار، وكل شخص مرتبط بـ(رئيس النظام السوري بشار) الأسد لا يمكن أن نراه نموذجا لها أبداً». ورأى في لقاء فرنجية والحريري «أمراً طبيعياً، ولكن لا أحد يحمل اللقاء أكثر مما يحمل، فأنا لا أرى فرنجية رئيساً، ومن يقرأ التطورات العالمية والإقليمية يدرك أن محسوباً على المحور الإيراني – السوري لا يمكن أن يصل إليها». من جهته، اعتبر رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أن «أزمة الرئاسة تحل بالتفاهم على نهج لا يجامل إزاء السيادة، ومطلوب لها شخص يشكل حيثية شعبية في طائفته وفي مناطق أهلنا المقاومين المدافعين عن الوطن ضد الخطرين الإسرائيلي والتكفيري». وكان المشاركون في اجتماع الرياض رأوا ضرورة التعامل بإيجابية مع مبادرة «السلة الواحدة» التي طرحها أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله للتأكد مما إذا كانت ستؤدي إلى انتخاب رئيس توافقي، وشددوا بخصوص وضع قانون انتخابي جديد على ضرورة دعم اللجنة النيابية المختلطة (عشرة نواب) التي ستنطلق في عملها لدرس مشاريع القوانين المطروحة على المجلس.
ويُتوقع لعمل اللجنة أن يمتد إلى أكثر من المدة المحددة له، أي شهران، نظراً لحساسية المادة المطروحة للنقاش وحجم الخلاف عليها، وأن تصبح مع الزمن جزءاً لا يتجزأ من المفاوضات على «السلة الواحدة». إلى ذلك، ينتظر اللبنانيون محطتين بارزتين: جولة الحوار الوطني غداً الأربعاء والجولة الجديدة من حوار «المستقبل»-«حزب الله»، في عين التينة أيضاً اليوم التي كان مقرراً لها التركيز على السلة الشاملة حصراً، لكن احتمالاً طرأ بإمكان تطرق المجتمعين إلى لقاء الحريري – فرنجية «الباريسي» لتبادل الآراء وليس بالضرورة من باب استبدال الحزب فرنجية بمرشحه ميشال عون.

ترشيح فرنجيه خلط أوراق ولعبة جديدة يسعى الجميع لربحها
هدى شديد/النهار/24 تشرين الثاني 2015
فجأة أصبح ترشيح النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية على كل لسان، على أنه رأس خيط مشروع التسوية الشاملة التي دعا اليها الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله، وأن القرار الأوحد للملف اللبناني بات روسياً بغطاء أميركي، وأن ايران والمملكة العربية السعودية سلٰمتا بقواعد اللعبة الجديدة في المنطقة، ولبنان من ضمنها. حتى إن الحديث وصل الى رئاسة الحكومة التي لن تكون الا لرئيس وسطي شبيه الرئيس تمام سلام. ويحكى في الكواليس أن النائب وليد جنبلاط كان أول المبادرين الى ترشيح النائب فرنجيه، ولطالما ردّد في المرحلة الأخيرة أن أفضل انتخاب رئاسي شهده لبنان هو الذي أوصل سليمان فرنجيه الجدّ الى رئاسة الجمهورية بفارق صوت واحد. وفي هذا السياق تندرج اللقاءات المتسارعة، سواء تلك التي تنعقد في الرياض او في باريس. فالمطلوب من الرئيس سعد الحريري أن يكون عرّاباً لهذه التسوية بتأمينه النصاب لجلسة الانتخاب، ومن النائب وليد جنبلاط أن يكون شريكاً بتأمينه المطلوب من الأصوات. ووفق هذه المعطيات، فإن الجانب الروسي أبلغ وزير الخارجية جبران باسيل أن لا قدرة على إيصال العماد عون الى رئاسة الجمهورية. في هذا الوقت، كشف النائب احمد فتفت حصول اللقاء بين الحريري وفرنجيه، ووصفه بأنه “مجرد تواصل”، وعلّل سبب نفيه بداية بالضرورات