موناليزا فريحة/محور المقاومة الجديد ينسّق مع إسرائيل/محمد آل الشيخ: إيران شريك في تنفيذ 11سبتمبر/روزانا بومنصف: زيارة هولاند للبنان المرتقبة من الإرجاء إلى الإلغاء

276

محور “المقاومة” الجديد ينسّق مع إسرائيل!؟
موناليزا فريحة/النهار/30 أيلول 2015
وسَّعت موسكو تحالفها المفترض ضد “الدولة الاسلامية” من سوريا وايران و”حزب الله”، الى العراق. بعد نقلها مقاتلات وطائرات شحن ووحدات سكنية لألفي جندي الى اللاذقية، أعلنت انشاء خلية لتبادل المعلومات الاستخبارية مع بغداد، وذلك طبعا بالتنسيق مع طهران ودمشق.
محور موسكو- طهران – بغداد – دمشق – “حزب الله” يقدم نفسه على أنه القوة الوحيدة المستعدة لمحاربة “الدولة الاسلامية”، وتاليا يسعى الى تقويض الجهود الخجولة للائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن، وتهميشه في هذه الحرب. وعلى غموض أهدافه البعيدة المدى، تبدو الخطوات المباشرة لموسكو أكثر ثقة من خطة “الحرق البطيء” التي يعتمدها الغرب في سوريا تحديدا. ففي خطابه امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، كما بعد لقائه الرئيس الأميركي باراك اوباما، أعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحديد حلفائه كما اعدائه. تمسك بالرئيس السوري حليفا في المعركة ضد الارهاب، معتبرا أن الجيش النظامي هو القوة الوحيدة القادرة على محاربة “داعش” والمقاتلين الآخرين الذين صنفهم جميعهم في الخانة نفسها. ولمّح الى التعاون مع العراق من خلال المساعدة “التقنية” التي يقدمها لها ولسوريا لمواجهة “داعش”.
وفي المقابل، كرر أوباما التزامه “الانساني” ضد اعدائه من “الطغاة” كالاسد الذي يلقي براميل متفجرة ويقتل الاطفال، الى “داعش” القوة الارهابية. لكنّ الرئيس الاميركي الذي أبدى استعداده للعمل مع اي دولة، حتى روسيا وايران التي كان يستثنيها سابقا، لم يأت ، ولو تلميحا، على ذكر اي حليف له في معركته ضد أعدائه، ولا أورد اية ملامح لخطة محتملة لوضع حد لمعاناة الشعب السوري، في ما عدا زيادة عدد اللاجئين الذين ستستقبلهم أميركا!. مرة أخرى ينكشف عدم تماسك الاستراتيجية الاميركية لمواجهة “داعش” والنظام السوري. الغارات الجوية التي يشنها الائتلاف، ومعه أعضاؤه الجدد، لم تنجح في اضعاف التنظيم. وجهود “البنتاغون” لتجهيز قوة برية تواجه التنظيم المتشدد أخفقت. ولا شك في أن موافقة بغداد على التنسيق مع موسكو في الاستخبارات يشتت أكثر جهود واشنطن من غير أن يحسم بالضرورة فاعلية المحور الآخر في هذه المعركة الصعبة.
وهكذا، تخطو موسكو بثقة واستراتيجية واضحة في سوريا على خلاف واشنطن التي لا تزال تظهر ترددا في مواجهة “داعش” كما في بلورة خطة حل سياسي للنزاع. وبإرسالها تعزيزات الى المنطقة وإرسائها أسس محور جديد، توجه موسكو رسالة الى دول المنطقة بأنها حليف ذو صدقية في المعركة ولاعب رئيسي في الحرب كما في اي مشروع سلام لسوريا. وهي لا تنسى أن تطمئن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بموافقتها على اقامة “قناة لتبادل المعلومات” مع اسرائيل في ما يتعلق بالوضع في سوريا، بما في ذلك “نشاط القوات الإيرانية قرب خط وقف النار في هضبة الجولان”، استنادا الى تقارير اعلامية اسرائيلية.

