حارث سليمان: إلى السيد حسن نصر الله: بعد إلك عين تتهم حدا بالعمالة/العميل حريري: تجسس صحّي في بيئة الحزب الأمنية/حميد غريافي: نصرالله يسعى لفتح خط مع إدارة أوباما

791

إلى السيد حسن نصر الله: «بعد إلك عين تتهم حدا بالعمالة»؟!
الدكتور حارث سليمان/جنوبية/ 24 سبتمبر، 2015
هنا رسالة من الدكتور الجامعي حارث سليمان، إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعثها له قبل ساعات وبعيد الإعلان عن عميل جديد في صفوف حزب الله. إلى السيد حسن: إلك عين بعد تتهم حدا بالعمالة؟ أن تتهم أحدا بما هو واقع فعلي بين ظهرانيك، مرة واثنتين وثلاث ومئة مرة… والآتي اعظم.
أمن حزب الله ألقى القبض على عميل تابع للمخابرات الاميركية CIA كان موكلاً بحماية أمن مستشفى الرسول الأعظم لمدة 3 سنوات، واسمه الحقيقي هو صادق حريري، أصله من إحدى القرى الجنوبية وينتمي إلى صفوف “الحماية المركزية” المعروفة باسم الوحدة 1000. الحريري هو واحد من 3 أشخاص تم القبض عليهم بالتهمة نفسها ويعملون جميعاً في جهاز حماية حزب الله أي الوحدة 1000. أحدهم شخص مقرب للغاية من نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وهو من آل فضل الله ويعمل مرافقاً له. يواكبه تقريباً في جميع تحركاته، ما يتيح له معرفة المناطق الأمنية الحساسة. أما الآخر فهو من آل الحاج حسن ويعمل مع الشيخ محمد يزبك، ممثل آية الله علي الخامنئي. ويعتبر اختراق محمد يزبك أقل اهمية من نعيم قاسم لكنه يعتبر ذا قيمة استخباراتية عالية. أما “السيد صادق”، فبصفته يعمل في أمن مستشفى الرسول الأعظم، أتاح ل ذلك النفاذ إلى داتا عن أعداد القتلى والجرحى في حزب الله، بالإضافة الى قيامه بنقل تقارير عن الحالة النفسية التي يعيشها أفراد عائلاتهم والأجواء العامة في حزب الله. كما تمكن “السيد صادق” من رصد الزيارات المتكررة لبعض مسؤولي حزب الله إلى المستشفى وحالاتهم الصحية. كذلك تمكن من الوصول إلى الملف الصحي للأمين عام لحزب الله حسن نصرالله. ّ الإغراء الأساسي الذي أوقع هؤلاء الأشخاص في قبضة CIA هو العامل المالي. فهؤلاء الثلاثة يقطنون في منطقة الأوزاعي ضمن منازل بسيطة وفي منطقة لا يمكن مقارنة رقيها بحارة حريك ومنازل مسؤولي حزب الله. أما الشخص الرابع، الذي كان سبباً أساسياً في وقوع المجموعة داخل قبضة أمن الحزب فهو المدعو “أبو جمال” الذي يعمل في الوحدة 800 التابعة لحزب الله والمعنية بتدريب وإعداد المقاتلين وعناصر الحماية في الحزب وتأهيلهم. وقد قام “أبو جمال” بتجنيد العملاء الثلاثة خلال قيامه بتدريبهم. وكان سقوطه سببه العوز المالي إذ كان يتقاضى من الطرف الأميركي 15 الف دولار في كل دفعة. وقد اعترف “أبو جمال” بتجنيده هؤلاء الذين ألقي القبض عليهم. ونفت مصادر خاصة لي أن يكون هؤلاء الأربعة يعملون بالضرورة مع الموساد الإسرائيلي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل معلومة تصل إلى CIA يمكن أن تصل إلى يد العدو الإسرائيلي.

 