الأمنية لتتسنّى عودة احدهما الى الرياض والآخر الى لبنان. وقال فتفت لـ”النهار”: “الترشيح جدّي لدى النائب فرنجيه، واذا أصبح توافقياً (حيث لم ينجح العماد ميشال عون بأن يكون،) فنحن نسير به وأهلاً وسهلاً، وسنرى بالممارسة ماذا سيفعل”. وفتفت ليس متأكداً “من اننا دخلنا في مدار تسوية جدّية قبل حصول أي تطوّر في سوريا، ولذلك نحن في حالة تحضيرية”، وفق تعبيره. وكأن سيناريو ترشيح الرئيس ميشال سليمان في تشرين 2007 قبل انتخابه نتيجة تسوية الدوحة في أيار 2008، يتكرّر اليوم بترشيح فرنجيه. ووفق مصادر مطلّعة، أن النائب وليد جنبلاط طرح منذ مدّة ترشيحه، فردّ له التحية بالمثل بأنه “رغم الخلافات بالعمق معه الا ان مبادرته دين” في رقبته. وهذا الطرح كان في خلفية طاولة الحوار الموسع الذي اقامه رئيس المجلس نبيه بري. بقي الطرح يُطبَخ بهدوء لدى القوى الفاعلة، الى ان خرج الى العلن في اللقاء الذي رتّب في باريس بين الحريري وفرنجيه. سُرّب خبر اللقاء ونفاه الطرفان، الى ان تطايرت شظايا الخلافات داخل الصف الواحد لدى كل من الحريري وفرنجيه، ولم يعد في إمكانهما “اخفاء السموات بالقبوات”. ووفق المصادر، ان اعلان ترشيح ميشال سليمان في تشرين الثاني 2007 كان أصعب من ترشيح فرنجيه اليوم. ورغم مسارعة الجميع الى إعلان تأييده لهذا الترشيح، ما زالت أوساط الثامن من آذار تنظر الى الخطوة من جانب الحريري وجنبلاط على انها مخطط فتنوي لتوسيع الهوّة بين أطراف الصفّ الواحد، بإغراء فرنجيه، وإرباك “حزب الله” وإزعاج عون وضرب تحالفهما، وزعزعة “بيت الثامن من آذار”، وإغراق الساحة الداخلية بتناقضات متعدّدة. كما يسأل هذا الفريق عن دور المملكة العربية السعودية في محاولة كهذه وما إذا كانت فعلاً قد سلّمت بإحجامها عن أي شراكة في الملف اللبناني. ولسان حال هذا الفريق أن “حزب الله” لم يتخلّ عن ترشيح عون، ولا يراهنن أحد على إبعاده وإيران عن أي تسوية حتى وإن جاءت من روسيا، لأن أي اتفاق دولي لن يمر في المنطقة بعد الاتفاق النووي الا من خلال ايران. في أي حال، اذا كان ترشيح فرنجيه مناورة أو طرحاً جدياً فالنتيجة واحدة: الأوراق خُلطت ولعبة جديدة بدأت، والعبرة بأن يسعى الكل أن يكون من الرابحين.

هل يعبّد اجتماع الرياض طريق «فرنجية» نحو بعبدا؟
خاصّ جنوبية 23 نوفمبر، 2015/لا يزال لقاء الحريري_فرنجية يتصدر احاديث الصحف بين التأكيد والنفي، وجاء اجتماع الرياض في دارة الرئيس سعد الحريري مع عدد من القياديين في “المستقبل” ليزيد من الشكوك حول الإتفاق حول المرشح الضمني لرئاسة الجمهورية، بمعزل عن النفي التمويهي للقاء، الذي صدر عن تيار “المردة” وعن تيار “المستقبل”.. بالرغم من غياب الحركة السياسية في عطلة عيد الإستقلال ونهاية الأسبوع لكن الضجة التي أحدثتها الأنباء الكثيفة عن لقاء حصل ولم يحصل جمع في باريس الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية قبل أيام ظلت حديث الصالونات والمنتديات السياسية، وراجت تكهنات فحواها أن الرئيس الحريري استدعى إلى مقر إقامته الموقت في الرياض عدداً من أركان “تيار المستقبل” ليبحث معهم في احتمال تأييد ترشيح النائب فرنجية للرئاسة. وبحسب معلومات “النهار” من مصادر ثقة ذكرت أن لقاء باريس