 

إيران شريك في تنفيذ 11سبتمبر
محمد آل الشيخ/نقلاً عن الجزيرة
نائب الرئيس الأمريكي السابق «ديك تشيني» في كلمة ألقاها في معهد (إينتربراز الأمريكي) تحدث بصراحة عن الوثائق التي أخذها فوج مغاوير البحرية الأمريكية معهم من مخبأ ابن لادن في (آبوت أباد) في باكستان بعد مقتله، وكانت هذه الوثائق تشير – حسب تشيني- إلى أن إيران ضالعة في جريمة 11سبتمبر، وسهلت للعملية، ودفعت أعضاء القاعدة، وعلى رأسهم ابن لادن، لتنفيذها. أن يشهد رجل في حجم نائب رئيس أمريكا السابق بهذه المقولة الخطيرة، يجعل إيران في قفص الاتهام، ويثير كثيراً من التساؤلات حول بواعث إصرار الرئيس الأمريكي «أوباما» على توقيع الاتفاقية النووية معها، وإخراجها من طوق المقاطعة الاقتصادية؛ فعلاقة إيران بالقاعدة لا يمكن أن تكون في منأى عن علم الدوائر الاستخباراتية الأمريكية، لاسيما وأنها كانت على وجه الخصوص السبب الرئيس الذي كان وراء انشقاق الدواعش المعلن عن تنظيم القاعدة، كما كان يقول أبو محمد العدناني أحد زعمائها، في تصريح علني له، وإذا كانت (داعش) صنيعة الاستخبارات الأمريكية، كما هو شائع، وتؤكده كثير من الشواهد يوما بعد يوم، فإن ذلك أدعى وأحرى أن يكون أوباما على علم به. والسؤال الذي يطرحه السياق هنا: لماذا غض الرئيس أوباما الطرف، وتخطى كل المحاذير، وغامر، وهو الذي يدعي الحرب على الإرهاب، ووقع الاتفاقية النووية مع إيران؟.. وهذا السؤال – بالمناسبة – هو الذي طرحته أيضاً صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية المرموقة تعليقاً على ما ذكره «تشيني». أضف إلى ذلك أن المدير السابق للاستخبارات العسكرية الأمريكية الجنرال «ميشيل فلين» سبق أن دعا (لإطلاع الكونجرس على جميع الوثائق الخاصة بابن لادن والمتعلقة بإيران)، لأنه كما قال (تكشف أشياء كثيرة هامة).. كما أن «ديفيد كوهين» نائب وزير الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، سبق وأن أشار أيضا إلى (ضرورة فضح الصفقة الإيرانية مع القاعدة، لإلقاء الضوء على جانب آخر من دعم إيران اللامحدود للإرهاب).
أقرب الظن أن الرئيس أوباما تغاضى عن كل ذلك، والسبب في تقديري محاولة (عقلنة) السياسة الإيرانية، وسحب البساط من تحت أقدام الجناح المتعصب، وتقوية الجناح المعتدل؛ ومعروف أن ما يسمونهم المتعصبين في إيران جعلوا من موقف أمريكا العدائي، والعقوبات الاقتصادية، سببا لتكريس كراهية الشعب الإيراني للغرب. ولا أجد منطقا يمكن أن يكون مقبولا غير هذا المنطق. ولكن: هل سيقتنع العرب مُقدّسي ابن لادن، أن من يرقون به فوق الشبهات كان عميلاً حقيراً لإيران ضد أهله ووطنه، وأن تدينه المزعوم كان بمثابة حصان طروادة؟

 