العميل حريري: تجسس صحّي في بيئة الحزب الأمنية
سهى جفّال/جنوبية/23 سبتمبر، 2015
في غضون شهرين تمكن حزب الله كشف عميلين داخل صفوفه يتجسسان على مؤسساته الصحية والاجتماعية، خرق زاد في الفترة الأخيرة واللافت أنه من نوع آخر أصبح يهدد بيئة الحزب بشكل كامل فضلا عن أمن مسؤوليه الكبار العسكريين منهم والسياسيين.  خرقٌ من نوع آخر يتعرّض له حزب الله، فبفارق شهر واحد تمّ كشف عميلان في صفوف حزب الله. إذ إنتشر أمس خبر مفاده القاء حزب الله القبض على عميل أمريكي تابع للمخابرات الأميركية CIA. هذا الخرق الأمني من قبل الموساد الاسرائيلي ليس الأول الذي استهدف حزب الله، وهو لن يكون الاخير على الارجح، فالعميل “محمد شوربا” من قرية مركبا الجنوبية، نائب مسؤول جهاز العمليات الخارجية في حزب الله المرمّز تحت الرقم 910، والذي قبض عليه في الشهر الأخير من العام الفائت 2014 ، ثبت أنه أفشل العديد من العمليات لحزب الله كانت معدّة رداً على إغتيال للمسؤول الجهادي العام في حزب الله عماد مغنية في سورية العام 2008.
”حزب الله يخترق من قبل العدو من مكان لا يخطر على بال
“وكذلك المسؤول الأمني الكبير محمد سليم الملقب بـ “أبو عبد سليم” رئيس وحدة البنية التحتية في الحزب الذي فرّ الى اسرائيل في أيلول 2009 قبل القبض عليه. وقد كان الساعد الأيمن لمغنية. وكذلك مسؤول «وحدة التدريب» في الحزب الذي أُلقي القبض عليه منتصف عام 2011 لتعامله مع الـ «سي آي اي» حسب اعتراف السيد حسن نصرالله شخصيا واسمه محمد الحاج، المعروف بـ «أبو تراب». غير ان العميل المكتشف حديثا في صفوف حزب الله حيث تبين أنه عمل في جهاز امن مستشفى الرسول الأعظم التابع لمؤسسة الشهيد وهي بدورها احدى مؤسسات حزب الله مدّة ثلاث سنوات وكان موكّلا امن المستشفى بكامله، وعمل أيضًا صادق الحريري الملقب بإسم “السيد صادق” ايضا في مجمع سيد الشهداء في وحدة الحماية المركزية وحدة الـ 1000.
وأهم ما قيل أن حريري إستطاع الحصول على ملفات صحية لمسؤولين داخل الحزب ومن بينهم ملف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وإن كان البعض يشكّك بإمكانية الحصول على ملف نصرالله ذلك أن ملفه موجود ضمن دائرة سرية ضيقة لا أحد يعرف عنها شيئاً، ولا يمكن لأحد الوصول الى ايّة معلومة عنه من خارج الدائرة. ويذكر اكتشاف هذا العميل بالقبض منذ حوالي شهرين على العميل السابق وهو المهندس المغترب ناصر حرب (43 عامًا) الذي ألقي القبض عليه في شهر آب الفائت بتهمة التعامل مع إسرائيل. وحرب كان يعمل في المؤسسات الصحية والاجتماعية للحزب ويقوم بصيانة أجهزة التكييف والتدفئة في مستشفى راغب حرب التابع لمؤسسة الشهيد أيضا ومركزها الرئيسي في ايران، كما عمل لاحقا بمركز إمداد الإمام الخميني الاجتماعي،إذ تبيّن فيما بعد للأمن أنه كان يضع كاميرات داخل أنابيب المكيفات للتجسس على المسؤولين الذين يدخلون المستشفى المذكور، وهذا ما كشف بدوره كل الصفقات المالية والفساد بين المسؤول الإيراني وبعض أعضاء الهيئة الإدارية الذين تجري محاكمتهم الآن في إيران.
”كشف ملف نصر الله الصحي هو خرق أمني كبير وصيد ثمين لهذه المخابرات بعد سنوات من محاولات باءت بالفشل
“وبناء عليه، فان الملاحظ في الفترة الأخيرة أن هناك توجّها وتركيزا من قبل الموساد الإسرائيلي وربم المخابرات الغربية لخرق مؤسسات حزب الله الصحية والإجتماعية. إذ يربط هذان العميلان المكتشفان أخيرا وجه شبه من حيث المهامات التي كلّفا بها وهي التجسس على تلك المؤسسات بالذات التي تعنى بضمان المتفرغين بالحزب اجتماعيا وصحيا واحصائهم ودراسة اوضاعهم، والمولجة بالتقديمات على الصعيد الإجتماعي والصحي وربما أيضًا التربيوي والثقافي، ولا شك ان هذا يعتبر خرقا وتهديدا كبيرا لبيئة الحزب. فهذه المعلومات تعطي العدو مخزون معلومات غزير عن البيانات الشخصية لمسؤولي الحزب وأماكن سكنهم (من خلال عقود الإيجارات) ونوع عملهم، فضلاً عن الأماكن التي يترددون إليها وإمكانية الوصول إلى الأطباء المعاينين لهم ومراقبتهم للوصول الى مقرّات الأمنيين والعسكريين في الحزب المطلوبين اسرائيلسا وربما دوليا. فكشف الملفات الصحية لبعض المسؤولين ومن بينهم ملف نصر الله هو خرق أمني كبير وصيد ثمين لهذه المخابرات بعد سنوات من محاولات باءت بالفشل لمعرفة أيّة معلومة توصل إلى خيط يدلّ على مقر أو أماكن تواجد أمين عام حزب الله. وبيت القصيد هنا، أن حزب الله يخترق من قبل العدو من مكان لا يخطر على بال، بوقت أقلّ ما يقال عنه حسّاس لدى الحزب في ظل إنغماسه في الحرب السورية وإهماله على الأرجح للوضع الداخلي ولأمنه في بيئته.