لم يحصل في الواقع، خلافاً لكل ما ذهبت إليه الأنباء الصحافية والإعلامية، وأوضحت هذه المصادر أن الإجتماعات التي انعقدت في الرياض لم تكن مخصصة للبحث في هذا الموضوع، وإن كانت تطرقت إليه من ضمن قضايا أخرى تركز عليها البحث، ولا سيما منها دعوة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى “تسوية سياسية شاملة” والسبل الفضلى للتعامل معها من زاوية أنها يمكن أن تفتح أفقاً للحل إذا ما توافرت الظروف والإرادات لإنجاح التسوية.  لكن صحيفة  “الحياة” وجدت أنه بات بحكم المؤكد أن ما كانت تداولته وسائل الإعلام اللبنانية عن عقد لقاء بين الرئيس الحريري وبين رئيس النائب فرنجية لم يكن مجرد اشاعة يراد منها تمرير رسائل سياسية لهذا الطرف أو لذاك، بمقدار ما شكل أول فرصة لبداية حوار بينهما يفترض أن لا يخضع للتأويل أو الاجتهاد وان يترك الحكم على نتائجه لعامل الوقت نظراً الى رغبة الطرفين في مواصلته من خلال قنوات تم الاتفاق عليها. وقد أضافت مصادر النهار أن نفي الزيارة لا يعني عدم وجود اتصالات بين الحريري وفرنجية، فهي قائمة ومستمرة، لكنها تحتاج إلى استكمال والتعمق في مواضيع متعددة داخلية وخارجية ، تختلف حيالها وجهات النظر وتتباعد. وليست المسألة تالياً ببساطة أن يتفق رئيس “المستقبل” وزعيم “المردة” على أن يكون أحدهما رئيساً للجمهورية والآخر رئيساً للحكومة، بل هي أكبر بكثير، علماً أن اللقاء بينهما يمكن أن ينعقد فعلاً لتتويج نتائج الإتصالات القائمة في حال تكللت بالنتائج. كذلك، علمت “الحياة” ان لقاء الحريري- فرنجية كان حاضراً بامتياز على طاولة الاجتماع “الماراثوني” الذي استضافه الأول في دارته في الرياض في المملكة العربية السعودية وخصص لتقويم المرحلة السياسية الراهنة التي يمر فيها لبنان واقتصر على عدد من القياديين في “المستقبل” في مقدمهم رئيس الكتلة النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي انتقل من أبو ظبي الى الرياض للمشاركة فيه، اضافة الى النائبين السابقين باسم السبع وغطاس خوري ومدير مكتب الحريري نادر الحريري، ورضوان السيد، والمستشار الإعلامي هاني حمود.
ووضع الحريري الحضور في الأجواء التي سادت اجتماعه مع فرنجية في باريس، وهو الأول بينهما منذ فترة زمنية طويلة. وقالت مصادر مواكبة لهذا الاجتماع إن زعيم “المستقبل” تمنى على الحضور عدم تداول مضمون الاجتماع في وسائل الإعلام “لأننا ما زلنا في أول الطريق ولا مصلحة لنا في حرق المراحل، ولن نحجب ما دار بيننا عن جمهورنا، لكن دعونا نتابع ولن يكون هناك من أسرار، وفي الأيام المقبلة سنكشف عن الأجواء التي اتسم بها اللقاء”. ورأى الحريري ان التواصل ضروري “ولكننا لن نتطلع لعقد صفقة ثنائية، وإنما من واجبنا في ظل استمرار الفراغ في سدة الرئاسة الأولى الانفتاح على الآخر لخفض فاتورة كلفة الأضرار على البلد في ظل الانتظار مع إننا في طليعة الذين يطالبون بانتخاب رئيس الجمهورية اليوم قبل الغد”، بحسب المصادر عينها. ورأت الحياة أن الحريري أراد من خلال هذا اللــقاء التأكيد ان “لا فيتو على هذا الطرف أو ذاك، يدفعنا الى عدم التحاور معه وبالتالي لا بد من أن نأخذ وقتنا في تبادل الآراء، خصوصاً ان هذا الحوار ينطلق من موقع الاختلاف”.

