خيرالله خيرالله: مستقبل بشّار يفسّر توتّر نصرالله/عبد السلام موسى: حزب الله: عون غير مطابق للمواصفات/علي رباح: نصرالله ولعبة الحليف الروسي اللدود

362

مستقبل بشّار يفسّر توتّر نصرالله
خيرالله خيرالله/المستقبل/28 تشرين الأول/15 بالإذن..
ما يفسّر الطابع الهجومي الذي تميّز به الخطاب الأخير للأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله، خصوصا لجهة رفضه انتخاب رئيس للجمهورية، الا بشروطه، هو الحدث السوري. باتت هناك قناعة لدى كلّ من يتعاطى في الشأن السوري بأن لا مستقبل لبشّار الأسد في اي لعبة سياسية. جاء الروس الى اللاذقية والساحل السوري مع طائراتهم وقواتهم البريّة التي تبدو مهمّتها مقتصرة على حماية الطيارين والخبراء والطائرات، من اجل انقاذ بشّار الأسد. اكتشفوا بعد سلسلة الهجمات البرّية التي شنّها بشّار بقواته وبدعم من حلفائه في «حزب الله» وايران ان لا امل له في التقدّم في اتجاه ادلب وحلب بغطاء جوّي روسي.
كانت تغريدات صواريخ «تاو» وما حقّقته من اصابات مباشرة كافية كي يستوعب فلاديمير بوتين الدرس. اذا كانت الصواريخ المضادة للدبابات كفيلة وحدها بمنع تقدّم القوات الموالية لبشّار على الأرض، فكيف الأمر في حال حصول الثوّار على صواريخ ارض ـ جوّ؟
كان لا بدّ لبوتين من اعادة النظر في حساباته السورية. لذلك استدعى بشّار الى موسكو ولقّنه الدرس المطلوب منه حفظه غيبا والذي في نتيجته ان موسكو ستطرح على الجانب الأميركي وعلى العرب مبادرة تتضمّن خريطة طريق لحلّ سياسي في سوريا. تتضمن احدى نقاط المبادرة الروسية التي لا تزال في حاجة الى مزيد من التنقيح «ضمان» بوتين عدم ترشّح بشّار في اي انتخابات رئاسية مقبلة في سوريا ونقل صلاحيات رئيس الجمهورية الى حكومة جديدة يتمثّل فيها الجميع. جائزة الترضية الوحيدة لبشّار عدم ملاحقته قانونيا في ضوء الجرائم التي ارتكبها والسماح لآخرين في العائلة بالترشّح للرئاسة.
هذا التطوّر الذي يبدو مرتبطا بالزيارة التي قام بها، في وقت لاحق، لدمشق يوسف بن علوي الوزير العماني المكلّف الشؤون الخارجية والذي ترتبط بلاده بعلاقة ثقة مع ايران يفسّر الى حدّ كبير ذهاب نصرالله بعيدا في تأكيد ان لبنان بات تحت الوصاية الإيرانية. جاء هذا التأكيد عندما اعلن انّه المؤهل لإختيار رئيس الجمهورية «المناسب» و»الحقيقي» و»الأكثر تمثيلا»… معطيا نفسه صلاحيات مجلس النواّب ايضا. كان الخطاب الذي ألقاه الرجل في ذكرى عاشوراء كلام حقّ يراد به باطل، خصوصا عندما يهاجم جمهور «حزب الله» المملكة العربية السعودية التي لم تقدّم يوما سوى الخير للبنانيين، بطريقة أقلّ ما يمكن ان توصف به انّها مبتذلة. بعد خطاب الأمين العام لـ»حزب الله، لم يعد السؤال هل مسموح لمجلس النوّاب اللبناني انتخاب رئيس للجمهورية؟ السؤال هل يمكن لميليشيا مذهبية، عناصرها لبنانية، تابعة لإيران فرض رئيس على اللبنانيين على غرار ما كان يفعله نظام الوصاية السوري، الذي قتل رينيه معوّض في 1989 ليحل مكانه الياس الهراوي، والذي اراد بعد 1998 الذهاب الى أبعد في ممارسة وصايته ففرض على اللبنانيين اميل لحّود؟
من يتمعّن في الخطاب الأخير لنصرالله، يكتشف الى أي حدّ تبدو ايران شبه مفلسة. من الباكر الكلام عن إفلاس كامل لإيران، خصوصا انّها باتت الطفل المدلل لدى ادارة باراك اوباما التي تختزل كلّ ازمات الشرق الأوسط بالملفّ النووي الإيراني. أفلست ايران نسبيا، لأنّه بات لها شريك روسي في سوريا. يشاركها هذا الشريك في الوجود على الأرض السورية وعلى كيفية اقتسام ثروات البلد مستقبلا. لم توافق موسكو في المفاوضات التي تجريها مع طهران في شأن مستقبل سوريا على مرور خط الغاز الإيراني الآتي من العراق في الأراضي السورية. بدأت ايران تبحث عن خط بديل يوُفّر لها تسويق غازها في الهند والصين!