زيارة هولاند المرتقبة من الإرجاء إلى الإلغاء؟ الشغور الرئاسي عامل غير مشجع على إتمامها
روزانا بومنصف/النهار/30 أيلول 2015
ترجح معلومات تتداولها مصادر سياسية أن زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للبنان، والتي كان أعلن عن اعتزامه القيام بها بعد مشاركته في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك، لن تتأخر فحسب، بل ان احتمالات إلغائها باتت هي الأقوى، إذا استمر الوضع على ما هو من المراوحة السياسية، على رغم رواج ترجيح إرجائها من الأسبوع الأخير من تشرين الأول الى تشرين الثاني، في ضوء زيارة محتملة للرئيس الإيراني حسن روحاني لباريس، الأمر الذي قد يتيح للرئيس الفرنسي أن يحمل اجوبة في ما خص إمكان ان تساهم إيران إيجاباً في حلحلة الموضوع الرئاسي في لبنان ام لا. ولكن مع انطلاق الحديث عن الموضوع السوري على نطاق دولي واسع وامكان البحث في حلول محتملة، فد يستمر ملف الرئاسة اللبنانية مستبعداً الى أجل غير محدد، في انتظار ما ستسفر عنه الإتصالات الدولية والإقليمية حول سوريا، بما يعني ان زيارة روحاني قد لا تتيح لجهود الرئيس الفرنسي في ما خص لبنان فرصة النجاح. ومع ان اجواء اللقاء الذي عقد بين الرئيس الفرنسي ورئيس الحكومة تمام سلام على هامش اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة أبقت احتمال الزيارة واردا، فإن المعلومات المتوافرة لدى مصادر سياسية لا تجزم بذلك، بل على العكس. وفي أي حال، تفيد معلومات ديبلوماسية ان ثمة نصائح كثيرة تلقتها الرئاسة، كما الديبلوماسية الفرنسية، مباشرة أو عبر استطلاع مباشر أو غير مباشر أجرته لدى زعماء وسياسيين لبنانيين تبين بنتيجته انه لم يكن هناك تشجيع ملموس لحصول الزيارة في الظروف الراهنة، أي ما دام تعطيل انتخابات الرئاسة للموقع المسيحي الأول قائما، باعتبار أن ثمة محاذير لزيارة يقوم بها الرئيس الفرنسي للبنان في ظل شغور موقع الرئاسة الأولى. هذه النصائح بنيت على جملة عناصر، من بينها ان هولاند نفسه حين زار لبنان في تشرين الثاني 2012، إنما خص رئاسة الجمهورية وحدها بهذه الزيارة، والتقى الرئيس ميشال سليمان في قصر بعبدا، ولم يلتق في تلك الزيارة التي اقتصرت على بضع ساعات قبل توجهه الى المملكة العربية السعودية، لا رئيس مجلس النواب نبيه بري ولا رئيس الحكومة آنذاك نجيب ميقاتي. بل انه عمد الى استقبال ميقاتي بعد 15 يوماً تقريباً على زيارته للبنان، في قصر الإليزيه، في اشارة ربما الى حرص فرنسا على مراعاة التركيبة اللبنانية الحساسة. ويرى سياسيون كثر ان سعي الرئاسة الفرنسية الى تعويض لقاء رئاسي لشغور موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية بلقاءات قد تشمل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وابرز زعماء الطائفة المارونية، لا يشكل الرد المناسب الذي ينبغي لفرنسا بالذات اعتماده بديلاً من التعامل مع الشغور الرئاسي. فعلى أهمية هذه اللقاءات وما يمكن ان تحمله، فإن انعكاساتها قد تكون سلبية على هيبة الرئاسة الفرنسية التي سيبرز عجزها عندئذ عن التأثير أو الضغط على الأفرقاء أو الزعماء المسيحيين من اجل الإتفاق على ملء الشغور في الرئاسة الأولى، في الوقت الذي كان لفرنسا دوماً دالتها على المسيحيين في شكل خاص. فهل يمكن أن يأتي الرئيس الفرنسي الى لبنان ولا يحمل في جعبته أي مبادرة أو اقتراح لمعالجة الشغور الرئاسي؟ أو هل يمكن ان يمر على الموضوع الرئاسي مرور الكرام، فيعلن بعد كل لقاء ضرورة ان يتفق اللبنانيون على انتخاب رئيس جديد من دون الخوض في التفاصيل؟ وهل ستكون لزيارته أي نتائج ملموسة نتيجة مناقشته موضوع الرئاسة، في حال كان ذلك على جدول اعماله، أو انه سيخرج خالي الوفاض، علماً ان التنسيق القائم بين فرنسا والفاتيكان ينبغي ان يتيح للرئاسة الفرنسية في ضوء الزيارة الأخيرة للكاردينال دومينيك مومبرتي لبيروت معرفة عقم المحاولة مع الزعماء المسيحيين لإقناعهم بالإتفاق على التنازل من اجل اولوية الرئاسة إذا كان الأمر لا يزال منوطاً بهم بعض الشيء، وليس بإيران مثلاً على ما هي الحال؟ ولا ينفي سياسيون ان لبنان في حاجة الى زيارة على مستوى الرئيس الفرنسي، تظهر اهتماماً بالبلد، فتخرجه بعض الشيء من مستنقع ازماته وتعيده الى خريطة الاهتمام والمتابعة، على رغم ان عنوان زيارة هولاند وفق ما اعلنه في مؤتمره الصحافي الذي عقده في الإليزيه هو موضوع اللاجئين السوريين. لكن الزيارة لا يمكن ان تكون عابرة كما كانت زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للبنان قبل اسابيع قليلة، للاطلاع أيضاً على أوضاع اللاجئين عن كثب والإكتفاء بلقاء رئيس الحكومة فحسب، في محور يتركز على هذا الموضوع في الدرجة الأولى، على رغم المعاناة الكبيرة للبنان بسبب اللاجئين وتحملهم المسؤوليات الجسام وتبعات الحرب الأهلية السورية. لكن اذا كانت الزيارة ستقتصر على ذلك، أي الاطلاع على ملف اللاجئين، فيمكن رئيس الحكومة الفرنسية القيام بذلك كما فعل نظيره البريطاني، بدلاً من ان يتكبّد الرئيس الفرنسي عناء زيارة يضطر فيها الى فتح ملفات لا يمكنه تجاهلها، من موقعه الرئاسي أولاً ومن موقع فرنسا بالذات ومسؤوليتها المعنوية حيال لبنان ثانيا.