كرم سكافي: حزب الله وداعش حدّا مغناطيس ويتبادلان الأدوار/وسام الأمين: هل يدفع الشيخ النمر حياته ثمنا للصراع الايراني السعودي/منير الربيع:العلويون مع روسيا لا مع إيران

304

حزب الله وداعش حدّا «مغناطيس»… ويتبادلان الأدوار
كرم سكافي/جنوبية/ 29 أكتوبر، 2015
بالإتفاق أو بالذات أو بقصد قاصد، فكر داعش وحزب الله في هذه البيئة قديما وسابقا لكل محدث موجود. هؤلاء كقطعة المغناطيس المنقسمة، أصلهما واحد لكنهما اليوم حدّان متقابلان متنافران يتبادلان الأدوار. قد يكون أجدى بالحركات العقائدية التي تمثل حقلاً مجتمعياً أن تتّحد بدل أن تتناحر لإدراك راسخ بأنّها جميعاً سواسية كأسنان المشط لا فرق بينها، ولا فضل لواحدة على أخرى، إلاّ بحجم سطوتها ومدى سلطتها على كم الناس المتواجدين على جغرافيا معينة من هذا الكوكب الدوار، الذي يدور حول نفسه دوراناً يلغي معه أي معنى أو ضرورة لمعرفة البداية من النهاية أو أي حاجة لإستنباط نقطة الإرتكاز إذ إن كل نقطة في الدائرة تعتبر من دون ذلك كذلك. فكرة المجتمع الماضوي التي تدعو إليه الدولة الداعشية والخلط بين الإيمان والسلطة الذي يمارسه حزب الله ويعتبره واحداً كما وإعتماد قاعدة الإرتداد والتخوين عند كليهما ومثلها الإقرار بمبدأ التقليد وإتقان لغة التكليف، والإغلاق على حرية التفكير وتمكين حراس العقيدة وتسليحهم كلها صفات تجمع بين المتضادّين صورياً المتشابهين بالتركيب. إحتكار الحقيقة إحتقار للعقل وهي عند كليهما كمثل السطو على الأفكار، وقرصنة النظريات، ومصادرة العلوم ونسبها بسهولة إلى الذات وهو ما يبهر في العادة البسطاء المستسلمين ويفرح لها المؤمنون الخاضعون الراكعون الساجدون المضحون بأنفسهم للعقل المسيطر بفعل القوة المكتسبة الممنوحة له بالمنتقى من النصوص التي لن تغيّر في المضمون شيء. هؤلاء كقطعة المغناطيس المنقسمة، أصلهما واحد، لكنهما اليوم حدّان متقابلان متنافران يتبادلان الأدوار. أما السؤال عن السبيل إلى الخروج من حقلهم، فجوابه مناط بتأثير الدوران التابع للزمان والخاضع لجاذبية الأفلاك تماماً كما هي الشمس مع الهواء تشتد حرارته في وجدها ويبرد عندما تخبو. تلك التركيبة الإستثنائية الشاخصة أبداً امام ناظرينا أتت من دون شك من عقل فاسد (أي قابل للموت)، وهي ستفسد، ومن الطبيعي (أي المسلم به) أيضاً أنه سيظهر مجدداً ما هو موالف أكثر منها ينقض على المخالف المتكاثر بعشوائية فيها، يحطم أيقوناتها ويجعل منها إذا حالفها الحظ ديناصورات منقرضة مقزمة مناسبة لتقبع بين السطور في نص داخل كتاب على رف مكتبة، أما إن إستحال حصول ذلك أو عجز عن فعله التقطير، لزم وجود طوفان وسفينة كالتي كنت في غابر الأزمان. لا يمكن أن يوصف هذا الأمر إلا انه مساواة بالمفاسد بين العقول الفاعلة التي ما عادت تستطيع معها صبراً العقول الصغيرة المنفعلة، ويقيناً فإنه لن يقدر على استيعابها إلا العقول المفارقة للجسمانية السابحة وراء الغلاف الأوزوني المحيط بكوكب إسمه الارض.

 

بالفيديو: هل يدفع الشيخ النمر حياته ثمنا للصراع الايراني السعودي؟
وسام الأمين/جنوبية/ 29 أكتوبر، 2015
قالت عائلة عالم الدين السعودي الشيخ نمر النمر قبل يومين، ان المحكمة العليا صادقت على حكم الإعدام بحقه. وكانت محكمة سعودية أصدرت في 15 أكتوبر 2014، حكماً بإعدام نمر باقر النمر، بعد محاكمته بتهمة إثارة الفتنة في البلاد، ووصفت المحكمة في حيثيات حكمها النمر بأن “شره لا ينقطع إلا بقتله”. وكان الشيخ النمر قد اعتقل عام 2012 بعد ان هاجم الأمير نايف بن عبدالعزيز عقب وفاته واصفا اياه بالطاغية الذي سيعذب في قبره ولن يدخل الجنة، مما استدعى إيقافه وعند محاولة اعتقاله قاوم رجال الأمن، ولكن تم القبض عليه بعد إصابته في فخذه وتم نقله للمستشفى. وقد جاء توكيد الحكم بالاعدام من القضاء السعودي بحق الشيخ الشيعي ليزيد التوتر بين طهران والرياض، فقد اعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، أن إعدام الشيخ نمر النمر سيكلف السعودية ثمناً باهظًا. وكانت محاكمة الشيخ نمر باقر النمر قد بدأت في اذار 2013 حيث وجّهت له عدة تهم من بينها إثارة الفتنة، وطالب فيها المدعى العام بإقامة حد الحرابة عليه، مع العلم ان للشيخ الشيعي المعتقل مواقف متناقضة، فالى جانب مطالبته بانفصال المناطق الشيعية عن المملكة السعودية واعلانه العداء لنظام آل خليفة في البحرين، فانه وبخطاب علني أعلن عدم جواز دعم نظام بشار الأسد الذي يظلم شعبه، واصفا الشيعة الذين يدعمونه بالضلال. واذا كان  شتم الأموات خطيئة دينية واخلاقية كبيرة، والدعوة للانفصال جناية وطنية تستوجب العقاب، فهل يكون عقاب هاتين الخطيئتين القتل؟ واين هو منشأ الحكم الديني والفقهي لهذا العقاب القاسي والجائر؟هي حرب مفتوحة اليوم بين ايران والسعودية وان كانت لم تصل الى المجابهة المباشرة.حرب باردة يشوبها تهديدات مستمرة، وتوتر دبلوماسي، وتصريحات نارية، تسببت بنزاع طائفي في المنطقة، وصراعات من أجل النفوذ والمصالح، فهل يدفع الشيخ النمر حياته ثمن هذا النزاع الاقليمي الشرس بين الجارين العربي السعودي والايراني الفارسي؟