صارت ايران شبه مفلسة لأنّها باتت عاجزة عن نهب ثروات العراق الذي لم تعد لديه اي احتياطات مالية. فوق ذلك، تلقت ايران صدمة «عاصفة الحزم» في اليمن. لم تكن تتوقع ردّ الفعل العربي والسعودي تحديدا على سعيها الى تطويق شبه الجزيرة العربية من كلّ الجهات. لم يعد لإيران سوى لبنان. لذلك صعّد حسن نصرالله في كلّ الاتجاهات مؤكّدا انّه يلعب دور «المرشد» في الوطن الصغير. اخيرا صار للبنان «مرشد»، تماما كما هي الحال في ايران. يريد نصرالله انتخاب الرئيس الذي يشاء ويريد فرض القانون الإنتخابي الذي يشاء.
وهذا يفسّر الى حدّ كبير تلك الحملة المستمرّة منذ ما يزيد على اربع سنوات، خصوصا منذ تشكيل الحزب حكومة برئاسة السنّي نجيب ميقاتي في 2011، من اجل عزل لبنان عن محيطه العربي. كان عزل لبنان عن محيطه العربي خطوة اخرى في مسيرة انقلابية طويلة بدأت مطلع ثمانينات القرن الماضي. تستهدف هذه المسيرة الإنقلابية تغيير طبيعة لبنان، مجتمعا ونظاما سياسيا، على غرار تغيير طبيعة المجتمع الشيعي فيه. من اطرف ما تضمّنه خطاب الأمين العام لـ»حزب الله» الحملة على السياسة الأميركية في المنطقة متجاهلا الحلف غير المقدّس القائم بين واشنطن وطهران، خصوصا في مرحلة الإعداد للغزو الأميركي للعراق. كانت ايران الشريك الوحيد في الحرب الأميركية التي استهدفت التخلص من النظام العائلي ـ البعثي لصدّام حسين. كلّ حلفاء «حزب الله» في العراق، على رأسهم نوري المالكي، جاؤوا الى السلطة على دبّابة اميركية! يبدو توتّر حسن نصرالله مفهوما. اُغلقت في وجهه ابواب اي انتصار في سوريا بعدما تبيّن ان بشّار صار ورقة خاسرة. مرّة اخرى رفع شعار الإنتصار على لبنان. كان هذا الشعار بديلا من الإنتصار على إسرائيل. اصبح الآن بديلا من تحقيق اي انتصار في سوريا.

«حزب الله»: عون «غير مطابق للمواصفات»!