 

لقاءات باريس والرياض لتسييل مبادرة نصرالله؟ مصادر عون لـ”النهار”: الرابية مرتاحة
عباس الصباغ/النهار/24 تشرين الثاني 2015
تسارع اللقاءات بين معظم اقطاب 14 آذار في الرياض وباريس وانضمام النائب وليد جنبلاط الى المشاورات مع الرئيس سعد الحريري، عدا عن لقاء الأخير رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، يشي بأن هؤلاء الاطراف جادون في إحداث خرق على الساحة الداخلية مع دخول الفراغ في سدة الرئاسة اليوم شهره التاسع عشر. ولعل ما أثير عن اللقاء الابرز الذي جمع الحريري ورئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجيه الاسبوع الفائت في باريس. وبحسب معلومات ان الرئيس نبيه بري لم يكن بعيداً عما رافق اللقاء، حتى انه ساهم في إنضاج الظروف لانعقاده، يعني ان بري والحريري جادان في احداث خرق في جدار الازمة المستمرة مع انشغال الخارج في تأمين مصالحه انطلاقاً من التطورات على الساحتين السورية واليمنية وتسليم معظم الاطراف المحليين بأن الدول الاقليمية غير مستعجلة لاعطاء لبنان حيزاً من اهتمامها مع تأكيدها ضرورة الحفاظ على الاستقرار في بلد تحيط به التوترات من كل الجهات. “عون ليس مستاء” منذ إثارة خبر لقاء الحريري – فرنجيه اتجهت الانظار الى الرابية لرصد رد فعلها على اللقاء وما اذا كانت على علم به قبل حصوله، او ما اذا كان حليفها “حزب الله” قد ابلغها به في حال ثبت انه كان على اطلاع بما جرى في العاصمة الفرنسية التي ضربها الارهاب بعد ساعات على جريمة برج البراجنة، والتي على رغم قسوتها تركت ارتياحاً لدى حارة حريك لجهة التضامن الذي ابداه اللبنانيون، ما دفع الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الى الافادة من تلك الاجواء واعادة طرحه مبادرة لتسوية متكاملة تقوم على تنازلات متبادلة بين القوى السياسية للخروج من الازمة. مصادر “التيار الوطني الحر” اكدت لـ”النهار” ان العماد ميشال عون ابدى ارتياحه للتطورات الأخيرة بخلاف ما يحاول البعض اشاعته عن استيائه من لقاء زعيمي “المستقبل” و”المردة”. وتضيف المصادر ان “وصول فرنجيه الى الرئاسة يعد انتصاراً للخط الذي يمثله عون، وبالتالي لا يعتبر الامر تراجعاً او انكساراً للتيار الوطني”. المصادر العونية تتقاطع مع مصادر مواكبة للتطورات الأخيرة التي وان كانت تذهب الى ابعد من التفاهم على انتخاب رئيس مقرب من محور دمشق – طهران، الا انها تؤكد ان الأمر سيأتي في سياق تفاهم كبير قد يفضي الى تثبيت الرئيس السوري بشار الاسد في موقعه وكذلك رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ثم يستكمل الامر في بيروت، ما يعني تقدماً لمحور “المقاومة والممانعة”، وإن كان ذلك يتطلب قبول حلفاء هذا المحور في لبنان بتولي الحريري رئاسة الحكومة والقبول لاحقاً بقانون الـ1960 للانتخابات النيابية، وهذا ربما يفسر ما قاله نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم عن التنازلات المتبادلة. لكن ثمة من يفسر الامور بطريقة مغايرة، خصوصاً ان البعض يرى ان ما يحصل اليوم ليس سوى محاولة لاجهاض مبادرة نصرالله، وبالتالي فإن عون لن يعطي هؤلاء فرصة تحميله مسؤولية افشال مبادرة حليفه، وان “التيار الوطني” لن يكون خاسراً اطلاقاً في حال اجهضت تسوية “الحريري – فرنجيه” لان الخاسر الاكبر سيكون رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي سيفقد دعم الحريري ولن يكون امامه سوى دعم ترشيح عون، ما يعقد الامور اكثر فأكثر في حال اتفق الثنائي “السني – الشيعي” على انتخاب فرنجيه على رغم من بعض الاصوات المعارضة داخل “تيار المستقبل” لتبنّي ترشيح صديق الاسد.