 

العلويون مع روسيا..لا مع إيران
منير الربيع/المدن/الخميس 29/10/2015
تساؤلات عديدة تطرح حول العلاقة بين الضباط العلويين و”الحرس الثوري الإيراني” في سوريا، في ظل إتهامات توجه إلى إيران بتصفية العديد من ضباط وقادة قوات النظام، خاصة من الطائفة العلوية، ممن لم يوافقوا على تزايد النفوذ الإيراني في جميع المفاصل السياسية والعسكرية في سوريا. كان لإيران يد في إذكاء الحرب السورية، رغبة منها في إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل آذار/مارس 2011. واليوم بموازاة إطلاق تحرك سياسي دولي لإيجاد حل للأزمة السورية، تبدو إيران معرقلة لأي حل سياسي، إذ أنها مازالت تراهن على إمكان الحل العسكري. فأي تسوية سياسية قد تتسبب في خفض نفوذها في سوريا. لماذا قد يكون الدور المستقبلي الإيراني في سوريا، منخفض الفاعلية، في إطار تسوية سياسية سلمية؟ أولاً، ليس لإيران بيئة شعبية أو أهلية حاضنة، على عكس جمهور الشيعة في لبنان، الداعمين لـ”حزب الله”، أو كالحوثيين في اليمن، والشيعة في العراق. في سوريا لا بيئة حاضنة لإيران، فالعلويون لا يميلون إلى إيران التي قرنت مساعدتها لهم، بفرض التشيّع، فيما ينظر العلويون إلى روسيا كمنقذ لهم ومخلص لمصيرهم، بعد كل ما اقترفوه من أعمال قتل مذهبي وطائفي. العلويون ارتموا في أحضان موسكو فور وصول ماكينتها العسكرية. في بيان صادر عن الرئيس بشار الأسد، رداً على كل المساعي السياسية بما فيها الروس، جاء فيه أن لا حل سياسياً قبل القضاء على الإرهاب. من البديهي إعتبار موقف الأسد هو استمرار لموقف إيراني بحت، لأن إيران هي التي تمسك بالميدان العسكري والسياسي في سوريا، على الرغم من التدخل الروسي. ولذلك تحرص إيران على عدم التخلي عن هذه الورقة من يدها. من مصلحة إيران عدم انجاح أي تسوية سياسية في سوريا لأنها في النهاية ستخسر الكثير بعدما قدمت تضحيات مالية وبشرية وعسكرية، للحفاظ على النظام السوري بشخص رئيسه، لا للوصول إلى مرحلة التنحي أو المرحلة الإنتقالية. أول بوادر استشعار إيران للخسارة في سوريا، هي محاولة عرقلتها أي حل سياسي، وتصعيد الصراع على الحلبة السياسية الدولية حول سوريا، خصوصاً بعدما جرى استبعادها من إجتماع فيينا الأول لمناقشة الأزمة السورية وسبل حلّها. ولذلك فقد تشددت إيران أكثر للحصول على دعوة وحضور المؤتمر الثاني. اللافت أن روسيا، وليس أميركا، من وجه الدعوة إلى طهران، وهذا يفتح الباب أمام إحتمالين: أولاً، أن أميركا حريصة على التعاون مع إيران بعد توقيع الإتفاق النووي، إنطلاقاً من وجهة النظر الأميركية القائلة بالعمل مع الجميع، ولذلك لم تعترض واشنطن على دعوة طهران. ثانياً، قد يكون في عدم الاعتراض الأميركي، رغبة بزرع الشقاق بين روسيا وإيران، لأن تضارب وجهات النظر بين الطرفين واضح، خصوصاً أن المبادرة الإيرانية لحل الأزمة السورية متناقضة تماماً مع المبادرة الروسية. على المدى الطويل ستبدو إيران، وكأنها معزولة، لأنها لن تستطيع تحقيق خرق لدى السنة، والعلويون يفضلون الروس، فهم كأقلية سيختارون من لا يطلب تغييراً ثقافياً وعقائدياً لقاء المساعدة، فضلا عن أن روسيا دولة عظمى. كما أن مرحلة ما بعد الحرب وبداية التسوية، قد تحمل بعداً إضافياً لأهمية الدور الروسي، الذي بامكانه فتح آفاق المصالحة مع السنة والدول العربية، فيما إيران قد تشكل للعلويين عامل تصعيد ونفور وليس عامل مصالحة. وإذا كان حلّ الأزمة السورية في نهاية المطاف، سيتخذ منحى مناطق النفوذ للدول الإقليمية واستتباع أقليات في سوريا، فإن خسارة إيران ستكون ملحوظة، فلا حضور بشرياً لها في سوريا، بنسبة شيعة فيها لا تتجاوز الواحد في المئة.