عبد السلام موسى/المستقبل/28 تشرين الأول/15
لا تبدو «مواصفات الرئيس العتيد»، التي يتم تداولها في جلسات الحوار الوطني، «مطابقة» لمواصفات المرشح النائب ميشال عون، طالما أن تعطيل الانتخابات الرئاسية مرتبط به حصراً، دون غيره من المرشحين، ولا سيما أن المواصفات التي تم الإجماع عليها، هي «أن تكون له الحيثية في بيئته والقبول لدى الطرف الآخر»، «احترام الدستور وتطبيق «اتفاق الطائف» بلا استنساب»، «أن يكون محاوراً ومنفتحاً وقادراً على تدوير الزوايا»، «أن لا يكون مُستتبعاً للخارج»، «أن يكون مؤيداً وداعماً للمقاومة ضد إسرائيل». وإذا كان «خير الكلام ما قل ودل» في تفنيد كل بند، نجد أن لا نقاش في كون عون يحظى بـ»حيثية» في بيئته، لكنها «حيثية موازية» لحيثيات الآخرين، وفي مقدمهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الذي ينافسه في السباق نحو قصر بعبدا، على طريق «إعلان النوايا»، الذي أكد أقله على التعادل في «الحيثية» بين الرجلين. لكن «الحيثية» وحدها لا تكفي، ما لم تكن مقرونة «بالقبول لدى الطرف الآخر»، فـ»فدا إجر السيد» فرّط عون بأي إمكانية لقبوله من الطرف الآخر، أقله لدى الطرف المدني الوازن، الذي وصل «الإفلاس العوني» حد وصفه بـ»داعش»، كما بدا في اللافتات التي رُفعت في التظاهرات، واتهمت «تيار المستقبل» بأنه «الدولة الإسلامية إمارة لبنان»، فقط لأن «أوراق القبول» التي حاول عون أن يُغري «تيار المستقبل» بها، بدت كـ»أوراق الخريف» التي تطير مع كل نسمة هواء!. وليس أدل على «الحيثية» المقرونة بـ»القبول» سوى كلام وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، في الذكرى الثالثة لاستشهاد اللواء وسام الحسن، حين خاطب عون قائلاً «إن قوة الرئيسين نبيه برّي وتمّام سلام لا تنبع من أنهما الأقوى في طائفتيهما بل من قبول الطوائف الأخرى لهما». ولا يختلف اثنان على كون الدستور يحترم عون أكثر مما يحترمه الأخير، في ظل اجتهاده في تفصيل «البدع الدستورية» على مقاس طموحه الرئاسي، ناهيك عن كونه على رأس الذين يُغطون تطبيق «اتفاق الطائف» باستنسابية، لزوم استرضاء «حزب الله»، مع العلم أن تاريخه مع «اتفاق الطائف» ليس مشرفاً. وبما أن «فاقد الشيء لا يعطيه»، لم يكن «الجنرال» يوماً محاوراً، «نفسه قصير»، ويريد أن ينال من حواره مع الآخر ما يبتغيه بسرعة. أما بالنسبة للانفتاح، فالحق يُقال إن الجنرال «رب الانفتاح»، ولا يمكن لأحد أن يجاريه في انفتاحه على «حزب الله» الذي يستغل هذا الانفتاح لتأمين «الغطاء المسيحي» للكثير من الارتكابات بحق لبنان واللبنانيين، كما لا يمكن لأحد أن يجاريه في الانفتاح على بشار الأسد، «الساقط» الذي يدعوه إلى «الصمود» حتى نهاية العام، ما يدعو اللبنانيين جميعاً إلى الانفتاح على حقيقة أن عون «مُستتبع للخارج»، ما دام يستمد مقومات «الصمود الرئاسي» من بشار الأسد شخصياً!. أما بالنسبة لـ»تأييد المقاومة ضد إسرائيل»، فجميع المرشحين يؤيدونها ضد إسرائيل حصراً، لكن أزمة عون أنه يعطي لـ»حزب الله» صك براءة في «مقاومة الشعب السوري»، ويهلل إعلامه