 

نصرالله يسعى لفتح خط مع إدارة أوباما.. التعزيزات الروسية ترسم معالم “الحكم الذاتي العلوي”
حميد غريافي/السياسة/قد يكون “حزب الله” بدأ يسقط تحت جنازير الدبابات الروسية– الإيرانية الموجودة في سوريا منذ نحو شهرين، عندما قرر الرئيس فلاديمير بوتين الإستجابة لطلب حليفه بشار الأسد إرسال قوات ودبابات وطائرات روسية إلى سوريا، بعدما باتت قوات المعارضة على أبواب القصر الجمهوري في دمشق إثر فشل ميليشيات الحزب الايراني ومعها أعداد كبيرة من “الحرس الثوري” في إستعادة بلدة الزبداني المتواضعة عسكريا وتسليحا من أيدي المعارضة السورية، ما جعل الروس يصممون على خوض غمار الحرب السورية بذواتهم من دون الإتكال على قائد “فيلق القدس” الايراني قاسم سليماني الذي “جرى وضعه على الرف”، فأعربوا للأسد عن قناعتهم بأنه ذاهب الى خسارة كل شيء ما لم يتدخلوا مباشرة في القتال. وإعتبر ديبلوماسي بريطاني أن الغريب في الأمر هو أن الأميركيين، الذين علموا مسبقاً بنوايا بوتين والأسد في إنزال قوات وأسلحة ضخمة وطائرات في سوريا، لم يحركوا ساكناً إلا بعد ما شوهدت القوات والدبابات وطائرات الهليكوبتر ومقاتلات “ميغ” في مناطق وأجواء سوريا إمتداداً من دمشق حتى الحدود التركية الشمالية لتغطية مناطق “الحكم الذاتي العلوي” على غرار الحكم الذاتي الكردي في شمال العراق، كما أن تقاعس باراك أوباما المريب عن نجدة “العناصر الخمسة من المعارضة الذين دربتهم قواته لمقاتلة “داعش” وكبدوه ستة ملايين دولار، جعل وزير خارجيته جون كيري “يتلمس” لقاء نظيره الروسي سرغي لافروف لبحث التطورات السورية من دون ان يعلن صراحة نزول طلائع القوات الروسية في سوريا، التي قد يرتفع عددها خلال ستة اشهر فقط الى 30 ألف ضابط وجندي بحماية 250 دبابة و40 مقاتلة ميغ “29” و”34″ و40 مروحية متطورة وخمس قطع بحرية حاملة للصواريخ. وقالت أوساط ديمقراطية في مجلس النواب الأميركي إن الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى “قصم ظهر “حزب الله” اللبناني الذي كان يراهن في بقائه وثرائه على إستمرار التأزم الى ما لا نهاية بين واشنطن وطهران، وأدرك حسن نصر الله من خطوة سحب المرشد علي خامنئي “تشي غيفارا ايران” قاسم سليماني من سوريا بعد العراق الى “الاستيداع” في طهران، صحة المعلومات التي كان زعيم “حزب الله” ينفيها حتى نهاية الشهر الفائت عن وجود “اتفاقات سرية” بين واشنطن وطهران على هامش الإتفاق النووي، كان في مقدمها بدء الدول الاوروبية الواحدة بعد الاخرى إعادة علاقاتها الديبلوماسية المقطوعة مع الايرانيين منذ سنوات”. ونقل إغترابي لبناني من الحزب الديمقراطي الأميركي عن عضو في لجنة العلاقات الخارجية والإستخبارات في الكونغرس قوله “ان حسن نصرالله يسعى منذ أسابيع بواسطة أطراف أوروبية لفتح خط مع إدارة باراك اوباما، إما بضوء أخضر من طهران وإما “من وراء ظهرها إذا إستطاع”، إلا أن الجناح الأقرب الى أوباما في تلك الإدارة يرى أن الوقت لم يحن بعد لإجراء إتصالات مع الحزب بإنتظار نتائج ما سيتقرر في دمشق على ضوء رحيل بشار الاسد او بقائه ما بين 6 اشهر و12 شهراً أخرى في السلطة، لأنه في كلتا الحالتين فإن الأميركيين هم “المنتصرون”  الذين يقررون مصير نصرالله وجماعاته بصورة حاسمة”.