 

الحريري وجنبلاط: جهود لتسوية وطنية وتحفـظ الميثـاق وتفعّل المؤسـسـات
المركزية- في اطار اللقاءات التي تُعقد بين مختلف القوى السياسية للبحث في الاوضاع ولايجاد الحلول للأزمات المتراكمة، التقى الرئيس سعد الحريري في مقر إقامته في باريس رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط يرافقه وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور في حضور النائبين السابقين باسم السبع وغطاس خوري ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري. وتم خلال اللقاء وفق بيان المكتب الاعلامي للحريري التباحث في الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والأزمة السياسية المتمادية وما باتت تمثله من مخاطر جمّة على ميثاق لبنان واستقراره وامنه واقتصاده الوطني في ظل الحوادث الدامية في محيطنا العربي.
وتم الاتفاق خلال اللقاء على “ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإيجاد تسوية وطنية جامعة تحفظ ميثاقنا الوطني وتكرّس مرجعية اتفاق الطائف وتعالج بداية ازمة الشغور الرئاسي وتضع حدّاً لتداعي مؤسساتنا الوطنية وتطلق عمل المؤسسات الدستورية وتفعل عمل الحكومة والمجلس النيابي وتؤمن المظلة السياسية والأمنية لحماية لبنان والنهوض باقتصاده الوطني من اوضاعه الحالية وتوجد حلولا للازمات الاجتماعية المتراكمة، وفق ما جاء في البيان. كذلك تم الاتفاق على متابعة الاتصالات مع باقي المكونات الوطنية والقوى السياسية للبحث في سبل إطلاق وانجاز هذه التسوية في اسرع وقت ممكن . الاستقلال: من جهة اخرى، وفي مناسبة عيد الاستقلال، حيّا الرئيس الحريري رجال الاستقلال الأول وشهداء الاستقلال الثاني، واعتبر ان “الاستقلال حزين لغياب رئيس الجمهورية عن منصته للعام الثاني”. واشار الحريري في سلسلة تغريدات عبر موقع “تويتر” الى ان “الشغور في موقع رئاسة الجمهورية اكبر إهانة توجه إلى اللبنانيين في عيدهم الوطني”. واكد رئيس “تيار المستقبل” ان “الجيش والشرعية ضمانة الاستقلال ورئاسة الجمهورية ضمانة الاستقرار للنظام السياسي”، مشدداً على ان “تهنئة اللبنانيين بالعيد لا تكتمل في غياب رأس السلطة ورمز التوازن والعيش المشترك”.

 

قاطيشا: كلمة الفصل بالرئاسة للمسيحيين
أكد مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع العميد المتقاعد وهبي قاطيشا أن “القوات” تشجّع كلّ اللقاءات بين جميع اللبنانيين خاصة اذا كانوا متباعدين في المواقف، وقال: “لا يجب تحميل لقاء الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار “المرده” النائب سليمان فرنجية أكثر من حجمه”. وأضاف في حديث للـ”otv”: “اذا التقى الحريري بشخص فهذا لا يعني أنه يتبناه كرئيس للجمهورية”، معتبراً أن “ذلك ليس سوى انفتاحاً على المكونات السياسية تحضيراً لما سيحصل في سوريا، لان الازمة السورية تتجه نحو خارطة طريق معينة”. وتابع قاطيشا: “لا يمكن لأحد أن يتبنى ترشيح أحد ويجعله رئيساً للجمهورية لأن المسيحيين وخصوصاً الممثلين بأغلبيتهم برئيس حزب “القوات” الدكتور سمير جعجع ورئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون وبفريق “الكتائب” لهم الكلمة الفصل في ملف الرئاسة شئنا ام أبينا”. وختم: “كل من يريد تبني ترشيح شخص للجمهورية عليه العودة الى المكونات المسيحية الأساسية والتي تتمثل بـ”التيار” و”القوات” و”الكتائب” واذا لم توافق لا يمكن تسيير الأمور”.