لمقاومة «حزب الله» المستجدة ضد «آل سعود»، والتي وصلت أخيراً حد الهتاف «الموت لآل سعود»!. بدا عون منسجماً مع نفسه عندما لم يوافق على هذه المواصفات التي لا تنطبق عليه، لكن الأهم أن «حزب الله» بدا منسجماً مع حقيقة نظرته إلى ترشيح عون أكثر من عون نفسه، ووافق في جلسات الحوار الوطني على هذه المواصفات، لا بل اضطر ممثله النائب محمد رعد، بإسناد من الرئيس نبيه بري، إلى «لجم» تفرد عون بطلب «العودة إلى الشعب لانتخاب رئيس الجمهورية»، ما يعني أن كل ما يقوله الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله عن دعمه لترشيح عون، مجرد كلام في الهواء، وأشبه بـ»السم» الذي يُدس في «العسل»، لزوم استمرار عون كـ»واجهة» للتعطيل الذي يحقق مصلحة الحزب بـ»أجندته الإيرانية»، ريثما يحين زمن التسويات. () منسق عام الإعلام في تيار «المستقبل»

 نصرالله ولعبة الحليف الروسي.. اللدود
علي رباح/المستقبل/28 تشرين الأول/15
لعب الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله دوراً إعلامياً أساسياً في الحرب الدائرة منذ سنوات. وجّه، بمساندة منظومة إعلامية ضخمة ومنظّمة، الكثير من الرسائل الداخلية والإقليمية والعالمية. خاطب العرب بوصفه حامي الديار والطوائف والمذاهب والاديان والعرقيات والاثنيات من خطر الإرهاب، كما شرح للغرب باستفاضة خطورة سقوط الأسد على بلدانهم، حيث سيأتي التكفير ليأكل أكبادهم وقلوبهم. للّعبة الإعلامية الإيرانية تاريخ طويل في محاولة التأثير على قرارات الشعوب الغربية وحكوماتها. في مطلع تسعينات القرن الماضي، دار نقاش داخل الادارة الاميركية بشقّيها الجمهوري والديموقراطي، حول «من يحمي المصالح الاميركية في الشرق الاوسط..السنّة ام الشيعة» ؟! عقب أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، دخلت ايران على خط النقاش عبر كتّاب عرب واجانب، وبعثت برسائل مفادها أن تنظيم القاعدة، الذي قتل مئات الاميركيين في 11 أيلول خرج من الدول العربية المتحالفة مع واشنطن ..»والاميركي من اشارة الايراني يفهم«. الديمقراطيون المعروفون بالـ«dirty dealers» كان لهم رأي في النقاش. يقول أصحاب هذا التوجه، «إن تحالُف الولايات المتحدة مع الأنظمة لم يُقرّب الشارع السني منّا.. أما الشارع الشيعي فهو يقلّد مراجع دينية ويسير بأهوائها السياسية، فإذا تحالفنا مع «الرأس» نكسب الشارع حُكما«.اليوم، يدخل «حزب الله« والايرانيون وماكينة إعلامية ضخمة على خط النقاش الروسي الداخلي حول آفاق المشاركة في الحرب السورية. استطلاعات الرأي الروسية لم تكن مشجعة، حتى ان تسريبات الصحافة الروسية والغربية حول اهداف التدخّل الروسي، أقلقت اقطاب الممانعة الشرق اوسطيين. هكذا خرجت المنظومة الإعلامية لـ»حزب الله«، لتسرّب كلاماً على لسان نصرالله في احد مجالسه السياسية، يقول فيه ما حرفيّته، «إن أيّ فشل لروسيا اليوم في سوريا سيعيد الدبّ الروسي إلى داخل جدار حدوده الجغرافية ولن يخرج بعدها خارج بلاده«. لماذا يعتمد نصرالله مع حلفائه الروس الاسلوب الإعلامي نفسه الذي يعتمده مع خصومه واعدائه؟!