 

 قطار التسوية اللبنانية على السكة في موازاة تقدّم صيغة الحل السوري و”لقاء باريس” جزء من المناخ الانفتاحي ونجاحـه يخلط الاوراق محليـاً
المركزية- في موازاة التسوية السورية التي وَضع الطباخان الروسي والاميركي مكوناتِها على نار حامية، بهدف انضاجها مع مطلع العام المقبل، بدت الساحة اللبنانية متأثرة بالمناخ التسووي نفسه، فشهدت منذ أيام تراجعا في حدة الخطابات السياسية التي استبدلت بلهجة تصالحية هادئة، تشجع على مد الجسور بين اللبنانيين وعلى الجلوس معا للخروج بحلول للازمات المستفحلة منذ سنوات، فدعا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى سلة متكاملة ورحب بالمبادرة الرئيس سعد الحريري. ولم يبق النفس الانفتاحي الجديد هذا، محصورا بالمواقف بل تُرجم أيضا لقاءات نوعية عابرة للاصطفافات، جمع أبرزها الرئيس الحريري ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في باريس.
جس نبض: ورأت مصادر نيابية مستقلّة عبر “المركزية” أن الحركة المستجدة لبنانيا لا يمكن فصلها عن التقدم الحاصل في مسار التسوية السورية. أما الصيغ المطروحة لكسر حلقة الجمود المحلي فعديدة ومنها ما أثير عن اسناد رئاسة الجمهورية الى مرشح من الثامن من آذار في مقابل ذهاب رئاسة الحكومة الى 14 آذار، واعتماد قانون انتخابي مختلط بين النسبي والاكثري يرضي كافة الاطراف… ومن هنا، كان لا بد من لقاءات تتخطى مخيمي 8 و 14 آذار على غرار لقاء الحريري – فرنجية. وفي هذا الاطار، تعتبر الاوساط ان الاجتماع أتى لجس النبض حول مدى استعداد الطرفين وخاصة 8 آذار المتمسكة بترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، للوصول الى تسوية، مع ما تتطلبه من تنازلات، على الصعيد الرئاسي خصوصا. وتضيف “هل يمكن القول بعد لقاء باريس، ان قبول 14 آذار أو الحريري بفرنجية رئيسا، مقابل توليه رئاسة الحكومة، بات أمرا محسوما؟ قطعا لا. فالامر يحتاج الى متابعة حثيثة والى اتصالات داخلية مكثفة، قد تحتم عودة الحريري الى بيروت. وقد حمل اللقاء رئيسَ الحزب التقدمي الاشتراكي يرافقه وزير الصحة وائل ابو فاعور، من جهة، كما رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، من جهة أخرى، الى باريس، للاجتماع بالحريري اليوم والاطلاع على خلفيات ومجريات وآفاق لقائه فرنجية.
الرياض: وكان الحريري انتقل من فرنسا الى الرياض نهاية الاسبوع حيث اجتمع ببعض أركان 14 آذار، لوضعهم في صورة الاجواء التي رافقت الاجتماع. وعاد الوفد الى بيروت اليوم وأفادت أوساطه “المركزية” ان الحريري ليس في وارد ابرام اي صفقات ثنائية من تحت الطاولة، مشيرة الى ان حركة جديدة ستنطلق داخل 14 آذار التي ستكثف اجتماعاتها لاعادة رص صفوفها وتوحيد موقفها من التطورات. أما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يواكب منحى التطورات الجديد، فأوفد اليوم وفدا قواتيا للاجتماع برئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون، في اطار المساعي لترطيب الاجواء بين الطرفين بعد التشنج الذي تركته مواقف جعجع من المستقلين، في العلاقة بينهما.
فرنجية مقابل الاسد؟: على أي حال، ترى المصادر ان معادلة “فرنجية في الرئاسة والحريري في الحكومة” لا يمكن فصلها عن التطورات في الاقليم، وتسأل هل تكون الصفقة بأن ترضى السعودية بفرنجية رئيسا في لبنان مقابل تنحي الرئيس السوري بشار الاسد مثلا”؟ وهل توافق ايران على التضحية بالاسد مقابل انتخاب فرنجية رئيسا للبنان؟ وتعتبر ان اعطاء اللقاء الباريسي ثماره، اذا حصل، فانه سيعيد خلط الاوراق محليا ويكسر التحالفات التقليدية ليرسم مشهدا جديدا، يكون فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري وجنبلاط وفرنجية في خندق واحد، فيما تزداد اللحمة بين عون وجعجع، وتختم “الايام المقبلة ستكون كفيلة بتظهير نتائج اللقاء الذي يصر طرفاه على ابقاء تفاصيله سرية وبعيدة من الاعلام، خوفا من احراقه”.