لم يكن سهلاً على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان يقرر الدخول الى سوريا، وهو يشاهد بأم العين غرق «حزب الله« والميليشيات العراقية والافغانية والباكستانية في وحولها. لم يكن سهلاً على القيصر ان يزجّ بالروس في حروب عابرة للقارات، بينما يعاني اقتصاد بلاده من اوضاع هشة وصلت الى حد إعلان بعض البنوك والشركات افلاسها. بوتين ليس غافلاً عن كل تلك المخاطر، إلا ان الضرورات الروسية، فرضت على «الدب» سلوك طريق محفوف بمغامرات «لا بد منها«. مصادر دبلوماسية مقرّبة من السفارة الروسية في بيروت، أكدت لـ»المستقبل» ان «الروس، المسكونين بهواجس افغانستان وكوابيسها، درسوا بدقّة حدود «مغامرتهم» في سوريا، والتي تقتصر على خطوتين مكمّلتين لبعضهما البعض: الاولى تتمثّل بضرورة التواجد على الارض بعد ان تبيّن لهم ان الكلمة الفصل في قصر المهاجرين اصبحت للايرانيين، الذين يعملون على مشروعهم الخاص في سوريا. والثانية، تكمن باستثمار هذا التواجد العسكري لفرض تسوية على النظام، تحافظ فيها موسكو على مصالحها الاستراتيجية«. وعن الطريق الذي سلكه الروس للتوصل الى قرار الدخول الى سوريا، تكشف المصادر عن خطة روسية عرضها وزير الخارجية سيرغي لافروف على نظيره الاميركي جون كيري، تهدف الى انشاء تحالف دولي يضم الى جانب موسكو وواشنطن كلاً من انقرة والرياض، مهمّته محاربة الارهاب اولاً قبل الانتقال الى فرض تسوية سياسية لحل الازمة. وبحسب المصادر، فإن الخطة الروسية لم تلق آذاناً صاغية لدى الاميركيين، وقررت موسكو على اثرها الدخول الى سوريا بعد إبلاغ واشنطن صراحة بالامر.
دخل الروس وعزّزوا مواقعهم في مناطق نفوذ النظام وانطلقوا بعملياتهم العسكرية (ضربات جوية). عمليات تصفها المصادر بـ»الضرورية» لاسترداد «بعض» المناطق التي خسرها النظام لتحسين شروط التفاوض تمهيدا لتسوية، تأمل موسكو ان تكون قريبة تحاشياً للغرق في حرب طويلة.
يعلم الروس ان استعادة كامل الاراضي السورية هي من سابع المستحيلات، وبأن الحفاظ على الاسد بالسلطة هو من ثامنها. حتى ان رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف قال في تصريحات تلفزيونية الاسبوع الماضي، «إن روسيا تدافع عن مصالحها القومية في سوريا، لا عن أشخاص بعينهم، وبقاء الأسد بالسلطة ليس مسألة مبدئية بالنسبة لنا». إذاً، هي مسألة مصالح قومية، كما قال ميدفيديف، والتي تسعى موسكو للدفاع عنها عبر منع اي جهة اقليمية من تزويد اوروبا بالغاز عبر سوريا وتركيا، ما قد يقضي على الاقتصاد الروسي الذي يقوم بجزء اساسي منه على تصدير الغاز الى القارة العجوز. وهذا، بحسب المصادر، ما تم التطرق إليه مؤخراً في القمم التي جمعت مسؤولين عرباً وروساً، حيث حصلت موسكو على ضمانات بهذا الشأن، وانتقل التفاوض الى ملفات لها علاقة بالمرحلة الانتقالية وبمحاربة الارهاب وبالنفوذ. بداية، حاول نصرالله تخويف الغرب من خطر «داعش« عليه إن لم يحافظ على حكم الاسد. واليوم، يعمل السيّد على تحذير روسيا من العودة الى داخل حدودها وعدم الخروج منها ثانية في حال لم تحسم المعركة في سوريا. لكن الروس لم يأتوا ليحسموا، بل دخلوا سوريا لفرض حل سياسي تحافظ موسكو من خلاله على مصالحها. حتى ان الغارات الروسية وحراك بوتين يصبّان في هذا الاتجاه. فالمقاتلات الروسية لم تقصف جيش الاسلام (زهران علوش) في ريف دمشق، كما انها لم تقرب من الجبهة الجنوبية. وهي في ذلك، تعمل على عدم استفزاز السعودية. مصالح روسيا (الدولة العظمى) تقوم على اسسٍ اقتصادية وسياسية. اما مصالح ايران (الدولة الاقليمية)، فهي قائمة على بعد ديني ومذهبي. ولأن الطرفين لا يتبعان اجندة ونظرة ومشروعاً واحداً، كان لا بدّ للسيّد من ان يلعب اليوم مع حليفه الروسي ما لعبه سابقاً مع الخصوم والاعداء!